منذ أوائل الثمانينات، تميّزت دار التنوير بمنشوراتها في ميادين الفلسفة وعلم الإجتماع والكتب الفكريّة عموماً. وصارت دار النشر المفضّلة لعدد من أبرز الكتّاب الجدد الذين ظهروا في مرحلة ما بعد هزيمة 1967، وأيضاً لأولئك الذين تمردوا على الايديولوجيات الحزبيّة مشدودين إلى إعلاء قيمة المعرفة.
لقد نشرت دار التنوير في فترة قصيرة أعمالاً لعبد الله العروي، وأخرى لمحمد عابد الجابري، وبرهان غليون، ونصر حامد أبو
زيد، وحسن حنفي، وجابر عصفور، وعبد الفتاح كيليطو، وعبد السلام بنعبد العالي ومجموعة واسعة لكتّاب تحوّلوا في ما بعد إلى أعلام في العالم العربي.
كما نشرت ترجمات لفلاسفة كبار قدّمت أسماءهم إلى القراء في العالم العربي من أمثال هيغل، وسبينوزا، وسيرن كيركجور، وولتر ستس، وكارل ياسبرز، وتوماس هوبز وغيرهم. وقد نشرت في ميدان الرواية أعمالاً لإبراهيم الكوني وحسن داود وصبري موسى وعبده جبيروصلاح صلاح وحسن عثمان ...
منذ أواخر الثمانينات وحتى عام 2008 تقطّعت إصدارات دار التنوير. ثم ها هي الآن تبدأ انطلاقة جديدة، تستند فيها إلى تاريخها، وأكثر من ذلك، إلى خبرة وحماسة مجموعة مؤسسيها الجدد وإيمانهم بضرورة قيام مؤسسة ثقافية تنشر من ثلاث دول عربية هي مصر، وتونس، ولبنان. وتضع من بين أهدافها القريبة التواجد في أكبر عدد ممكن من الدول العربيّة لتشكيل جسر عملي من التواصل يتيح تعريف القراء في كل العالم العربي بالإنتاجات الثقافية والابداعية والفكريّة.
اليوم توسّع دار التنوير أفق منشوراتها ورقيا مضيفة إلى تاريخها السابق في نشر الأعمال الفكرية والترجمات,التركيز على الأعمال الإبداعية فنشرت لعبد الرحمن منيف وربيع جابر ورينيه الحايك ومحمود الريماوي ووجدي الأهدل، ومنتصر القفاش، ومصطفى ذكري بترتيب النشر كما نشرت لكتاب شبان من بينهم مرتضى كزار وضياء الخالدي وأحمد ناجي.
في باب الدراسات العربية تنفتح دار التنوير على حلقة واسعة من الباحثين في الشؤون العربية داخل العالم العربي وخارجه، ومن المدونين، ومن الصحفيين ومن الكتّاب الذين تستهدف تقديم أسئلتهم وأفكارهم وإجاباتهم عما يجول بذهن القارئ العربي من أسئلة. من كتابنا عبد الجواد ياسين، وياسر ثابت، وعماد عبد اللطيف، ووائل عبد الفتاح، وعمرو الشلقاني، وشريف يونس وعمرو عبد الرحمن، وعمرو عزت، وعمرو الشلقاني، ومؤمن المحمدي.
تستهدف دار التنوير أيضا نشر مترجمات أدبية وغير أدبية تقدم لقرائها من خلالها أسماء بارزة في الآداب العالمية مثل روبرتو بولانيو، وإيفان كليما، بالإضافة إلى أهم الأفكار الفلسفية والسياسية وأهم التحليلات لما يجري حول العالم مثل أعمال جاك رانسيير وسلافوي جيجيك. في باب الترجمة أيضا تهتم دار التنوير بإعادة نشر كلاسيكيات عالمية مثل أعمال فولتير وروسو جنبا إلى جنب لويس كارول. كما أن نشر الكتاب العلمي هو مهمة ملحة ستعمل دار التنوير على بذل جهد كبير فيها، من أجل إكمال بعض من النقص الهائل في هذا المجال في عالمنا العربي.
كما تهتم الدار اهتماما خاصا بنشر الروايات المصورة سواء المترجمة منها أو العربية . وفي إطار سعيها إلى ملاحقة التطورات العالمية المتجهة إلى الكتاب الإليكتروني، تطرح الدار مشروعا للنشر الإليكتروني، وبيع وتسويق الكتب عبر كافة الأجهزة التي تتيح القراءة.
ستتوافر أعمال دار التنوير في المعارض العربية والمكتبات ومنافذ بيع الكتب عبر العالم العربي. كما ستشمل أعمالها في القاهرة افتتاح مركز "التنوير" الثقافي بشارع البستان، مصحوبا برغبة الإضافة إلى التراث الكبير الملهم لقلب القاهرة كمركز للمعرفة والأدب والفن في مصر والعالم العربي. ويبدأ المركز بمكتبة تضم بالإضافة إلى إصدارات الدار أهم وأحدث العناوين العربية والأجنبية.