09/12/2022
تلوكني العتمات...
_____________
عن "سلسلة كتاب كناية"، وبالتعاون مع "مومنت للكتب والنشر"، و"نورث ماگ بريس، صدر الكتاب الشعري بعنوان "تلوكني العتمات" للكاتبة التونسية عواطف محجوب، بواقع ستين صفحة من القطع الوسط، وبغلاف صممه حكمت الحاج، ليكون الثاني لها بعد مجموعتها القصصية الأولى التي صدرت عن منشورات "مومنت" عام 2021 تحت عنوان "لاعب الظل" والتي حققت نجاحا ملحوظا منذ صدورها.
وجاء "تلوكني العتمات" بعنوان فرعي ثان هو "نصوص ليلية" ليؤشر بدء مغامرة كتابية شعرية جديدة تنتقل بها عواطف محجوب من السرد القصصي الموجز إلى آفاق الشعرية الواسعة عبر اجتراح الخيال والتلاعب بالكلمات.
يمكن الحصول على الكتاب في طبعته الورقية على متجر الناشر باتباع الرابط التالي:
النسخة الورقية
https://www.lulu.com/shop/awatef-mahjoub-and-%D8%B9%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%81-%D9%85%D8%AD%D8%AC%D9%88%D8%A8/%D8%AA%D9%84%D9%88%D9%83%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%AA/paperback/product-eknr28.html?page=1&pageSize=4
كما يمكن الحصول على النسخة الرقمية من الكتاب على متجر الناشر ايضا وذلك باتباع الرابط التالي:
https://www.lulu.com/shop/awatef-mahjoub-and-%D8%B9%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%81-%D9%85%D8%AD%D8%AC%D9%88%D8%A8/%D8%AA%D9%84%D9%88%D9%83%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%AA/ebook/product-zgn6yr.html?page=1&pageSize=4
هذا وقد كتب الشاعر والناقد العراقي حكمت الحاج تقديما لكتاب "تلوكني العتمات" لمؤلفته الشاعرة والقاصة التونسية عواطف محجوب جاء فيه:
"إنهُ شِعرٌ دُبِّرَ في ليل.."..
بقلم: حكمت الحاج*
تأتي عواطف محجوب الى القصيدة محملة بإرث صعب من السرد المنهك كما في "لاعب الظل" مجموعتها القصصية الأولى التي صدرت عن "مومنت" 2021. هناك كانت اللغة صلبة جارحة تمشي الى الحقيقة بلا مواربة الإنشاء ولا مخاتلة المشاعر السائلة الملفعة بإنسانية زائفة، فكانت قصصها تفضح السقوط البشري وانحطاط القيم وانتهاك الحرمات، ولا تمنحه فرصة لكي يستجلب القبول او التسويغ تحت اي ظرف كان. اما هنا، في مجموعتها الشعرية المفاجئة هذه، "تلوكني العتمات" الصادرة توا عن مشروع "كتاب كناية" 2022، فإن عواطف محجوب اجترحت لنا شكلا آخر من نهش الروح وخرمشة المشاعر، لكن عبر لغة منسابة انيقة أكثر التصاقا بالأنا المتكلمة، ودون ادنى محاولة منها نحو التسويات او التراضي، فجاءت القصائد كلها متراصة في سياق تتابعي خادع في زمنيته، بينما لا أحد سيعرف إن كانت احداها تسبق الاخرى أو تلحق بها عبر زمن هو المسيطر في خطاب الشعر المبثوث في الثنايا والزوايا وأطراف الكلام.
تقترح عواطف محجوب علينا، بعد عنوانها الآسر المعبر عن عمق الأسى، "تلوكني العتمات"، عنوانا فرعيا ثانيا، أتت به ليصف لنا جنس الكتابة التي تدهمنا بقوة ونحن نطالع هذا الكتاب، فإذا هو "نصوص ليلية"، وإذا هي كتابة قد دُبِّرَتْ في ليلٍ بهيمٍ غائرٍ في النفس والوجدان، راسمة للنصوص المكتوبة على وفق شِرعتها هذه ان تكون قد كتبت حصرا في زمن الليل، وان يكون كاتبها شرطا لوحده، لا انيس له سوى الليل، وأن تخرج الذات من أسار تلك الغابة الموحشة صارخة نحو الآخر أنك اليوم طِلبتي وأني لمدركة إياك مهما انزويت خلف الكلمات.
فقط لو كان الأمر بسيطا بتلك البساطة، للتجول في الحياة مع رائحة الورود بين يدينا. لكن العوائق تسود، وهناك دوما من يأتي ويسحق الحب ويدوس على الأحلام بأحذية الجند أو بسنابك الخونة. يخبرنا هذا الكتاب بأن الأخطاء تقع، ويبقى الندم هو خلاصنا. الانتصارات ومضات لا تدوم، لكنها قد تسمح لنا بإلقاء نظرة خاطفة على الطريق قبل أن يحل الظلام.
لقد باغتتنا عواطف محجوب بهذه الإضمامة من القصائد. فبينما نحن انشغلنا بسردياتها وحكاياها، إذا بها تمسك بخيط من الليل وتغزله في العتمة وتحوكه انشوطة تصطاد به النجمات الشاردة. انها سرد للعذابات المتوحدة، وإنهُ لَشِعرٌ دُبِّرَ في ليل الكلام ليقول عن الشاعرة أكثر، وليهاجمنا في بغتتنا، نحن قراءها، أكثر. بقوة وقسوة احيانا، وبحنو النسائم في ليالي الجنوب التونسي احيانا اخرى. إن قصائد "تلوكني العتمات" تنشد الرفقة والحب والطريق رغم وحشيتها البادية من لغتها، وإن عواطف محجوب لتقول لك ايها الإنسي المتعب أن لا بأس إن اعتززت بعمرك القصير أثناء مهمات الحياة التي لديك مع الآخرين، لكن، كنْ مستعدا دوما للسير وحدك في ظلمة العتمات.
---------------