Our Story
عندما قررت نخبة من الناشطين الكرد في المهجر بتأسيس نواة فعالة لإيصال صوت الشعب الكردي في الجزء الملحق بسوريا إلى المحافل الدولية إثر انتفاضة آذار المجيدة، وتحديدا الناشطين الكرد في الولايات المتحدة الأميركية، كان ذلك بداية التأسيس للمجلس. بعد مشاورات واجتماعات مكثفة تم دعوة الأحزاب الكردية السورية للقاء بالأميركيين بغية شرح الوضع الكردي هناك. أثناء اللقاء ظهر لهؤلاء الناشطين أن الأحزاب الكردية ليست على المستوى المطلوب في تحصيل مكاسب بما تفيد القضية الكردية والشعب الكردي هناك على حد سواء. فلجأوا إلى توسيع المشاركين في تبني مهام إيصال صوت الشعب إلى المحافل الدولية، فكان اللقاء القادم شاملا؛ حيث دعت إليه شريحة واسعة من الشعب الكردي لتشكيل هيئة مخولة لهذا الغرض، فكان اللقاء في الكونغرس الأميركي مفعما بالحيوية والنشاط من أجل التوصل إلى صيغة تكفل تحقيق المقصود. وفي هذه المرة أيضا طغت النزعة الحزبوية والفئوية على جو اللقاء، إلا أنها اتسمت بالتوصل إلى تأسيس مجلس تشارك فيه جميع فئات الشعب الكردي من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، وقرروا أن يكون الاجتماع القادم في بروكسل ويكون مؤتمرا تأسيسيا لهذه الغاية. وختم المجتمعون في واشنطن لقاءهم هذا باثني عشر بندا، ثم أضيف بند آخر ليصبح ثلاثة عشر بندا. وعلى أساسه تم اللقاء في بلجيكا للمشاركين الذين زاد عددهم على ثلاثمائة مشارك بالإضافة إلى ممثلين عن الأجزاء الثلاثة الباقية من كردستان، وقد شارك الإقليم الكردستاني في العراق الفدرالي بممثل عنه، علاوة على هذا حضرته المعارضة العربية وشارك فيه البرلمانيين الأوربيين والشخصيات الأوربية الديمقراطية والعلمية، كما شارك الأميركان فيه أيضا. استمر المؤتمر ثلاثة أيام متوالية، وفي النهاية انسحب جل الأحزاب الكردية من المؤتمر بعد أن وضعت دستوره ونظامه الداخلي ووافقت عليهما. تبين من انسحابها أن الحكومة السورية كانت تقف وراء ذلك. كان هذا الانسحاب ضربة أولية تلقاه المجلس في أول تأسيسه، ثم تلا ذلك أن انسحب منه الشخصيات الانتهازية والمنفعية وذوي الغايات والمآرب الخاصة. فبقي في المجلس من آمن برسالته وعزم على السير به مهما كانت الظروف والمصاعب.
النضال في ظل الشمولية
بعد هذه النكسات المتوالية عليه، شدد النظام الهجمة ضده فانبرت الأحزاب المنسحبة متهمة المجلس بالعمالة لإسرائيل والرضوخ الكامل لأميركا، بل اعتبروا أن المجلس هو صنيعة أميركية إسرائيلية بامتياز. فكان حكم الإعدام مقررا لكل من يثبت انتسابه إلى المجلس. نظرا لهذه المصاعب المحاطة به، توصلت قيادته إلى إتباع نمط معين في التعامل مع الجو السائد في البلاد. فكان أن تبني العمل بشكل فعال في شرح وترسيخ الفدرالية كنظام لا بديل عنه لسوريا ككل وللكرد والاثنيات الأخرى بشكل خاص. فعمد إلى شرح والدعاية عن طريق الإعلام الإلكتروني له، وكذلك عن طريق غرف البالتوك والمحادثات على السكايب، فاستطاع لفترة ست سنوات من العمل الدؤوب بين الجماهير وخاصة أولئك المرتادين على المواقع الإلكترونية وغرف البالتوك والسكايب ترسيخ أفكاره، دون أن ينظم المستوعبين هذه الأفكار؛ وذلك تجنبا من الملاحقة الأمنية والسجن والقتل هذا على صعيد الداخل؛ بينما في الخارج آمنت شريحة واسعة من الجالية الكردية السورية بأفكار المجلس ونادت بها.