16/09/2020
( 6 )
بعد ان تخلف المنافقون وتركوا رسول الله وكان عددهم 300 رحلوا وكان يرأسهم المنافق عبد الله بن أبي بن سلول
أصبح عدد المجاهدين مع رسول صل الله عليه وسلم 700 فقط لقد نظم المسلمين في تشكيل متلاحم تبلغ جبهته ما يقارب 1000 ياردة ووضع جناحه الايمن عند سفح تل صغير يبلغ 40 قدماً وطوله 500 قدماً ويسمى ( عينين ) كانت ميمنة المسلمين مؤمنة , لكن ميسرتهم يمكن الالتفاف حولها من وراء تل عينين ولمواجهة هذا الخطر قام النبي صل الله عليه وسلم بوضع 50 رامياً على تل عينين بحيث يسيطرون على طرق الاقتراب التى قد يناور منها الكفار للوصول إلى مؤخرة المسلمين وقد اعطى النبي تعليماته غلى آمر الرماة عبد الله بن جبير فقال : ( إنضح الخيل عنا بالنبل لايأتوننا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك لا نؤتي من قِبَلك )
لقد كانت الاوامر الصادرة الى الرماة محددة وبشكل دقيق لان النبي يعرف بخطورة الموقف لو نزل الرماة من مكانهم هذا فسيعرض مؤخرة المسلمين للكفار ويكون المسلمون محاصرون حينها.
وقد وقفت 14 إمراة وراء المسلمين بمهمة تقديم الماء للعطشى وحمل الجرحى خارج المعركة وتضميد جروحهم وكانت بين اولئك النساء فاطمة بنت الرسول (ص ) وقد أتخذ النبي موقعه مع الجناج الايسر لجيشه .
وكانت ترتيبات قتال المسلمين تهدف إلى الدخول في معركة جبهية موضعية وقد تم استيعابها بشكل جيد وقد منحت هذه الترتيبات المسلمين ميزة استثمار مصادر قوتهم وهى الشجاعة ومهارة القتال كذلك فإن هذه الترتيبات أنقذتهم من الاخطار التي سيتعرضون لها بسبب قوة القرشيين العددية وقوتهم بالفرسان وهؤلاء يشكلون ذراع المناورة المتحرك الذي يفقده المسلمون .
لقد كان الموقف يلائم أبا سفيان لكي يخوض معركة أرض مفتوحة بحيث يستطيع المناورة ضد مجنبات المسلمين ومؤخرتهم بواسطة الخيالة ثم يركز قوته ويهاجمهم , لكن النبي ( ص) أحبط خطته واجبره على القتال في جبهة محددة بحيث يصبح تفوقه العددى وقوته بالفرسان ذات قيمة محدودة .
تحرك الكفار الان واقاموا معسكراً للمعركة وعلى بعد ميل جنوب البروز ومن هنا قاد أبو سفيان جيشه إلى الامام وشكله بترتيب قتال يواجه المسلمين وكان ترتيب القتال يتألف من قوة رئيسية من المشاة في الوسط ومن جناحين متحركين , لقد كان خالد على الجناح الايمن وعكرمة على الجناج الايسر وقد عُزز كل منهما بسرية خيالة تتالف من 100 محارب , وقد عُين عمرو بن العاص مسؤولاً عن جميع الخيالة لكن عمله الرئيسي كان تنسيق التعاون .
لقد وضع أبو سفيان 100 نبال على رأس الصف الأمامى من أجل الاشتباك الاولى وكان يحمل على قريش طلحة بن أبي طلحة وهو أحد الذين ظلوا على قيد الحياة بعد غزوة بدر.
وهكذا انتشر الكفار وظهرهم الى المدينة بحيث يواجهون المسلمين وكذلك جبل احد وفي الحقيقة فقد كانوا بين جيش المسلمين وقاعدته في المدينة .
ووقفت النساء مباشرة خلف القوة الرئيسية للكفار وقبل أن تبدأ المعركة انطلقت النساء بإمارة هند بنت عتبة بين الرجال من أجل تذكيرهم بمن قُتلوا في معركة بدر وقبل ان تعود النساء الى مواقعهن في مؤخرة الجيش ارتفع صوت هند عالياً وهى تقول :
( ويها بني عبد الدار , ويها حماة الأدبار , ضرباً بكل بار )
( نحن بنات طارق , إن تقبلوا نعانق , ونبسط النمارق , أوتُدبروا نفارق , فراق غير وامق )
للحديث بقية
اذا اتممت القراءه اذكر اسم من اسماء الله الحسنى لا تنسونا من صالح دعائكم