![في مثل هذا اليوم 3 جانفي من سنة : 2007 - الأمن الوطني يتمكن من القضاء على مجموعة إرهابية قرب مدينة سليمان. - كشفت مجلة "...](https://img5.medioq.com/692/856/1152027376928563.jpg)
04/01/2025
في مثل هذا اليوم 3 جانفي من سنة : 2007 - الأمن الوطني يتمكن من القضاء على مجموعة إرهابية قرب مدينة سليمان.
- كشفت مجلة "جون أفريك" في عددها الصادر بتاريخ 6 جانفى 2008 ما إعتبرته المجلة سبقًا صحفيًّا أوردت تفاصيل جديدة قام بجمعها مراسلها الخاص إلى تونس حول ملابسات المواجهات المسلحة التى وقعت بين الأمن التونسي وما اصطلح على تسميته بـ "مجموعة سليمان" الارهابية.
- انطلقت الوقائع من جبل "بو كافر" في معسكر للجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، حيث تلقى المدعو لسعد ساسي البالغ من العمر 37 عاما أوامر من قيادة الجماعة بالتوجه إلى تونس لتكوين خلايا جهادية.
- لسعد ساسي المكنى بـ"أبي الهاشمي" كان عنصرا سابقا في الحرس الوطني التونسي. حارب في البوسنة وتدرب في مراكز تدريب القا*عدة في أفغانستان قبل أن يلتحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال.
- تمكّن لسعد ساسي من إقناع أربعة تونسيين للتعاون معه لتكوين خلايا مسلحة بتونس، وهم محمد الهادي بن خليفة وزهير الريابي ومحمد محمودي وطارق الهمامي. كما تمكن من إقناع مواطن موريتانى يدعى محمد مقام (شُهر شكري) بالإنضمام إلى مجموعته. وهكذا شكّل هؤلاء الستة النواة الأولى لمجموعة "جند أسد بن الفرات".
- في الليلة الفاصلة بين 22 و23 أفريل 2006 تسلل الكومندوس الى التراب التونسي عن طريق منطقة "بوشبكة" المحاذية لجبل الشعانبي بعد مسيرة دامت قرابة 4 أيام، وكانت لديهم 4 بنادق كلاشنكوف وبعض القنابل اليدوية وأجهزة إتصال.
- وفي 25 أفريل (2006) توجه لسعد ساسي ومحمد الهادي بن خليفة إلى مدينة القصرين لشراء بعض المؤونة وبطاقات للهاتف الجوال قبل العودة إلى مخيمهم للتخفي.
- وفي الأثناء حاول محمد المحمودي التوجه إلى مدينة صفاقس للإختفاء عند أحد أقاربه، وهناك ألقي القبض عليه صحبة قريبه حيث كان بحوزته قنبلة يدوية ومبلغ مالي.
- عندما يئس من عودة صديقه محمد علي، قرّر لسعد ساسي ورفاقه تغيير مخبئهم والبحث عن ملاذ آمن وجدوه عند وائل عمامي تاجر الألبسة بالأسواق الذي يمتلك سيارة من نوع Renault Express يتنقل بها في سفراته العديدة دون أن يثير الشكوك حوله.
- قام وائل عمامي بربط مجموعة لسعد ساسي بكل من : مجدي العمودي والصحبي المسروقي العضوين بخلية سلفية بتونس العاصمة. وفي بداية شهر جوان إستقرت المجموعة عند مجدي العمري بحي شعبي بضاحية حمام الأنف.
- بقي أمام المجموعة آنذاك أن تقوم بتحويل الأسلحة المخبأة في مكان قريب من مدينة القصرين إلى الضواحي الجنوبية للعاصمة، فتطوع رمزي العيفي للقيام بذلك بمساعدة 3 طلاب بالمعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية بسيدي بوزيد وهم أعضاء مجموعة طلاّبية سلفية كان من ضمنهم ربيع باشا أصيل مدينة سليمان.
- والأمر المذهل في عملية نقل الأسلحة أن المجموعة إنتقلت في ذهابها إلى المخابىء عن طريق سيارة وعادت عن طريق حافلة محملة بقطع السلاح مفككة في حقائب دون التفطن إليها...!
- خلال صيف وخريف 2006 إنتقلت المجموعة التى بلغ تعداد أفرادها 20 شخصا عبر مخابىء متعددة دون الإبتعاد عن حمام الأنف والزهراء وحمام الشط.
- كانت المجموعة تخطط لضرب منشآت حيوية ومصالح أجنبية وإستهداف شخصيات تونسية وأجنبية، ولكن لم تكن خطتها قد قطعت أشواطا كبيرة بعدُ. فحسب الأدلة التى وقع إلحاقها بالملف لم يكن هناك ما يشير إلى أنهم كانوا يخططون لإستهداف السفارتين الأمريكية والبريطانية.
- عند بداية شهر ديسمبر 2006 وقع دمج كل المجموعات السلفية في تنظيم واحد، واختير لسعد ساسي أميرا لما أطلقوا عليه "جند الأسد بن الفرات" وإستقروا في الغابات المحيطة بــ"عين طبرنق" القريبة من مدينة قرنبالية وشكّلوا معسكرات هناك في منطقة كثيفة الأشجار بعيدة عن الأنظار.
- في الأثناء بقيت مجموعة صغيرة بمنطقة حمام الشط، وكان معهم بعض المؤن والمتفجرات ومبلغ من المال.
- وفي الليلة الفاصلة بين 23 و24 ديسمبر حاصرت قوات الأمن المنزل الذى كانت تتحصن فيه هذه المجموعة الأخيرة.
- وخلافًا للشائعات التى راجت بخصوص عملية إكتشاف المجموعة، والتى ربطت عملية الكشف بملاحظة دقيقة قام بها الخبّاز الذى إستراب في أمر مجموعة من الشباب الذين كانوا يشترون الخبز بكميات كبيرة، فإن السبب الحقيقي وراء عملية المداهمة هو إيقاف أحد أعضاء خلية سوسة وهو أسامة حاجي والذى دلّ الشرطة على مكان مجموعة حمام الشط، أما وائل عمامي صاحب سيارة Renault Express فقد تم إعتقاله بسيدي بوزيد.
- وبالتزامن مع عملية الإعتقال الأخيرة وقع تطويق المخبإ بحمام الشط وطُلب من المتحصنين فيه الإستسلام فردّ هؤلاء بإطلاق النار.
- أصيب على الأقل 3 من أعوان الشرطة، وقتل إثنان من المجموعة المقاتلة، وتمّ إيقاف شخص ثالث في حين تمكن أحد المقاتلين من الفرار. وقد تمكنت قوات الشرطة من حجز بندقيتين كلاشنكوف و315 طلقة بالإضافة إلى آلاف الدولارات (والسؤال الذي يطرح نفسه : ما هو مصدر التمويل؟)
- أحد الموقوفين (ويدعى مكرم) وقع إصطحابه ليدلّ أعوان الأمن على مكان عسكرة المجموعة الرئيسية بعين طبرنق. وبما أن الطريق طويل فقد طَلب من أعوان الأمن المرافقين له الإذن بالصلاة فسمحوا له بذلك..! وفي غفلة منهم تمكن من الفرار وقام بتحذير رفاقه بإنكشاف أمرهم..!
- قام لسعد ساسي بإصدار أوامره لمجموعته بالصمود. كانت المجموعة المكونة من 20 فردا تمتلك خمسة قطع كلاشنكوف وبعض الآلاف من الطلقات وبعض القنابل اليدوية بدائية الصنع.
- تمكنت المجموعة من الصمود إلى غروب الشمس حيث طلب منهم لسعد ساسي التوجه إلى مكان آخر.
- ومن الغد إنقسمت المجموعة إلى أربعة : فكانت الأولى بقيادة لسعد ساسي والمتكونة من أفضل العناصر المقاتلة، وهم محمد الهادي بن خليفة، شكري الموريتاني، مكرم جريد، ربيع باشا، الصحبي المسروقي،مهدي الماجري ورياض ميري.
- أما المجموعات الثلاثة الأخرى فقد وقع إلقاء القبض عليها واحدة تلو الأخرى، وكان من ضمنها حسنين العيفة الذي قام بتفجير نفسه عند إلقاء القبض عليه ممّا تسبب في مقتل ضابط في الجيش التونسي.
- أما الآخرون فقد إستسلموا دون مقاومة ما عدا صابر الرقوبي الذي ألقى بقنبلة يدوية لم تنفجر على أفراد الشرطة، ويُعتقَد أن هذه الحركة هي سبب الحكم عليه بالإعدام في ما بعد.
- وحدها المجموعة المحيطة بأميرها لسعد ساسي تمكنت من الفرار والوصول إلى مدينة سليمان أين وقعت المواجهات النهائية التي قُتل على إثرها لسعد ساسي وذلك في مثل هذا اليوم 3 جانفي من سنة 2007.
- أما ربيع باشا وشكري الموريتاني فقد إلتحقا بمنزل الأول حيث لحقتهما قوات الأمن التي قامت بتصفيتهما بعد مواجهة طويلة.
- أما محمد الهادي بن خليفة والهادي بن جريد والصحبي المسروقي ومهدي الماجري ورياض الميري المتسلحين بقطعتي كلاشنكوف وقنابل يدوية الصنع فقد لجؤوا إلى أحد المنازل (كان بصدد الإنشاء)، حيث وقع تطويقهم من قوات الأمن؛ وبعد مواجهات شرسة وطويلة تم القضاء عليهم جميعا. (انتهى تقرير "جون أفريك").
- تجدر الإشارة أخيرا إلى أن "عملية سليمان" أسفرت عن إستشهاد اثنين من عناصر الأمن الوطني، وقتل 12 إرهابيا. بينما تم القبض ومحاكمة بقية الإرهابيين والمتواطئين معهم.
- وفي 19 فيفري 2011، تم الإفراج عن المسجونين في هذه الحادثة بموجب العفو التشريعي العام، وانخرط جزء منهم من جديد في الحركة السلفية التونسية وتزعّموا خلايا إرهابية، خرّبت ولا زالت تعيث فسادا في البلاد والعباد.