09/12/2024
حادث ديروط اسيوط
الميكروباص كان مليان بالركاب، وكل واحد فيهم بيحاول ينقذ نفسه بأي طريقة، لكن الام كانت حاجة تانية. كان معاها طفلين صغيرين، وقلبها مشغول بيهم أكتر من روحها.
الميه بتتسلل بسرعة جوا العربية، وكل ثانية بتعدي كانت بتقلل فرص النجاة.
في وسط اللحظة الحرجة دي، الأم قررت تعمل اللي ما يقدرش عليه إلا أم بمعنى الكلمة. فتحت الشباك بإيدين بتترعش من البرد والخوف، ورفعت أول طفل بكل قوتها ورمته برة الميكروباص ناحية الناس اللي بتحاول تساعد.
وبعده، نفس الحركة مع الطفل التاني.
كانت بتصرخ للناس: "خدوا العيال.. أنقذوهم!"، من غير ما تفكر ولو لحظة واحدة في نفسها. آخر حاجة اتشافت منها كانت عينيها وهي بتبص للطفلين من بعيد، كأنها بتقولهم
"عيشتكم أهم من حياتي".
لحد دلوقتي، الطفلين دول هما الناجين الوحيدين من الحادثة، واسم الأم بقى حديث ديروط. الناس هناك ما بين دموع وحسرة، بيحكوا عن "الست اللي ضحت بحياتها عشان ولادها يعيشوا".
القصة دي مش بس بتعبر عن لحظة تضحية، لكنها بتمثل حاجة أكبر بكتير. الأمومة هي أكتر قوة في الدنيا، قوة تخلي حد يضحي بروحه من غير تفكير، قوة تخليها تسيب علامة في قلب كل حد سمع قصتها.
ديروط النهاردة مش بس فقدت أم، لكنها كسبت قصة عن التضحية والبسالة، قصة هتفضل تتقال للأجيال الجاية