23/02/2017
قصة قصيرة
بقلم رئيس التحرير: دعيبس بلوط
من مجموعة كتاب:لانك حبيبتي يوما
اهلا.....حبيبي الميت
حتى العاشرة مساء ما زالت على حالها ...
ساكتة ,هادئة,تجلس القرفصاء على كنبة منسية , تتابع برنامجها المفضل على شاشة عملاقة.
حتى العاشرة مساء...
مازالت تضبط هدؤها وهواجسها انما افكارها تتلاطم مثل موج البحر , تحملها الى مشاوير الامس والحاضر تصطحبها الى طفولتها التعيسة فيتعشعش البؤس من جديد في سراديبها وتعيدها مراهقتها الحزينة الثكلى الى ذكريات مؤلمة ...
تحاول جاهدة الهروب من ذاتها ,حالها ,من افكارها الموجعة والتركيزعلى متابعة برنامجها, لكن المحاولة تخونها وتشعل النارفي مدفأة فؤادها, ذاك الفؤاد المتعب , فلا تدري فعليا ان كانت عشيقته ام حبيبته او على لائحة الحريم عنده
لا تدري ان كان فعلا يحبها ويشتهي قبلاتها وملامسة جسدها بأطراف انامله,؟ او انه يخادعها ممثلا دور العاشق الولهان عليها . لا تدري ان كانت نادمة لانها احبته كل هذا الحب ووهبته جسدها ليكون من املاكه الخاصة ,او انها كانت فعلت هذة التضحية بحثا عن حريتها فكل
هذة الفواصل بينهما متشابكة و فهو ابن الاكابر ان صح التعبير , سليل الحسب والنسب , وهي بنت الجارية في قصص الكتاّب وان قصة حبهما شبيهة بقصة السندريلا
تحاول جاهدة لفظ كل هذة الافكار خارج نطاق تفكيرها والعودة الى برنامجها المفضل الذي بدا يثيرها بأحداثه انما فكرها المشتت يأبى العودة الى البدايات وكأنه مكتوب عليها لعنة الحب
حتى العاشرة مساء مازال قلبها ينبض حبا , متجاوزا كل الماّسي والعواصف التي تهب بداخلها وما زالت جالسة في مكانها منتظرة وهما ات من مخيلتها
رنة...رنتين...ثلاث بعدها لفظت الساعة المعلقة على الحائط تمام الثالثة فجرا , فانتفضت من مكانها مسرعة الى مراّتها لتضبط ماكياجها عبر لمسة عابرة وتسرع عائدة هذة المرة للوقوف خلف النافذة المطلة على الشارع الخلفي ,فالمكان هادىء تماما والاشياء من حولها مبعثرة , افكارها ,عواطفها حتى هي ذاتها ضائعة في زحمة الانفعالات تبحث عن نفسها من نفسها ان كانت تحبه ام انها ترفض هذا الشرف
همها الوحيد استعادته بعد غياب دام خمس سنوات لتستعيد معه ذاكرة حب قاومت بها كل الاعراف والتقاليد
تعبت ( شيماء)من الانتظار فلملمت افكارها وكل ما تبقى لها من ّامال وعادت الى ركنها الهادىء علها تجد للنوم سبيلا ؟؟؟ فاذا بجرس الباب يرن خجولا ... رنة واحدة كانت كافية لتعيدها الى يقظة الانتظار ...تمردت مثل عاصفة هوجاء تدور على ذاتها واسرعت نحو الباب دون ان تحسب خطواتها , فتحته ,تأملته وكأنه عائد للتو من بعيد , ما زال هو هو ..يافع ,عريض المنكبين , اجعد الشعر وقد زين الشيب خصيلات شعره بلمسات رمادية ...تجمدت امامه حائرة هل تحتضنه؟تعانقه؟تشم لهفة اللقاء المهاجر في عطره؟؟ لكن شجاعتها خانتها فمدت يدها وصافحته ببرودة وكأنه غريب,وكأن كل هذة المشاعر والاحاسيس ليست سوى اوهام بلا عناوين ...
دعته للدخول فكان مرتبكا , حزينا ,نادما , حتى ابتسامتها الصفراء هاربة من كهوف مشاعره عليلة ... دعته للجلوس في صالونها واسرعت لاقفال التلفاز ...جلسا والكلام اخرس بينهما لا يجرؤ كل منهما على النظر في عيون الاخر وكأنهما يلتقيان للمرة الاولى ...
دقيقة واحدة لا تكفي , بل هناك مساحات من الصمت فهو سيد الموقف
قالت له :
انا سعيدة بعودتك الى الديار ....
واستفاقت من نومها وتذكرت بأن الاموات لا يرجعون من اسفارهم ومطارحهم البعيدة انما ارواحهم دوما باقية معنا
النهاية