24/06/2024
البعض يتحدث عن مساوئ علي عبدالله صالح، ويلومه على تأسيس الحرس الجمهوري والأمن القومي، بحجة أنه تحصين لمشروع التوريث..
لكن هذه ليست الحقيقة الكاملة..
الحقيقة تتخلخص في أن الرئيس صالح، أراد تحصين نفسه فعلاً بعد أن أدرك أن الجيش القديم، بقيادة زعيم الذراع العسكري لحركة الإخوان "علي محسن الأحمر"، صار في قبضة الإخوان.
الفرقة الأولى مدرع، وكذلك كليات عسكرية مثل الحربية والطيران والدفاع الجوي، كان الإخوان فيها أغلبية، ومن حق أي رئيس أن يخاف ويحصّن نفسه.
أما بخصوص الأمن القومي...
فالرئيس صالح أدرك أن أهم جهاز أمني "جهاز الامن السياسي" في البلد مخترق من حركة الإخوان، وهذا شيء كان مدار حديث دائم في أروقة صناعة القرار إبان حكم الرئيس صالح.
أدرك صالح كحال أي رئيس يحترم نفسه، أنه من الصعب حلّ هذا الجهاز، أو الدخول في صدام مع حركة الإخوان بعد أن أصبحت لديها نفوذ غير مسبوق وتتحكم بالجيش وباهم جهاز أمني، لذلك عزّز الحرس الجمهوري وعين نجله على رأسه، كما أنشأ جهاز الأمن القومي وعين قيادات مقربة منه، من بينهم نجل شقيقه..
والأهم أن صالح أدرك أهمية إنشاء مؤسسات عسكرية وأمنية على أسس وطنية، ومضى في هذا الطريق، ما دفع الإخوان عبر أذرعهم الاستخباراتية والقبلية والإعلامية والسياسية إلى شن حملات عليه وشيطنته وتصدير اسطوانة التوريث.. مع أني أرى أن التسمية الصائبة لها هي "التحصين" وليس التوريث..