01/11/2025
"كانت مصر عبر التّاريخ مُتّصلة وثيقاً ببلاد الشّام، تاريخيًّا وثقافيًّا، فإلى جانب سورية والعراق شكّلت مصر ثالوثًا مُغايرًا لشمال أفريقية، من ناحية أولى، ومُغايراً لشبه الجزيرة العربيّة، من ناحية ثانية، ومن هنا روابط الفكر والرّوح بين بلاد الشّام ومصر، فكان تحوّلُ القاهرة في الرّبع الأخير من القرن التّاسع عشر إلى مركز لقاء للمُهاجرين إليها من بلاد الشّام، لا سيّما من لبنان، فأسّسوا جرائد ومجلّات، وأصدروا ترجمات، وتملّكوا مطابع، وتلاقوا فكرًا مع "الرّابطة القلميّة" في المهجر، فتأثّرَ بعضٌ منهم بأدب جبران، وفيهم أنطون سعادة الّذي لجأ إلى القاهرة مع أهله وهو في صباه، فيما تأثّرَ والده خليل سعادة بنضال الحركة الوطنيّة المصريّة ورافقَ سعد زغلول في مسيرته، وتعرّف أنطون سعادة، حينَ ألحقه والده بمدرسة الفرير في القاهرة، إلى أفكار فرح أنطون وشبلي شميّل المُقيمَيْن هناك".
محمود شريح، "إنكسار القوميّة وتشظّي العلمانيّة في المشرق العربي ١٩٤٩-١٩٦١ من أنطون سعادة إلى جمال عبد الناصر"، دار النهار، بيروت، ٢٠٢٤، ص ١٤.
#مصر