11/09/2023
شعب جنوب السودان جمعتهم الرياضة بعد ان فرّقتهم السياسة.
انقوك مليك اكوك
الرياضة كانت ومازالت رسول محبة وسلام بين الشعوب وبين ابناء الشعب الواحد علّمتنا كيف نُحب بعضنا البعض كمشجعين فريق واحد وعلمتنا ايضا كيف نتعارف وكيف تجمعنا مشاعر واحدة حول الفريق الذي نقوم بتشجيعه.
هكذا هي الرياضة اداة قوية لتوطيد الروابط الأجتماعية وتعزيز المُثل العليا،والدعوة للسلام والاخوة والتضامن والتسامح ،ونبذ العنف والكراهية والقبلية، لذا اصبحت هناك روح الرياضة ،اي الروح التي تجعلك ان تتجاوز كل الاحتكاكات التي تحدث في اللعب رغم استخدام القوة ومهاراتها لتحقيق الفوز ، لكنها تنتهي بتصافح وتصالح وتسامح البعض
ملايين من ابناء جنوب السودان في كل ارجاء العالم قالوا من خلال الرياضة ( نحن جنوب السودان We are South Sudan) لقد صفقوا، وهتفوا لجنوب السودان : لارضه (وسمائه ومياهه من اقصى شماله الى اقصى جنوبه ومن شرقه الى غربه )،جلسوا على مدرجات ملاعب في مانيلا عاصمة دولة الفلبين ،واخرون امام شاشات التلفزيون وشاشات هواتف الجوال،كبار وصغار نساء ورجال جمعتهم الرياضة وجمعهم حب الوطن جنوب السودان الواحد الموحد تحت الشعار ( We are South Sudan )
نعم جمعتهم الرياضة وجمعتهم كرة السلة بعد ان فرّقتهم السياسة الحمقاء ..
الكل في جنوب السودان تصدح حناجرهم بحب جنوب السودان من خلال هؤلا الشباب المنتخب الوطني لكرة السلة لانعرف من هم ومن اين اتو وماهي قبائلهم غير انهم فقد ابناء جنوب السودان خرجوا من رحم هذا الوطن.
ومن خلال الرياضة لقد انصهرت كل العناوين الفرعية والصغيرة في عنوان واحد كبير عريض اسمه ( جنوب السودان) وهكذا، اذن هذا هو معدنهم الاصيل ومن هنا نقول بفم ملان : لكل سياسي فشل في عمله ولن يقدم اي خدمة لشعب جنوب السودان بل يريد ان يتسلق عبر الرياضة نقول : تبا للسياسة التي فرقتنا وجعلتنا كتلا ومكونات وقبائل وعشائر وكأننا( الأخوة الأعداء )…..
تبا للسياسة التي مزّقت النسيج الاجتماعي في جنوب السودان وحطّمت أحلام وطموحات لشعب الجميل ،المحب الوحدة والسلام .
رغم الأوضاع الاقتصادية ومعاناة المواطنين في كل مدن البلاد إلا ان هناك بصيصًا من الأمل زرعه منتخبنا الوطني لكرة السلة في نفوس ابناء شعبنا ، مما جعل الكل يتناسى التعب والجوع والمرض محتفلًا بالانتصار العظيم بتاهيل للاولمبياد باريس.
تبا للسياسة التي زرعت بذور الفتنة والاحقاد والكراهية بين ابناء الشعب الواحد..
تبا للسياسة التي بذرت بذرة المحاصصة البغيضة التي شقّت الصف الوطني....
وطوبى للرياضة التي وحّدت شعبنا من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ... طوبى للرياضة التي شطبت كل العناوين الفرعية والمسميات ورفعت عنوانا كبيرا اسمه جنوب السودان ...
طوبى للرياضة التي رسمت الابتسامة على وجوه الجميع
وطوبى للرياضة التي رفعت اسم جنوب السودان عاليا في افريقيا وفي العالم وتصدح به حناجر الجميع ……..
وطوبى لشعب جنوب السودان التي مرت عليهم اربعة احداث جمعتهم في صف واحد ولم يتكرر ذلك إلا بعد انتصارات منتخب الوطني لكرة السلة الذي قادة رئيس الاتحاد العام لكرة السلة “لول دينق اجو “ رجل يحمل في قبله طموحات كبير لاسعاد شعب عاش حروبا والمعاناة.
من أهم احداث التاريخية التى وحدت شعب جنوب السودان فيه هي حرب التحرير التي ناضلت شعب جنوب السودان واحد عشرين عامًا في الادغال ،فقدت فيه شعب جنوب السودان ابناءهم، فلا يخلو بيت في جنوب السودان لم يفقد شخص في هذا النضال التى انتهت بنيل شعب جنوب السودان استقلاله وحريته،
وقبل ذلك توحد شعب جنوب السودان بقلب واحد موجعة في فقدان القائد الملهم" دكتور جون قرنق دي مبيور " فقد بكى كل بيت في جنوب السودان، بموت القائد الذي يحمل كثير من التطلعات لشعب عاشت معاناة طول حياتهم.
وايضا توحد شعب جنوب السودان في استفتاء الشعبي التي خرج نتائجها بالاستقلال، واصبح جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة وترفرف علمه بين الدول وكان هذا حلم انتظرتها جنوب السودان لسنين طويلة وانتهى بتصويت كل الجنوبيين في هذا الاستفتاء بالزغاريد وهتافات والرقص.
والان توحدت شعب جنوب السودان خلفة منتخبهم الوطني لكرة السلة ،الذي لم يخذلهم بل رسم بسمة على وجوه شعب فرقتهم الساسة وقسمتهم على قبائل وعشائر للتحقيق طموحاتهم الشخصية ، غير حريصين على معاناتهم، لكن بفضل الرياضة والقائد لول دينق توحد شعب جنوب السودان مجددا تحت شعار (We are South Sudan)