Kurdistan National Assembly of Syria - Kurdnas

Kurdistan National Assembly of Syria - Kurdnas Contact information, map and directions, contact form, opening hours, services, ratings, photos, videos and announcements from Kurdistan National Assembly of Syria - Kurdnas, Media/News Company, Woodbridge, VA.
(6)

عندما قررت نخبة من الناشطين الكرد في المهجر بتأسيس نواة فعالة لإيصال صوت الشعب الكردي في الجزء الملحق بسوريا إلى المحافل الدولية إثر انتفاضة آذار المجيدة، وتحديدا الناشطين الكرد في الولايات المتحدة الأميركية، كان ذلك بداية التأسيس للمجلس. بعد مشاورات واجتماعات مكثفة تم دعوة الأحزاب الكردية السورية للقاء بالأميركيين بغية شرح الوضع الكردي هناك. أثناء اللقاء ظهر لهؤلاء الناشطين أن الأحزاب الكردية ليس

ت على المستوى المطلوب في تحصيل مكاسب بما تفيد القضية الكردية والشعب الكردي هناك على حد سواء. فلجأوا إلى توسيع المشاركين في تبني مهام إيصال صوت الشعب إلى المحافل الدولية، فكان اللقاء القادم شاملا؛ حيث دعت إليه شريحة واسعة من الشعب الكردي لتشكيل هيئة مخولة لهذا الغرض، فكان اللقاء في الكونغرس الأميركي مفعما بالحيوية والنشاط من أجل التوصل إلى صيغة تكفل تحقيق المقصود. وفي هذه المرة أيضا طغت النزعة الحزبوية والفئوية على جو اللقاء، إلا أنها اتسمت بالتوصل إلى تأسيس مجلس تشارك فيه جميع فئات الشعب الكردي من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، وقرروا أن يكون الاجتماع القادم في بروكسل ويكون مؤتمرا تأسيسيا لهذه الغاية. وختم المجتمعون في واشنطن لقاءهم هذا باثني عشر بندا، ثم أضيف بند آخر ليصبح ثلاثة عشر بندا. وعلى أساسه تم اللقاء في بلجيكا للمشاركين الذين زاد عددهم على ثلاثمائة مشارك بالإضافة إلى ممثلين عن الأجزاء الثلاثة الباقية من كردستان، وقد شارك الإقليم الكردستاني في العراق الفدرالي بممثل عنه، علاوة على هذا حضرته المعارضة العربية وشارك فيه البرلمانيين الأوربيين والشخصيات الأوربية الديمقراطية والعلمية، كما شارك الأميركان فيه أيضا. استمر المؤتمر ثلاثة أيام متوالية، وفي النهاية انسحب جل الأحزاب الكردية من المؤتمر بعد أن وضعت دستوره ونظامه الداخلي ووافقت عليهما. تبين من انسحابها أن الحكومة السورية كانت تقف وراء ذلك. كان هذا الانسحاب ضربة أولية تلقاه المجلس في أول تأسيسه، ثم تلا ذلك أن انسحب منه الشخصيات الانتهازية والمنفعية وذوي الغايات والمآرب الخاصة. فبقي في المجلس من آمن برسالته وعزم على السير به مهما كانت الظروف والمصاعب.

النضال في ظل الشمولية
بعد هذه النكسات المتوالية عليه، شدد النظام الهجمة ضده فانبرت الأحزاب المنسحبة متهمة المجلس بالعمالة لإسرائيل والرضوخ الكامل لأميركا، بل اعتبروا أن المجلس هو صنيعة أميركية إسرائيلية بامتياز. فكان حكم الإعدام مقررا لكل من يثبت انتسابه إلى المجلس. نظرا لهذه المصاعب المحاطة به، توصلت قيادته إلى إتباع نمط معين في التعامل مع الجو السائد في البلاد. فكان أن تبني العمل بشكل فعال في شرح وترسيخ الفدرالية كنظام لا بديل عنه لسوريا ككل وللكرد والاثنيات الأخرى بشكل خاص. فعمد إلى شرح والدعاية عن طريق الإعلام الإلكتروني له، وكذلك عن طريق غرف البالتوك والمحادثات على السكايب، فاستطاع لفترة ست سنوات من العمل الدؤوب بين الجماهير وخاصة أولئك المرتادين على المواقع الإلكترونية وغرف البالتوك والسكايب ترسيخ أفكاره، دون أن ينظم المستوعبين هذه الأفكار؛ وذلك تجنبا من الملاحقة الأمنية والسجن والقتل هذا على صعيد الداخل؛ بينما في الخارج آمنت شريحة واسعة من الجالية الكردية السورية بأفكار المجلس ونادت بها.

سيسرنا مشاركتكم ومداخلاتكم بحوارنا حول آخر المستجدات في منطقتنا والانتخابات الأمريكية. وذلك في الساعة التاسعة بتوقيت أور...
10/31/2024

سيسرنا مشاركتكم ومداخلاتكم بحوارنا حول آخر المستجدات في منطقتنا والانتخابات الأمريكية. وذلك في الساعة التاسعة بتوقيت أوروبا على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/share/Faz2NH85ge5XzHuN/?mibextid=WC7FNe

بشفافية ( bi zelalî) :
يسرنا الإعلان عن استضافة الدكتور محمود عباس مباشرةً من تكساس، غدًا الخميس الموافق ٣١ أكتوبر، على موقع ستونا كورد في تمام الساعة التاسعة مساءً بتوقيت أوروبا. سيقوم الدكتور عباس بتحليل آخر المستجدات في الشرق الأوسط، إلى جانب استعراض تفاصيل وتوقعات حول الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع عقدها الشهر المقبل ، نرحب بكم ، إعداد وتقديم إبراهيم بركات. كونوا معنا لنتابع معًا هذه التطورات المهمة. https://www.facebook.com/StunKurd

10/30/2024

الكورد في روژ آڤا
الكاتب: عباس عباس
قرأت لأخي الدكتور محمود عباس في رده على أدعاء البعثي الشوفيني كمال اللبواني عن حقيقة تواجد الكورد في روژ آڤا.
الحقيقة لست بصدد ما كتبه الدكتور محمود عباس في رده، فأنا أعرفه منذ نعومة أظافره مدافعا شرساً عن حق أمته بعيش كريم، ولكنني هنا أود أن أذكر اللبواني بحقيقة لم تخطر بباله، ولو أنه علم بها لفرح ولم يكن ليحتاج إلى تزوير التاريخ.
اللبواني أنكر على الكورد في روژ آڤا تاريخهم وتواجدهم التاريخي، وفاتته حقيقة مؤلمة وهي أن الكورد في روژ آڤا في حالة احتضار!
أو لنقل الكورد في روژ آڤا لم يعد يهمهم تاريخهم ولا زمن تواجدهم بقدر الهم الأعظم الذي بدأ ينخر في كيانهم بكليته منذ عقدين أو أكثر.
الهجرة، بل التهجير القسري، والذي أصبح اليوم لدى العدد الهائل من الشعب الكوردي شطارة، أو لنقل، هدف لا يعلو عليه حتى الوجود الكوردي برمته.
بدأنا بالحزام العربي وبنوده الشوفينية والتي كانت تهدد الوجود الكردي علناً، ومن ذلك سحب الجنسية ومنع التوظيف وملاحقة المناضلين والأهم من كل ذلك، زرع الفتنة بين فئات الشعب عن طريق الأحزاب، الكوردية والأممية.
ومن المؤسف حقاً، أن يكون الربيع العربي كما كانت التسمية في البدايات، ربيعاً عربيا فقط في المنطقة الكوردية من سوريا، حين بدأت قوافل الشباب والعائلات الكوردية بحجج جدية أو وهمية تسعى جاهدة للهجرة نحو الفردوس الأوربي، والمؤلم في كل ذلك أن يكون المتهم الأول في هذه الجريمة هم الساسة الكورد أنفسهم، القائمون على إدارة المنطقة.
أنا في روژ آڤا منذ سنتان، لم أعش الفرح فيها قطعاً، وكل ما هنا وأعيشه أو عشته، إما تعزية أو تأبين، فقط المؤلم والذي يحز في القلب، أن الفرح الدارج هنا في هذه الأيام، ينحصر وللأسف بوصول الشاب المهاجر بسلام لبلد أوربي!
حلويات وسكاكر وطلقات نارية يا سيد اللبواني، أقول هذا حفاظاً مني على صحتك بعد الرد الناري لأخي الدكتور محمود عباس.
افرح يا لبو، افرح يا ابن الع...ففي كل قرية كوردية لا تجد سوى الخراب ودمار البيوت، وبالمقابل بيوت عربية متراصة على طول الحدود التركية وبعرض ثلاثين كيلومتر، بل حتى على الحواجز وتحت اسم الأسايش وبسلاح كوردي، تبدأ بالسلام... روژ باش هفال، يأتيك الرد...هلا بالخال.
مع ذلك أقول لك التالي:
أقسم بالذي تعبده يا كمال أتاتورك، حتى لو كان هبل، سأبقى هنا وسيبقى معي كل كردي يعشق الشهادة قبل الحياة، فلا تفرح بما هو آت.
عباس عباس
نصران – غرب كوردستان
30/10/2024

10/28/2024

التاريخ يصفع كمال اللبواني: الوجود الكوردي في غرب كوردستان حقيقة لا تُمحى

لن أنزل إلى مستوى لغة "المتطاولين" التي يتبناها كمال اللبواني في هجومه الأخير وبدونية أخلاقية على الشعب الكوردي، حيث نشر فيديو ينتقد فيه مسودة البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي للمسار الديمقراطي السوري، الذي عقد في أوروبا بتاريخ 26/10/2024. وبالرغم من تحفظاتنا على بعض بنود البيان، خاصة تلك التي تغيب فيها الرؤية الفيدرالية لغرب كوردستان ولسوريا المستقبلية، إلا أن اللبواني تجاوز حدود النقاش السياسي، ليهجم بسفاهة على الشعب الكوردي وتاريخه، مدعيًا أن الكورد "مهاجرون" أو "لاجئون" في سوريا، وليسوا شعب أصلي، ويجب أن يعودوا إلى مكانهم "الأصلي"، بل وصل به الأمر إلى افتراض عبثي بأنهم "أتوا من الهند"، مستخدمًا ألفاظاً مشينة بوصفهم بـ"القرود" ويصف الأقليات في سوريا بالفلول، وغيرها من العبارات التي تعكس عقلية متدنية ومريضة.
يبدو أن اللبواني، المأخوذ بنظريات قومية بالية، لم يدرك أن محاولاته للطعن في التاريخ الكوردي لا تعبر إلا عن جهل فاضح بالتاريخ وحقيقة الوجود الكوردي في غرب كوردستان، حيث تواجد الكورد منذ آلاف السنين، متجذرين في أرضهم قبل أن تتشكل سوريا الحديثة. إن خطابه، المليء بالسخرية والتهجم، يعكس حالة ذهنية مريضة تستند إلى أوهام عرقية متطرفة، تناقض المبادئ الأساسية للحوار الديمقراطي الذي يدّعي تمثيله.
رد اللبواني هذا لا يقتصر على كونه تعبيراً عن فكر متعصب، بل يظهر افتقاره لأدنى معايير الاحترام في التعامل مع مكونات سوريا المتعددة. إن التهجم بهذه الطريقة لا يضر إلا بصاحبه، إذ يفضح جهله بالتاريخ وإصراره على تشويه الحقائق، ويبرز كراهيته المستترة التي لا يمكن أن تكون أساسًا لأي مشروع ديمقراطي حقيقي.
كمال اللبواني مثال على الذين يقفزون من أغصان أيديولوجياتهم المتحجرة ظانين أنهم بلغوا مستوى النقد الحضاري، في حين أن ما ينطقون به لا يعدو كونه هذيانًا وأوهامًا تعبر عن مرض نفسي عميق، بحاجة ماسة لإعادة التأهيل الثقافي والفكري. هؤلاء لم يتعلموا أبسط مبادئ الحوار الإنساني رغم سنوات عاشوها في كنف الحضارة، ليبقى خطابهم ضحلاً، مليئًا بألوان الإساءة والتدني الأخلاقي.
ينطلق اللبواني وغيره من أتباع العروبة المتعصبة من عقلية تجاوزها الزمن، عقلية ترى تفوقًا وهميًا تستخدمه للتهجم على الآخرين دون سند تاريخي أو أخلاقي. تهجمه البائس على الكورد وأرضهم وتاريخهم يعكس حالة ذهنية مأزومة، مريضة بنرجسية متصلبة، ولا أقول هنا "العربي"، لأن الإنسان العربي الأصيل يتحلى بقيم وأخلاق في الحوار والنقد، لا ينحدر إلى الابتذال حتى في حالة الاختلاف. اللبواني وأمثاله، الذين يتبنون خطابًا متعاليًا وعدوانيًا، لا يمثلون أخلاق العرب الحقيقية، بل يتحدثون بلغتها دون أن يحملوا قيمها.
لقد أستخدم غيره هذه الدونية في الكلام شريحة من شخصيات المعارضة السورية التي سقطت في خانة النظام المجرم، وكانوا هم السبب في خسارة الثورة السورية، وللعلم فقد استسقى مصطلح السفيه من الكاتب العراقي المرحوم ميثم الجنابي أستخدم نفس الكلمات، في مقالته له دفاعًا عن الشاعر سعدي يوسف، حين هاجم الكورد ولغتهم، ووصف كوردستان بعبارات مهينة، ورد عليه البعض من الكتاب الكورد فظهر ميثم الجنابي بمقاله القذر ذاك، واليوم كمال اللبواني يستعير منه تلك القذارة.
فهو وأمثاله أشخاص انفصلوا عن قيم الفكر والاحترام، مدعين معارضة النظام القمعي وهم أسرى لأفكار أكثر ظلاماً.
وليس من الضروري النزول إلى مستوى هذه الترهات المتكررة من اللبواني، ولا جدوى من الرد على خزعبلاته من زاوية تاريخية، لأنني بهذا سأضفي على أقواله المريضة شيئًا من المصداقية أو القيمة، في حين أن حق الكورد في أرضهم التاريخية في غرب كوردستان مثبت ومعروف.
لقد تناولت هذه الحقائق في مقالات عديدة بل ودراسات، استندت إلى وثائق ومصادر تؤكد الوجود الكوردي في غرب كوردستان منذ الحضارات الأولى، وقدمها العديد من الأخوة الكورد وغير الكورد، وهي جدلية س تحتاج إلى تكرارها للرد على سفاهات اللبواني، وبينت حينها كيف تشكلت سوريا الحديثة وكيف تدفقت الهجرات العربية الأولى مع الفتوحات الإسلامية، ثم تلتها هجرات بعد ثورة حائل في القرن العشرين، لكن الضحالة في التاريخ الممزوج مع الحق وكراهية الأخر دفعته ليتجاوز حدود الأدب ويعبث بتاريخ الشعوب وينعتهم بلسان قذر، فلو كان متوقفا على نقد الأحزاب السياسية لقلنا إنه اختلاف رأي وموقف سياسي.
ردودي التاريخية كانت موجهة لشخصيات من أمثال محمد جمال باروت وغيرهم من أتباع العروبة المتصلبين الذين لا يزالون أسرى ثقافة البعث. وأؤكد أن كمال اللبواني وأمثاله لا يمتلكون القدرة على مواجهة الحقائق التاريخية بموضوعية، وإنما يتشبثون بترهات فكرية لا يمكن وصفها إلا كنتاج لعقلية متعصبة لا زالت تحلم بأمجاد استعمارية.
كمال اللبواني، مثال آخر على هذا التمسك المرضي بهذه المفاهيم، ويبدو أن سنوات السجن الطويلة قد تركت فيه آثاراً نفسية عميقة، أدت إلى تشوهات فكرية وتناقضات مستمرة. فقد أظهرت تصريحاته المتكررة حول حقوق الكورد وأهمية وجودهم التاريخي تناقضات واضحة، حيث يظهر في كل مرة بموقف مختلف عن السابق، مما يعكس حالة من التخبط الفكري والانفصال عن الواقع. هذه الحالة ربما تتفق مع ما وصفه عالم النفس الشهير سيغموند فرويد في دراسته عن "التثبيت النفسي"، حيث يميل الأفراد إلى التعلق بأفكار محددة، ويرفضون التحرر منها حتى بعد وضوح التناقض في سلوكهم وأفكارهم.
وبعيداً عن الأيديولوجيا، فإن اللبواني، مثلما أشرت في إحدى مقالاتي عام 2016 بعنوان "د. كمال اللبواني: من ضحايا سجون النظام"، يظهر بوصفه ضحية لآثار السجن الطويل الذي عزز لديه اضطرابات نفسية مثل الشيزوفرانيا أو الانفصام الذهني، مما أدى إلى ضعف في الاتساق الفكري وتكرار مواقف متناقضة، وهو ما يجعلنا نتفهم تصرفاته بشكل أكبر في ضوء التراكمات النفسية التي خلّفتها تجربته.
وفقًا للدراسات النفسية، فإن الأفراد الذين يعانون من صدمات طويلة الأمد، كما وصفها الطبيب النفسي فيكتور فرانكلن في كتابه "الإنسان يبحث عن معنى"، غالباً ما يتشبثون بأفكار أو أوهام تمنحهم شعوراً بالاستقرار. وهذا ما قد تمسك اللبواني بتلك المفاهيم التي ورثها خلال حقبة البعث، والتي تحول دون رؤيته للواقع السياسي بموضوعية.
لذلك، لا ينبغي أن ننظر إلى تصريحات اللبواني المتناقضة والمتقلبة بعين الانتقاد فقط، بل ربما ينبغي أن ندعوه إلى إعادة تقييم ذاته عبر مشورة نفسية متخصصة، تساعده في التعامل مع التراكمات الذهنية التي أثرت على استقراره الفكري. إن الدعم النفسي بإشراف متخصصين يمكن أن يعيد إليه التوازن ويخفف من حدّة التأثيرات التي غرسها السجن في عقله. وكما أوضحت في كتاباتي السابقة، فإن المشكلات النفسية تصبح أكثر تعقيداً عندما يفقد الشخص الوعي بحالته، وهنا مكمن المصيبة.
وبناءً على هذا التحليل، فإن دعوته إلى التفكر ومراجعة الذات هي جزء من محاولة متعاطفة لفهم حالته، فالنضال الحقيقي يبدأ بتحرير الذات من قيود الفكر الموروث الذي يحجب الرؤية، ويقوّض إمكانية الوصول إلى حلول نضالية موضوعية تخدم القضايا الوطنية والإنسانية على السواء.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
28/10/2024م

10/28/2024

التاريخ يصفع كمال اللبواني: الوجود الكوردي في غرب كوردستان حقيقة لا تُمحى

لن أنزل إلى مستوى لغة "المتطاولين" التي يتبناها كمال اللبواني في هجومه الأخير، حيث نشر فيديو ينتقد فيه مسودة البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي للمسار الديمقراطي السوري، الذي عقد في أوروبا بتاريخ 26/10/2024. وبالرغم من تحفظاتنا على بعض بنود البيان، خاصة تلك التي تغيب فيها الرؤية الفيدرالية لغرب كوردستان ولسوريا المستقبلية، إلا أن اللبواني تجاوز حدود النقاش السياسي، ليتهجم بسفاهة على الشعب الكوردي وتاريخه، مدعيًا أن الكورد "مهاجرون" أو "لاجئون" في سوريا، ويجب أن يعودوا إلى مكانهم "الأصلي"، بل وصل به الأمر إلى افتراض عبثي بأنهم "أتوا من الهند"، مستخدمًا ألفاظاً مشينة بوصفهم بـ"القرود" وغيرها من العبارات التي تعكس عقلية متدنية ومريضة.
يبدو أن اللبواني، المأخوذ بنظريات قومية بالية، لم يدرك أن محاولاته للطعن في التاريخ الكوردي لا تعبر إلا عن جهل فاضح بالتاريخ وحقيقة الوجود الكوردي في غرب كوردستان، حيث تواجد الكورد منذ آلاف السنين، متجذرين في أرضهم قبل أن تتشكل سوريا الحديثة. إن خطابه، المليء بالسخرية والتهجم، يعكس حالة ذهنية مريضة تستند إلى أوهام عرقية متطرفة، تناقض المبادئ الأساسية للحوار الديمقراطي الذي يدّعي تمثيله.
رد اللبواني هذا لا يقتصر على كونه تعبيراً عن فكر متعصب، بل يظهر افتقاره لأدنى معايير الاحترام في التعامل مع مكونات سوريا المتعددة. إن التهجم بهذه الطريقة لا يضر إلا بصاحبه، إذ يفضح جهله بالتاريخ وإصراره على تشويه الحقائق، ويبرز كراهيته المستترة التي لا يمكن أن تكون أساسًا لأي مشروع ديمقراطي حقيقي.
كمال اللبواني مثال على الذين يقفزون من أغصان أيديولوجياتهم المتحجرة ظانين أنهم بلغوا مستوى النقد الحضاري، في حين أن ما ينطقون به لا يعدو كونه هذيانًا وأوهامًا تعبر عن مرض نفسي عميق، بحاجة ماسة لإعادة التأهيل الثقافي والفكري. هؤلاء لم يتعلموا أبسط مبادئ الحوار الإنساني رغم سنوات عاشوها في كنف الحضارة، ليبقى خطابهم ضحلاً، مليئًا بألوان الإساءة والتدني الأخلاقي.
اللبواني وغيره من أتباع العروبة المتعصبة ينطلقون من عقلية تجاوزها الزمن، عقلية لا ترى سوى تفوقها الوهمي وتستخدمه للتهجم على الآخرين دون سند تاريخي أو أخلاقي. وصفه البائس بالكورد وأرضهم وتاريخهم، والذي استحضره من أعماق الفكر العروبي المتشدد، يعكس عقلية مأزومة، مريضة بنرجسية مستعصية.
لقد أستخدم غيره هذه الدونية في الكلام، والمرحوم ميثم الجنابي أستخدم نفس الكلمات التي أستخدمها الدوني كمال اللبواني بحق الكورد، في مقالته دفاعًا عن الشاعر سعدي يوسف، حين هاجم الكورد ولغتهم، ووصف كوردستان بعبارات مهينة،
فاللبواني وأمثاله أشخاص انفصلوا عن قيم الفكر والاحترام، مدعين معارضة النظام القمعي وهم أسرى لأفكار أكثر ظلاماً.
وليس من الضروري النزول إلى مستوى هذه الترهات المتكررة من اللبواني، ولا جدوى من الرد على خزعبلاتهث2 من زاوية تاريخية، لأنني بهذا سأضفي على أقواله المريضة شيئًا من المصداقية أو القيمة، في حين أن حق الكورد في أرضهم التاريخية في غرب كوردستان مثبت ومعروف.
لقد تناولت هذه الحقائق في مقالات عديدة بل ودراسات، استندت إلى وثائق ومصادر تؤكد الوجود الكوردي في غرب كوردستان منذ الحضارات الأولى، وقدمها العديد من الأخوة الكورد وغير الكورد، وهي جدلية س تحتاج إلى تكرارها للرد على سفاهات اللبواني، وبينت حينها كيف تشكلت سوريا الحديثة وكيف تدفقت الهجرات العربية الأولى مع الفتوحات الإسلامية، ثم تلتها هجرات بعد ثورة حائل في القرن العشرين، لكن الضحالة في التاريخ الممزوج مع الحق وكراهية الأخر دفعته ليتجاوز حدود الأدب ويعبث بتاريخ الشعوب وينعتهم بلسان قذر، فلو كان متوقفا على نقد الأحزاب السياسية لقلنا انه اختلاف رأي وموقف سياسي.
ردودي التاريخية كانت موجهة لشخصيات من أمثال محمد جمال باروت وغيرهم من أتباع العروبة المتصلبين الذين لا يزالون أسرى ثقافة البعث. وأؤكد أن كمال اللبواني وأمثاله لا يمتلكون القدرة على مواجهة الحقائق التاريخية بموضوعية، وإنما يتشبثون بترهات فكرية لا يمكن وصفها إلا كنتاج لعقلية متعصبة لا زالت تحلم بأمجاد استعمارية.
كمال اللبواني، مثال آخر على هذا التمسك المرضي بهذه المفاهيم، ويبدو أن سنوات السجن الطويلة قد تركت فيه آثاراً نفسية عميقة، أدت إلى تشوهات فكرية وتناقضات مستمرة. فقد أظهرت تصريحاته المتكررة حول حقوق الكورد وأهمية وجودهم التاريخي تناقضات واضحة، حيث يظهر في كل مرة بموقف مختلف عن السابق، مما يعكس حالة من التخبط الفكري والانفصال عن الواقع. هذه الحالة ربما تتفق مع ما وصفه عالم النفس الشهير سيغموند فرويد في دراسته عن "التثبيت النفسي"، حيث يميل الأفراد إلى التعلق بأفكار محددة، ويرفضون التحرر منها حتى بعد وضوح التناقض في سلوكهم وأفكارهم.
وبعيداً عن الأيديولوجيا، فإن اللبواني، مثلما أشرت في إحدى مقالاتي عام 2015 بعنوان "د. كمال اللبواني: من ضحايا سجون النظام"، يظهر بوصفه ضحية لآثار السجن الطويل الذي عزز لديه اضطرابات نفسية مثل الشيزوفرانيا أو الانفصام الذهني، مما أدى إلى ضعف في الاتساق الفكري وتكرار مواقف متناقضة، وهو ما يجعلنا نتفهم تصرفاته بشكل أكبر في ضوء التراكمات النفسية التي خلّفتها تجربته.
وفقًا للدراسات النفسية، فإن الأفراد الذين يعانون من صدمات طويلة الأمد، كما وصفها الطبيب النفسي فيكتور فرانكلن في كتابه "الإنسان يبحث عن معنى"، غالباً ما يتشبثون بأفكار أو أوهام تمنحهم شعوراً بالاستقرار. وهذا ما قد تمسك اللبواني بتلك المفاهيم التي ورثها خلال حقبة البعث، والتي تحول دون رؤيته للواقع السياسي بموضوعية.
لذلك، لا ينبغي أن ننظر إلى تصريحات اللبواني المتناقضة والمتقلبة بعين الانتقاد فقط، بل ربما ينبغي أن ندعوه إلى إعادة تقييم ذاته عبر مشورة نفسية متخصصة، تساعده في التعامل مع التراكمات الذهنية التي أثرت على استقراره الفكري. إن الدعم النفسي بإشراف متخصصين يمكن أن يعيد إليه التوازن ويخفف من حدّة التأثيرات التي غرسها السجن في عقله. وكما أوضحت في كتاباتي السابقة، فإن المشكلات النفسية تصبح أكثر تعقيداً عندما يفقد الشخص الوعي بحالته، وهنا مكمن المصيبة.
وبناءً على هذا التحليل، فإن دعوته إلى التفكر ومراجعة الذات هي جزء من محاولة متعاطفة لفهم حالته، فالنضال الحقيقي يبدأ بتحرر الذات من قيود الفكر الموروث الذي يحجب الرؤية، ويقوّض إمكانية الوصول إلى حلول نضالية موضوعية تخدم القضايا الوطنية والإنسانية على السواء.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
28/10/2024م

10/28/2024

صراع الظلال بين إيران وإسرائيل في مسرح السياسة الخفية

في المشهد المعقد لمجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، تبرز العلاقة بين إسرائيل وإيران كواحدة من أبرز تجليات لعبة التوازن والقوة فيها. تستند إلى مزيج من التحالفات والمصالح المتداخلة، حيث يسعى الطرفان إلى تحقيق مصالحها الأمنية والسياسية، وبسط نفوذ استراتيجي مستدام دون الانجرار إلى حرب شاملة والوصول إلى نقطة اللاعودة، مما يجعل الصراع مشحوناً ومليئاً بالمفارقات؛ إذ يظهر كمسرحية معقدة بين العداء العلني والتفاهمات السرية، والردع المباشر والتحركات الخفية، في مزيج يبدو وكأنه صراع بين "الوجود واللاوجود" في ساحة لا زالت مفتوحة أمام احتمالات عديدة.
في هذا السياق، تبدو إيران، التي لطالما استغلت القضية الفلسطينية كورقة سياسية لخدمة مصالحها، متجنبةً الرد المباشر على القصف الإسرائيلي الأخير. وتشير الدلائل إلى وجود تفاهمات غير معلنة بين الجانبين، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبعض القوى الدولية، كالصين وبعض الدول العربية التي قد تتضرر مصالحها إذا خرج الصراع عن السيطرة.
قبل تنفيذ الضربات، تبادلت الأطراف المعنية المعلومات عبر القنوات الدبلوماسية حول الأهداف، وتم إخلاء المواقع الإيرانية المستهدفة مسبقًا. وتظهر إيران بتصوير الصراع كمعركة وجودية لخداع شعوبها وحلفائها، بينما تركز إسرائيل على الحفاظ على أمنها واستقرار مواطنيها.
تتباين أهداف الدولتين بشكل جذري؛ إذ تسعى إيران إلى رفع الحصار الاقتصادي عنها، مما يمكّنها من توسيع نفوذها في العالم الإسلامي واستعادة عافيتها الاقتصادية. في المقابل، تهدف إسرائيل إلى تغيير النظرة الثقافية السائدة لدى شعوب المنطقة، سعياً للاعتراف الإقليمي وضمان استقرار طويل الأمد لشعب لهم الأحقية التاريخية في هذه الأرض.
وفي إطار هذه الديناميكيات، تضخم إسرائيل حجم الخسائر ومناطق القصف لتعزيز موقفها الأمني، بينما تقلل إيران من حجم تلك الخسائر وعدد المواقع المستهدفة لاحتواء الموقف. ويبدو أن هذا التوازن الحذر سيساهم في منع التصعيد إلى نزاع دولي شامل، على الأقل في المستقبل القريب، ويحد من احتمالات اندلاع حروب إقليمية كبيرة.
وبعد مجريات الأحداث هذه، ستكتفي إيران بدفع أدواتها في المنطقة إلى التحرك دون نية للانتصار العسكري على إسرائيل، بقدر ما تهدف إلى إنهاك تلك الأدوات تدريجيًا وتحويل دورها من قوة عسكرية إلى قوة سياسية. ويأتي هذا في إطار استراتيجية أمريكية واضحة، تسعى إلى إضعاف هذه الجماعات المسلحة، مثلما فعلتها بداعش والقاعدة وغيرهما، إلى حدّ لا يسمح لها بتهديد إسرائيل أو تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة. وفي تعقيبه على الأحداث، أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي أن "إدارة الرئيس الأمريكي تدعم أمن إسرائيل، وتراقب الوضع عن كثب لمنع أي تصعيد غير مرغوب فيه"، مضيفًا أن "التعاون بين الحلفاء في الشرق الأوسط أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار الإقليمي".
وفي الوقت ذاته، يمثل الرد الإسرائيلي ليس فقط استعراضًا للقوة أمام حزب الله وحماس، وربما الحوثيين والحشد الشعبي، والميليشيات الإيرانية في سوريا، بل تأكيد على أن مخطط القضاء على خطرهم متفق عليه مع إيران، في حال فشلت الأنظمة المحلية في كبح تهديداتهم لأمن إسرائيل.
ومن جهة أخرى، على الرغم من ادعاءات إيران المستمرة بقدرتها الدفاعية المتطورة وصواريخها المضادة للطائرات، فقد كشفت الغارات الإسرائيلية إما: عن ضعف واضح في هذه المنظومة، حيث تمكنت الطائرات الإسرائيلية من اختراق المجال الجوي الإيراني دون أي اعتراض فعلي. أو كما تشير بعض التقديرات إلى وجود تفاهمات سرية سمحت بهذا الاختراق، مما يعكس رسائل ضمنية لأدوات إيران في المنطقة ويؤكد وجود تنسيق غير معلن بين الجانبين. ففي السابق، كانت الهجمات الإيرانية على إسرائيل معروفة للأطراف الدولية مسبقًا، ويبدو الآن أن العملية قد انعكست، بحيث كانت الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضمن علم إيران مسبقًا.
التصريحات من كلا الجانبين ليست سوى تلاعب سياسي موجه لتضليل شعوب المنطقة المتضررة. وعلى الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الضربات تهدف إلى "حماية أمن إسرائيل وردع التهديدات الإيرانية"، وتصريحات المسؤولين العسكريين عن استخدام طائرات F-35 لاستهداف مواقع إيرانية مهمة، إلا أن هذه البيانات لا تعدو عن كونها تغطية لما يجري خلف الكواليس. وبالمثل، جاءت ردود الجانب الإيراني لتقلل من الخسائر وتؤكد استعداد الدفاعات الجوية، مدعيةً أن "إيران تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب"، بينما تهدف هذه التصريحات إلى الحفاظ على صورة القوة أمام الرأي العام الإيراني.
في نهاية المطاف، وبعيدًا عن هذا التلاعب السياسي والنفاق الذي يغذي الصراعات المدمرة، تظل شعوب المنطقة هي الضحية الأكبر. إذ يدفع المدنيون الثمن الأكبر للحروب التي تشعلها الأنظمة بدافع الهيمنة دون اعتبار لمصالح الشعوب. وتستمر المجتمعات بالخضوع لتلقين ثقافي مُوجّه يُبقيها في غياب عن الوعي، مستسلمة لسلطة أنظمة تضع مصالحها فوق كل اعتبار، فيما تستمر المعاناة على حساب الاستقرار والأمان الحقيقيين.
ومن المرجح أن إيران ستحصل على بعض الامتيازات مقابل هذا التهدئة، في حين تظل تصريحاتها العلنية مجرد تغطية إعلامية لحفظ ماء الوجه وللحفاظ على هيبة النظام أمام أدواتها والشعب، الذي يقود "جبهة المقاومة الإسلامية". لأنها أصبحت تشعر أن التصعيد لن تكون في صالحها على المستوى الإستراتيجي، قد تبلغ سوية تقسيم إيران كدولة، وحيث القوميات التي تطالب بأكثر من النظام الفيدرالي، وهي نفس الرهبة التي تحدث فيها رجب طيب أردوغان، وعلى أثرها فتح الباب لحوارات مع القائد عبدالله أوجلان وآخرين من حزب العمال الكوردستاني. كما وستتحول إيران من قوة بإمكانها أن تسلح وتجند منظمات شيعية في العالم تستخدمهم كأدوات لتنفيذ مآربها العقائدية، إلى مرجعية دينية سياسية، لتلك المجموعات التابعة للقم بالبعد التنظيمي السياسي، تنافس المرجعية الشيعية السلمية في كربلاء، المتمثلة حاليا بالسيد السيستاني.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
26/10/2024م

10/28/2024

كتبت التالي قبل أربعة أشهر، في 19/6/2024 ضمن مقال بعنوان ( مصير حزب الله مثل حماس).
بينت إسرائيل، وبتزامن مع هذا المقال، وما تلقفته الأقنية المعنية بأخبار المنطقة، إنها على دراية تامة بمكان وجود حسن نصر الله، وتنقلاته، وبإمكانها أن تغتاله في أية لحظة، وهو ما أكدته إيران ونبهته، وبالتالي ما يجري في جنوب لبنان، والتهويلات الإعلامية، مقدمة لاجتياح وشيك لجغرافية حزب الله، ولا يستبعد أن تضع إسرائيل خطوط عسكرية – إدارية تفصل لبنان الوسط والشمال عن الجنوب، أي تقسم لبنان كما قسمت غزة، والتي لن تعود إلى ما هي عليه، سياسيا وعسكريا وإداريا، وهو ما حصل لقطاع غزة الأن، أي عمليا مصير شعب جنوب لبنان لن يكون بأفضل من مصير الشعب الفلسطيني في غزة.
أمريكا وإسرائيل، ينفذان مخطط بعيد المدى، للقضاء على النظام في إيران، بعدما لم تجدي معها الحصار الاقتصادي طوال العقدين الماضيين، فالقضاء على قوة حماس، كانت مقدمة لإزالة أدواتها بتسلسل مخطط من قبل الدول الكبرى المعنية بالأمر، ويتبين أن حزب الله هي التالية.

10/27/2024

فلسفة الصمود في مواجهة الطغيان

المناضلون الأحياء خير من التضحية بالذات، هي مقولة ذات بُعد فلسفي عميق تطرح جدلاً حول طبيعة النضال الحقيقي، الذي لا يكمن في الفناء من أجل القضية بقدر ما يكمن في البقاء والاستمرار في الكفاح.
هذا لا يعني أن حركات التحرر القومية، كحزب العمال الكوردستاني، يجب أن تتخلى عن النضال المسلح تماماً، بل ينبغي أن تُبقيه خيارًا في حال اقتضت الضرورة ذلك، ولكن بشروط واضحة تضمن تحقيق مكاسب ملموسة. فالسنوات والعقود التي قُدمت فيها التضحيات الجسام تفرض ضرورة دراسة الخيارات بدقة.
ففي الحالة الأولى، يمتلك المناضلون القدرة على تطوير قضاياهم، والتأثير في الآخرين، وتحقيق المكاسب السياسية والاجتماعية على المدى الطويل.
وفي الثانية، رغم ما تحمله من رمزية عالية وإلهام، قد تكون في بعض الأحيان التضحية مؤلمة وغير مثمرة إذا لم تُحقق مكاسب فعلية أو تغيرات ملموسة.
في فلسفة المقاومة، يُنظر إلى الحياة كأداة نضالية مستمرة، لأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التحمل، ومواجهة التحديات اليومية، وبناء أجيال قادرة على استكمال المسيرة، لذلك المناضلون الأحياء أكثر فائدة من التضحية السريعة، يظلون جسرًا بين الماضي والمستقبل، ويملكون القدرة على نقل التجربة، وتطوير الأساليب، وتحقيق النصر بطرق ذكية ومستدامة.
فعلى حركات التحرر القومي كالحركة الكوردية، وبشكل خاص حركة العمال الكوردستاني، التي تنتهج النضال العسكري إلى جانب السياسي، والتي ركزت طوال صراعها مع العدو على ضرورة النضال كعملية طويلة الأمد، تطلبت الصبر والحنكة، وليس كعمل لحظي يؤدي إلى الموت، وهو ما يجب أن يستدام. فالحياة التي تُكرس للنضال المستمر، هي أعظم هدية يمكن أن تقدم للقضية، لأنها تمنح النضال فرصًا أكبر للتطور والنجاح.
هناك دائماً السؤال الجوهري الذي طرحناه كجدلية في البداية: هل المناضلون الأحياء خير من التضحية بالذات؟ والتي تستحق التفكر العميق، خاصة عندما نتأمل في تجارب الشعوب والحركات التحررية عبر التاريخ، نرى أن التضحية بالنفس تحمل رمزية عظيمة، لكنها غالبًا ما تأتي بثمن باهظ دون تحقيق نتائج ملموسة.
كما قال الفيلسوف أفلاطون في "الجمهورية"، العقلانية في النضال هي مفتاح تحقيق العدالة. التضحية العاطفية والاندفاع ليست دائماً الخيار الأمثل، فالنضال الحقيقي يحتاج إلى تخطيط مدروس وفكر مستدام، وليس إلى قرارات لحظية تضيع معها الإمكانيات.
في هذا السياق، نجد أن المهاتما غاندي، رائد اللاعنف، جسد مفهوم النضال المستمر بطرق سلمية، مؤكدًا أن اللاعنف هو سلاح الأقوياء. غاندي كان يدرك أن التضحية بالنفس ليست السبيل الوحيد لتحقيق الحرية، بل إن العمل المستدام والمنهجي هو ما يحدث التغيير الحقيقي. المناضلون الذين يبقون على قيد الحياة هم القادرون على مواصلة المعركة وتحقيق التغيير.
والمختلف هنا أن عدو غاندي كان ينتمي إلى حضارة تتمتع ببعض ملامح الديمقراطية، رغم تمسك بريطانيا بنزعة الإمبراطورية وتشبثها بمصالحها الاستعمارية. ومع ذلك، يختلف هذا الوضع عن حال أعداء الكورد الذين يتسمون بقسوة تجاوزت حدود الإنسانية، فلا يعرفون منها إلا ما يخدم مصالحهم الخاصة. إلا أن الصمود المستمر للكورد يحمل بذور النجاح، خاصة في ظل التحولات الراهنة وتزايد الوعي العالمي حول قضاياهم، رغم الاختلال الواضح في توازن القوى.
وبالمثل، نجد أن معظم الفلاسفة يؤكدون على أن الحياة بحد ذاتها هي نضال مستمر، وأن الصمود والمقاومة اليومية هما ما يجعل الإنسان قويًا. فالنجاح الحقيقي في النضال لا يكمن في الموت من أجل القضية، بل في البقاء ومواصلة النضال لتحقيق أهدافها.
أما نلسون مانديلا، فهو المثال الحي للمناضل الذي استطاع أن يغير مجرى التاريخ من خلال صبره ونضاله المستمر. مانديلا قاوم نظام الفصل العنصري، الذي لم يكن يختلف عن أعداء الكورد وخاصة الأنظمة التركية المتعاقبة، لعقود، ورغم سجنه لسنوات طويلة، إلا أنه ظل متمسكًا بالنضال، حتى حقق هدفه في الحرية والمساواة لشعبه. مانديلا قال: "الشجعان لا يخشون التسامح من أجل السلام"، وهذا يظهر أن البقاء والمثابرة هما سلاحا المناضلين الأقوياء.
وفيما يتعلق بالفكر الاستراتيجي، نجد أن الحكمة في إدارة الصراع أفضل من المواجهة المتهورة. فهو يوضح أن النجاح الحقيقي يتحقق بدون خسائر جسيمة، وأن الحفاظ على الحياة هو السبيل لتحقيق الانتصار على المدى الطويل.
إن سقراط، الذي واجه حكم الإعدام برباطة جأش، يوضح أن الحياة المثمرة والمملوءة بالتفكير الفلسفي هي أكثر قيمة من الموت السريع، حتى في مواجهة الظلم. سقراط بيّن أن الفكر والعقل قادران على إحداث تأثير أكبر بكثير من التضحية المفاجئة.
تتضح الحكمة في هذه الفلسفات مجتمعة، أن المناضلون الأحياء الذين يصمدون ويواصلون النضال بحكمة وتخطيط، هم من يصنعون التغيير الحقيقي. التضحية بالذات قد تكون نبيلة، لكنها قد تؤدي إلى نتائج غير محسوبة، مثلما نرى في الكثير من العمليات التي تؤدي فقط إلى زيادة همجية الأعداء وتصعيد القمع.
أردوغان ونظامه القمعي لا يرحمون شعبنا في غرب كوردستان. قصفهم الهمجي لا يميز بين مدني ومقاتل، ولكن يجب أن نتذكر أن القضية الكوردية لن تموت بالقصف، بل ستظل حية بفضل الإرادة الصلبة والنضال المستمر. وكما قال أفلاطون وغاندي ومانديلا، النضال الحقيقي لا يتعلق بالموت، بل بالحياة التي تُستغل من أجل تحقيق الهدف الأسمى. التضحية الحقيقية تكمن في الاستمرار في المقاومة، وليس في الموت المفاجئ الذي قد لا يحقق شيئاً سوى إرضاء العدو.
إذن، التحدي الأكبر يكمن في كيفية توجيه النضال نحو تحقيق الأهداف بعقلانية واستراتيجية، بعيدًا عن التضحية غير المدروسة، التي قد تعطي الأعداء ذريعة لتصعيد القمع.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
25/10/2024م

10/27/2024

فلسفة الصمود في مواجهة الطغيان

المناضلون الأحياء خير من التضحية بالذات، مقولة ذات بعد فلسفي عميق، يجادل في فكرة أن النضال الحقيقي ليس في الفناء من أجل القضية، بل في البقاء والاستمرار في الكفاح.
ففي الحالة الأولى، يمتلك المناضلون القدرة على تطوير قضاياهم، والتأثير في الآخرين، وتحقيق المكاسب السياسية والاجتماعية على المدى الطويل.
وفي الثانية، رغم ما تحمله من رمزية عالية وإلهام، قد تكون في بعض الأحيان التضحية مؤلمة وغير مثمرة إذا لم تُحقق مكاسب فعلية أو تغيرات ملموسة.
في فلسفة المقاومة، يُنظر إلى الحياة كأداة نضالية مستمرة، لأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التحمل، ومواجهة التحديات اليومية، وبناء أجيال قادرة على استكمال المسيرة، لذلك المناضلون الأحياء أكثر فائدة من التضحية السريعة، يظلون جسرًا بين الماضي والمستقبل، ويملكون القدرة على نقل التجربة، وتطوير الأساليب، وتحقيق النصر بطرق ذكية ومستدامة.
فعلى حركات التحرر القومي كالحركة الكوردية، وبشكل خاص حركة العمال الكوردستاني، التي تنتهج النضال العسكري إلى جانب السياسي، والتي ركزت طوال صراعها مع العدو على ضرورة النضال كعملية طويلة الأمد، تطلبت الصبر والحنكة، وليس كعمل لحظي يؤدي إلى الموت، وهو ما يجب أن يستدام. فالحياة التي تُكرس للنضال المستمر، هي أعظم هدية يمكن أن تقدم للقضية، لأنها تمنح النضال فرصًا أكبر للتطور والنجاح.
هناك دائماً السؤال الجوهري الذي طرحناه كجدلية في البداية: هل المناضلون الأحياء خير من التضحية بالذات؟ والتي تستحق التفكر العميق، خاصة عندما نتأمل في تجارب الشعوب والحركات التحررية عبر التاريخ، نرى أن التضحية بالنفس تحمل رمزية عظيمة، لكنها غالبًا ما تأتي بثمن باهظ دون تحقيق نتائج ملموسة.
كما قال الفيلسوف أفلاطون في "الجمهورية"، العقلانية في النضال هي مفتاح تحقيق العدالة. التضحية العاطفية والاندفاع ليست دائماً الخيار الأمثل، فالنضال الحقيقي يحتاج إلى تخطيط مدروس وفكر مستدام، وليس إلى قرارات لحظية تضيع معها الإمكانيات.
في هذا السياق، نجد أن المهاتما غاندي، رائد اللاعنف، جسد مفهوم النضال المستمر بطرق سلمية، مؤكدًا أن اللاعنف هو سلاح الأقوياء. غاندي كان يدرك أن التضحية بالنفس ليست السبيل الوحيد لتحقيق الحرية، بل إن العمل المستدام والمنهجي هو ما يحدث التغيير الحقيقي. المناضلون الذين يبقون على قيد الحياة هم القادرون على مواصلة المعركة وتحقيق التغيير.
والمختلف هنا أن عدو غاندي كان ينتمي إلى حضارة تتمتع ببعض ملامح الديمقراطية، رغم تمسك بريطانيا بنزعة الإمبراطورية وتشبثها بمصالحها الاستعمارية. ومع ذلك، يختلف هذا الوضع عن حال أعداء الكورد الذين يتسمون بقسوة تجاوزت حدود الإنسانية، فلا يعرفون منها إلا ما يخدم مصالحهم الخاصة. إلا أن الصمود المستمر للكورد يحمل بذور النجاح، خاصة في ظل التحولات الراهنة وتزايد الوعي العالمي حول قضاياهم، رغم الاختلال الواضح في توازن القوى.
وبالمثل، نجد أن معظم الفلاسفة يؤكدون على أن الحياة بحد ذاتها هي نضال مستمر، وأن الصمود والمقاومة اليومية هما ما يجعل الإنسان قويًا. فالنجاح الحقيقي في النضال لا يكمن في الموت من أجل القضية، بل في البقاء ومواصلة النضال لتحقيق أهدافها.
أما نلسون مانديلا، فهو المثال الحي للمناضل الذي استطاع أن يغير مجرى التاريخ من خلال صبره ونضاله المستمر. مانديلا قاوم نظام الفصل العنصري، الذي لم يكن يختلف عن أعداء الكورد وخاصة الأنظمة التركية المتعاقبة، لعقود، ورغم سجنه لسنوات طويلة، إلا أنه ظل متمسكًا بالنضال، حتى حقق هدفه في الحرية والمساواة لشعبه. مانديلا قال: "الشجعان لا يخشون التسامح من أجل السلام"، وهذا يظهر أن البقاء والمثابرة هما سلاحا المناضلين الأقوياء.
وفيما يتعلق بالفكر الاستراتيجي، نجد أن الحكمة في إدارة الصراع أفضل من المواجهة المتهورة. فهو يوضح أن النجاح الحقيقي يتحقق بدون خسائر جسيمة، وأن الحفاظ على الحياة هو السبيل لتحقيق الانتصار على المدى الطويل.
إن سقراط، الذي واجه حكم الإعدام برباطة جأش، يوضح أن الحياة المثمرة والمملوءة بالتفكير الفلسفي هي أكثر قيمة من الموت السريع، حتى في مواجهة الظلم. سقراط بيّن أن الفكر والعقل قادران على إحداث تأثير أكبر بكثير من التضحية المفاجئة.
تتضح الحكمة في هذه الفلسفات مجتمعة، أن المناضلون الأحياء الذين يصمدون ويواصلون النضال بحكمة وتخطيط، هم من يصنعون التغيير الحقيقي. التضحية بالذات قد تكون نبيلة، لكنها قد تؤدي إلى نتائج غير محسوبة، مثلما نرى في الكثير من العمليات التي تؤدي فقط إلى زيادة همجية الأعداء وتصعيد القمع.
أردوغان ونظامه القمعي لا يرحمون شعبنا في غرب كوردستان. قصفهم الهمجي لا يميز بين مدني ومقاتل، ولكن يجب أن نتذكر أن القضية الكوردية لن تموت بالقصف، بل ستظل حية بفضل الإرادة الصلبة والنضال المستمر. وكما قال أفلاطون وغاندي ومانديلا، النضال الحقيقي لا يتعلق بالموت، بل بالحياة التي تُستغل من أجل تحقيق الهدف الأسمى. التضحية الحقيقية تكمن في الاستمرار في المقاومة، وليس في الموت المفاجئ الذي قد لا يحقق شيئاً سوى إرضاء العدو.
إذن، التحدي الأكبر يكمن في كيفية توجيه النضال نحو تحقيق الأهداف بعقلانية واستراتيجية، بعيدًا عن التضحية غير المدروسة، التي قد تعطي الأعداء ذريعة لتصعيد القمع.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
25/10/2024م

10/27/2024

صراع الظلال بين إيران وإسرائيل في مسرح السياسة الخفية

في المشهد المعقد للسياسة الإقليمية، تبرز العلاقة بين إسرائيل وإيران كواحدة من أبرز تجليات لعبة التوازن والقوة في المنطقة. تستند هذه اللعبة إلى مزيج من التحالفات والمصالح المتداخلة، حيث يسعى الطرفان إلى تحقيق نفوذ استراتيجي مستدام، دون الانجرار إلى حرب شاملة. حيث تسعى كل من إسرائيل وإيران إلى تحقيق مصالحها الأمنية والسياسية، دون الوصول إلى نقطة اللاعودة، مما يجعل هذا الصراع مشحوناً ومليئاً بالمفارقات؛ إذ يظهر كمسرحية معقدة بين العداء العلني والتفاهمات السرية، والردع المباشر والتحركات الخفية، في مزيج يبدو وكأنه صراع بين "الوجود واللاوجود" في ساحة لا زالت مفتوحة أمام احتمالات عديدة.
في هذا السياق، تبدو إيران، التي لطالما استغلت القضية الفلسطينية كورقة سياسية لخدمة مصالحها، متجنبةً الرد المباشر على القصف الإسرائيلي الأخير. وتشير الدلائل إلى وجود تفاهمات غير معلنة بين الجانبين، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبعض القوى الدولية، كالصين وبعض الدول العربية التي قد تتضرر مصالحها إذا خرج الصراع عن السيطرة.
قبل تنفيذ الضربات، تبادلت الأطراف المعنية المعلومات عبر القنوات الدبلوماسية حول الأهداف، وتم إخلاء المواقع الإيرانية المستهدفة مسبقًا. وتظهر إيران بتصوير الصراع كمعركة وجودية لخداع شعوبها وحلفائها، بينما تركز إسرائيل على الحفاظ على أمنها واستقرار مواطنيها.
تتباين أهداف الدولتين بشكل جذري؛ إذ تسعى إيران إلى رفع الحصار الاقتصادي عنها، مما يمكّنها من توسيع نفوذها في العالم الإسلامي واستعادة عافيتها الاقتصادية. في المقابل، تهدف إسرائيل إلى تغيير النظرة الثقافية السائدة لدى شعوب المنطقة، سعياً للاعتراف الإقليمي وضمان استقرار طويل الأمد لشعب لهم الأحقية التاريخية في هذه الأرض.
وفي إطار هذه الديناميكيات، تضخم إسرائيل حجم الخسائر ومناطق القصف لتعزيز موقفها الأمني، بينما تقلل إيران من حجم تلك الخسائر وعدد المواقع المستهدفة لاحتواء الموقف. ويبدو أن هذا التوازن الحذر سيساهم في منع التصعيد إلى نزاع دولي شامل، على الأقل في المستقبل القريب، ويحد من احتمالات اندلاع حروب إقليمية كبيرة.
وبعد مجريات الأحداث هذه، ستكتفي إيران بدفع أدواتها في المنطقة إلى التحرك دون نية للانتصار العسكري على إسرائيل، بقدر ما تهدف إلى إنهاك تلك الأدوات تدريجيًا وتحويل دورها من قوة عسكرية إلى قوة سياسية. ويأتي هذا في إطار استراتيجية أمريكية واضحة، تسعى إلى إضعاف هذه الجماعات المسلحة، مثلما فعلتها بداعش والقاعدة وغيرهما، إلى حدّ لا يسمح لها بتهديد إسرائيل أو تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة. وفي تعقيبه على الأحداث، أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي أن "إدارة الرئيس الأمريكي تدعم أمن إسرائيل، وتراقب الوضع عن كثب لمنع أي تصعيد غير مرغوب فيه"، مضيفًا أن "التعاون بين الحلفاء في الشرق الأوسط أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار الإقليمي".
وفي الوقت ذاته، يمثل الرد الإسرائيلي ليس فقط استعراضًا للقوة أمام حزب الله وحماس، وربما الحوثيين والحشد الشعبي، والميليشيات الإيرانية في سوريا، بل تأكيد على أن مخطط القضاء على خطرهم متفق عليه مع إيران، في حال فشلت الأنظمة المحلية في كبح تهديداتهم لأمن إسرائيل.
ومن جهة أخرى، على الرغم من ادعاءات إيران المستمرة بقدرتها الدفاعية المتطورة وصواريخها المضادة للطائرات، فقد كشفت الغارات الإسرائيلية إما: عن ضعف واضح في هذه المنظومة، حيث تمكنت الطائرات الإسرائيلية من اختراق المجال الجوي الإيراني دون أي اعتراض فعلي. أو كما تشير بعض التقديرات إلى وجود تفاهمات سرية سمحت بهذا الاختراق، مما يعكس رسائل ضمنية لأدوات إيران في المنطقة ويؤكد وجود تنسيق غير معلن بين الجانبين. ففي السابق، كانت الهجمات الإيرانية على إسرائيل معروفة للأطراف الدولية مسبقًا، ويبدو الآن أن العملية قد انعكست، بحيث كانت الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضمن علم إيران مسبقًا.
التصريحات من كلا الجانبين ليست سوى تلاعب سياسي موجه لتضليل شعوب المنطقة المتضررة. وعلى الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الضربات تهدف إلى "حماية أمن إسرائيل وردع التهديدات الإيرانية"، وتصريحات المسؤولين العسكريين عن استخدام طائرات F-35 لاستهداف مواقع إيرانية مهمة، إلا أن هذه البيانات لا تعدو عن كونها تغطية لما يجري خلف الكواليس. وبالمثل، جاءت ردود الجانب الإيراني لتقلل من الخسائر وتؤكد استعداد الدفاعات الجوية، مدعيةً أن "إيران تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب"، بينما تهدف هذه التصريحات إلى الحفاظ على صورة القوة أمام الرأي العام الإيراني.
في نهاية المطاف، وبعيدًا عن هذا التلاعب السياسي والنفاق الذي يغذي الصراعات المدمرة، تظل شعوب المنطقة هي الضحية الأكبر. إذ يدفع المدنيون الثمن الأكبر للحروب التي تشعلها الأنظمة بدافع الهيمنة دون اعتبار لمصالح الشعوب. وتستمر المجتمعات بالخضوع لتلقين ثقافي مُوجّه يُبقيها في غياب عن الوعي، مستسلمة لسلطة أنظمة تضع مصالحها فوق كل اعتبار، فيما تستمر المعاناة على حساب الاستقرار والأمان الحقيقيين.
ومن المرجح أن إيران ستحصل على بعض الامتيازات مقابل هذا التهدئة، في حين تظل تصريحاتها العلنية مجرد تغطية إعلامية لحفظ ماء الوجه وللحفاظ على هيبة النظام أمام أدواتها والشعب، الذي يقود "جبهة المقاومة الإسلامية". لأنها أصبحت تشعر أن التصعيد لن تكون في صالحها على المستوى الإستراتيجي، قد تبلغ سوية تقسيم إيران كدولة، وحيث القوميات التي تطالب بأكثر من النظام الفيدرالي، وهي نفس الرهبة التي تحدث فيها رجب طيب أردوغان، وعلى أثرها فتح الباب لحوارات مع القائد عبدالله أوجلان وآخرين من حزب العمال الكوردستاني. كما وستتحول إيران من قوة بإمكانها أن تسلح وتجند منظمات شيعية في العالم تستخدمهم كأدوات لتنفيذ مآربها العقائدية، إلى مرجعية دينية سياسية، لتلك المجموعات التابعة للقم بالبعد التنظيمي السياسي، تنافس المرجعية الشيعية السلمية في كربلاء، المتمثلة حاليا بالسيد السيستاني.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
26/10/2024م

Address

Woodbridge, VA
22193

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Kurdistan National Assembly of Syria - Kurdnas posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to Kurdistan National Assembly of Syria - Kurdnas:

Videos

Share

Our Story

عندما قررت نخبة من الناشطين الكرد في المهجر بتأسيس نواة فعالة لإيصال صوت الشعب الكردي في الجزء الملحق بسوريا إلى المحافل الدولية إثر انتفاضة آذار المجيدة، وتحديدا الناشطين الكرد في الولايات المتحدة الأميركية، كان ذلك بداية التأسيس للمجلس. بعد مشاورات واجتماعات مكثفة تم دعوة الأحزاب الكردية السورية للقاء بالأميركيين بغية شرح الوضع الكردي هناك. أثناء اللقاء ظهر لهؤلاء الناشطين أن الأحزاب الكردية ليست على المستوى المطلوب في تحصيل مكاسب بما تفيد القضية الكردية والشعب الكردي هناك على حد سواء. فلجأوا إلى توسيع المشاركين في تبني مهام إيصال صوت الشعب إلى المحافل الدولية، فكان اللقاء القادم شاملا؛ حيث دعت إليه شريحة واسعة من الشعب الكردي لتشكيل هيئة مخولة لهذا الغرض، فكان اللقاء في الكونغرس الأميركي مفعما بالحيوية والنشاط من أجل التوصل إلى صيغة تكفل تحقيق المقصود. وفي هذه المرة أيضا طغت النزعة الحزبوية والفئوية على جو اللقاء، إلا أنها اتسمت بالتوصل إلى تأسيس مجلس تشارك فيه جميع فئات الشعب الكردي من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، وقرروا أن يكون الاجتماع القادم في بروكسل ويكون مؤتمرا تأسيسيا لهذه الغاية. وختم المجتمعون في واشنطن لقاءهم هذا باثني عشر بندا، ثم أضيف بند آخر ليصبح ثلاثة عشر بندا. وعلى أساسه تم اللقاء في بلجيكا للمشاركين الذين زاد عددهم على ثلاثمائة مشارك بالإضافة إلى ممثلين عن الأجزاء الثلاثة الباقية من كردستان، وقد شارك الإقليم الكردستاني في العراق الفدرالي بممثل عنه، علاوة على هذا حضرته المعارضة العربية وشارك فيه البرلمانيين الأوربيين والشخصيات الأوربية الديمقراطية والعلمية، كما شارك الأميركان فيه أيضا. استمر المؤتمر ثلاثة أيام متوالية، وفي النهاية انسحب جل الأحزاب الكردية من المؤتمر بعد أن وضعت دستوره ونظامه الداخلي ووافقت عليهما. تبين من انسحابها أن الحكومة السورية كانت تقف وراء ذلك. كان هذا الانسحاب ضربة أولية تلقاه المجلس في أول تأسيسه، ثم تلا ذلك أن انسحب منه الشخصيات الانتهازية والمنفعية وذوي الغايات والمآرب الخاصة. فبقي في المجلس من آمن برسالته وعزم على السير به مهما كانت الظروف والمصاعب. النضال في ظل الشمولية بعد هذه النكسات المتوالية عليه، شدد النظام الهجمة ضده فانبرت الأحزاب المنسحبة متهمة المجلس بالعمالة لإسرائيل والرضوخ الكامل لأميركا، بل اعتبروا أن المجلس هو صنيعة أميركية إسرائيلية بامتياز. فكان حكم الإعدام مقررا لكل من يثبت انتسابه إلى المجلس. نظرا لهذه المصاعب المحاطة به، توصلت قيادته إلى إتباع نمط معين في التعامل مع الجو السائد في البلاد. فكان أن تبني العمل بشكل فعال في شرح وترسيخ الفدرالية كنظام لا بديل عنه لسوريا ككل وللكرد والاثنيات الأخرى بشكل خاص. فعمد إلى شرح والدعاية عن طريق الإعلام الإلكتروني له، وكذلك عن طريق غرف البالتوك والمحادثات على السكايب، فاستطاع لفترة ست سنوات من العمل الدؤوب بين الجماهير وخاصة أولئك المرتادين على المواقع الإلكترونية وغرف البالتوك والسكايب ترسيخ أفكاره، دون أن ينظم المستوعبين هذه الأفكار؛ وذلك تجنبا من الملاحقة الأمنية والسجن والقتل هذا على صعيد الداخل؛ بينما في الخارج آمنت شريحة واسعة من الجالية الكردية السورية بأفكار المجلس ونادت بها.