11/09/2016
الي ما يعرفش جمنة, هي قرية في ولاية قبلي , سكانها بضعة آلاف, عاشوا تجربة فريدة بعد الثورة تعطي المثال و موضوع للدراسة...
قبل الثورة كانت فمّة أرض فلاحيّة كبيرة على ملك الدّولة و غير مستغلّة, هي في الأصل أرض اشتراكية ملك فلاحي الجهة, فكها الاستعمار و بعد رجعت ملك الدولة التونسية تقدّم فيها للايجار لمستثمرين مرقّدينها و ماهيش تخدم, طالبوا السكان باسترجاعها و قدّموا أموال للدولة على الأساس هذا و شكاو لكن الدولة رفضت رغم أنها الأرض قعدت من غير استغلال.
بعد الثورة قرروا سكان الجهة أنهم يمشيوا لهاك الأرض و يستصلحوها و يخدموها و يردّوها منتجة.
نظّموا رواحهم بطريقة عجيبة, شكّلوا لجنة مشتركة لادارة الضيعة, و عملوا جمعية لاهية بالمحاسبة, خدّموا أبناء الجهة و وصلوا جابوا خدّامة من القر المجاورة في مواسم الجني, زرعوا آلاف الأشجار, و نجحوا بش يردّوه مشروع ناجح, بل من أكثر الأراضي المنتجة في الجهة و تدخّل في مرابيح طائلة.
أكثر من هذا, أغلب المرابيح قرّروا أنّهم يصرفوها على تنمية القرية. بناو سوق أسبوعي مغطّى ولّات تستعمل فيه البلديّة, بناو قاعات في المعهد الثانوي و الزوز مدارس الابتدائية الي عندهم, بناو قاعة رياضة و ملعب كرة قدم, دعموا الجمعيات المحلية, قدّموا منح و اعانات للمرضى و المعوزين و الطلبة الي ما عندهمش باش يكمّلوا قرايتهم, شراو سيارة اسعاف لجمعية القاصرين ذهنيا, الخ الخ مع العلم الي كل مصاريفهم شفافة و لاهية بيها شركة محاسبات. يعني مثال عجيب في النظام و الحضارة في كيفاش قرية تنجم تنهض بروحها و تعمل التنمية محليا و تنجّم تولّي قدوة لقرى المناطق الداخلية في الاقتصاد التشاركي و كذا.
بخلاف الي خدموا الأرض بنجاعة خلّات مداخيل العام عندهم توصل لمليار و 800 مليون... في قرية صغيرة.