البحر الأحمر للنشر

البحر الأحمر للنشر البحر الأحمر للنشر
(5)

القراء الأعزاء إصدارات البحر الأحمر للنشر متوفرة في معرض الشارقة الدولي للكتاب في جناح مكتبة تنمية في الفترة من 6 نوفمبر...
08/11/2024

القراء الأعزاء إصدارات البحر الأحمر للنشر متوفرة في معرض الشارقة الدولي للكتاب
في جناح مكتبة تنمية في الفترة من 6 نوفمبر حتى 17 نوفمبر2024.
⭐جناح مكتبة تنمية رقم X-12

يصدر نهاية هذا الأسبوع في سلسلة الاستشراق الألماني بأي لغة خاطبنا الله؟ رؤى من اليهودية والمسيحية والإسلامبأي لغة خاطبنا...
20/08/2024

يصدر نهاية هذا الأسبوع في سلسلة الاستشراق الألماني

بأي لغة خاطبنا الله؟
رؤى من اليهودية والمسيحية والإسلام

بأي لغة خاطبنا الله؟
هل بالعبرية؛ لغة اليهود، أم بالمصرية القديمة؛ لغة موسى النبي؟
هل بالأرامية، لغة المسيح، أم باليونانية؛ لغة الأناجيل؟
هل بالعربية، لغة النبي محمد؛ أم أنه وحي فقط في الصدور دون كلمات؟

يجيب عن هذا السؤال ثلاثة من كبار المتخصصين في اليهودية والمسيحية والإسلام في الجامعات الألمانية؛ كل في تخصصه، وهم:
بروفيسور ألفريد بودينهايمر عميد معهد الدراسات اليهودية بجامعة بازل في سويسرا، بروفيسور ميشائيل زيفالد أستاذ كرسي يوسف راتزينجر للاهوت المسيحي في جامعة مونستر وأخيرًا، البروفيسور توماس باور وهو المعروف لقراء العربية عميد معهد الدراسات الإسلامية في جامعة مونستر.

وللأهمية الكبيرة للموضع، استكتبننا ثلاثة من كبار أساتذة الجامعات المصرية والعربية، كل في تخصصه معلقين ومشتبكين مع الطرح الألماني وهم بترتيب عرض الموضوعات:
الأستاذ الدكتور شريف حامد سالم، أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة المنوفية، والأستاذ الدكتور كرم عباس أستاذ فلسفة العصور الوسطى الأوربية بعلاقتها المشتبكة مع اللاهوت المسيحي بكلية الأداب جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور أحمد سعد الخطيب، عميد كلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر والذي يعمل حاليا رئيسا لقسم التفسير وعلوم القرآن بالجامعة القاسمية في إمارة الشارقة.

ترجمت الكتاب الدكتورة أميرة أمين المتخصصة في الأدب واللغة الألمانية بكلية الألسن بجامعة عين شمس

القراء الأعزاء إصدارات البحر الأحمر للنشر متوفرة في معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي في جناح مكتبة همزات في الفترة من 1...
11/08/2024

القراء الأعزاء إصدارات البحر الأحمر للنشر متوفرة في معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي
في جناح مكتبة همزات في الفترة من 10 أغسطس حتى 18 أغسطس 2024.
⭐جناح مكتبة همزات رقم B18

باكورة التعاون مع جامعة هارفارد قريبًا في المكتبات
16/07/2024

باكورة التعاون مع جامعة هارفارد
قريبًا في المكتبات

قريبا
04/07/2024

قريبا

يسرّنا أن نعلن أن الإصدار الجديد "نقاشات ترابطية لاهوت التعايش" الآن متوفر في مكتبات البحر الأحمر! ✨📚وبمناسبة  إصداره، ن...
13/06/2024

يسرّنا أن نعلن أن الإصدار الجديد "نقاشات ترابطية لاهوت التعايش" الآن متوفر في مكتبات البحر الأحمر! ✨📚
وبمناسبة إصداره، نقدم لكم خصمًا رائعًا بنسبة 30% لفترة محدودة.
احجزوا الآن واستمتعوا بقراءة هذا العنوان المميز!


بانتظاركم اليوم في مكتبة تنمية
08/06/2024

بانتظاركم اليوم في مكتبة تنمية

في انتظاركم غدًا بمكتبة تنمية، وبالتعاون مع دار البحر الأحمر للنشر، لمناقشة كتاب "مقالات الإسلاميين في التوراة.. من الجدل إلى البحث العلمي" للدكتور أحمد محمود هويدي".

يناقش الكتاب:
- د.بكر زكي: العميد الأسبق لكلية أصول الدين، وأستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر.
- د.شريف سالم: أستاذ دراسات العهد القديم والدراسات اليهودية في كلية الآداب بجامعة المنوفية.

عن د. أحمد محمود هويدي:
أستاذ الدراسات اليهودية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والمشرف على سلسلة "دراسات يهودية وإسرائيلية" الصادرة عن البحر الأحمر للنشر.

⏳️ الساعة ٧ مساءً
🌱 تنمية فرع المعادي

📍العنوان: ٤٩ شارع الأرقم بن أبي الأرقم خلف مدرسة الليسيه، فرع زهراء المعادي، المعراج العلوي.

07/06/2024
بانتظاركم اليوم في مكتبة تنمية 🙏
06/06/2024

بانتظاركم اليوم في مكتبة تنمية 🙏

في انتظاركم غدًا لحضور مناقشة كتاب "الطاعون الصورة والخيال .. من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة" تحرير وتقديم كرستوس لنتيرس، ترجمة وتصدير د. أحمد الشيمي.

⏳️الساعة ٧ مساءً
🌱فرع المعادي.

يناقش الكتاب:
د. أحمد سمير سعد: الكاتب والمترجم وأستاذ التخدير بكلية طب القصر العيني.
د. سيد حافظ: أستاذ الفلسفة بكلية الأداب جامعة بني سويف.
د. أحمد سليمان: أستاذ البلاغة والنقد بجامعة بني سويف.

ما الذي نعرفه عن الطاعون؟ ما المشاعر التي يثيرها فينا مجرد ذكر اسمه؟، ولماذا ارتبط الطاعون في المخيلة الإنسانية الجمعية بغضب الإله؟، وما دور الأديان في شيوع التصور أن انتشار الطاعون هو قرين للإثم وارتكاب المعاصي؟

كيف نظر الإنسان إلى الطاعون في الحضارات القديمة من منظور الدين والسحر والوقاية الطبية؟، ولماذا ربط الأوروبيون دومًا بين الطاعون والشرق ذاهبين إلى أن الشرق هو منبع الطاعون؟

يتناول الكتاب قصة الطاعون في المخيلة الإنسانية من خلال الوثائق، والمصادر التاريخية، والأعمال الأدبية واللوحات الفنية، كيف نظر الإنسان إليه؟ كيف فهمه؟ كيف تعامل معه؟

المؤلف كرستوس لنتيرس: يشغل كرسي الأنثربولوجيا الطبية في جامعة سانت أندروز بالمملكة المتحدة، تركزت أبحاثة حول تاريخ الأوبئة والطب في حقبة الكولونيالية، وهو باحث رائد على مستوى العالم في أبحاث جائحة الطاعون الثالث (1894-1959) الذي حصد أرواح أكثر من اثني عشر مليون شخص.

المترجم هو الأستاذ الدكتور أحمد الشيمي مؤسس كلية الألسن جامعة بني سويف وأول عميد لها، كما رأس أقسام اللغة الإنجليزية في كلية الآداب والألسن وعضو اتحاد الكتاب المصريين. صدرت له العديد من الأعمال المترجمة عن المجلس الأعلى للثقافة ومنها؛ سلطة الجماعات المفسرة، الإسلام في أوروبا، الرمزية العرقية والقومية.

كانت رسالة النبي الفعلية الثورية في ذلك الوقت هو أن لا إنسان يعلو فوق الآخر، ولهذا السبب أشعلت رسالته في مكة في البداية....
31/05/2024

كانت رسالة النبي الفعلية الثورية في ذلك الوقت هو أن لا إنسان يعلو فوق الآخر، ولهذا السبب أشعلت رسالته في مكة في البداية.

حماس العبيد على وجه الخصوص والمحرومين والفاقدين لحقوقهم والأيتام وأيضا النساء. لا فضل للأغنياء على الفقراء ولا للشخص الأبيض على الشخص داكن البشرة، ولا يتفوق أهل البلد على الغرباء ولا تتفوق قبيلة على أخرى، كما لا يتفوق جنس على آخر، ستعرفين ذلك إذا قرأت القرآن بتركيز وتمعنت.

يختبر المسلمون منذ وقت طويل هذه المساواة في أثناء رحلة الحج: فلا تهم أصولهم ولا أعمارهم ولا مراكزهم الاجتماعية، يرتدي الكل نفس الرداء الأبيض البسيط: إنه إزار غير مخيط إذا شئتِ الدقة. ويدفن المسلمون فيما
بعد في إزار مثل هذا حتى يتساووا في الموت أيضًا.

لم أؤد إلى الآن فريضة الحج، وأصدقك القول إني خائف إلـى حد ما لأن مدينة مكة الحالية بكل ما فيها من مراكز تسوق براقة لا تبدو لي روحانية. لن يشعر فيها العامل الأجنبي من باكستان أو بنجلاديش بالعدل بالتأكيد وهو المحروم من كل حقوقه ولا يحصل إلا على راتب ضئيل. ليس الأمر أفضل كثيرا في إيران التي قام فيها الإيرانيون في عام ۱۹۷۹ بثورة باسم المحرومين ومن فقدوا حقوقهم ثم أصبحت الفروق بين الغني والفقير أكثر عن ذي قبل.

بين الرسالات السماوية أشياء مشتركة؛ فكلها تدعو إلى العمل الصالح والتواضع والرحمة، والأهم أنها كلها تربط الوقت القصير الذي يعيشه الإنسان بالخلود الذي يدوم مع موته، كما إنها تدخل الإنسان الذي لا يستطيع رؤية العالم إلا من خلال عينيه في علاقة مع الكون بأكمله. تخلق كل الرسالات السماوية نظاما يجعل لكل مخلوق مكانه داخل الخليقة.

هذا هو جوهر كل دين : أن تدرك وجود نظام ما في كل ما خلق وفي كل نفس تلتقطه، أي تدرك وجود شيء تشكل ونفذ وفق الإرادة، شيء خير وله مغزى حتى لو لم ندرك المغزى من ورائه دائماء بمعنى آخر : يكمن جوهر الأديان في نفي أن الحياة مجرد صدفة سخيفة، إنها مهمة الأديان وإلا شعر الإنسان بالضياع، فمجرد نظرة إلى السماء المليئة بالنجوم ستثير لديه هذا الشعور بالضياع، فما بالك لو واجه الموت.

المقاطع من كتاب "تقدم خطوة واقترب .. أسئلة عن الله" نافيد كيرماني، ترجمة هبة شريف ص (288 _291).



الزمن في الديانات الإبراهيمية يمضي مثل النهر من هنا إلى هناك، وهذا يعني إن للتاريخ بداية ونهاية في عملية الخلق. كنت أعتق...
27/05/2024

الزمن في الديانات الإبراهيمية يمضي مثل النهر من هنا إلى هناك، وهذا يعني إن للتاريخ بداية ونهاية في عملية الخلق. كنت أعتقد أن هذا أمر بديهي، لكني عرفت أنه يمكن اختبار الزمن بشكل مختلف في واقع الأمر، يمكن أن يكون الزمن دائريا يعود فيه كل شيء إلى البداية، أي إلى ما كان عليه أول مرة.

يمكن أن يكون للزمن الدائري بداية، لكن البداية هي فقط الدائرة الأولى. والكون في الحضارات الأخرى - مثل الحضارة الصينية القديمة - كان دائما موجودًا، لكن للبشرية دورات محددة يمكن مقارنتها بفصول السنة وتعيش البشرية في خلال هذه الدورات نفس ما عاشته من قبل في الأساس بالرغم من كل التغيرات الظاهرية. هذا التفكير الدائري، كما أطلق عليه موجود في كل المناطق التي لا تؤمن بوجود إله واحد خلق العالم من العدم وشكله شيئًا فشيئًا.

فلتذكري هذين المصطلحين، فسوف أستخدمهما كثيرا: الزمن الدائري والزمن الممتد في خط مستقيم؛ ففي الأول يعود كل شيء إلى البداية ويتكرر من جديد، وفي الآخر تبني الأحداث
بعضها على بعض.

كان الفرعون المصري (إخناتون) - بقدر علمنا - أول مؤمن بالتوحيد منذ ثلاث آلاف سنة. وكان أول من قال إن تاريخ العالم له مسار وحيد لا يتكرر. دخل تصور الزمن كخط مستقيم عبر النبي (زرداشت) إلى اليهودية ثم استمر في المسيحية وامتد فيما بعد إلى الإسلام يبدأ العالم وينتهي بكلمة من الله.

إن مفهوم الزمن الممتد في خط مستقيم هو أكثر ثورات الفكر الإنساني نجاحًا، والذي استطاع مع ظهور المسيحية إزاحة المفهوم الدائري عن الزمن من منطقة البحر المتوسط تماما في غضون قرنين أو ثلاثة فقط. كانت للحضارة الإغريقية والرومانية والحضارة الصينية أو الهندية القديمة طريقتها الخاصة في كتابة وبحث التاريخ بالطبع. لكن كان مغزى كتابة التاريخ لديهم يكمن دائما في التعرف - وسط كل التحولات - على الشيء الصحيح دائما أبدا والذي لا يتغير.

كان هذا التصور عن الزمن الدائري يتوجه إلى الماضي، أما كتابة التاريخ التي تستند إلى مفهوم الزمن الممتد في خط مستقيم، فإنها تدرس الماضي لتتسلح من أجل المستقبل. يبدو هذا منطقيا، لكني يمكن أن أعبر عن نفس المعنى بشكل سلبي أيضًا: تستدعي الحضارات بمفهومها الدائري عن حركة التاريخ أصل النشأة من جديد في تراثها وصلواتها وحكاياتها الشعبية، بينما يضع تصور الزمن الممتد في خط مستقيم النهاية نصب عينيه، أي إنه يضع الموت نصب عينيه ويتمنى هزيمته.

لقد سألت نفسي كثيرًا على سبيل المثال عن السبب في أن دياناتنا الإبراهيمية بها العديد من مشاهد الموت وكذلك آدابنا أيضًا، بينما تدور معظم الحكايات في الهند وفي أفريقيا والصين حول الميلاد؛ ربما كان لذلك علاقة بالمنظور الذي تغير مع ظهور الإيمان بالإله الواحد. لقد بدأ مع التوحيد على كل حال مفهوم جديد تماما عن التاريخ، وأخذ هذا المفهوم يمهد الأرض لما هو قادم، يمهدها لفكرة التقدم التي تحكم إلى حد كبير عالمنا المعاصر (وهي نفس الفكرة التي أصبحت إشكالية بالنظر إلى تدمير البيئة)، لم تكن فكرة التقدم لتوجد بدون إله في الكتاب المقدس والقرآن، الإله الذي خلق العالم وسوف يقدم له الخلاص أيضًا.

يعني الخلاص في البوذية والهندوسية خلاص الإنسان الفردي عندما يكف عن - التجسد والعودة إلى الحياة مرارا وتكرارًا ، لكن العالم نفسه سيئ ولا يتغير. للتعاليم الصينية - أي الطاوية أو الكونفوشيوسية - نظرة أكثر تفاؤلا: فالكون في هذه التعاليم كان دائما متوازنا بسبب الاستقطاب بين قوتين (الين) و(اليانج) . ولذلك فإن أهم ما يوصى به الإنسان هو المحافظة على هذا التناغم الأصلي أو إعادة إنتاجه إذا اختل.

أعترف أني أقوم بتبسيط مخل للغاية عندما أعالج تاريخ الأديان في عجالة في ثلاث أو أربع فقرات فقط. لكني أتمنى أنك قد فهمت الآن بشكل أفضل لماذا كان كل من اليهودية والمسيحية ومعها الإسلام كأنهم مجموعة واحدة مشتركة في أثناء تواجدنا بين كل تلك الأديان المختلفة؛ ليس فقط بسبب مفاهيمنا وكتبنا التي بدت متشابهة إلى حد كبير، وإنما بسبب الطريقة التي ننظر بها إلى العالم.

المقاطع من كتاب "تقدم خطوة واقترب .. أسئلة عن الله" نافيد كيرماني، ترجمة هبة شريف ص (162 _166).



نلقاكم في تنمية
26/05/2024

نلقاكم في تنمية

تدعوكم مكتبة تنمية بالتعاون مع دار البحر الأحمر للنشر لمناقشة كتاب "الطاعون الصورة والخيال .. من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة" تحرير وتقديم كرستوس لنتيرس، ترجمة وتصدير د. أحمد الشيمي، وذلك يوم الخميس الموافق 6 يونيو 2024، الساعة ٧ مساءً، بفرع المعادي.

يناقش الكتاب:
د. أحمد سمير سعد: الكاتب والمترجم وأستاذ التخدير بكلية طب القصر العيني. د. سيد حافظ: أستاذ الفلسفة بكلية الأداب جامعة بني سويف.
د. أحمد سليمان: أستاذ البلاغة والنقد بجامعة بني سويف.

ما الذي نعرفه عن الطاعون؟ ما المشاعر التي يثيرها فينا مجرد ذكر اسمه؟، ولماذا ارتبط الطاعون في المخيلة الإنسانية الجمعية بغضب الإله؟، وما دور الأديان في شيوع التصور أن انتشار الطاعون هو قرين للإثم وارتكاب المعاصي؟

كيف نظر الإنسان إلى الطاعون في الحضارات القديمة من منظور الدين والسحر والوقاية الطبية؟، ولماذا ربط الأوروبيون دومًا بين الطاعون والشرق ذاهبين إلى أن الشرق هو منبع الطاعون؟

يتناول الكتاب قصة الطاعون في المخيلة الإنسانية من خلال الوثائق، والمصادر التاريخية، والأعمال الأدبية واللوحات الفنية، كيف نظر الإنسان إليه؟ كيف فهمه؟ كيف تعامل معه؟

المؤلف كرستوس لنتيرس: يشغل كرسي الأنثربولوجيا الطبية في جامعة سانت أندروز بالمملكة المتحدة، تركزت أبحاثة حول تاريخ الأوبئة والطب في حقبة الكولونيالية، وهو باحث رائد على مستوى العالم في أبحاث جائحة الطاعون الثالث (1894-1959) الذي حصد أرواح أكثر من اثني عشر مليون شخص.

المترجم هو الأستاذ الدكتور أحمد الشيمي مؤسس كلية الألسن جامعة بني سويف وأول عميد لها، كما رأس أقسام اللغة الإنجليزية في كلية الآداب والألسن وعضو اتحاد الكتاب المصريين. صدرت له العديد من الأعمال المترجمة عن المجلس الأعلى للثقافة ومنها؛ سلطة الجماعات المفسرة، الإسلام في أوروبا، الرمزية العرقية والقومية.

لم تكن الدراسات الإسلامية في الأصل علوما دينية، كانت الدراسات الإسلامية جزءا من العلوم الطبيعية مثل الرياضيات والفلك وال...
24/05/2024

لم تكن الدراسات الإسلامية في الأصل علوما دينية، كانت الدراسات الإسلامية جزءا من العلوم الطبيعية مثل الرياضيات والفلك والفيزياء، وكان العديد من علماء الدين والفلاسفة الكبار في الماضي -إن لم يكن أغليهم- باحثين وأطباء وعلماء في الفلك في نفس الوقت، كانوا كذل في الهند والصين بلاد الإغريق.

كانت العلوم الطبيعية في المسيحية أيضًا جزءا من العلوم الدينية وذلك على عكس الحكم المسبق اليوم بأن الإيمان والعلم لا يجتمعان. فأولئك الباحثين الذين ندين لهم اليوم بصورتا عن العالم وتقدمنا التقني مثل يوهانس کپیلر، ونيوتن، وجاليليو الذي دفع به في عام ١٦٣٢ ليمثل أمام محكمة التفتيش في روما.

كانوا جميعهم متبحرين في العلوم الدينية كما كان تدينهم عميقا. لقد نبذوا فقط الآراء الدوجمائية المتوارثة في كنيستهم، واحتاجت الكنيسة لبضعة مئات من السنين حتى اضطرت في النهاية أن تعترف أنهم كانوا على حق. ومع ذلك فقد كان الإيمان بالعقل الكامن في طريقة بناء العالم - وبالتالي الإيمان بالإله الخالق - هو ما أعطى (کیلر) و(نبوتن) أو (جاليليو) القوة والفضول الشديد والصبر الكبير على مدى سنوات وعقود ليعملوا على فهم قوانين الأفلاك السماوية، وتحملوا في أثناء ذلك وطأة الحرمان والعزلة التامة ومقاومة كل السلطات لهم.

هل تتذكرين الدهشة التي حكيتُ لكِ عنها في أول فصل الدهشة من كل الأشياء والظواهر والأحداث في العالم، الدهشة من كل ما ترينه ولكنك غير قادرة على تفسيره لأنه يتجاوز فهمنا المحدود. قد يكون بعض تلك الظواهر والأمور مخيفا ولكن العديد منها رائع الجمال. قلت لك إن هذه الدهشة هي بداية الدين. لكنها بداية العلوم كذلك. فالباحث في الطبيعة يتتبع كل القوى السارية في الكون، ويدرك قوانينها في دهشة وذهول وإعجاب، والمتصوف يكشف نفس القوانين داخله، إنه يكتشفها في أنفاسه أو في مشاعره عندما يتأمل وردة أو يسمع الموسيقى، يكتشفها في أحلامه ورؤاه حتى يصبح لاوعيه واضحًا أمامه فتظهر حنى ذكرياته المطمورة عن الميلاد، وعما كان يشعر به آنذاك من أمان، يكتشف المتصوف في روحه نفس هذه القوانين، والأهم أنه يكتشف التناقضات أيضًا التي تحقق للطبيعة توازنها.

أنحني وأنا في الغابة أو في الحديقة، كما كنت أفعل في السابق وأنا طفل، لأراقب في انبهار جماعات النحل وهي تقوم بأعمالها اليومية وتوزع المهام والواجبات فيما بينها وتقدم بذلك خدمة لا غنى عنها ولا تقدر بثمن لكل الكائنات الأخرى في الغابة أراقب كيف تطير من هنا إلى هناك وقد حسمت أمرها وكأنها لم تشك أبدا فيما تفعله. من علم جميع النحل السير في ممرات مختلفة في نفس الوقت ذهابًا وإيابًا بدون أن يعترضوا طريق بعضهم بعضًا؟. هنا أدرك أنا أيضًا، لا ، بل أشعر بشكل ملموس - كما يشعر المرء منا بشكل ملموس بنسمة الهواء أو بالحرارة أو بلمسة ما - أن ثمة نظاما وقوة خالقة تكمن داخل كل هذا، إنها موجودة حتى داخل النحل من والميكروبات.

إني أشعر، لكني لا أعرف، حتى أقوى عدسة في العالم تستعصي عليها رؤية بعض الجسيمات الأصغر من الذرة أو الجزيئات، فلا يملك الباحث سوى أن يخمن وجودها. وهكذا هي قدرة الفيزيائي على التفكير أو قدرة رائد الفضاء على التخيل أيضا، إنها قدرة محدودة، سنجد من حولنا أمورا كثيرة لا تستطيع تصورها، الروح على سبيل المثال، أو مركز الأرض. لا يمكن أن يتخيل المرء شيئا إذا لم يكن يستطيع تخيله، ولكن هذه الجملة صحيحة رغم ذلك. إنها صحيحة في تناقضها، أي إنها صحيحة كمفارقة، وهو التعبير الذي تطلقه على المقولة التي تناقض نفسها.

تهتم فيزياء الكم بدراسة الظواهر الكامنة في جوهر وجودنا والتي لا نستطيع أن نسميها باستخدام لغتنا اليومية. هذا أمر ليس بجديد؛ فالبشر كانوا يشعرون منذ البداية أن الشعر لا يقتصر على الله وحده، فهم أنفسهم لا يستطيعون التعبير عن أسمى الحقائق إلا باستخدام لغة شعرية، أي باستخدام التشبيهات والنغمات، والأهم، باستخدام المفارقة، أي استخدام جمل تفتقر في الواقع إلى المنطق. ولماذا؟ لأن الحقائق الأسمى على وجه التحديد تجاوز قدرتنا على الفهم. إنها أكبر منا لهذا السبب تعتبر المفارقة في كثير من الأحيان أفضل وسيلة في الشعر؛ لتلائم التعبير عن أمر لا يمكن قوله في جمل معتادة صحيحة.

سوف ترغبين الآن بالتأكيد في مثال. حسنا، سوف أحدثك عن أكثر مفارقة أفضلها: النور الأسود.... قال بعض المتصوفة، أي أولئك الذين يبحثون عن الله داخلهم، أنهم يرون في أثناء ممارستهم التأمل نورا أسود يتوهج .لا يمكن أن يوجد شيء يشبه النور الأسود، فهذا غير منطقي للغاية: السواد نقيض النور. ومع ذلك فإنك تكونين من خلال هذه الصورة فورا فكرة عن التوهج الذي يختلف عن أي شيء يعرفه الإنسان. يمكن أن تغمضي أنت أيضًا عينيك وتركزين لفترة طويلة، ستلاحظين أن ما ترينه خلف جفونك ليس ظلاما، وإنما شيء آخر، إنه شيء لا يمكن تحديده؛ يمكنك أنت أن تجربي هذا الأمر بنفسك. هذا يشبه تماما ما يقوله المتصوفة عن خبرة إدراك الله : إنه مثل نور أسود.

المقاطع من كتاب "تقدم خطوة واقترب .. أسئلة عن الله" نافيد كيرماني، ترجمة هبة شريف ص (98 _102).



لقد نشأت الأديان مع تأمل الناس للطبيعة من حولهم، مع اهتمامهم بأحبائهم في مرضهم، ومع تعرضهم للجوع أو شعورهم بالضياع، نشأت...
20/05/2024

لقد نشأت الأديان مع تأمل الناس للطبيعة من حولهم، مع اهتمامهم بأحبائهم في مرضهم، ومع تعرضهم للجوع أو شعورهم بالضياع، نشأت الأديان مع كل ولادة طفل أو موت أبوين، أي أنها نشأت مع أهم الأحداث في حياة الإنسان. ولماذا؟ لأن الناس لاحظوا أنهم محاطون باللانهائية. نعم، اللانهائية.

السماء - على سبيل المثال - التي ترينها هناك بالأعلى عندما تنظرين من النافذة، لا أعني الغلاف الجوي وإنما الكون والفضاء، هل لهما نهاية؟ بالطبع لا. لكن هل يمكن أن تتخيلي أن ثمة شيء سيستمر دائمًا إلى ما لانهاية؟ فكري بدقة، سوف تدركين أنه ليس بمقدورك تخيل اللانهائية. أو فلتنظري إلى شجرة الكستناء في الفناء. نعم، هذه الشجرة.

هل بمقدورك فهم أنه لا توجد ورقة واحدة تشبه الأخـرى مــن بيــن هـذه المليارات ومليارات المليارات من ورق الشجر الذي نبت منذ بداية العالم؟ ليست هذه الشجرة وحدها هي ما تختلف أوراقها إذا وضعتها جنبا إلى جنب، فكل أوراق الشجر في كل الأشجار في كل الأزمنة مختلفة عن بعضها بعضا . لم تنبت ورقة واحدة – أو سوف تنبت - وهي تشبه الأخرى. وها أنتِ أمام اللانهائية من جديد، واللانهائية هذه المرة هي لانهائية التنوع التي ترينها بعينيك ولكن لا تستطيعين شرحها، فما بالك بإنتاجها؟!

إن هذا التعجب هو منبع الإسلام ومنبع كل الأديان، التعجب من كل الأشياء والظواهر والأحداث التي ترينها في العالم ولا تستطيعين شرحها؛ لأنها تتجاوز قدرتنا على الفهم. الأشياء التي يثير بعضها لدينا الخوف، ونجد الكثير منها رائع الجمال. فنحن أنفسنا وجداك وأبواك وأنتِ وأختك وفيما بعد أطفالك وأحفادك كلنا نولد ونموت يوما ما.

إننا نزهر ونذبل تماما مثل أوراق شجرة الكستناء في الفناء، ومثل كل مخلوق على الأرض. حتى الأحجار نفسها - تلك الأحجار الخالية من الحياة غير الملفتة للنظر المتناثرة في الفناء - إنها لم تكن موجودة طوال الوقت ولن تظل موجودة. لابد وأن شيئا ما كان موجودًا قبل الأحجار وقبل البيوت والشوارع وكنائس مدينتنا قبل الأكواخ والطرقات قبل البشر الذين استوطنوا هذا المكان أعتقد أن هذا المكان كان حقلًا محرونًا وامتدت المروج والشجيرات أمام الحقول بطول النهر، أو ربما كانت الأرض هنا مليئة بالغابات القديمة.

لكن حتى المروج والغابات لم تكن موجودة طوال الوقت ولا حتى النهر. فقبل كل ذلك كان الثلج أو ربما مجرد صخور، ربما كان كل هذا بحرا. لم تنشأ الأحجار على أية حال إلا بالتدريج لأنها تكونت عبر آلاف أو ملايين السنين، ولن يتبقى منها شيء بعد مئات أو ملايين السنين. لا شيء سيتبقى حتى من الأحجار!

وهنا ينشأ الدين: إنه العلاقة بين النهائي - الذي نمثله نحن - واللانهائي الذي يُطلق عليه أيضًا اسم الله ، وهذا ما أريد أن أكتب عنه... لا ، بل إن هذا ما ينبغي أن أكتب عنه في الكتاب الذي وعدت جدك قبل أن يموت بقليل أن أكتبه، أو بمعنى أدق، إنه الكتاب الذي سنكتبه سويا لأني سوف أقرأ لك كل مساء ما كتبته في أثناء وجودك في المدرسة، ثم ستدفعني أسئلتك واعتراضاتك إلى مواصلة الكتابة في اليوم التالي. ربما لن يكون الكتاب عن الإسلام وحده، وإنما عما يجمع بين الأديان كلها، وسنرى إلى أين سيقودنا ذلك.

المقاطع من كتاب "تقدم خطوة واقترب .. أسئلة عن الله" نافيد كيرماني، ترجمة هبة شريف ص (33 _35).



يقول توماس مان في الجزء الرابع من رباعيته الروائية يوسف وإخوته :"إن اعتبار الدين والسياسة أمرين مختلفين تماما عن بعضهما ...
18/05/2024

يقول توماس مان في الجزء الرابع من رباعيته الروائية يوسف وإخوته :"إن اعتبار الدين والسياسة أمرين مختلفين تماما عن بعضهما البعض، وأنه لا علاقة لأحدهما بالآخر، ولا يجوز أن تكون هناك علاقة بينهما، يعني جهلاً بوحدة العالم. أما الحقيقة فهي أنهما يتبادلان الثوب، وأن وحدة الكون تتحقق عندما يتحدث أحدهما لغة الآخر".

إن الناس لا يعيشون فقط في بلدان مختلفة بل داخل عوالم مختلفة من إدراكهم وتصوراتهم لمفهوم المعنى، وهذه الأكوان الرمزية تكتسب شكلا مرتبا ومستمرا وملزما سواء في مؤسسات الحكم السياسي والمجتمع أو في مؤسسات النظام الديني. وكلما عدنا بالزمان إلى الوراء ازدادت صعوبة التمييز بين المؤسسات الدينية والمؤسسات السياسية.

وجد المفكر الروماني فارو Varo الذي نقل مصطلح "اللاهوت السياسي" إلى الغرب أن بدايات مؤسسات الدولة متطابقة مع أصل وبدايات الدين. هناك صلة بين اللاهوت السياسي والعلاقات المتقلبة بين كل من الجماعة السياسية والنظام الديني، وإذا شئنا قول هذا باختصار، فالصلة هي بين السلطة والمقدس.

أن الأمر يتعلق عند طرح تساؤلات بشأن اللاهوت السياسي باللاهوت المتضمن في السياسي (وهذا هو الحال عند كارل شميت Carl Schmitt على سبيل المثال)، كما يتعلق كذلك بعلوم السياسة والاجتماع والأنثروبولوجيا المتضمنة في الخطاب اللاهوتي أو الخطاب الديني بشكل عام (وهو ما يتماشى على سبيل المثال مع موقف ياكوب تاوبیس Jacob Taubes).

يُعد اللاهوت السياسي من خصائص التاريخ الغربي ومن ثم يعتبر من خصائص المسيحية، ويمكن إذا لزم الأمر أن يُضاف إليهما اليهودية والوثنية القديمة اللتان صيغ هذا المصطلح لأول مرة في سياقهما (فارو، سبينوزا Varro) Spinoza). ولكن لم يجر حتى الآن أي حديث عن "لاهوت سياسي " لمصر أو بلاد ما بين النهرين أو الهند أو الصين أو ممالك ما قبل العصر الكولومبي في أمريكا. ربما كان لهذا علاقة بأن اللاهوت كان ينظر إليه باعتباره حكرا على المسيحية بشكل مطلق.

في خضم هذا، تشكل مصطلح ذو صلة بعلوم الأديان من خلال مباحث اللاهوت ، وهو مصطلح أمكن تطبيقه واستعماله على أديان أخرى بما فيها ديانة مصر القديمة. فاللاهوت ما هو إلا خطاب حجاجي تعليمي صريح
ارتباطه مع الشأن الإلهي.

وفي إطار هذا المعنى، أعني معنى الخطاب التعليمي الصريح عن العلاقة بين السلطة والمقدس، أريد أنا أيضًا أن أفهم مصطلح اللاهوت السياسي وأن أتوسع في السؤال عن الأشكال التي صيغت وتمأسست فيها العلاقة بين السلطة والمقدس ثم كيف انعكس هذا بعد ذلك إلى الخارج ليصبح سؤالي سؤالا عاما عن علاقة كل هذا بعلوم الدين وبعلم الأنثروبولوجيا.

مقاطع من كتاب "جدل السلطة والمقدس" يان أسمان، ترجمة صبحي صعيب - كرم النويشي ص(٢٧_٢٩).



ليبرالي متأخر أم فيلسوف الحاضر؟هل كان مقال فوكو «ما التنوير؟» الذي نشر قبل وفاته عام ١٩٨٤، تحولا مقنعا إلى الليبرالية؟ ه...
16/05/2024

ليبرالي متأخر أم فيلسوف الحاضر؟

هل كان مقال فوكو «ما التنوير؟» الذي نشر قبل وفاته عام ١٩٨٤، تحولا مقنعا إلى الليبرالية؟ هل أرغمته الأعمال الوحشية التي ارتكبتها الجمهورية الإسلامية في عهد الإرهاب (۱۹۸۱ - ۱۹۸۳) على الحد من توقه إلى تجربة تتجاوز القيود التاريخية المفروضة علينا؟ هل ينبغي أن نقرأ مقال «ما التنوير؟» بوصفه اعترافا طال انتظاره بأن فوكو أخطأ في بحثه عن الروحانية في السياسة؟

وفقا لأفاري وأندرسون، فإن الإجابة على هذه الأسئلة هي نعم، لكن بلا مسوغات. فهما يفسران المقال على أنه اعتذار غير مباشر عن حماسه الخاطئ، معتمدان في قراءتهما على المقطع التالي الذي يشير فيه فوكو إلى أن:
الأنطولوجيا التاريخية عن أنفسنا، يجب أن تبتعد عن جميع المشاريع التي تدعي أنها عالمية أو جذرية. في الواقع نحن نعرف من التجربة، أن ادعاء الهروب من نظام الواقع المعاصر؛ لإنتاج البرامج الشاملة لمجتمع آخر أو لإنتاج طريقة أخرى للتفكير أو ثقافة أخرى أو رؤية أخرى للعالم، لم تؤد إلا إلى عودة التقليدية الأكثر خطورة.

بالتشديد على كلمات: «التجربة»، و«ثقافة أخرى»، و «التقليدية الخطرة؛ يستنتج المؤلفان أفاري وأندرسون أنه من المحتمل» أن فوكو كان يشير إلى كتاباته السابقة عن الثورة الإيرانية. وهما في ذلك لا يخطئان في قراءته فحسب، بل الأهم من ذلك أنهما، لإثبات وجهة نظرهما، يغيران أيضًا الترجمة الإنجليزية الأصلية ويغيران كلمة "التقاليد" في نهاية الاقتباس إلى "التقليدية" وهو مصطلح غالبا ما يرتبط بالحركات الدينية، فلا توجد ترجمة واحدة لمقاله هذا، تستخدم مصطلح «التقليدية» الوارد هنا. حتى الترجمة التي استشهدا بها، من مجموعة بول رابينو، تستخدم كلمة "تقاليد" وليس "تقليدية". فمن الواضح في النص أن التقاليد الشمولية التي يتحدث عنها هي إشارات إلى الفاشية والستالينية، وليست إلى الثورة الإيرانية.

على عكس أفاري وأندرسون، أزعم أن فوكو لم يحجم فحسب عن موقفه من الثورة الإيرانية، بل إنه وسع تقريره ليصبح فلسفة أكثر تماسكا في التنوير والأخلاق والروحانية. إن تعليق فوكو على كتاب كانط ما التنوير؟ لم تكن المرة الأولى والوحيدة التي طرق فيها مباشرة مسألة التنوير. فقد ظهر أول مقال منشور له، ضمن هذه السلسلة من المقالات التي جمعت في مجلد واحد، تحت عنوان "سياسة الحقيقة The Politics of Truth"، في أوائل عام ۱۹۷۸، بينما كان المقال الأخير نسخة معدلة من النص نفسه، نشر في عام ١٩٨٤.

ولو كان ثمة موضوعة محورية/تيمة واحدة مشتركة في كل كتاباته عن التنوير، فهي لا بد أن تكون التمييز الذي أوضحه بين (التنوير بوصفه موقفا نقديا في الحاضر، والتنوير أو حتى Les Lumières الأنوار) بوصفه مفهوما مرتبطا بفترة فلسفية؛ تميز الحداثة بوصفها حالة اجتماعية ناضجة ثابتة. لقد رأى الثورة الإيرانية في ضوء الشكل الأول من التنوير، وهو اتجاه نقدي في الوقت الحاضر، ومخرج محتمل من العقلانية المتجمدة والمذهبية التي كانت تمثلها في القرنين التاسع عشر والعشرين.

في قراءة فوكو لـ كانط نجد أن الاتجاه النقدي الذي تحقق بفعل تحرر "الإنسان" من الغائية التي يجرها على نفسه، يوفر المساحة لصعود ذات مستقلة. غير أن هذه الاستقلالية لا تكفل للذات لا استقلالها عن ظروف تشكلها، ولا إمكانية التعالي الأخلاقي والتاريخي. فالذات، عند فوكو، تصبح مستقلة، مثلما تحاجج أنيتا سيبا "بمعنى أنها تصير قادرة على ممارسة النقد، دون أن يكون لهذا النقد قيمة متعالية، أو لا تاريخية؛ لأنه، أي النقد، دائما ما يأخذ موقعا تاريخيًا ويكون مرتبطا بالسياق".

في معرض تعليقه على دراسة جان دانيال "عصر الانقطاعات"، يلاحظ فوكو أن الشك في مخططات تاريخية كبرى، لم يعد مجرد تكهنات فلسفية. فيكتب: يقلل المرء شيئًا فشيئًا من سعيه إلى تحديد موقفه وفقًا للخطوط الجيوديسية geodesics (أقواس الدائرة العظمى - م) الكبرى للتاريخ الرأسمالية الطبقة البرجوازية الإمبريالية، الاشتراكية البروليتاريا. إذ بدأ الناس شيئا فشيئا في التخلي عن دفع "النتائج المنطقية" و "التاريخية" للخيارات إلى حدود غير مقبولة ، لا يمكن التسامح معها.

يقدم هذا التأكيد دليلا على أن التقاليد الخطيرة التي يشير إليها فوكو في مقاله "ما التنوير"؟ لا علاقة لها بالثورة الإيرانية، بل بالأحرى، وبالنظر إلى فحوى مجموعة أعماله الكاملة حول التنوير، يظل متشككا حيال سياسات التحرر العالمية والراديكالية، التي يربطها هو بعقلانية التنوير. لقد بين وجهة نظره بشكل أوضح في الفقرة التي جاءت مباشرة بعد المقطع الذي اقتبسته أعلاه بوصفه دليلا مزعوما على تراجعه. إذ يصرح فوكو قائلا:

إن أفضل التحولات المحددة التي ثبت أن من الممكن تحققها على مدار العشرين عامًا الأخيرة، في عدد من المجالات التي تتعلق بطريقتنا في الوجود والتفكير، وعلاقاتنا بالسلطة، والعلاقات بين الجنسين، والطريقة التي نتصور بها الجنون أو المرض؛ بل حتى أفضل تلك التحولات الجزئية التي تمت ضمن الارتباط بالتحليل التاريخي، والاتجاه العملي لبرامج من أجل إنسان جدید، حصل أن كررتها أسوأ الأنظمة السياسية طوال القرن العشرين.

مقتطفات من كتاب "فوكو في إيران" للمفكر الإيراني د.بهروز قمري تبريزي، ترجمة ربيع وهبة، الفصل الخامس ص (٣٦٩_ ٣٧٣)


يخرج إلى النور هذا الأسبوع كتاب جديد بالتعاون مع المعهد الألماني للأبحاث الشرقيةفي بيروت بعنوان "نقاشات ترابطية" مع عنوا...
13/05/2024

يخرج إلى النور هذا الأسبوع كتاب جديد بالتعاون مع المعهد الألماني للأبحاث الشرقيةفي بيروت بعنوان "نقاشات ترابطية" مع عنوان فرعي: "لاهوت التعايش".
يحوي الكتاب مجموعة من المقالات العلمية الرصينة لمجموعة متميزة من كبار الأكاديميين من دول عربية متعددة مثل أديب صعب، محمد حبش، حيدر ديوان الأسدي، عبد الباسط هيكل، سعاد التميمي، سوسن الشريف، صبحي نايل، كريمة نور العيساوي، أبو الوفا محمد، حسام الدين درويش وأحمد عبد السلام مع حفظ الألقاب العلمية والأكاديمية للجميع.
الكتاب هو نتاج أعمال المؤتمر الذي عقد بالقاهرة في صيف 2022 تحت نفس العنوان بتنظيم من المعهد الألماني.

موضوع الكتاب:
كانت حياة العالم الإسلامي إبان قوته وسيطرته على العالم نموذجًا للإسلام القوي الواثق الذي يؤمن بالتعايش وترك مساحة للآخرين يبنون ويؤمنون ويبدعون ويعيشون، وهو ما أطلق عليه الباحث الأمريكي "مارشال هدجسون" حضارة العالم الإسلامي Islamicate Culture وتمثل بلاد القلب من العالم الإسلامي المعاصر الأنموذج الحي لهذا الأمر، حيث عاشت واستمرت أديان أخرى غير الإسلام في مصر والشمال الأفريقي إضافة إلى العراق والشام واليمن، وعلى العكس من هذا، نجد الإسلام منتشرًا في مناطق كثيرة من العالم لم تذهب لها جيوش الفاتحين. وعند مقارنة قدرة الإسلام والمسلمين في ظل تفوقهم على التعايش مع الجميع مقارنة بسلوك الغربيين في حروبهم الاستعمارية في الأميريكتين وأفريقيا وآسيا وغيرها، يجد الباحث البون شاسعًا بينهما مما يؤدي إلى بروز سؤال نتناص فيه مع المفكر المصري الراحل جلال أمين ونسأل: “ماذا حدث للمسلمين؟"
لماذا فقد المسلمون هذه الروح وهل ساهم التأخر الحضاري في بروز التعصب وهل أدى الخوف من فقدان الهوية أو الدين – في إطار الفزع – إلى التخلي عن السمت المميز لتدين المسلمين من مودة وتراحم ونظرة ودود لأهل الكتاب ولبني الإنسان بصفة عامة؟ وكيف وعلى أية أسس يمكن للمجتمعات المسلمة اليوم أن تنهض واثقة من نفسها ومن مخزونها الحضاري وفي قدرتها على الاضطلاع بدورها المنوط بها في أن تقدم نموذجًا ليس فقط للتعايش، بل أيضًا للاحتواء.

لا يعزف الكتاب الألحان القديمة من تصالح مُسًيس ساذج، كما لا يذهب حتى لفكرة التفتيش عن المشترك بين الأديان وشرح كيف أنها تصل وتحاول أن تصل إلى هدف واحد وأنها في النهاية واحد! لا، بل يؤكد الكتاب من مقالته الأولى على تفرد واختلاف كل دين ويعي تمامًا أن " دعوتنا إلى إقامة لاهوت وحدة ليست سعيًا إلى تأسيس دين مصطنع أو إقامة وحدة تعسفية عبر فرض أحد الاديان على الناس. وإن أمكن هذا الفرض، فهو لن يتحقق إلا بالعنف ولن يدوم طويلًا إذ سرعان ما سينقسم الدين المفروض عنوة إلى مذاهب، ثم أن المؤمنين توزًعوا على الأديان والمذاهب المختلفة، وليس من الإنسانية سلب الناس خصوصيتهم الدينية المتمثلة في التراث الديني الخاص بكل جماعة. وما دعونا إليه من لاهوت وحدة ليس محاولة لإبطال لاهوت التنوع، لكنه بالأحرى محاولة لتعزيز هذا اللاهوت وإقامته على أساس راسخ"
يذهب الكتاب بعيدًا إلى أنه: " في غياب لاهوت الوحدة، من السهل جدًا أن ينحدر لاهوت التنوع إلى لاهوت خلاف بدلًا من أن يكون لاهوت اختلاف فحسب. وطالما حصل هذا الأمر مع ما يستتبعه من تنابذ على الصعيدَين النفسي والاجتماعي، يخون قضية الدين، مع ما يستتبعه من تنابذ الدين التي هي قضية محبة وعدل وسلام"
إذن ومن البداية يبتعد الكتاب عما يمكن تسميته بالدين الإبراهيمي، بل يؤكد في ثقة وعلم على التمايز ولكن هذا التمايز لا يعني أبدًا الصراع وانما يؤدي إلى الوحدة، لأن الدين في ذاته هو أحد مكونات ذلك الكيان المتشابك المعقد الجميل المسمى بالإنسان ولا يهدف هذا المكون "الدين" أبدًا إلى القضاء على باقي المكونات التي تشكل هذا "الإنسان" وأنه لا مانع أبدًا من أن نبقى مختلفين وأن نكون في الوقت ذاته متحابين وشغوفين في أن نتعلم من بعضنا البعض لأن هناك الكثير الذي نستطيع أن نتعلمه من بعضنا دون أن نفقد خصوصيتنا.
كيف هذا وماهي الروشتة التي تهيئ لنا هذا المزج الفريد بين حب الأخر وليس فقط احترامه مع التعلم مما لديه وعدم التماهي فيه؟
كيف يمكن الفخر بالمكون الذاتي مع تقدير ما لدى الآخرين دون الحط منه؟
كيف يمكن النظر للآخر في حب وشغف مقرونين برغبة في الأخذ منه دون الخوف وافتراض سوء نية مضمرة فيه؟
كيف يمكن الإيمان بأن استجلاب العالم بأكمله إلى دين من الأديان، لن يغني رب هذا الدين شيئًا وأن هجر الناس كلهم لدين من الأديان لن ينقص "الغني" شيئًا وأن الدين كله لله؟
كيف يمكن هذا كله؟
تنوعت الإجابات الذكية على هذه الأسئلة في مباراة عقلية رائعة بين باحثين عن حكمة الدين والحكمة من التدين وليس عن مظهره ولا رسمه.
كتاب جدير بالقراءة.

Address

42 Mar Gerges Street , Mogammaa El-Adian Old
Cairo

Opening Hours

Monday 9am - 5pm
Tuesday 9am - 5pm
Wednesday 9am - 5pm
Thursday 9am - 5pm
Friday 9am - 5pm
Saturday 9am - 5pm
Sunday 9am - 5pm

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when البحر الأحمر للنشر posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Videos

Share

Category

Nearby media companies