عبد الرحمن مصور مش مجرم

تفاصيل القبض على المصور "عبد الرحمن عبد السلام" مراسل موقع كرموز دوت كوم Karmoz.com وأخبار العجمي
في تمام الثانية عشر والنصف ظهرًا يوم السبت الموافق 21 مارس 2015، حاوَلت فتاة إحراق نقطة "فوزي معاذ" في الهانوفيل، وقبض عليها من قبل الأهالي وتسليمها لقوات الأمن، وأثناء تلك الواقعة كان الطريق مغلق أمام سائق تاكسي به "نوران ضياء" إحدى مراسلات أخبار العجمي، وقال لها السائق "شكل فيه قنبلة".
أبلغت المراسل

ة "عبد الرحمن عبد السلام" والذي كان وقتها في منطقة ويدوس، أنه يُقال أن هناك قنبلة أمام نقطة فوزي معاذ.
على الفور أخذ "عبد الرحمن" شنطته والتي كانت تحتوي على كاميرا بينك وعدد 6 حجارة لها، ومعه الموبايل والكارنيه، وتوجه إلى هناك لتغطية الحدث ووصل حوالي الواحدة ظهرًا، كان حينها هناك سيارات مدرعة تغادر المنطقة، سأل "عبد الرحمن" أحد الأهالي "هو كان فيه قنبلة؟" فأجابه "لأ كان فيه بنت بتحاول تحرق النقطة واتقبض عليها"، أخرج عبد الرحمن الموبايل وليس الكاميرا ليصور به ما رأى من مغادرة المدرعات، وحينها ذهب إليه مخبران وأمسكو به وعندما قال صحافة قالوا له "انت لسه هتتكلم" وتم اقتياده إلى النقطة والاعتداء عليه بالضرب، مع غلق موبايلاته.
أُخذ عبد الرحمن في سيارة "توناية" حتى مكان منزله، وأخذوا منه مفاتيح شقته وذهبوا لتفتيشها دون إذن نيابة وهذا يُعد انتهاك، ولكن كان التفتيش بشكل محترم، ولم يجدوا شيء.
بعدها تم اقتياده إلى مباحث قسم الدخيلة، وبعد حوالي ساعتين علمنا أنه داخل القسم في الدور الثاني بالمباحث.
اتصلنا بمديرية أمن الإسكندرية لإبلاغهم بما حدث لعبد الرحمن، كما تواصل مع المديرية زملاء آخرين، وكان الرد "أيوة إحنا عارفينه وعارفين بالموضوع وهنتواصل مع قسم الدخيلة لإخراجه".
كما أبلغنا نقابة الصحفيين في الإسكندرية، وبعض الإعلاميين لسرعة التحرك والتضامن مع عبد الرحمن، وتواصلت مع النقيبة ولكني وجدتها في واشنطن.
فوجئنا حينها بذهاب قوات من الداخلية إلى مكتب الدعاية والإعلان الذي يعمل به وكسر الباب والتفتيش ولم يجدوا شيء أبضًا، كما تم السؤال عليه في شركة الحديد والصلب والتي يعمل بها والده.
في السابعة مساءًا تواصلت مع مدير العلاقات العامة بمديرية الأمن، وكانت إجابته أنه لا أحد من الظباط في القسم أو المأمور ونائبه، وعند عودتهم في التاسعة والنصف مساءًا، إذا كان عبد الرحمن ليس عليه شيء سيخرج.
وفي العاشرة والربع مساءًا تواصلت مع أحد مسؤولي مباحث قسم الدخيلة، وقال لي "امشي من قدام القسم دلوقتي وهنتواصل معاك بكرة الظهر لغاية ما تخلص التحريات عنه وهناوشه شوية".
في الواحدة والنصف صباحًا، ذهبت أنا وزميلي محمد جبر، إلى داخل القسم لدخول الأكل له، ورأينا "عبد الرحمن" حينها في حجز القسم، وقال لنا "مِلَبسني في قضية مع 3 إخوان معرفهمش اتقبض عليهم يوم الخميس إللي فات بأحراز كبيرة، وكانوا بيتعذبوا في الدور إللي فوق وأنا كويس وهتعرض على النيابة الساعة 9 الصبح.
اتصلت صباح اليوم بكافة المسؤولين ولم يُجب أحد، النقابة لا تجيب ولا المديرية، النيابة حققت معه في محكمة الدخيلة، وكانت الأحراز في المحضر رقم 8558 لسنة 2015 إداري الدخيلة، كما هي معه "شنطة سوداء اللون + كاميرا نيكون + هاتف محمول سامسونج أبيض اللون + 6 حجارة كاميرا" ولم يثبت الكارنيه في المحضر وعند سؤالنا عليه علمنا أنه أخذ منه في مباحث القسم، كما تم إثبات في المحضر أن جراب الكاميرا هو نيكون ولكن الكاميرا نفسها بينك، وكانت الاتهامات "الانضمام لجماعة الإخوان الاعتداء على الحقوق والحريات وقلب نظام الحكم والتظاهر بدون ترخيص وحيازة مفرقعات".
انتهى التحقيق معه من قبل النيابة ومعه اثنان من المحامين، وأرفقنا في التحقيق خطاب التكليف من الموقع وأعماله المنشورة، والقرار عرض باكر لحين انتهاء تحريات الأمن الوطني، وعودته من جديد لقسم الدخيلة.
أثناء التحقيق تواصلت مع مدير العلاقات العامة في المديرية، وقال لي إنه
مُحرج بسبب رد مأمور القسم عليه بشكل غير لائق، وأنه سيتحدث مع مدير الأمن عند مروره بعد ساعة.
وقال مدير مباحث الإسكندرية لبض الزملاء حينها عند المحادثة معه "حاضر حاضر هشوف وهرد عليكم".
عبد الرحمن عبد السلام عرفة ياقوت الطالب بكلية التجارة السادات، والساكن في أبو يوسف، لم يكن له أي انتماء سياسي لأي جهة، كما هو من معارضي الإخوان، وأنه مُكلف من قبل موقع كرموز دوت كوم karmoz.com بتغطية أي أحداث تخص غرب الإسكندرية لقربها من مسكنه، والصحفيين الميدانيين يعرفونه جيدًا، بل إنه يساعدهم في منطقة غرب.
اتصل بعدها زميل لقيادات في الأمن الوطني، وقالوا له "ماتقلقش لو مافيش حاجة هيخرج"، كما تواصلت مع الأستاذ "خالد البلشي" وعلمت أنه مسافر الفجر ولكنه قالي لي سأبلغ النقيب حالاً.
في نفس ذلك اليوم أرسلت مديرية الأمن بيان للصحفيين بدون أسماء محتواه القبض على فتاة تحاول إحراق نقطة فوزي معاذ بالهانوفيل وآخر معها يصورها، وللأسف بعض الزملاء نشروا ذلك البيان، وعبد الرحمن في قضية أخرى من الأساس.
في اليوم التالي وهو الاثنين، ذهبت مع عبد الرحمن "ماهينور المصري" كمحامية معه وآخرين، وفوجئ الجميع أن الداخلية أخرجت طلب ضبط وإحضار لعبد الرحمن في قضية الفتاة المقبوض عليه وهو من الأساس مقبوض عليه، في القضية رقم 3880 لسنة 2015 إداري الدخيلة.
حُقق معه من جديد في القضيتين، والقرار حبس 15 يوم على ذمة التحقيقات، رغم تأكيد الفتاة أنها كانت بمفردها وعند قول المحامين ذلك قال لهم وكيل النيابة يدعى "محمد صلاح" الكلام ده تقولوه في مرافعة المحكمة، وطالب وكيل النيابة "عبد الرحمن" بمراعاته لامتحانات جامعته وأنه غير الآخرين الذين حقق معهم.
طلبنا بعد ذلك كارنيه عبد الرحمن الغير مثبت في المحضر من قسم الدخيلة، أبلغونا أنه غير موجود.
عبد الرحمن يعلمه الجميع من الصحفيين الميدانيين في الإسكندرية، ومعلوم أنه لا ينتمي لأي جهة، ونرى تعنت غريب من قبل قوات الأمن، وأصبح جميع الصحفيين يشعرون أنهم عراة تجاه ما يحدث لصحفي تلو الآخر.