فلسفة رجل عجوز

فلسفة رجل عجوز للترشق

للتو أشعلت سيجاره .. وهذا ليس مهماًبما أنني لا أعلم عن ماذا أريد أن أكتب ، لكنني و كلما أشعلت سيجاره أشعر أنني امتص فكرة...
11/03/2022

للتو أشعلت سيجاره .. وهذا ليس مهماً
بما أنني لا أعلم عن ماذا أريد أن أكتب ، لكنني و كلما أشعلت سيجاره أشعر أنني امتص فكرة ، امتص حماقة ، امتص أطفالاً من الجحيم ،
أنا الآن أشعر أنني أمر بأصعب مرحلة في حياتي ، حياتي المليئه بالصعوبات , المليئه بالأشياء الجميلة التي لا تريد مني أن أعلم أنها جميلة ، المليئه بأعقاب السجائر و أعقاب الحروب الأهلية و مخلفات الحروب، هذا ليس مهماً المهم أنني أشعر أنه لا يمكنني أن أسمي هذه الحياة حياةً بالمعنى الحرفي ، لأنها حتماً ليست حياة ، لا يوجد بها ذرة حياة ، هي ليست حياةً و إنما عقوبة إعدام ، يمكنني أن أسميها صعوبات بها بعض حياة ،.. شيطاني الذي ينقر رأسي الآن كنقار خشب مُخلص ، نقار خشب بروليتاري سحيق ، ما زال ينقر ، و مع كل نقرة يملي علي الكثير من الوساوس التي أشك أن الذي يقولها شيطاناً حقيقاً ، هو يعلم أنني لم أكن هكذا ابداً ، لم أكن ضعيفاً بهذا القدر من الهشاشة ، بهذا العفن ، بهذه السريالية المقيته ، حقاً ، أنا الآن أشبه بإصبع سادس ، برئة عاطلة عن العمل ، بنملة فقيره ، بصرصور يميني متطرف ، أشبه بزاوية حاده كنت أدرسها في مدرسة تصدير الغباء الإبتدائية ، كنت أدرسها بكل تفاني و كنت أشك في نزاهة أختها الزاوية المنفرجه
أريد حقاً أن أقول أنه لا توجد حقائق مطلقة ، الحقيقه المطلقة الوحيده هي أنه لا وجود لحقائق مطلقة ، هذا الأمر يحفز العقل على الشك ، النهج الشكوكي ، تدمير الثقه بأي شيء ، الوقوف أمام المرآة مثلاً و الشك بأن هذا الوجه وجهك ، مالذي يثبت ذلك ، ربما لا تكون انت حقاً انت ، ربما تكون كرسياً في فصل رابع ، و أن هذه الحياة مجرد حلم عابر ، أو ربما تكون زاوية غير منفرجه ، أو منفرجه حتى لا يهم ذلك ، مالذي يجعلك متأكداً أن هذه الحياة ليست حلماً ؟ مالذي يجعلك متأكداً أنك في الأساس لست مجرد عمود إنارة أو خصر راقصة شرقية ، في الحقيقة هذا الشك مهزلة ، لكنها مهما يكن تعتبر مسخرة لذيذه ، لذيذه جداً ؟
على العموم أنا متأكد أنني محاط بالمشاكل و الأغبياء و الأسئلة ، المشاكل كثيره و كثيفه و متكاتفه كحزب سياسي ، هذه المشاكل عقيمه من الحلول ، لا وجود للحلول ، هذا الكون عقيم لا حلول فيه ، هي أشبه بمسألة نسبية ؛ فهذه المشكلة كبيره مثلاً ، يتم حلها بمشكله أصغر ، مشكله مؤدبه ، مشكله أكثر تهذيباً، نحن نقوم بحل المشاكل بمشاكل ، لا نستطيع أن نجزم بأن ما سنفعله يعتبر حلاً لا شوائب إشكالية فيه ، حدثت مشكلة في أي مكان ، يقوم الناس بحلها عبر تغطيتها و ستر عورتها بمشكله أكثر تهذيباً و أقل ثقلاً ، نحن دائماً نحاول حل المشاكل بمشاكل أصغر ، حقاً ، المشكلة ليست فينا كبشر همجيين و أوباش ، إنما المشكلة في هذا الكون العقيم من الحلول ، المهم أنه لا وجود لحلول بمعنى الحلول هذا مؤكد ، أنا متأكد من هذا الكلام وأكاد أجزم ذلك.
لا وجود للحلول ، هذا الإكتشاف العظيم يجعلني أشعر بشعور المُغتصبة ، أشعر بشعور الراقصه التي تدعو قبل أن تخرج للمسرح بإيمان مفرط المشاكل ثم المشاكل ثم المشاكل ، هذه ليست مزحه ، “اللعنة على كل من يظن أن هذه مزحة” أنا لا أمزح ، أنا رجل صارم
، لا أحب الضحك أبداً ، أخبئ ضحكاتي في حقيبة سوداء قديمه أحملها معي دائماً ، أملأها بالضحكات ، كلما اكتشف أمراً يستدعي الضحك ، أكوّم ضحكة صغيره في فمي ثم أضعها في الحقيبة السوادء القبيحة ، و هكذا ، حتى عودتي للمنزل كأي شخص عائد للمنزل ، لا يوجد أي شيء يستحق أن أقوله في مشهد عودتي للمنزل لذلك أنا أعود للمنزل كأي صبي يعود لبيته ، ادخل منزلنا البائس ثم اهرع لغرفتي الأشبه بالتابوت الفرعوني ، أشبه بالكهف ، أقوم بفتح هذه الحقيبة السوداء ، و اخرج ضحكاتي برفق ، ثم اضحكها ، اضحكها اضحكها إلى أن أشعر بشعور جميل ، شعور جميل كالذي يأتيك عندما يقول لك أحدهم انك فرد مهم في هذا المجتمع ، انك شخص رائع بالفعل ، ليس مهماً أن يكون كلامه حقيقياً ، لكن الجميل هو هذا الشعور اللذيذ ، و كأن هناك فتاةً باذخة الجمال أثمرت سحراً و فتنةً و جمالاً في صدرك ، في الحقيقة هذا ليس مهماً ، المهم أنه لا وجود لحقائق مطلقه ، و لا وجود لحلول ، و على كل شخص تعيس يتشرف بقراءة هذه الخزعبلات أن يؤمن بها إيماناً تاماً ، أوكي ؟! ايماناً تاماً !!
لماذا يتعصب هؤلاء البشر لآرائهم مع أنه لا وجود لحقائق مطلقة ، انهم حمقى بالمناسبة ، و بالمناسبة أيضاً و الشيء بالشيء يذكر ، قابلت البارحة عجوزاً في الثلاثين يقول لي أنه سيبيع كليته ، يريد أن يحصل على رأس مال جيد يقوم بواسطته بفتح مشروع خاسر لا محالة ، هذا العالم مليء بالمعفنين ، بالأغبياء ، هؤلاء البشر يموتون من أجل الحياة ، يموتون هرباً من الموت ، هذا يشابه حل المشاكل بمشاكل أخرى ، نحن نجر حبلاً في طرفه الآخر يجلس الموت مربوطاً ، نحن نسحب الموت بإخلاص ، نجره نحوناً ، و نظن أننا بذلك نهرب منه ، نحن نحمل جثثنا على أكتافنا ، نحن موتى أحياء ، نتنفس و نموت في ذات الوقت , اسمي هذه المهزلة الحياتية ، برحلة الصعود نحو الهاوية ...
كيف ذلك!!
لا أعلم.

Adresse

Oran

Notifications

Soyez le premier à savoir et laissez-nous vous envoyer un courriel lorsque فلسفة رجل عجوز publie des nouvelles et des promotions. Votre adresse e-mail ne sera pas utilisée à d'autres fins, et vous pouvez vous désabonner à tout moment.

Partager



Tu pourrais aussi aimer