Afrique///Tchad-Niger-Libye=Toubou

Afrique///Tchad-Niger-Libye=Toubou Nul n'a le droit d'effacer une page d'histoire d'un peuple car un peuple sans histoire est un monde sans âme
(1)

أولاً التبو ودورهم في بناء ليبياكان للتبو شرف الإسهام في بناء ليبيا منذ أن بدأت إرهاصات بناء ليبيا قبل أن تسمى ليبيا وذل...
22/10/2023

أولاً التبو ودورهم في بناء ليبيا
كان للتبو شرف الإسهام في بناء ليبيا منذ أن بدأت إرهاصات بناء ليبيا قبل أن تسمى ليبيا وذلك بمناصرتهم لأب مؤسس الدولة الليبية حيث تشير المصادر التاريخية بان الحركة الصوفية السنوسية قد ثبتت أقدامها في تشاد في منطقة بوركو وانيدي وتيبستي وكانم منذ نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بمساعدة التبو سواء داخل الأراضي الليبية أو على الأراضي التشادية خاصة وان مقر زعيم الحركة كان بمنطقة قور بتشاد ألآن، وهي من احد مناطق التبو التي صارت في دولة تشاد نتيجة التقسيم الاستعماري الذي أنتجه مؤتمر برلين سنة 1885 م الذي اقر رسمياً تجزئة إفريقيا بين بعض الدول الأوربية (6).

إن انيدي واردي وبوركو وعين جلكة وقور هي مناطق تباوية تعتبر من أملاك قبائل التبو وهي أدرى بشعاب هذه المناطق وأراضيها وهم الأكثر عدداً فيها وهم خبراءها وإدلاءها.

شارك التبو بإعداد كبيرة مع بعض زعماء الحركة السنوسية في عديد المعارك ضد الاستعمار الفرنسي وشاركوا في الكثير من المعارك مثل معركة العلالي ومعركة عين جلكة ومعركة أم العظام. وبرز منهم شخصيات هامة صارت رموز من الرموز الوطنية للتبو ولليبيا. ظل تأثير الطريقة الصوفية السنوسية على أفراد التبو خاصة في نطاق خط تيبستي. صار التبو أسياد الموقف الأمني للحركة السنوسية في تشاد بعد تأثرهم بالحركة. كما تشير المصادر التاريخية بان الحركة الصوفية السنوسية قد ثبتت أقدامها في تشاد بمساعدة قبائل التبو سواء الذين داخل الأراضي الليبية أو على الأراضي التشادية خاصة وان مقر زعيم الحركة كان بمنطقة قور بتشاد وهي من احد مناطق التبو بتشاد. صار التبو الحراس الحقيقيين للسيد محمد المهدي بحكم تواجده في نطاق مناطقهم الواسعة والصعبة. يقول الدكتور عبد الرحمن عمر الماحي في كتابه ” تشاد من الاستعمار إلى الاستقلال ” موضحاً المناطق التي تمركزت فيها الحركة السنوسية وهي مناطق لقبائل التبو:- ” كانت السنوسية قد ثبتت أقدامها في تشاد في منطقة بوركو وانيدي وتيبستي وكانم منذ نهاية القرن التاسع عشر ولكنها فقدت كافة مراكزها المادية والروحية على اثر هزيمتها عام 1913م على يد الفرنسيين، وظل تأثيرها ينصب على أفراد قبيلة التبو وعلى كل من يسافر إلى ليبيا عن طريق كفرة ” (7).

مما ذكره الماحي نجد أن المكان هو بمجمله يقيم فيه التبو ومن هنا نفهم بان التبو هم من ساهموا في تامين الحركة السنوسية ومؤسسها إلى أن مات ودفن في احد قراهم وهي قرية قور والتي نقل رفاته منها إلى التاج بليبيا وهي كذلك بها تبو، ثم حاول بعض المتحذلقون من نقله إلى بنغازي إلا انه رجع رفاته إلى الكفرة بعد أن أوشك أن يصل بنغازي بسبب هبوب عاصفة رملية غطت المنطقة عندها اعتقدوا بان محمد المهدي غير راضي على نقله فقد كان لديهم اعتقاد بان محمد المهدي كان ولياً صالحاً يظهر في حال التعرض لأشخاص لخطر خاصة في الصحراء وينقذهم من الخطر. رجع رفات السيد محمد المهدي إلى الكفرة وكان ذلك في الخمسينات من القرن العشرين. بعد الخامس من سبتمبر سنة 1900م وهو صدور مرسوم من رياسة الجمهورية الفرنسية ينص على تنظيم الأقاليم العسكرية ومناطق الحماية في تشاد شرعت القوات الاستعمارية الفرنسية تركز على الاستيلاء على بقية أجزاء تشاد فشرعت المواجهة مع المجاهدين من التبو بقيادة السنوسيين في شمال تشاد وكان يشارك في القيادة دود مرة بن يوسف سلطان وداي الذي كان يناصره التبو(8).

ثانياً التبو ودورهم في مقاومة اىستعمار الفرنسي
من المعارك التي كان فيها التبو مع وحدة القوات السنوسية مشاركتهم في 29 مارس 1908م بقوة بقيادة زعيم المحاميد وهو محمد بشارة، حيث قاموا بهجوم على الفصائل الفرنسية المرابطة في دكوشي بالبطحة، وقد قدر عدد المقاتلين إضافة إلى وحدة القوات السنوسية التي كان بها محاربين من التبو بحوالي 2800 مقاتل. وأشارت المصادر بان تلك المعركة استمرت يوما كاملاً. بعد ذلك ظهر التبو بقيادة بعض القادة من الحركة السنوسية لمناصرة الشعب التشادي حيث تم وقوفهم إلى جانب السلطان دود مرة مع ما تبقى من جنده بعد أن تأمر عليه الفرنسيون الذين مكنوا ابن أخيه من حكم مملكته، وكان إلى جانبهم كذلك سكان الجنينة وسلطان دارفور وكان تاج الدين سلطان الجنينة من احد قادة الجنينة ونتيجة لهذا تم الاتحاد بين سلطان الجنينة وسلطان دارفور والسلطان دود مرة والتبو الذين انخرطوا في الحركة السنوسية، يشير الدكتور عبد الرحمن عمر الماحي إلى أن السلطان دود مرة تقرب لسنوسيين الذين كانوا في حراسة التبو حيث قال:-

” في مارس 1908م قامت فرقة النقيب جرسليمي المكونة من 250 جندي و180 معاون تابع لأصيل ابن أخ دود مرة من موقعها في بوكورو، وتقدمت حتى مدينة آتية التي لم تبعد عن ابشه عاصمة وداي بمقدار 180 كم نحو الشرق. فأحس دود مرة بالخطر واخذ يستعد لمواجهته والدبلوماسية حيث سعى للتقرب من السنوسيين في شمال البلاد قبل دخول المعركة ” (9).

وهنا نجد أن المكان الذي استنجد به دود مرة تقطنه قبائل التبو وهو شمال تشاد وجنوب ليبيا.

كما كان التبو من ضمن الذين ساهموا في هزيمة القوات الفرنسية في معركة اتحاد السلاطين حيث هزموا القوات الفرنسية التي قامت بالقرب من بئر طويل في 4/ 1/ 1910 م فقد قتل فيها النقيب فينشك والملازمين بيرا ويلاك وباسير. والرقيب برانجي و100 قناصاً و80 جندياً معاوناً، ونجا 8 جنود فقط من الفرنسيين والمعاونين، وقد كانت لهذه الهزيمة صدى في فرنسا حيث دفعت البرلمان الفرنسي إلى التصويت بالموافقة على الاعتمادات المالية اللازمة لدعم القوات الفرنسية في تشاد حيث ارتفع عدد أفرادها من 1200 إلى 1800 موزعين على كتيبتين كل كتيبة مكونة من أربعة سرايا، وقد اعتبرت أول هزيمة كبيرة تعرض لها الفرنسيين في الشرق (10).

ثالثاً التبو والحركة السنوسية
تشير المصادر التاريخية بان مؤسس الحركة السنوسية وأعوانه وصلوا تشاد عام 1899م وتمركزوا في مناطق التبو في الشمال من تشاد. التبو في تلك السنوات لم يكونوا منقسمين بين تبو ليبيا وتبو تشاد. من مناطق التبو تلك بدأت الحركة السنوسية إرهاصاتها في بث أفكار طريقتها والتي كان ينافسها حركات صوفية أخرى كالتجانية التي تأسست في القرن الثامن عشر الميلادي على يد الشيخ احمد محمد التيجاني الذي ولد في عام 1737م في قرية عين ماضي والذي توفى عام 1815م، والذي خلفه الشيخ محمد الحافظ الذي انشأ عدة زوايا في تمبكتو، وبورنو، ووداي. ويتلخص البناء الاجتماعي للطريقة التجانية من الشيخ الذي يمثل قمة التنظيم ويلي الشيخ المقدمون، وهم المساعدون الذين من خلالهم ينظم الشيخ الجماعة الصوفية ويحمل المقدم أجازة أو شهادة من الشيخ تكتب فيها قواعد وأحكام الطريقة وسلسلة المشايخ الذين وصلت إليه الطريقة عن طريقهم ويلي ذلك القاعدة العريضة وتتكون من الأخوان أو المريدين أو الأتباع، وكذلك كانت الطريقة القادرية التي تأسست في بغداد في القرن الثاني عشر الميلادي وهي أول الطرق الصوفية التي وفدت إلى غرب إفريقيا، وأخذت تنتشر من منطقة تمبكتو وولاته بين الشعوب والقبائل الوثنية وكان مشايخها يرسلون من اسلم وحسن إسلامه إلى المراكز الرئيسية للطائفة لإتمام تعليمه، كما بعثوا ببضعهم إلى مدارس القيروان وطرابلس وفأس والأزهر ولم تصل القادرية تشاد (11).

وعن وصول السنوسيون لتشاد والاحتماء بمناطق التبو يقول الدكتور عبد الرحمن الماحي:- ” وصل السنوسيون إلى تشاد عام 1899م فتمركزوا في المناطق الشمالية واخذوا يمارسون العمل السياسي بالإضافة إلى الدعوى والنشاط التجاري، وأصبحوا منذ ذلك التاريخ يحتكرون تجارة الأسلحة والذخيرة والسكر والشاي والملح والعاج وريش النعام والرقيق والعسل بين ممالك تشاد ودول حوض البحر الأبيض المتوسط ” (12).

كما يشير الدكتور الماحي إلى أن قبائل التبو كانت أكثر القبائل احتكاكا بالسنوسيين في السلم والحرب(13).

كما صار هناك تلاميذ من التبو يتعلمون الطريقة السنوسية وعلوم الدين الإسلامي من أمثال عبد القادر تركي التباوي الذي تعلم القرآن والفقه من الزاوية السنوسية التي أقامها السنوسيون فقد قام السيد محمد المهدي السنوسي بتأسيس مركزاً ديناً كبيراً في منطقة قور وهي احد مناطق التبو والتي يقطنها التبو، وصارت فيما بعد بحكم التقسيم الأوروبي ضمن المستعمرات الفرنسية في تشاد. كان ذلك المركز يحفظ فيه القرآن والفقه الإسلامي. من قور انطلقت الحركة السنوسية من مناطق التبو في توعية الناس ونشر الدين إلى أن توفى مؤسس الحركة في 1902م ودفن في قور. من المجاهدين التبو الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي مع الحركة السنوسية توغي ارمي التباوي الذي استشهد أثناء مقاومته للاحتلال الفرنسي، وقد شارك في معركة عين جلكة وأم العظام مثله مثل الكثير من أبناء جلدته من التبو. كما أشير بان التبو كان لهم الفضل في تمكين الحركة السنوسية في شمال تشاد لكونهم هم من يسيطرون عليها، وفي هذا يقول مقالاً عن التبو:-

” كان الملك إدريس المهدي يقدر هذا الفضل ويعتبر التبو من أهم رجاله وكان يعتمد عليهم كثيراً وبعضهم كان مستشاريه حيث كانوا معه منذ كان تلميذاً في زاوية التاج وزاوية قور، وهكذا كان التبو قد ساهموا في إنشاء المملكة الليبية حيث بايع التبو السيد إدريس المهدي السنوسي في ولاية برقة (14).

وتشير المصادر بان التبو كانوا قوة اقتصادية أسهمت في بناء ليبيا الحديث خاصة في المجال الزراعي والحيواني وتجارة العبور عبر الصحراء (15).

كما يشير العقيد الفرنسي شابيل حاكم إقليم بوركو وانيدي وتيبستي في تقرير له بشان تأثير الحركة السنوسية في تبو شمال تشاد وكان ذلك التقرير موجهة إلى لجنة تنظيم المجموعات الإقليمية الصحراوية الساحلية في تشاد حيث أشار التقرير إلى أن التبو في تيبستي الشرقية تيدا ويريا عددهم 1500 نسمة مع المجاهدين (16).

كانت زاوية بئر علالي من ضمن الأماكن التي يسيطر عليها التبو بحكم أنها تقع في نطاق أراضيهم وهي من أهم القلاع المتقدمة للحركة السنوسية تجاه الجنوب وشكلت المقاومة بالنسبة للمعارك الأولى مع القوات الفرنسية الزاحفة من تشاد نحو الجنوبي الليبي حيث أشار الدكتور عبد الرحمن عمر الماحي في كتابه ” تشاد من الاستعمار حتى الاستقلال ” إلى انه في عام 1901م قاد النقيب مبللو هجوماً على زاوية بئر علالي إلا انه هزم ولقى مصرعه مع عدد من جنوده، كما أشار إلى انه عام 1902م قاد النقيب تيتار هجوماً على نفس الزاوية معقل السنوسية والتي يحرسها التبو وقد فشل هو الآخر ولقى مصرعه مع عدد من جنوده كذلك. وفي 4/12/ 1902م قام مجاهدون من التبو بقيادة المقدم ابوعقيلة المكلف من السنوسية والذي كان تحت أمرة السنوسية بهجوم على القوات الفرنسية استمر ثلاثة أيام والذي كان متوقعاً من الفرنسيين الذي عززوا مواقعهم بالجنود والسلاح الثقيل. تشير المصادر بان المجاهدين استشهد منهم الكثير في تلك المعركة. بعد هذه المعركة زحفت القوات الفرنسية نحو عين جلكة في بوركو حيث كان يقيم السيد البراني الذي كان مكلفاً من قبل الحركة السنوسية في مقاومة الفرنسيس، وتشير المصادر انه في عام 1907م زحفت القوات الفرنسية بقيادة النقيب بوردو والنقيب كورني وهجمت على بلدة عين جلكة واستشهد في التصدي للهجوم السيد البراني والكثير من البتو وفقد الفرنسيون معظم قواتهم مما اضطروا إلى الانسحاب، وفي عام 1908م قام النقيب سيلبي والملازم لاتلوار والطبيب البيطري لباتي بحملة أخرى على عين جلكة ولكنها فشلت بعد أن أعطيت معلومات على القوات الفرنسية للقوات السنوسية. كما اشارت المصادر بان التبو في ايندي تحت قيادة السنوسية بقيادة المقدم صالح ابو ريمي هزمت القوات الفرنسية بعد ذلك (17).

في 18/2/ 1930 م ضمت تيبستي إلى أراضي تشاد حيث كانت تابعة للنيجر وبهذا قسم جزء من التبو وأراضيهم (18).

شارك التبو في الجهاد ضد الغزو الايطالي وكان منهم على سبيل المثال المجاهد هرنجي ولمي، والمجاهد سلمي شدة، والمجاهد صالح اردموني، والمجاهد طاهر إبراهيم. كما عين من تبو الدزا أبان الجهاد المجاهد قجة عبد الله قائد لمنطقة برقة الوسطى وكان التعيين من قبل إدريس السنوسي في أواخر ديسمبر 1922م عندما غادر مصر.

رابعاً التبو بعد استقلال ليبيا
بعد إعلان استقلال ليبيا صار الكثير من التبو حراس في الحرس الملكي، إضافة إلى أن بعض منهم قد شملهم تسجيل سنة 1954م وتم تسجيل الكثير من التبو خاصة القريبين من المدن كالكفرة ومرزق وغيرهما بالمقابل تخوف الكثير من التبو من هذا التسجيل خشية الملاحقة ؛ لاعتقادهم بان هذا التسجيل ربما يكون خدعة لتحجيم التباوي الذي كان دائما وأبدا يثور ويتمرد على الطغاة ولا يخضع لهم خاصة، وان للتبو سوابق تاريخية مع الحكم العثماني الثاني والذي هددهم في حياتهم الاقتصادية والاجتماعية فعلى سبيل المثال قام النظام العثماني في العهد الثاني بحملة ضد التبو راح ضحيتها أعداد من الأطفال والنساء والمسنين حيث أشير بان الحكام في الحكومات العثمانية المتعاقبة قاموا بتكليف بعض من شيوخ واعيان القبائل لتحصيل الضرائب بعد أن صار الوضع يهدأ في ليبيا مقابل العطايا التي تعطى لهم وقد قدرت الضرائب أو الخرج أو الميري بعشر الإنتاج، إلا أن التبو رفضوا دفع الضرائب والخنوع للعثمانيين.ونتيجة لذلك تذكر المصادر التاريخية انه في سنة 1314هجري قامت القوات العثمانية بمهاجمة قبائل التبو الذين لم يرضخوا للحكم العثماني. وتشير المصادر التاريخية بأن في تلك السنة زحفت جيوش عثمانية على قرى التبو وقاموا بمهاجمة ديارهم واعتدوا على النساء والعجزة ونهبوا المواشي، وقد سميت تلك الحادثة باسم ” واقعة التبو ” حيث قامت القوة المكلفة من القائد المكلف بالقضاء على زعيم أولاد سليمان عبد الجليل الذي استولى على فزان كما يذكر نائب فزان العثماني عبد القادر جامي في كتابه ” من طرابلس الغرب إلى الصحراء الكبرى “. ويذكر نائب فزان بان المنهوبات قد ردت، ولكن في اعتقادي هذا شيء فيه غلط وتدليس على مذبحة التبو في المذبحة ألمسماه ” واقعة التبو ” التي راح ضحيتها الأطفال والنساء والمسنين من قبائل التبو كما أشار إليها نائب فزان نفسه احد أطراف الحكومة العثمانية. وهذه الواقعة لا تقل عن مذبحة الأرمن فكلاهما جريمة ضد الإنسانية ومن نفس المنفذ (19).

كما قامت رموز من التبو بأعمال وإسهامات سجلت من ضمن تاريخ ليبيا منها:-

إنهاء الصراع الذي كان قائما بين القبائل خاصة المجاورة للتبو كالطوارق.
محاربة قوافل الجباية العثمانية في عصرها الأخير.
قيادة العمل الجهادي في القطرون وفزان.
قيام بعض قادة التبو بتزويد الطوارق والتبو بالسلاح مستغلين حاجة الايطاليين لمقاتلين.
مقاوم الاستعمار الايطالي والفرنسي وتحدى الفرنسيين في موقعة يات جنوب القطرون.
المشاركة في كتائب الجهاد في تشاد ضد القوات الفرنسية.
المشاركة في محاربة الايطاليين.
المشاركة في معارك ضد الايطاليين في طرابلس وبرقة وفزان.
المساهمة في إبرام اتفاقيات ومعاهدات سلام مع الطوارق مما جعل الأمن مستقرا في ليبيا.
المساهمة في حماية النازحين من ليبيا إلى النيجر وتشاد.
في 22 /11/ 1956 صدقت الحكومة الفرنسية على معاهدة صداقة وحسن جوار بين فرنسا والملكة الليبية المتحدة جاء فيها:- ” اتفق الطرفان المتعاقدان على الاعتراف بان الحدود التي تفصل الأراضي الليبية على الأراضي التونسية والجزائرية وأراضي افريقية الاستوائية الفرنسية ” تشاد ” وإفريقيا الغربية الفرنسية ” النيجر ” وهي تلك الحدود المنصوص عليها وفقا للمعاهدات والاتفاقات الدولية المعترف بها وقت إنشاء المملكة الليبية ” (20).

وقد تم تبادل الوثائق بين ليبيا وفرنسا في 20 فبراير سنة 1957 م وبدأ العمل بها في 26 مارس سنة 1957 م وبذلك أصبحت الحدود تضم اوزو إلى أراضي تشاد سارية المفعول، كانت اوزو وهي من أراضي التبو قد تنازلت عنها فرنسا لايطاليا بموجب معاهدة مع لافال موسوليني في 7/ 1/ 1935. (21).

وهنا نجد المؤامرة واضحة من السنوسيين على التبو الذين رافقوهم في محاربة الفرنسيين والايطاليين ونشر طريقتهم.

في عام 1972م ضمت ليبيا شريط اوزو بحكم انه ليبي، وعام 1973م نال التبو في هذا الشريط الذي يبلغ عشرات الكيلو مترات الجنسية الليبية، عندما بدأت الحرب بين تشاد وليبيا عام 1978م لم يتدخل التبو في شمال تشاد ولم يغدروا بالجيش الليبي، انضم الكثير من التبو للجيش الليبي عام 1979م. استخدم نظام 1969 سياسة فرق تسد بين تبو تدا الفرع الشمالي للتبو وتبو دزا الفرع الجنوبي للتبو نتج عنه انقسام لقبائل التبو إلى ليبيين وتشاديين عام 1987م. وفي 2007 ونتيجة لسحب الجنسية من التبو خاصة من المحاذين للحدود التشادية تمت انتفاضة بالكفرة ضد النظام وقد وصفت الحكومة الليبية بأنها تمارس التطهير العرقي ضد التبو، الأمر الذي جعل جمعية الشعوب المهددة تصف الحكومة الليبية بممارسة التطهير العرقي ضد التبو وكان ذلك سنة 2009م.عندما قامت ثورة فبراير 2011م انضم التبو للثورة دون سواهم في الجنوب وساهموا في إنجاح الثورة حيث تم لهم في 6 مايو 2011م من السيطرة على مدينة الكفرة بعد معارك قوية. حاول النظام السابق خداع التبو من جديد فأصدر في 23 مايو 2011م قرارا يمنح فيه التبو جميع حقوق المواطنة والذي كان منه دليلا واعترافا منه بأنه لم يعط للتبو حقوق مواطنة، في يونيو 2011م مقاتلو التبو يشاركون في السيطرة على منطقة الويغ والقطرون وام الارانب وزويلة، وفي 20 سبتمبر التبو يشاركون في السيطرة على سبها (22).

بعد السيطرة على الأراضي الليبية صار التبو حراس للحدود الجنوبية وحقول النفط حيث كلف منهم قائد لتلك القوة. حاول البعض تشويه شخصيات من التبو وذكروا بان قائد من قيادات التبو تشادي رغم أن أول شهيد في الكفرة بل في ليبيا كان أخيه وهو الشهيد جمعة عبد المجيد منصور وكان ذلك في 15/2/ 2011م. وهناك من بعض المأجورين يحاولون أبعاد التبو بكل الطرق عن الساحة السياسية للدولة الليبية (23).

إن تاريخ التبو ليس تاريخ شخص واحد أو جماعة واحدة إنما هو تاريخ شعب ولهذا نجد أن كل آثارهم تجمع كل التبو وليس أشخاص وتكاد تكون أهم أعمالهم جماعية خاصة عندما يشرعون في بناء بيوتهم واستعدادهم لإقامة المناسبات والعمل يكون على عاتق الشباب، وقد دلت وعبرت أمثالهم الشعبية على ذلك حيث يقول احد أمثالهم:- ” إذا حضر المسنين لا تقول نأكل وإذا حضر الشباب لا تقول نعمل “. رغم تضحيات التبو في سبيل ليبيا إلا أنهم لم ينالوا شيء من مقدرات أراضيهم وتنكر لهم الكثير حتى الذين رافقوهم في الجهاد. فعلى سبيل المثال عانى التبو ويلات الظلم والاضطهاد والتهجير من قبل الحكم العثماني نتيجة فرض العشر أو الميري على ما ينتجونه سواء في نخيلهم أو مواشيهم خاصة الإبل فعن تاريخهم مع الاحتلال العثماني وما واقعة التبو إلا خير دليل. كما اضطر الكثير من التبو الهجرة إلى أدغال إفريقيا نتيجة عدم انسجامهم مع الحكام، في هذا الصدد يشير صحفي ايطالي من خلال تحقيق مسلسل عن إفريقيا نشرته مجلة ايطالية على حلقات وترجمته وإعادة صياغته من قبل مجلة ليبيا الحديثة والتي كانت تصدر في الستينات من القرن العشرين في ليبيا إلى أن في غرب موزامبيق قبيلة تدعى تكوا من أصل قبائل التبو.

وعندما تحصلت ليبيا على استقلالها لم تهتم الدولة بهم بل إساءة معاملتهم ولم تدون الكثير منهم في السجلات التي عملتها سنة 1954م عندما شرعت الحكومة في تعداد وحصر السكان، بل عملت أسوء من ذلك حيث انه في احد المرات قام أعوان النظام الملكي بمعاقبة احد أفراد التبو وجلده أمام الكثير وعندما تدخل احد مشايخ التبو والذي حارب مع السنوسية وامن رجالها في مناطق التبو تمت أهانته من أعوان السنوسية بمدينة الكفرة فغادرها إلى تيبستي حيث يقول الرواة من التبو بأنه شاهد احد أعوان السنوسية يجلد فرد من التبو عندما تدخل قالوا له أن العبد لا تحسنه إلا العصا مرددين عبارات الجاهلية مما جعل ذلك الشيخ مغادرة المدينة التي تم فيها جلد ذلك التباوي غاضباً من هذا الحكم بالرغم بان الكثير من التبو كانوا حراس الملك الأولين. بعد 1969 م وقيام الجمهورية كان نفس الشيء حيث أهمل التبو ومدنهم بل الكثير من مدنهم في الجنوب صارت أطلال بسبب الإهمال. والاسواء من ذلك هو التآمر على التبو من قبل الحكام والحكومات رغم دورهم في إرساء الأمن والاستقرار في الجنوب الليبي حيث فصلت مدنهم بما فيها ومنحت لدول أخرى بالأرض والشعب مثل شريط اوزو وسكانه. لم ينال التبو شيء من الخدمات العامة التي تقدم للمجتمع الليبي، فقد أهملت مدنهم ولم يتم فيها إعمار، ولم تقيم لهم المستشفيات والعيادات الصحية، وتفشت الأمية بينهم لعدم توفر مدارس ومعاهد وجامعات بالمقارنة مع أماكن أخرى وأهمل تاريخهم وثقافتهم وهويتهم. وهذا جعل التبو يهاجرون شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً تاركين أراضيهم ومواشيهم. وتم سحب جنسيات الكثير منهم مما أدى إلى بروز معارضة للنظام من قبل التبو سنة 2007م حيث تكونت جبهة إنقاذ التبو، وفي 2008م قام التبو بالكفرة بانتفاضة وتم قمعهم من قبل النظام الحاكم. وحتى بعد 17 فبراير 2011 م رغم التضحيات التي قام بها التبو في الثورة ورغم تحريرهم الجنوب الليبي إلا أن المسؤولين الجدد قاموا بتهميشهم وإقصاءهم من المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي.

خامساً النتائج والتوصيات
ا-النتائج:

لقد لاحظت الدراسة الأتي:

1-إن التبو حالهم لازال كما كان لم تصل إلى مدنهم وقرهم الكهرباء والمياه ولم تبن فيها المدارس والمعاهد والمستشفيات والمصحات ولم تشيد فيها البيوت الحديثة، ولم تقوم فيها المصانع والطرق والمشاريع رغم أن نطاق تواجدهم كبير جداً. عندما تحصل بعض التبو على فرصة في التعليم صار منهم الطبيب والمهندس والمعلم والأستاذ الجامعي والجيولوجي وغيرهم.

2- إن المعانة التي يعانيها التبو كبيرة وكبيرة جداً حتى في تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم حاولت الحكومات المتعاقبة طمسها والتظليل عليها لدرجة أن الكثير من الليبيين لا يعرفون عن تاريخ وثقافة التبو شيء بل أن الكثير من المتعلمين والمثقفين لا يعرفون بان هناك تبو.

ومع هذا ورغم الإهمال إلا أن التبو لازالوا متمسكين بليبيا واحدة ويردعون كل معتدي عليها. طيلة القرون والسنوات الماضية لم تتعرض حدود ليبيا الجنوبية لأي اعتدى بسبب أخلاص التبو لليبيا والطوق الأمن الذي يمثله وجود التبو في الجنوب رغم أنها حدود مفتوحة بدون حماية وباستطاعة أي قوي الدخول منها والتعمق إلى وسط ليبيا بكل يسر.

3- إن التاريخ شاهد على الردع الذي قدمه التبو لليبيا وحتى لتشاد والنيجر في معركتهم مع القوات الفرنسية ومن بعدها القوات الايطالية.

إن التبو هم احد المكونات الليبية التي تمثل ليبيا كالطوارق والامازيغ والعرب والمختلطين من أوروبا واسيا وإفريقيا.

4- إن التبو هم احد المكونات القديمة في ليبيا وكل الطرق التجارية الصحراوية القديمة المتجهة إلى أواسط إفريقيا وغربها كانت تمر من مناطقهم وكانوا هم أدلاء لتلك القوافل وحراسها.

5-من خلال الدراسة كذلك اتضح أن للتبو دور كبير في حركة الجهاد الليبي في الجنوب فقد ساهم التبو في محاربة الفرنسيين في جنوب ليبيا وفي شمال تشاد، وقد برز منهم قادة في الجهاد أمثال السلطان شهاي ومينا صالح وملكني وعبد القادر التباوي والمجاهد مردي التباوي الذي خلد بتسمية وادي باسمه هو وادي مردي، والذي حارب الفرنسيين في جنوب ليبيا، وكذلك محمد مردي ابن مردي، وقد كان الكثير منهم جنود أوفياء مع باقي المجاهدين الليبيين وشاركوا مع احمد الشريف وعمر المختار في محاربة الفرنسيين بحكم أنهم أدرى بطبيعة وتضاريس ومجاهل الأرض التي يحاربون عليها. كما وضحت دور التبو في حماية الأمن القومي الليبي عسكريا وسياسيا من ناحية الجنوب بسبب علاقتهم الوثيقة مع أشقائهم في الشمال التشادي والشرق من النيجر.

6-كما اتضح من خلال الدراسة بان للتبو رموز وطنية قامت بأعمال اجتماعية وسياسية واقتصادية من اجل التبو ومن أجل ليبيا، ومن اجل موطنهم ووطنهم. كما أتضح بان تلك الرموز مثلت قوة تهديد للاستعمار الفرنسي والايطالي وقبلهما مقاومة الظلم العثماني. كما اتضح بان جهاد التبو امتد من الساحل إلى الصحراء إلى جبال تيبستي وما حولها. كما اتضح عدم اهتمام أنظمة الدولة والحكومات الليبية المتعاقبة بالتبو وبرموزه. كما اتضح عدم اهتمام الباحثون وأساتذة الجامعات في ليبيا وخارجها بتاريخ التبو وثقافته عامة ورموز التبو خاصة.

7-إن الدور العظيم الذي قام به التبو في 17/2/2011م وتحريرهم لمدن الجنوب وحراستهم للحقول النفطية لم يشفع لهم أمام الساسة الجدد الذين امتطوا جواد السلطة بمساعدة التبو.

ب- التوصيات

يرى الباحث بان المكونات الليبية في حالة صياغة دستور وإخراجه لحيز الوجود يجب أن تكون السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية بالتساوي مهما كان عدد كل مكون، أن التمثيل في السلطات الثلاثة يجب أن يكون بالتساوي بغض النظر عن عدد كل مكون بالمقابل يجب أن توزع الثروات وحصة الخدمات العامة حسب عدد السكان فكل فرد من مكونات ليبيا له نفس الحق ولو أخذنا أمثلة لذلك على نطاق محلي أو إقليمي أو دولي فعند اجتماع عام بشان سياسات عامة لمؤسسات المجتمع المدني فان الاجتماع سوف يكون لرؤساء المؤسسات مهمة كان عدد كل مؤسسة حيث قد تجد مؤسسة تضم مائة وأخرى تضم ألف، وعند اجتماع لدول الاتحاد الإفريقي سوف يمثل رئيس كل دولة بلاده مهم كان عدد أي دولة فنجد أن ليبيا والتي لا يتجاوز عدد سكانها ست ملايين نسمة يمثلها واحد وفي المقابل نجد أن دولة نيجيريا التي يتجاوز عدد سكانها المائة مليون نسمة يمثلها واحد، وعند اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نجد أن الصين والتي يتجاوز عدد سكانها المليار نسمة يمثلها واحد في المقابل نجد أن دولة مثل ليبيا لا يتجاوز عدد سكانها ست ملايين نسمة يمثلها واحد، وهذا في حالة كتابة دستور وفق الأنظمة الوضعية التي استلهمت دساتيرها من هوبز ورسو ولوك وغيرهم، أما في حالة أن يكون القران الكريم والسنة شريعة الدولة وتكون بذلك الشريعة الإسلامية بمثابة دستور يحتكم إليه الناس فان جميع المكونات سوف تكون راضية بما شرعه الله ولن يكون هناك مطالب من السلطة في الكثير من القضايا ولكن في هذه الحالة من أين نأتي بشخص مثل عمر بن الخطاب أو أبو بكر الصديق أو علي ابن أبي طالب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم. قد يتضايق البعض من مطالبة بعض المكونات بحقوق خاصة بهم في ظل وضع دستور وضعي، وبما أن الدستور وضعي من أفكار أشخاص فان من حق أي مكون أن يعترض وان يطالب بوضع حقوق له قد يغفلها بعض من واضعي الدستور، فمن حق التبو أن يعترضوا على نقاط ونصوص في الدستور إذا تعارضت مع حريتهم وتاريخهم وثقافتهم وحياتهم اليومية، وهذا الاعتراض ليس جريمة أو مساس بإرادة وكرامة الوطن إنما الدستور الذي استلهم من أفكار روسو ولوك وهوبز وهيغل وغيرهم يساهم في الاعتراض عليه وتعديل النصوص والفقرات التي تتعارض مع حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وحتى البيئية لأنه دستور إنساني وليس دستور اله. أما إذا تم تطبيق الشريعة الإسلامية كما جاءت في القران والسنة فان التبو لن يطالبوا ما ينافي الشريعة الإسلامية والتاريخ شاهد فعندما أتى الإسلام واعتنق التبو الإسلام منذ القرن السابع الميلادي اندمج التبو مع مكونات الدولة الإسلامية وصاروا من ضمن الدولة الإسلامية لان بإسلامهم صاروا جزء من الأمة الإسلامية، وصار يطلق على الدولة التي تضم جميع المكونات الليبية دولة إسلامية وانحصر اسم المكون اجتماعيا وفي نطاق ضيق.

وطبعاً ما نقوله في آخر هذه الدراسة بأنه يتطلب من الباحثين وأساتذة الجامعات في ليبيا ودول الجوار وطلاب الدراسات العليا والدقيقة بها أن يغوصوا في تاريخ التبو وثقافته وحياة رموزه الوطنية.

الهوامش

عبد السلام اللهي، ” النظام القضائي وفقه الأزمات عند التبو “، مجلة تدا، العدد الأول، مارس 2004، ص، ص 46، 47.
عبد الرحمن عمر الماحي، تشاد من الاستعمار إلى الاستقلال (1894- 1960 )، (طرابلس – ليبيا: دار الأصالة والمعاصرة، ط1 ن 2009 )، ص، ص 101، 102.
عبد الله لبن، عبد الله احمد ملكني، معجم التبو، ( ليبيا: تأنيت للنشر والدراسات، مركز الدراسات التباوية، ط1،)، ص 9.
المرجع السابق، ص، ص 28، 29.
المرجع السابق، ص 34.
عي دو بوشير، تشريح جثة الاستعمار، ترجمة أدوار الخراط، ( بيروت – لبنان: دار الآب، ط1، 1968 )، ص 241.
عبد الرحمن عمر الماحي، مرجع سابق، ص 128.
المرجع السابق، ص 170.
المرجع السابق، ص 174.
المرجع السابق، ص 175.
المرجع السابق، ص 127.
المرجع السابق، 176.
المرجع السابق، 182.
محمد التباوي، ” التبو وجهاد الحركة السنوسية في ليبيا “، مجلة تبو، العدد السادس، ابريل 2015، ص – ص 16 – 19.
عبد الرحمن عمر الماحي، المرجع السابق، ص 40.
المرجع السابق، ص 183.
المرجع السابق، ص، ص 178، 179.
المرجع السابق، ص 188.
المرجع السابق، ص 192.
المرجع السابق، ص، ص 190، 191.
عبد الله لبن، عبد الله احمد ملكني، مرجع سابق، ص، ص 80، 81.
22- ” التبو وصراع الهوية.. قراءة في وثائق سرية “، صحيفة السفير، السنة الأولى، العدد الرابع، الأحد 10 يونيو 2012 م، ص، ص 3، 4.
عبد القادر جامي،من طرابلس الغرب إلى الصحراء الكبرى، ترجمة محمد الأسطى، (طرابلس – ليبيا: دار المصراتي للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1974 )، ص55.
عبد الله لبن، عبد الله احمد ملكني، مرجع سابق، ص 37.
25- ” السلطان شهاي أسد الصحراء الكبرى “، مجلة تدا، العدد الأول، مارس 2014، ص 12.
عبد الله لبن، عبد الله احمد ملكني، مرجع سابق، ص،37.
27- المرجع السابق، ص 134.
28- المرجع السابق، ص 38.
29- المرجع السابق، ص 17.
30- هيئة التحرير، ” قصور التبو معلم من معالم التراث الليبي “، مجلة تبو، العدد السادس، ابريل 2015، ص، ص 10، 11.
31- خليفة محمد التليسي، معجم المعارك الجهاد في ليبيا 1911- 1931، ( طرابلس – ليبيا: الدار العربية للكتاب، 1980م )، ص 87.
32- عبد الله لبن، عبد الله احمد ملكني، مرجع سابق، ص، ص 56، 57.
المرجع السابق، ص 38.
المرجع السابق، ص 59.
هيئة التحرير، ” الشيخ مينا صالح، مجلة تدا، مارس 2014، ص، ص 16، 17.
كوشيمي، ” المجاهد محمد مردي “، مجلة تدا العدد الثاني، ابريل 2014م، ص 15.

23/03/2023

L’honneur et le bon sens chez les Toubou du Sahara central
....On a beaucoup discuté pour savoir s’il fallait ranger les Toubou parmi les Noirs ou parmi les Blancs. Leur évidente analogie avec les Touaregs qui sont incontestablement d’origine blanche, même quand ils ont été noircis par les métissages, et l’existence de pas mal de Toubou à la peau relativement claire, quelquefois même franchement claire, surtout chez les femmes, font qu’on penche en général pour la seconde solution. Historiquement, elle n’est pourtant pas exacte. Au Ve siècle avant notre ère, les Garamantes du Fezzan, qui ne peuvent pas être autre chose que les ancêtres des Touaregs, allaient, dit Hérodote, donner la chasse à des Ethiopiens troglodytes qui ne peuvent pas être autre chose que les ancêtres des Téda que l’historien grec datait donc de cette époque.

48D’autre part, ne venons-nous pas de voir que la langue toubou se rattache au Kanouri qui appartient au groupe des langues nègres ?

49Dans la mesure où il n’y a pas là une simple querelle de mots, il est donc plus correct de dire que les Toubou sont des Noirs, au milieu desquels se sont multipliés des éléments blancs, soit comme réfugiés, ainsi que le relate la tradition de plusieurs clans du Tibesti, soit comme des tribus conquérantes dont la légende rapporte l’origine au Fezzan et jusqu’à l’Arabie. Une masse noire où quelques éléments blancs ont servi de levain politique, n’est-ce pas d’ailleurs l’histoire des Kanouri eux-mêmes, dont personne ne pense à faire pour cela des Blancs. Le capitaine Urvoy a donné une excellente formule de ce mélange en définissant le petit groupe Gobir intermédiaire entre les Haoussa et les Touaregs : « Un peuple dont les traditions historiques sont celles des Blancs, mais dont les conditions ethniques sont nettement nègres ».

50Les bébés toubou sont bien persuadés qu’il faut du noir pour être de leur famille. Quand un Européen en prend un dans ses bras, il pousse des cris affreux devant cette figure, dont il n’a jamais vu la pareille ; ou bien d’un geste amusant, prend à pleines mains les joues de l’étranger, et les pétrit de toute la force de ses petits poings comme pour s’assurer que cette substance rosée est tout de même de la chair. Le père et la mère sont les premiers à l’excuser en disant : « Il a peur : nous sommes noirs (yasko) vous êtes rouges (mado) ».

51En gros, on peut donc dire que les Toubou représentent la partie nomade du peuple kanouri. Naturellement les caractères non négroïdes sont encore plus accentués chez eux, et même si sa peau n’est pas un peu plus claire, comme c’est quand même en général le cas, on reconnaît presque infailliblement un Toubou à la sécheresse de ses membres, à sa figure souvent ovale, à ses traits généralement réguliers (plus même que ceux des Peuls) et en tous cas fermes, à son nez droit, quelquefois aquilin, à ses cheveux peu crépus, et chez les femmes à la figure ovale et à l’absence de toute callipygie. Une femme toubou qui fait sauter son enfant en l’air pour l’amuser ou qui pose la natte qui sert de toit sur l’armature de bois de la tente présente une silhouette presque parisienne. Surtout le grain de la peau est différent : tandis que les Noirs équatoriaux et même les Kanouri ont une peau dilatée et poreuse, celle du Toubou est fine et ferme. Il est malheureusement impossible dans ce pays où quelques dispensaires ne remplacent pas des hôpitaux de se procurer des coupes histologiques qui préciseraient cette différence. Mais le résultat éclate aux yeux quand on voit un Kanouri transformé par la chaleur en fontaine ruisselante d’eau, tandis que la peau du Toubou reste presque sèche. La faculté et le besoin d’ absorption d’eau de tous les Noirs du Sud est la risée des Toubou qui se vantent d’être capables en hiver de voyager pendant trois jours sans boire. Maigreur, allongement des muscles, finesse de la peau, résistance à la soif, sont autant de traits convergents d’adaptation au désert. Nous touchons une de ces généralités sahariennes dont nous parlions au début de ce chapitre. Frères, par le sang, des Kanouri, les Toubou sont néanmoins (couleur de peau exceptée) beaucoup plus différents d’eux que des Touaregs ou des Maures avec qui ils n’ont que très peu d’hérédité en commun. Nous verrons plus loin dans quelle mesure le déterminisme géographique en est la cause. Contentons-nous pour l’instant de remarquer que la fierté toubou est justifiée s’il est vrai que l’homme est le roi de la terre, dont il n’est presque pas de coins où il n’ait réussi à vivre en pliant la nature des choses à la sienne propre, les Toubou sont assurément une des races royales du Sahara.

Texte de Charles Le Cœur

29/01/2023

La lecture est une fenêtre sur un monde fantastique , un monde de rêves. 💙

07/11/2022
03/10/2022

Address

Belokurikha

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Afrique///Tchad-Niger-Libye=Toubou posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share

Nearby media companies