حي جوبر هو أحد أحياء مدينة دمشق العريقة.
تعود تسميته نسبة لغار كان يختبئ بها نبي الله الياس وكان به جب صغير(بئر ماء) وكانت المنطة برّية(غابة) فسمي المكان(جب بر) وتطورت التسمية إلى جوبر، وهذا المكان الآن ضمن الكنيس اليهودي الموجود في الحي الذي يرتاده إلى الآن القلة القليلة من اليهود السوريون طبعا. اهالي الحي مسلمون ويوجد بعض العائلات المسيحية متعايشين بأخوة ومحبة وعلاقات أكثر من رائعة. و يقع في ش
مال شرق دمشق، بين القصاع غربا والقابون شمالا وعين ترما جنوبا وزملكا شرقا. كثير من المؤرخين يعتبر حي جوبر المكان الثاني لليهود في دمشق قديما حيث يوجد فيها كنيس (دار العبادة عند اليهود) أقدم كنيس يهودي في العالم ويقع في شارع المدرسة في وسط البلدة وفيه أقدم توراة في العالم وكذلك مقام النبي الياس عليه السلام ومقام الخضر عليه السلام. وكما يوجد في جوبر أقدم نادي رياضي في سوريا وهو نادي ميسلون الرياضي كما يوجد(ملعب وستاد العباسيين الدولي) ومركز رياضي يتبع لوزارة التربية وفيه مسبح وملعب لكرة القدم والسلة ومشفى العباسيين ومركزين تجاريين حكوميين مركز العباسيين التايم سنتر ومركز الثامن من أذار ويوجد في جوبر أيضا سوق الهال الجديد ومركزين صحيين احدهما للتوليد وهما مجانيين يتبعان لوزارة الصحة ومشفيين خاصين هما العباسيين والمودة.
من أشهر الشوارع والأسواق: شارع الخرار ويبدأ من (ساحة البرلمان) باتجاه الشمال ينتهي إلى خلف كراجات العباسيين وفي منتصفه يوجد مدرسة " عائشة الباعونية الابتدائية " وعلى طول الشارع تنتشر العديد من المحلات التجارية (بقالات، لحامين، مخبز، بائعي الخضار.....) شارع وسوق الاصمعي وهوالشارع الرئيسي والأكثر شهرة في جوبر وهو سوق وتجمع سكني طابقي على طرفيه، تتوسطه ساحة تؤدي لأربع مفارق يمكن من خلال الجهة الشرقية الوصول إلى شارع المدرسة ومن الجهة الغربية من حارة الصوان الوصول إلى شارع الخرار ينتهي بجامع جوبر الكبير الذي كان خلفه مقهى جوبر الذي كانت تجتمع به كبار أهل البلد لتداول شؤون البلدة وحل مشاكلها حيث لم يكن أي من الصغار أو حتى الشباب وقتها أن يمر من جنبه بسبب الرهبة والاحترام الشديد. شارع المدرسة وتقع في آخره باتجاه الجنوب مدرسة الجهاد العربي ومدارس الانوروا للأشقاؤ الفلسطينيين المقيمين في المنطقة ومن ثم الكنيس اليهودي (يذكر أن وورن كريستوفر قد زاره عام 1990 أثناء زياراته المكوكية لسوريا لدفع عملية السلام
يوجد في جوبر العديد من المساجد والمقامات اشهرها مسجد جوبر الكبير(الاصمعي) وبجانبه مقام عالم اللغة المشهور بالاصمعي ومسجد الصحابي الجليل حرملة بن الوليد ابن خالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وقبره داخل المسجد وهو شقيق الصحابي الجليل خالد بن الوليد وجامع العمادية الذي يعد من أقدم مساجدها والكثير من المساجد ويوجد فيها العديد من الاسواق أهمها سوق المانطو وهو من أهم أسواق المانطو في دمشق حيث يؤمه النساء من كل المناطق وذلك لكثرة المعامل المصنعة للمانطو كما يوجد فيه العديد من المحلات والسوبر ماركات ومحلات الأدوات المنزلية والكهربائية وغيرها... .
فيها مشروع سكني حديث يحتوي على قسم للشرطة ومركز الصحي ومركز ثقافي يرتاده اهل الحي بكافة اتجاهانهم الثقافية والدينية ويوجد مقسم هاتف جوبر الذي يعد احدث مقسم موجود في مدينة دمشق.
هناك مثل شعبي قديم متداول في دمشق (يهود خيبر ولا أهل جوبر) وهذا مثل محور محرف وأصله هو "اسلام جوبر ولا يهود خيبر " وأصل هذا المثل هو: 1-أن جوبر التي كانت أساسا ثاني أكبر تجمع لليهود في العالم بعد خيبر وفي أثناء الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام وتحديدا في عهد سيدنا عمر بن الخطاب استطاع المسلمون فتح بلاد الشام بأكملها بعد معارك في محيط كافة المدن في مناطق سوريا وكافة بقاع الشام، وطبعا جوبر كانت أحد البوابات التي دخل منها الفاتحون المسلمون حيث يوجد فيها قبر سيدنا حرملة ابن الوليد، فعندما شاهد اليهود حسن تعامل تعامل اهل المنطقة من المسلمين الفاتحين ("لا تخونوا ولا تغدروا ولا تقتلوا ولا تقطعوا شجرة مثمرة..." أطلق اليهود أنفسهم هذا المثل 2-انه نشب خلاف على ارض البيدر عند مدرسة البيدر (مدرسة الجهاد العربي التي كانت بيدر قمح لأهالي الحي قديماً) بين اهل الحي واليهود بأن الأرض هي حرم للكنيس وهي في الحقيقة لأهل الحي وفي ذاك الزمان كان اهل الحي حطّأبون وأراضيهم في وادي جوبر وهو منطقة عين ترما اليوم فقرر وجهاء الحي عقد اجتماع مع حاخام اليهود وتم تحديد الموعد وخلال ايام قام حطّأبو الحي بنقل اشجار ضخمة من الوادي وزرعها في البيدر وفي اليوم الثاني جاء الحاخام وحكم بملكية الأرض لأهل الحي بأعتبار ان الاشجار معمرة وهنا بان ذكاء اهل جوبر وتم إطلاق المثل من اليهود واهل جوبر يعتزون ويفتخرون بهذا المثل. وجوبر تضم بين حناياها أناساً من أطيب وأكرم وأتقى البشر وخاصة ما يلازم اهلها من الحشمة والعفة والدين والعلم كما تعد من المناطق المحافظة حيث ان اهلها ما زالو ملتزمين بعادات وتقاليد الحشمة والأدب التي اشتهرت عن اهل الشام فنسائهم ماتزال تلبس المانطو والعباءات السود وكانت النساء أيضا قبل فترة بعيدة تلبس ما يسمى "الغطاء اليمني" للتنقل في الحارات وبين البيوت المتقاربة كنوع من الغطاء الخفيف الساتر المحتشم السهل اللبس.
يوجد فيها مدرسة ثانوية(أنور كامل) واعدادية كامل السباعي للشباب وثلاث ثانويات للبنات (اديب التقي وعبد الله يونس وعبد الله سويدة) كما يوجد العديد من المدارس الابتدائية والاعدادية منها للبنات ومنها للشباب.
ويبلغ عدد سكان الحي القاطنين وبشكل تقريبي /300.000/نسمة عام/2008/. كما تعتبر شريان اقتصادي لمدينة دمشق بما فيها من تعدد مجالات العمل/من مهن شعبية وحرفية وطبية وتجارية وصناعات صغيرة/.
تتبع منطقة جوبر لمحافظة دمشق وتعتبر منطقة استراتيجية بالنسبة للمدينة منذ تبعيتها للمدينة عام 1968.
ومنطقة جوبر فيها ثلاثة احياء(جوبر الشرقي + جوبر الغربي + جوبر المأمونية والأستقلال) وثلاث مخاتير ويمر في مدينة جوبر رافد من روافد نهر بردى السبعة وهو نهر تورا حيث كان في يوم من الأيام مصدر خير على سكان جوبر وكثيراً ما شربوا منه, وسقوا مزارعهم منه بالدور، نهر تورا (والكلمة سُريانيّة، تُشير إلى معنى الارتفاع أو إلى الجَبَل)، فإنّ الناس بدمشق قد عمدوا من قديم الزمان إلى ”تَفْريع“ نهر بردى، قُبيل دخوله العاصمة عند ما يُسمى ”خانق الرَّبْوَة“، إلى ”نُهَيرات“ أحدها تورا، الذي يتهادى في سفح جبل ”قاسيون“، مارًّا عبر ”الجسر الأبيض“... فإلى ”جوبَر“ و”الغُوطة الشرقية“، مشكِّلاً هناك مع سائر الفروع ما يشبه "مِرْوَحةً“ تروي الأراضي الزراعية، قبل أن يَغيض ماء النهر.وما زال في حارة العمادية بقايا نهر تورا مصدر قلق ومبعث خطر في شتى السبل من حيث الحشرات أو الورائح الكريهة المنبعثة منه في فصل الصيف.وكذلك يمر من منطقة الاحدى عشرية(شرقي باب شرقي) الآن نهر بردى الاساسي وعلى جانبيه منطقة الدباغات لدبغ الجلود وتم نقلها إلى خارج المدينة