10/08/2024
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
أقامت شعبة شعر الفصحى برئاسة الشاعر عاطف الجندي وعضوية الشاعر عصام بدر، والشاعرة فوزية شاهين، والشاعرة آيات عبد المنعم، ندوة بعنوان "إطلالة على قصيدة الومضة"؛ حيث استضافت منصة مسرح اتحاد الكتاب، الشاعر الروائي د. حمدي شتا رئيس لجنة الإعلام، والشاعر والمترجم شرقاوي حافظ؛ لإلقاء الضوء على مصطلح قصيدة الومضة والتعريف بها، والتأصيل المنهجي لهذا الطيف الأدبي، وأهم الفروق الجوهرية المميزة للحقول الدلالية من زمن، ومكان، ولغة تمنحه الشكل المتعارف عليه، والمستقر العمل وفقه.
بدأت الندوة بترحيب الجندي بضيفيه والحضور الكريم، مؤكدًا الحرص على إفراد مساحة وافية للحديث عن قصيدة الومضة؛ نظرًا لأهميتها، هذا الحرص الذي بدا واضحًا من الوجود النوعي لأدباء وشعراء وإعلاميين في هذه الأمسية، وخلال ترحيبه بالحضور حرص الشاعر عصام بدر نائب مقرر اللجنة على ذكر أسماء الحضور، معربا عن أمنيته بتوجيه الشكر إلى كل بشخصه؛ فجميعهم أسماء بارزة حضرت خصيصا؛ نظرا للنشاط النوعي الذي تقدمه شعبة شعر الفصحى.
ثم قدم مقرر اللجنة ضيفه الشاعر الطبيب د. حمدي شتا عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر.
ومن الجدير بالذكر أن شتا طبيب يكتب الشعر والرواية، وهو من مواليد ٢١ اغسطس ١٩٥٩ في مسير بمحافظة كفر الشيخ. وقد درس الطب وتخصص في الطب المعملي، وهو عضو مجلس معهد الكبد القومي، وأستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية والمناعة.
وهو رئيس لجنة الإعلام ومن مؤسسي “إذاعة الأدب العربي” بالاتحاد، كما أنه عضو لجنة القيد للعضوية العاملة به، وعضو لجنة مؤتمر المشروع الاستراتيجي لمستقبل الثقافة في مصر الذي ينظمه الاتحاد، ورئيس المنظمة الدولية للإبداع من أجل السلام – فرع مصر.
وكذلك هو عضو اللجنة النقابية للصحافة والطباعة والنشر، ورأس مجلس إدارة جريدة الأنباء العالمية، وهو عضو جماعة الأدباء والفنانين بأتيليه القاهرة، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الكرمة للتنمية الثقافية والاجتماعية، وعضو نادي الأدب بكفر الشيخ، والمستشار الثقافي لمحافظة كفر الشيخ، ورئيس المجلس الاستشاري وعضو مجلس الحكماء بالمحافظة، وعضو “صالون القرضا الثقافي”، ويشارك في فعاليات صالونات أدبية، وله عدد كبير من اللقاءات التليفزيونية مشاركا متحدثا عن المشهد الثقافي المصري والعربي
كما أن له العديد من الإصدارات الأدبية في الشعر والرواية منها:“كائنـات النـار والمطـر”، عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ٢٠١١، و”لا يـدرك الهِـرمُ النجـومَ” عن دار القاهرة للطباعة والنشر ٢٠١٢، و”شروق” عن دار الأندلس للنشر١٩٩٤، و”من أغاني الحسَاسين” ديوان مشترك عن فرع ثقافة كفر الشيخ ٢٠٠٦، و”إياب النوارس”، رواية عن دار الأندلس ٢٠٠٠ و”قلب مفتوح”، رواية عن حورس الدولية للنشر ٢٠٢٠.
وله قيد الطبع: “دوماجير” مختارات شعرية، و”الطب.. المهنة الإنسانية.. بين الأخلاق وسلوك الأطباء”.
وقد حصل على جوائز عدة أهمها المركز الاول في شعر الفصحي على مستوي الجمهورية 2009 من إذاعة البرنامج الثقافي
والدكتور شتا درس الموسيقى ويجيد العزف على آلة العـــود، كما أنه يُلِم بالمقامات الشرقية التي كان لها الأثر في إنتاجه الشعري والسردي.
تُرجمت أشعاره إلى الإنجليزية والفرنسية، وتم إدراجه في موسوعة “الأطباء الأدباء في الوطن العربي” التي وضعها الدكتور علي الطائي.
وخلال كلمته شكر الدكتور حمدي شتا الشاعر عاطف الجندي، كما وجه الشكر للحضور متحدثا عن نشأته في كفر الشيخ ..حيث النيل والبحر والبيئة الريفية الحاضنة للابداع وكانت اسماء شعراء وأدباء كفر الشيخ، صالح الشرنوبي، فؤاد بدوي علي قنديل، انور المعداوي،اسامة انور عكاشة، خيري شلبي، محمد الشهاوي عبد الدايم الشاذلي والسعيد قنديل وغيرهم تتردد ويتعرف على أعمالهم وتجاربهم ، غير الفنانين التشكيليين عبد المنعم مطاوع سيد عبدة سليم وعبد الوهاب عبد المحسن وصولا إلى محمد كمال، كان شتا يعيش هذا الزخم الأدبي والفني ، وقد نشأ في بيت فيه شعر وموسيقى زادته محبة للشعر؛ فقد كانت والدته تحفظ الكثير من الأشعار وتلقيها على آذانه وكان أيضا ينصت إلى أم كلثوم وعبد الوهاب وخصوصا قصائد شوقي المغناة نهج البردة و سلو قلبي، وكان قد حفظ القرآن الكريم في المرحلة الابتدائية والقرآن هو الأساس الأول في ضبط مخارج الحروف واللغة ، وكان له خال من الصوفيين؛ ويحفظ أشعار ابن الفارض والإمام الشافعي والحلاج ويجيد إلقائها مشكولة بنطق سليم؛ وقد حفظ عنه شتا بعض تلك الاشعار التي أدت إلى ضبط اللغة وموسيقى الشعر في سن مبكرة قبل دراسته العروض الشعري ، كما حفظ بعض أشعار ابن الفارض والحلاج شوقي وحافظ وعلي محمود طه اسماعيل وجبران وفؤاد حداد وحتى وصولا لاحمد عبد المعطي حجازي ومحمد الشهاوي وعفيفي مطر وغيرهم ، كما أن وجود عمه الأستاذ الدكتور إبراهيم الدسوقي شتا أستاذ اللغات الشرقية والأدب الفارسي في عمر مبكرة له ساعده كثيرا في التعرف على الآداب المختلفة وتشكيل ذائقته الأدبية
وذكر أنه كان يشارك في مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض الثانوية في فريق الإذاعة حتى اكتشف موهبته الشاعر محمد عفيفي مطر الذي كان يدرس الفلسفة بنفس المدرسة ثم التقى بالشاعر القدير محمد الشهاوي بعد فترة وقد أثنى الشاعران على بداياته الشعرية ، وكان في المرحلة الثانوية شغفه الشديد بآلة العود؛ فدرس الموسيقى الشرقية والتي أفادته كثيرا في إنتاجه الشعري والسردى .
وألقى د. شتا ومضات من شعر الومضة وقصائد شعر التفعيلة والشعر العمودي والنثر الشاعري عبر فقرات اللقاء .
بدأها بومضة :
"كانت أصابعها توزع سرها المسكون جهرًا بين قلبي والبنفسج..
ثم ترفو ما تمزق من أناشيد الخصام."
قم تلاها قصائد وطنية ورومانسية وأنهي بقصيدة دينية صوفية.
ثم قدم الجندي ضيف ندوته الشاعر والمترجم شرقاوي حافظ معددا أعماله المتنوعة؛ فقد كتب الشعر والرواية كما أنه حصل على جائزة اتحاد الكتاب في فرع الترجمة، ومن أعماله 'راقصات في معبدي'، و'هي الدهشة' وغيرها من الأعمال الأدبية المهمة، وقد وجه حافظ الشكر إلى الحضور متحدثا عن تقنين المسمى؛ فكل ما يكتب من الشعر له نماذج سابقة وكلنا نأخذ البيت الواحد حتى ربما يصير حكمة متداولة.. ويقال عنها البيت بيت القصيد..ثم تطور الأمر إلى ما يسمى بالمقطوعة، ومن بعده الموشح...وقد وجدنا في الفلسفة أسماء عن هذا اللون الشعري مثل "إبيجرام'' أو "توقيعات" وغير هذا،
بيد أننا لا يمكننا بحال أن نطلق عليها شعر ''هايكو'' لانتفاء هذا التركيب البنائي وشروطه، بل يمكن أن يسمى ومضة أو توقيعة ومثله في هذا كالقصة القصيرة جدا، كما أن اختلاف اللغة لابد وأن يجعل لكل شعر خصائصه المميزة؛ فالعربية لغة ثرية بها العديد من الاشتقاقات على العكس من لغات أخرى، ويجب أن نتوقف عن تلك النظرة الدونية لأدبنا ولغتنا، والتحرر من إسقاط مسميات غربية لا تتسق وقواعد المكتوب والمقروء.
ثم عادت الكلمة إلى د. شتا والذي تحدث عن شعر "إبيجراما" موضحا الأعمال التي تناولته ومن أبرزها جنة الشوك للدكتور طه حسين، وأسواق الذهب لأمير الشعراء أحمد شوقي والذي يعد تجربة ثرية له في كتابة هذا الطيف الشعري، موضحا التأصيل التاريخي لمعنى "إبيجراما"،
وحول رفضه لمفهوم الشاعر المؤسس لجنس أو لون أدبي دون آخر، تحدث الجندي قائلا: هذا غير جائز؛ نظرا لأنه على سبيل المثال في دراسته للإيبجرام وجد بعض النماذج لأشعار الحلاج وغيره تحتوي على بيت إلى ثلاثة أبيات؛ فالريادة تعني أن يكون الرائد سباقا إلى هذا اللون.
ثم فتحت المداخلات والتي شهدت سجالا ثريا فيما بين المصطلح والمفهوم؛ فأيد بعض الحضور إطلاق كلمة "هايكو" على شعر الومضة العربي بينما نفى البعض عنه تلك الصبغة؛ نظرا لخصائصه من إيجاز شديد وبناء لغوي.
ومن جانبها رفضت الناقدة منال رضوان إطلاق مسمى "هايكو" على أشعار الومضة مفضلة إطلاق مسمى التوقيعة أو الطلقة الإبداعية أو القصائد القصيرة جدا؛ خاصة مع وجود أحد الأطياف الشعرية اليابانية المهمة، وإن لم يحظ بالانتشار ذاته وهو ما يعرف بشعر "تانكا"
وهو يقترب كثيرا إلى الأشعار العربية؛ من حيث تناوله لموضوعات الحب والفقد والارتحال، كما يميزه وجود النزعة الإنسانية وتعقيد العلاقات وتشابكها، فإن كنا نود المقارنة أو المحاكاة فربما لضبط المصطلح يمكننا تعزية هذا الطيف الأدبي إلى ما يعرف بالتانكا.
وعقب حافظ أنه أبدا لا يهاجم الشعر العربي الذي يقدم القصيدة القصيرة جدا كما أنه لا يهاجم قصيدة "هايكو" وذلك التصنيف لتقنين المسمى ليس إلا، ثم شارك العديد من الحضور بإلقاء قصائدهم والتي وجدت تفاعلا كبيرا في ود بالغ من جميع الحضور الذين كان من أبرزهم الشاعر والصحفي ماهر حسن مدير تحرير المصري اليوم والكاتب الصحفي عبد الرحمن الشرقاوي مدير مكتب رئيس تحرير جريدة المصري اليوم والإعلامية د. سحر سامي والشاعر أبو الفتوح البرعصي رئيس شعبة أدب البادية بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر..