بعث العرب

بعث العرب Contact information, map and directions, contact form, opening hours, services, ratings, photos, videos and announcements from بعث العرب, Media, البرامكة, Damascus.

✍️  ...نارام سرجون ..🟢🟢  أي طعنة طعنها أردوغان في ظهر غزة؟كيف ستغسل غزوة حلب يدي نتنياهو من جريمة غزة؟ تابعوا الجزيرة قر...
01/12/2024

✍️ ...نارام سرجون ..
🟢🟢 أي طعنة طعنها أردوغان في ظهر غزة؟كيف ستغسل غزوة حلب يدي نتنياهو من جريمة غزة؟ تابعوا الجزيرة قريباً ...

في الوقت الذي تحتاج فيه غزة على الأقل أن يبقى انتباه العالم عليها كي لا يستفرد بها نتنياهو .. قام أردوغان بطعن غزة في ظهرها .. وهاهي الدنيا تلتفت الآن إلى شمال سورية وقد نسيت غزة .. واستراحت إسرائيل من حديث العالم عن جرائمها ومن عيون العالم التي تراقبها بغضب .. ولكن الأهم أن غزوة حلب التي قدمها أردوغان لإسرائيل ستساعد إسرائيل في غسل يديها ووجهها وأسنانها من دماء غزة وستساعدهم الجزيرة وإعلام العرب في ذلك..
فسيتم في المعارك القادمة في الشمال السوري وتحرير إدلب استعمال صور الضحايا جميعهم على أنهم ضحايا الجيش السوري .. وسيتخذ الإرهابيون بتعليمات تركية من المدنيين دروعا بشرية كي لايتم قصفهم .. وإذا تم تبادل قصف وإطلاق نار فستذهب الخوذ البيضاء والجزيرة وإعلام النفط لتصوير المشاهد القاسية وتوزعها للقول أن الجيش السوري يقتل المدنيين والأطفال .. وستقوم آلة دعائية ضخمة في الترويج لذلك في العالم كي ينسى العالم مافعله نتنياهو في غزة وكي تتوقف المظاهرات ضد نتنياهو وإسرائيل .. وكي ينسى العالم أن نتنياهو مطلوب بل وتتحرك الماكينة العربية والصهيونية للادعاء على الأسد وتصويره كمجرم حرب بدل نتنياهو حيث لم ننس بكائيات المعارضة ومسرحيات الكيماوي .. وشعارات حلب تحترق .. وأنقذوا حلب ..

ومن يتابع الجزيرة في تغطيتها لأحداث غزوة حلب وانتصارات الثوار وماتسميه (قوات المعارضة السورية) ينتبه أنها بدأت مع إعلام المعارضة تتحدث عن قصف الجيش السوري العنيف لإدلب .. والتسبب بالكثير من الضحايا .. ونقل صور المباني المتفجرة والأنقاض كأنها في غزة ..

طبعاً كل من قام بمديح الجزيرة على أدائها الفريد في حرب غزة وتصوير الفظائع الإسرائيلية وفضحها لم يكن يدري أنها لاتقدر ان تفعل إلا ذلك لأن العالم كله كان يتابع مايحدث وأن هناك قنوات أخرى تصور المحرقة .. ولكن لم يكن أحد يدري أيضا أن الجزيرة ستجمع الكثير من الجمهور وستعيد بناء الثقة مع الجمهور العربي وقد استعادت مصداقيتها في عيون العرب بدماء أهل غزة ودماء مندوبيها .. ومراسليها .. واليوم بعد أن جمعت ماجمعت من ثقة بها .. ستصرف هذه الثقة والجماهيرية في الحرب التي سيطلقها الجيش السوري لتحرير حلب وادلب .. وستصور لنا ماستسميه فظائع الجيش السوري .. ولاأستغرب ان تقتل النصرة المدنيين بوحشية لتصورهم الجزيرة على أنهم ضحايا الجيش السوري والأسد .. وهكذا تغسل الجزيرة يدي نتنياهو من دم أطفال غزة مستغلة رصيدها الذي راكمته في غزة .. وتنزع صوره من مظاهرات العالم وتنشر صور الأسد وبوتين ..

وماذا نتوقع من محطة إعلامية نفطية ملوثة بدماء ملايين العرب في الربيع العربي؟؟ وماذا نتوقع من محطة بنتها إسرائيل وأمريكا ولم تقم بوقف بثها على الإطلاق بينما تجد أنك تعاني وأنت تحاول التقاط بث الميادين أو المنار أو القنوات السورية بين فترة وأخرى .. وفي أوروبة لايمكنك التقاط بث أي محطة أو موقع روسي أو إيراني ولا فتح موق على الانترنت .. بينما تطل عليك الجزيرة بسهولة في كل مكان ولو كنت تسكن في مناطق الاسكيمو أو القطب الجنوبي بين البطريق .. رغم أن الجزيرة يوجه لها نتنياهو وإعلامه التهديد والوعيد يتبين أن ذلك هو لرفع اسهمها ليراها العرب الأغبياء أكثر أنها جزيرتهم وقناتهم وقرآنهم السياسي الذي لايدخله الباطل .. فنتنياهو يهاجم قرآن العرب وراوي أحاديثهم السياسة الشريفة فيتمسك العرب الغوغاء والدهماء بها أكثر .. وفيما اسرائيل تهاجم الجزيرة تتم عملية تقوية بثها رغم أن عملية ايقاف بثها لاتحتاج إلا قرارا بسيطا وحصارا وتشويشا .. لكن ياسبحان الله .. فإسرائيل والغرب وأميركا وكل الذكاء الصناعي ورغم أن جاريد كوشنر صهر ترامب الذي منع العرب من ازعاج قطر إبان الأزمة السعودية القطرية لم يقدر ان يوقف الجزيرة عن إزعاج إسرائيل؟؟ ولم يقدر أحد أن يمنع بث الجزيرة أو يضعفه الكترونيا .. فعلماء بني خليفة وخبراء البث فهروا الذكاء الصناعي والقوة الإعلامية للغرب !!

الآن صرنا نعرف كيف تمت اللعبة وكيف هو الجزء الثاني من اللعبة .. وكيف تم التنسيق بين نتنياهو وأردوغان برعاية أمريكية وكيف سيكون الهجوم المعاكس الإعلامي الذي كلفت له الجزيرة وأخواتها .. ففي الجزء الأول من اللعبة أكثر أردوغان من طلبه بلقاء الأسد ورغبته في المصالحة وكان اعلامه يضخ كلاما عن خصومته مع المعارضة والمسلحين لاقناعنا أنه بدأ الطلاق معهم .. ولكن شكوكنا كانت قوية لأن التحرك على الارض في إدلب كان تحرك تثبيت الجماعات المسلحة .. والتزويد بالسلاح لايتوقف .. ولذلك لم يقبل السوريون باللعبة التركية .. كلامهم لاينسجم مع مانلاحظه على الأرض .. والشروط التركية كانت مثل الشروط الاسرائيلية .. دعونا نتصافح وبعدها نتحدث .. فيما سياسة التتريك وتعويم الليرة التركية وانخراط الشركات التركية في الشمال السوري كانت حركة استيطان ولم يطرأ عليها تعديل او تراجع مما كان يعني أن الأتراك لايفكرون في المغادرة او التسليم فيما هم ينفقون على منطقة سيغادرونها ..

وبعد أن علا صراخ اردوغان عن العلاقات السورية التركية الأخوية والعائلية .. لوحظ ارتفاع في نسبة التهديدات الاسرائيلية في الجنوب السوري بعد اغتيال السيد نصرالله .. وصار التهويل الاعلامي عن قرب احتلال جنوب لبنان والوصول إلى دمشق أو أحداث خرق في جنوب لبنان للوصول الى الحدود السورية اللبنانية ..

ولذلك كان حزب الله ينقل قواته من نقاط تثبيت المواقع في مناطق حلب وانتقلت معه أعداد كبيرة من الجيش السوري للاستعداد لمعركة متوقعة او محتملة في الجنوب السوري .. والتقدير الغالب أن اردوغان على الأقل سينتظر حتى نهاية حرب غزة ليقوم بأي تحرك سياسي او عسكري ..
الأقمار الصناعية الأميركية رصدت التغيير المهم في حجم القوات السورية وحلفائها والذي حصل في الأسابيع الأخيرة .. وقدرت المناطق الرخوة والضعيفة .. وقدمتها للمخابرات التركية التي وزعت بعدها القوات المهاجمة وفق تلك الخرائط ..

تقديرات الحلفاء كانت أن الأتراك يزيدون من تسليح الجماعات المسلحة لأنهم على قناعة أنه بعد حرب غزة سيباشر السوريون تفعيل طلبهم بتطبيق اتفاقات استانة وتنفيذها بالقوة .. ولكن التحذيرات المقدمة من قبل بعض الضباط في محور المقاومة من أن تركيا قد تحرك هذه الجماعات في أية لحظة لم تقدر أن تقدم براهين كافية لأن الاتراك أغرقوا المنطقة بتصريحات الندم والسعي للمصالحة .. وكان هناك سؤال كبير من أن يقدم أردوغان قبل نهاية مأساة غزة على هذه الحركة التي ستظهره خائنا لدماء غزة .. فهل يغامر هذه المغامرة ؟؟ وتبين لاحقا أن أردوغان خرج من حالة التقية السياسية وداس على دماء أهل غزة ونفذ تلك الخدعة اسرائيلية التركية .. وقدم أكبر خدمة لإسرائيل .. لاتحلم بها ..

أي جريمة يرتكبها أردوغان بحق 100 ألف شهيد في غزة لم يقدم لهم قطرة ماء ؟؟ .. ولم يزعج خاطر إسرائيل بالطلب من سفيرها بأن يأخذ إجازة بعيدا عن تركيا منعا للحرج .. ولكنه لم يفعل .. بل كان فقط يجمع مليون تركي ويعطيهم اعلاما فلسطينية ويثرثر عن إسرائيل المجرمة فيما قوافله النفطية لتل أبيب لم تتوقف وكل مصانع الذخيرة الإسرائيلية كانت أخذ موادها الأولية من السفن التركية حتى وقت قريب عندما كشفت الفضيحة فاضطر الأتراك لإعلان ايقاف السفن التي تحمل تلك المواد رغم انها سرا لم تتوقف ..

هل لايزال غبي يصدق ان اردوغان يحب فلسطين او غزة او يعنيه وجع اهلها وهو يخفي وجهها الدامي بدخان المعارك في شمال سورية؟ أليس مافعل هو أفضل خدمة لنتنياهو .. وتحضيرا لتبرئته من جرائمه ..؟؟

اسرائيل اخرجت من خزانتها اليوم علنا كل أذرعها وكنوزها .. نظام الاردن والممالك العربية ..و اردوغان والمعارضة السورية والتيارات الاسلامية السلفية والاخوان المسلمين والقاعدة .. ولايزال في جعبتها الكثير وخاصة من الاغبياء العرب جماعة الحرية والديمقراطية والاستبداد الذين سيسحقون اهل غزة وهم يأخذون العالم وعيون العالم من غزة الى حلب وادلب ..

لذلك ومن هذه المعرفة فان معركة حلب لايجب ان تستمر طويلا .. ولن تستمر طويلا كي لايتم تحويلها الى نقطة اعلام ودعاية .. والتحرك السريع من قبل المحور ونقل القوات الضخم الى الشمال يوحي ان قرار تحرير المنطقة لن يأخذ وقتا طويلا وسيتم قبل ان تتثبت هذه الجماعات التي ستضرب بعنف وسيتم عزلها في جيوب محاصرة وقطع شرايينها بين حلب و ادلب والاستفادة من خطئها في التمدد السريع والانتشار .. وستكون ادلب في قلب العاصفة القادمة قريبا ..

هذه المعركة لن انها تطول كثيرا لأننا لن نعيد أخطاء الامس .. ولانملك رفاهية الوقت والانتظار .. وماسمعناه عن جدول زمني صارم للتحرير ربما يفسر هذا الفهم لنوع المعركة .. فكما ان عدونا يريد ان ننشغل عنه طويلا في هذه المعركة التي سيستغلها لاعادة عقارب الساعة الى الوراء فاننا سندفع عقارب الساعة الى الامام وبسرعة .. وسنصل الى المستقبل القريب بسرعة في حلب ..

الساعة آتية لاريب فيها .. ورغم ان عقارب الساعة تتصارع بين من يريد تثبيتها أو ارجاعها الى الوراء وبين من يريد دفعها للامام .. ولكن بعد أن عرفنا كيف حركنا عقارب الزمن للامام في معركة تحرير حلب السابقة فلا تستهينوا بخبرتنا في تحريك عقارب الساعة في الاتجاه الذي نريد .. وبالسرعة التي نريد .. اشياء كثيرة تغيرت .. ونذكر الخونة والاتراك بما يقول هيراقليطس (لايمكنك ان تقفز في نفس ماء النهر مرتين) .. ولذلك فاننا نعرف ان المشروع التركي والاسرائيلي لن يقدر ان يقفز في نفس ماء النهر مرتين .. معرفتنا بالنهر تغيرت .. ومعرفتنا بحركة الفيضانات والطوفان تغيرت ..

28/11/2024

🇵🇸🇵🇸
🟢 الانتقال من المستوى الحزبي إلى الوطني.. دور البعث الريادي .
✍️ الرفيق د. مازن جبور

حزب البعث العربي الاشتراكي أمام تحد الدور، أي دور يمكن أن يأخذه في مستقبل سورية، وهو حزب قومي عروبي تحرري ثوري انقلابي لعقدين من الزمن، والحزب القائد لستة عقود مضت، والحزب الحاكم اليوم، حزب العمال والفلاحين سابقاً، وحزب الجماهير كل جماهير الشعب اليوم، أين يقف البعث وإلى أين يقود سورية؟ ما هي سياساته؟ وما هي أدواته؟ وكيف يرتب أولوياته؟

سنذهب في الإجابات إلى النهاية، حتماً يقف البعث في الواقع، ويعمل للانتقال بالبلاد من الحرب إلى ما بعد الحرب، وأمام هذا التحد الرئيس والعنوان العريض، يعد تغييب الواقع الإشكالية الأساسية التي على البعث تجاوزها، وقد شرع بذلك، إذ تمثل التطورات التي يجريها البعث في الوقت الراهن على بيته الداخلي، منطلقاً من بنيته التنظيمية، تعبيراً عملياً، يستند إلى حرصه التاريخي على تحقيق التكامل بين وحدته التنظيمية ووحدته الفكرية، وفي هذا انعكاس على علاقته بالمجتمع، وانعكاس على علاقته بالسلطة، وهو ما يتطلب ردم الهوة وسد الثغرات وبناء مداميك جديدة في مستقبل سورية.

إذاً منهجية البعث السابقة، تقتضي منه العودة إلى المجتمع، على اعتبار أنه عاد إلى جماهيره مع أقرب فسحة زمنية أتيحت له بعد أن نفض غبار الانغماس في الحرب دفاعاً عن وحدة وسيادة واستقلال سورية، عاد إلى جماهيره من بوابة الديمقراطية، وأدواته كانت الحوار والانتخاب، فكان تلقف البعثيين لحراك حزبهم الداخلي، مميزاً، فسرعان ما انخرطوا في الحوار وفي العملية الانتخابية، الأمر الذي انعكس في كل أوجه العمل السياسي والإداري في البلاد، وهو ما نجح فيه البعث، ونجاحه يعمّق من خلال إعادة قراءة التجربة بعد كل عملية انتخابية وتطويرها.

إذاً يمكن القول أن منهجية البعث في تفعيل العمل الحزبي السياسي بين جماهيره قد بدأت تؤتي أكلها، ولكن المكانة التاريخية والدور الريادي والوطني للبعث في تاريخ سورية، ومكانته الراهنة كحزب حاكم، يفرض عليه النظر إلى دوره الأبعد، أي ليس على مستوى جماهيره، وإنما على المستوى الوطني، ومن ثم عليه أن ينطلق بمشاريع إعداد وثقافة وإعلام تستهدف المواطنين من غير كوادره، بمعنى أن العمل اليوم يجب أن يكون حثيثاً في استقطاب المؤيدين، خصوصاً أننا أمام مرحلة جديدة من العمل الحزبي السياسي في البلاد، أساسها التعددية، ومن الطبيعي أن تخلق التعددية تنافس على الجمهور، وهذا يقتضي سياسات موجهة إلى الشعب بفئاته كافة، من منطلق أن الأولوية الآن، وبعد ترتيب البيت الداخلي، هي للآخر، والآخر هنا ليس المقصود به المختلف وحسب، ولكن الآخر الذي حولته الحرب ومفاعيلها، إلى كتلة غير متجانسة تتقاذفها الفوضى، فضاعت الهوية، وانشطر الانتماء، بفعل الاغتراب الثقافي والإعلامي، وضعف الإعداد.

إن التوصيف السابق يضع البعث أمام تحدٍّ جديد، عليه التعامل معه، من خلال منظومة الإعداد والثقافة والإعلام، فإذا كانت المهمة الأساسية لأي حزب إعداد كوادره وتثقيفهم بما يقوي رابطة الانتماء لديهم بالحزب والوطن والقضية، هذا على مستوى الحزب، فكيف الأمر إذا كان هذا الحزب حاكماً للدولة والمجتمع، حينها يصبح من مسؤولياته العمل على تحقيق الاندماج الوطني والالتزام السياسي، وممارسة دور الوسيط بين الرأي العام وحكومته، وضمان ثقافة انتخابية مبنية على ثنائية الوعي وتحمل المسؤولية في الاختيار، وهذه المهام تزداد أهميتها في البلدان التي تمر بمرحلة تحولات عميقة، على صعيد السياسة والاقتصاد والاجتماع.

ومن ثم فإن مسؤولية تكريس القيم والاتجاهات السياسية والأنماط الاجتماعية الإيجابية، وذات المغزى السياسي، من خلال تكوين رؤية المواطن نحو المجتمع والدولة، وذلك عبر الأدوات الفاعلة في تحقيق ذلك، ومنها الوسائل الإعلامية ووسائل التربية والتعليم والمنابر الخطابية والمنتجات الفكرية، ومختلف الآليات التي تساهم في اتساع دائرة الحوار ودائرة القرار، بغية إعطاء المشاريع العامة صبغة وطنية، وصبغة مؤسسية، خصوصاً أن الثقافة هي ثقافة المجتمع، فهي مسؤولية جماعية عامة، أي ليس المقصود هنا عملية تثقيف حزبي فقط، ومن ثم كان من الأهمية بمكان التفكير بمنهجية عمل لرسم سياسة ثقافية عامة في البلاد، يشارك فيها الجميع، ويمكن للبعث أن يقود هذا العمل بكونه حزباً حاكماً.

فتحديث الفكر، والتصدي لمحاولة زرع اليأس كعقيدة، من خلال الحروب العقائدية كالنازية الجديدة والتطرف الديني والليبرالية الحديثة، وإيجاد ثقافة نابذة للفساد وداعمة للإصلاح والتطوير، وتعزيز منظومة القيم الإنسانية والوطنية، وإعادة الالتفاف حول هوية وطنية جامعة بمضامينها الاجتماعية والفكرية، وتعزيز فهم المجتمع الصحيح لمفاهيم مثل الأمة والقومية والعروبة والدولة والمجتمع والسلطة والوحدة والحرية والسيادة والاستقلال والعدالة الاجتماعية، والعلاقة بينها، كفيلة بالتصدي لحرب الأفكار على سورية والمنطقة، وذلك من خلال رفع مستوى الوعي لتحقيق فهم اجتماعي متقدم للقضايا الوطنية الكبرى.

وهنا لا بد من التأكيد على أن الثقافة هي أشكال الوعي الموجودة في المجتمع، والتي يصوغها قوى وتيارات ومفكرين وأكاديميين وباحثين من مختلف الاختصاصات، وتنفذها أدوات وأجهزة، لا يمكن اختزالها في إمكانات أي حزب أو أي وزارة للثقافة أو الإعلام، فالتثقيف هو العمليات التي يقوم بها الجميع من مؤسسات دولة ومؤسسات خاصة وقوى وتيارات وأشخاص، بهدف رفع الوعي الثقافي للمواطنين، وتوسيع آفاقهم بما يتيح لهم أن يعيشوا آفاق العصر الذي يعيشونه، ويسهموا في النهوض بوطنهم إلى ما يرتقي به لكي يلحق بركب التقدم العالمي، وذلك على نحو لا يوقع التناقض بين الخاص والعام، المحلي أو القومي أو الإنساني، ويجعل المواطن مؤمناً بخصوصية ثقافته وارتباطها وتفاعلها مع كل ثقافات العالم المتقدم.

لذلك فإن المطلوب اليوم هو الانتقال من المجال الحزبي الخاص إلى المجال الوطني العام، سواء على مستوى المعنيين بالأمر من مخططين ومنفذين، أو على مستوى شمولية الأفكار والعناوين والمفاهيم، أو على مستوى دائرة المستهدفين، لذلك فإن الانتقال من مستوى الجمهور الحزبي إلى مستوى الشعب كله، هو حاجة للبعث، ومسؤولية وطنية من المفروض أن يتصدى لها، ليزيد بذلك إنجاز وطني إلى سجله الحافل بالمهام الوطنية المنجزة عبر تاريخ سورية الحديث.

27/11/2024

🇵🇸🇵🇸🇵🇸

26/11/2024

🟢🟢 خفـايا و كـواليس
✍️ ناصر قنديل

خفـايا :

استبعد مصدر دبلوماسي التوصل لاتفاق يتضمن مهلة ستين يوماً لانسحاب قوات الاحتلال إلى خلف الخط الأزرق، لأن هذا مخالف للقرار 1701 الذي يتمسك به لبنان ويدعو إلى الانسحاب الفوري مع إعلان وقف إطلاق النار يرافقه تقدّم وحدات الجيش واليونيفيل وعودة النازحين، بينما يتوقف سحب حزب الله وحداته النظامية وأسلحته الثقيلة على وقف الانتهاكات الجوية باعتبارها الجزء الأهم من الأعمال الحربية المشمولة بوقف إطلاق النار. ودعا للتريث لمعرفة تفاصيل ما تم الاتفاق عليه، وما إذا كانت المهلة الزمنية هي من نقاط الخلاف التي تسمى بالتفاصيل التي قد تطيح بالاتفاق، لأن الاحتلال يهتم بوقف إطلاق نار بلا التزامات خلال ستين يوماً يترقب بعدها وصول الرئيس دونالد ترامب من جهة وما يستطيع فعله على جبهة غزة من جهة موازية.

كـواليس :

قال مرجع حزبي عربي مؤيد للمقاومة إنه لا يستبعد أن يكون هذا الضخ المكثف للمعلومات والتقارير عن التوصل إلى أن اتفاق وقف إطلاق للنار على جبهة لبنان يهدف لمصادرة مناخ شعبي عربي احتفالي بعظمة أداء حزب الله خلال اليوم التاريخي الذي وضع فيه كيان الاحتلال تحت النار لتحلّ مكانه أسئلة من نوع هل تخلّى حزب الله عن غزة ويبدأ خصوم المقاومة بالنيل من صدقيّة حزب الله وتوجيه الاتهامات له بالخروج من وحدة الساحات، علماً أن حركة حماس بادرت إلى القول إنّها ستكون سعيدة باتفاق وقف النار في لبنان باعتباره أول إنجاز لقوى المقاومة على الاحتلال بفرض إنهاء واحدة من حروبه دون مقابل، وهي إعلان فشل أهداف الاحتلال بضرب قوى المقاومة، خصوصاً أن التضحيات الكبيرة التي قدّمتها المقاومة في لبنان تعبيراً عن التزامها مع غزة وفلسطين لا تنسى في وقت تخلّى الذين يزايدون على لبنان ومقاومته وقدّم أفضلهم مجرد كلام.

🟢🟢  ماذا بعد تعثر حملة الاحـتــلال البرية في جنوب لبنان؟إبراهيم علوشتَغِيب أو تُغَيّبُ، بالتدريج، مجريات عمليات قوات الا...
23/11/2024

🟢🟢 ماذا بعد تعثر حملة الاحـتــلال البرية في جنوب لبنان؟
إبراهيم علوش

تَغِيب أو تُغَيّبُ، بالتدريج، مجريات عمليات قوات الاحـ.ـتـ.ـلال البرية جنوبي لبنان عن وسائل الإعلام الغربي الرئيسة منذ شهرٍ تقريباً، ويبدو أن إبعادها عن بؤرة الضوء، إعلامياً، بدأ بعد أن راحت تتسربل بتعثرها العلني، سواء من زاوية بطء تقدمها وعجزها عن إحداث اختراقات حقيقية في البر الجنوبي، أو من زاوية فشلها في الإمساك بأي قطعة أرض جنوبية بصفةٍ دائمة ومستقرة.

برز هنا، من قبيل الاستثناء ربما، تقرير لوكالة "أسوشييتدبرس" في 16/11/2024، نقلته قناة ABC الأمريكية ومواقع أخرى، عن معارك قرية شمع، والتي خرج منها العدو الصــهـيـوني مدمى الأنف، تحت عنوان انتصاري يوحي بالعكس، وهو: "القوات الإسرائيلية تبلغ أعمق نقطة في لبنان منذ غزو الـ 1 من أوكتوبر".

فإذا كان مجرد الوصول إلى بلدة شمع، على عمق 5 كيلومترات من "الخط الأزرق"، يمثل "انتصاراً"، بعد نحو شهر ونصف الشهر من العمليات المكثفة آنذاك، وبعد تكبد قوات الاحـ.ـتـ.ـلال على حافة جنوب لبنان أكثر من 200 قتيل وجريح، بحسب اعترافاتها المنقوصة وقتها، من دون تمكنها من الإمساك حتى بتلك الحافة أو بالسيطرة على مسرح العمليات، فإن من الصعب حقاً أن يتخيل المرء صورة الفشل أو الهزيمة بعدها.

بدأ الإعلام الغربي يشيح بوجهه المتحيز عن وقائع الميدان اللبناني الجنوبي إذاً على خلفية تطورين مهمين في مسار الحرب، بصورةٍ لم تزدد إلا وضوحاً مع كل فجرٍ جديدٍ يشرق على الجنوب، وهما:
أ – قدرة قوات حـ،ـ،ـزب اللـ.ـه في الخطوط الأمامية على إبقاء عجلات الغزو الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني البري تراوح مكانها، لتغرق أكثر فأكثر، مع كل دورةٍ مفرغةٍ جديدة، في رمال جنوب لبنان المتحركة. وكان الاجتياح الذي بدأ في 1/10/2024 الرابع منذ عام 1978، إضافةً إلى حملتي "تصفية الحساب" عام 1993 و"عناقيد الغضب" عام 1996.
ب – قدرة غرفة عمليات حـ،ـ،ـزب اللـ.ـه على دوزنة إيقاع الصواريخ والمسيرات المتجهة إلى فلسطين المـ.ـحـ.ــتـ.ـلة، انتظاماً وتصعيداً، وحافةً وعمقاً، وعلى مواصلة زخم إطلاقها يومياً، حتى من حافة الحافة، على الرغم من مزاعم العدو بأنه دمر 80% من مخازن المـ.ـقـ.ـاوومة الصاروخية.

راحت وقائع الميدان، مع تبلور هذين التطورين، تفرض حضورها في المشهد السياسي مباشرةً، وخصوصاً في تشكيل مخرجات الجولات التفاوضية للمبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، اليـ.ـهـ.ـودي، والمولود في الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني، والذي خدم في قوات الاحـ.ـتـ.ـلال، وأحد أعمدة اللوبي الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني في واشنطن، قبل ضمه رسمياً إلى الخارجية الأمريكية في ظل الرئيس الأسبق باراك أوباما.

لكنّ عودة حـ،ـ،ـزب اللـ.ـه إلى الوقوف على قدميه بعد سلسلة الضربات التي تعرض لها، وأداءه المتميز ميدانياً وصاروخياً، وتماسك قيادته وثباتها سياسياً ومبدئياً على خط السـ.ــيـ.ـد حـ،ـسـ،ـن نـ،ـصـ.ـرالله، وتمكنها من إدارة الدفة بكفاءة في خضم الأمواج المتلاطمة، لم يرق لمن توهموا، من "تل أبيب" إلى بعض الداخل اللبناني، ومن واشنطن إلى عواصم حلف "الناتو"، أن الأمر استتب لهم في لبنان، وأن المعركة حُسِمت في أيلول / سبتمبر، وأن الغزو البري وحملة القصف الوحشي التي سبقته منذ 23/9/2024، والتي رافقته حتى اليوم، ليستا إلا لقطف ثمار حملة اغتيالات وتفجيرات قاصمة لن يقوى حـ،ـ،ـزب اللـ.ـه على الاستمرار من بعدها.

كفّت الإدارة الأمريكية عن التوسط وإدارة العملية التفاوضية عندما ظنت أن الإجهاز على حـ،ـ،ـزب اللـ.ـه في متناول اليد، وأن تعليق التفاوض يمثل بذاته أداة ضغط على لبنان.

ولم تعد إلى وساطتها المكوكية إلا بعدما أدركت أن قراءتها للمشهد اللبناني أضغاث أحلام، وأن حساب الغرف المظلمة لم يطابق نتائج الميدان، فتوسطت في البداية بما يحقق للعدو الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني سياسياً ما عجز عن تحقيقه عسكرياً، ورهانها دوماً على الأثر المعنوي للمجازر والدمار، التي قدمت للعدو الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني وفرةً وافرةً من السلاح والمال والدعم متنوع الأشكال كي يقترفها، بأن تزعزع العزائم وتجوف المواقف وترقق البنيان.

فلما اصطدمت الإدارة الأمريكية بثبات حـ،ـ،ـزب اللـ.ـه سياسياً، وتماسك البيئة الحاضنة ومحور المـ.ـقـ.ـاوومة من خلفه، على الرغم من كل شيء، أدركت أن لا مفر من التعامل بجدية مع لبنان.

خلق ذلك فجوةً يصعب ترميمها تفاوضياً ما لم يحقق العدو الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني أهدافه من إطلاق الحملة البرية والجوية على لبنان، وما بقي حـزب اللــه ثابتاً صلباً صابراً، كما عهدناه دوماً، في رفض المساومة على وقف العدوان الصــهـيـوني، وفي رفض استباحة لبنان، وفي إسناد غزة طبعاً.

وإذا توقف العدوان مؤقتاً، فإن من المرجح استئنافه، تماماً كما حدث في هدنة غزة قبل عام بالضبط، أو كما حدث عشية العدوان على لبنان عام 2006، لأن تخلي الكيان الصـهــيـوني، في ظل صعود محور المـقــاومة، عن مشروع إعادة تشكيل الواقع الاستراتيجي في "الشرق الأوسط"، والذي أعلن عنه نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه في 29/9/2024 عشية اغتيال السـيــد حـســن نــصـرالله، يعني بداية نهاية للمشروع الصــهــيــوني في فلسطين، لا في المنطقة فحسب. وكان ذلك البيان فعلياً ملخصاً لفحوى خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة في 27/9/2024.

تبقى الكلمة للميدان إذاً، كما قالها الســـيـد حــســن نـصــرالله. والميدان، وثبات الموقف سياسياً ومبدئياً، كي لا تضيع منجزات الميدان، هما وحدهما الورقة الرابحة التي يمكن أن نبني عليها.

أما التلهي بمخرجات المحاكم والهيئات الدولية، فنوافل ربما تفيد البعض في تسجيل بضع نقاط في الغرب، إعلامياً ودبلوماسياً، لكنها تضر أكثر بكثير مما تنفع إذا اعتمدناها مرجعيةً لعملنا السياسي أو في تناول قضية الصراع الوجودي مع الكيان الصـهـيــوني. فهي تؤكد دوماً على حق الكيان الصـهــيـوني في الوجود الآمن، كما أنها تدين المــقـاومة بصفتها إرهــاباً، بدلالة إصدار المحكمة الجنائية الدولية قراراً باعتقال مـحــمد الضـيـف إلى جانب نتنياهو وغالانت. وكانت تلك المحكمة وضعت القائدين الشــهــيــدين يحـيــى الســنــوار وإســمـاعـيل هــنـية على قائمة الاعتقال أيضاً، لولا ارتقاؤهما.

أضف إلى ذلك أن تلك القرارات، بمقدار ما تنتقد العدو الصـهـيـوني، تعكس إلى حدٍ ما صراع الحــزب "الديموقراطي" في الولايات المتحدة، وما يوازيه أوروبياً، مع حكومة نتنياهو المصرة على جر "الناتو" إلى حرب ضد إيران في خضم صراع متصاعد مع روسيا والصين، والمصرة على ارتكاب المجازر والدمار من دون تمييز، ومن دون أي مراعاة لصورة الغرب الجماعي وحساباته وعلاقاته في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وحتى صورة حكوماته أمام قطاع من شارعه ما برح ينزل إلى الميادين والساحات مصدوماً من هول الجرائم الصــهــيــونية، المدعومة غربياً، في غزة ولبنان.

في جميع الأحوال، متى احترم العدو الصــهــيوني القرارات الدولية؟ ومتى كان "القانون الدولي" هو الذي يحسم الصراعات السياسية الوجودية؟ وثمة قرار وقف إطلاق نار مثلاً صادر عن مجلس الأمن في غزة في 10/6/2024، لم تمارس الولايات المتحدة ضده "حق" النقض، لكنه لم يوقف العدوان على غزة، ولا الدعم الغربي للعدوان الصــهــيــوني فعلياً، مع كل التحفظات على بعض البنود الواردة فيه، لأن ثمة علاقة عضوية بين الغرب الجماعي والحركة الصــهــيـونية العالمية لا تقتصر على إنشاء قاعدة مشتركة لهما في فلسطين المـ.ـحـــتــلة.

من الأجدر تركيز انتباهنا إذاً على ما هو أكثر أهمية من الهيئات الدولية ومحاكمها، وخصوصاً مع إعلان وزير الحرب الصـهــيـوني إسرائيل كاتس، في 14/11/2024، توسيع الحملة البرية في لبنان، ومع استمرار حملات القصف الهمجي في لبنان من دون توقف.

يتمثل الأمر الأكثر أهمية في هذه المرحلة، وفق رأيي المتواضع، في السعي لقراءة الخطوات التالية للعدو الصــهــيوني بعد تعثر حملته البرية في لبنان، بحسب تقارير جديدة نُشِرت في بعض مراكز الأبحاث والمواقع النخبوية المعادية، صراحةً أو مواربةً، بما لا تغطيه وسائل الإعلام الغربية.

يقول "معهد دراسة الحرب" ISW المحسوب على المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، في تقريرٍ له بعنوان "نحو فهم لحملة "إسرائيل" لهزيمة حـ،ـ،ـزب اللـه في لبنان"، في 21/11/2024، إن "حملة الجيش الإسرائيلي تهدف إلى الاستفادة من عملياته الجوية والبرية لجعل حـزب اللـه غير راغبٍ في مواصلة إطلاق النار على شمال "إسرائيل"، بدلاً من محاولة تدمير قدرات حـزب اللــه على تنفيذ مثل هذه الهجمات بالكامل".

يمثل هذا إعلان فشل، في الواقع، عن تدمير قدرات حـزب اللـ.ـه الصاروخية، كما يمثل اعترافاً أن حملة المجازر والدمار ضد البيئة الحاضنة تستهدف ابتزاز حــزب اللــه سياسياً، وخصوصاً أن الحملة البرية متعثرة تماماً.

يضيف التقرير ذاته أن حملة تفجير أجهزة النداء واللاسلكي عطلت منظومة الاتصالات الداخلية في حــزب اللـ.ـه، وأنها شلت آلية السيطرة والتحكم في الحــزب، ومهدت لعمليات "جيش الدفاع الإسرائيلي" في لبنان، "وقد تؤدي جهود التعطيل إلى إخراج العدو مؤقتاً من المعركة، لكن التعطيل لا يمثل أبداً غاية في حد ذاته، وإنما هو وسيلة لتحقيق غاية"، وهو ما يمثل بدوره اعترافاً ضمنياً بأن الحـزب تجاوز الضربات التي تعرض لها.

يشير التقرير أيضاً إلى أن كبار المسؤولين "الإسرائيليين" أعربوا عن نيتهم دفع حــزب اللـه شمالي نهر الليطاني، "لكن العمليات البرية للجيش الإسرائيلي كانت محدودة من حيث نطاق وعمق الاختراق".

كما أن حــزب اللــه "حافظ على معدلٍ ثابتٍ من الهجمات داخل "إسرائيل"، وهو ما يشير إلى أن العمليات الإسرائيلية الحالية بمفردها ربما لا تكون كافية لتحقيق أهداف الحرب المعلنة إسرائيلياً"، وأن "إسرائيل" تعتقد أن الضغط عسكرياً على حــزب اللـه بما يكفي سوف يجبره، سياسياً، على قبول ترتيب وقف إطلاق نار يعزز من قوات "اليونيفيل" والجيش اللبناني في الجنوب، وحرية عمل "الجيش الإسرائيلي" في لبنان.

يصل التقرير إلى خلاصة مفادها أن العمليات "الإسرائيلية" في لبنان سوف تستمر وتتوسع حتى يوافق حـزب اللـ.ـه على إنهاء الحرب بتلك الشروط.

يشير اللواء الركن أران أورتال، من جهته، في ورقة نشرها في 7/11/2024، بعنوان "مقامرة جيش الدفاع الإسرائيلي في لبنان"، في موقع "معهد بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية"، وهو معهد تابع لجامعة بار إيلان في الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني، إلى أن وحدات حـ،ـ،ـزب اللـ.ـه القتالية في جنوبي لبنان تعرضت إلى ضررٍ أقل بكثير من الضرر الذي تعرضت له المستويات القيادية، وبأنها بقيت قادرة نسبياً على استعادة توازنها وتفعيل نفسها.

يضيف أورتال: "على المستوى الاستراتيجي، يضمن السماح لقوات العدو البرية في الجنوب بالبقاء سليمة معافاة إعادة تأهيل المنظمة في المستقبل"، وأن ذلك يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار حتى لو وافق حــزب اللـ.ـه على وقف إطلاق نار، وأن ذلك يؤكد أن تكتيكات "الحرب على الإرهـاب"، مهما كانت ناجحة، ليست بديلاً من بناء قدرات عسكرية حاسمة، وبأن ذلك المنظور يجب أن يكون أساس مقاربة "إسرائيل" لهزيمة حــزب اللـه استراتيجياً.

يدعو أورتال جيش الاحــتـلال في ورقته إلى عدم الاصطدام مع القوة الصماء لمقاتلي الحـ،ـ،ـزب، وإلى العمل، عوضاً من ذلك، على تطويقها عبر تحريك فرق عسكرية بأكملها بسرعة على خطوط أنهار الليطاني والزهراني والأولي، عميقاً في الجنوب اللبناني، وفرض الاستسلام على قوات الحـ،ـ،ـزب من خلال الاستمرار في حرمانها من العودة إلى حالة من التوازن العملياتي، و"تفكيك المصفوفات التكتيكية في الجنوب بنفس الطريقة التي فككت بها مصفوفات القيادة في بيروت".

يقول أورتال أيضاً إن الحركة السريعة لقوات كبيرة هي وحدها القادرة على حرمان الخصم من تفعيل ميزته التكتيكية في الأسلحة المضادة للدبابات، وإن البقاء على الحافة على أمل قبول الحـ،ـ،ـزب بوقف إطلاق نار هو مجرد مقدمة لحرب مقبلة يتعلم فيها حـزب اللــه من أخطائه ويعيد ترتيب صفوفه، وإن أنهاء الحرب بتسوية سياسية، كخيار يمكن اللجوء إليه بشرط عودة المستـعمرين المستوطنين إلى شمالي فلسطين المــحـــتــلة، يجب أن يرتبط باستراتيجية واضحة لزيادة قدرات "إسرائيل" عسكرياً، لا بالتعامل مع حــزب اللـ.ـه من منظور "مكافـحة الإرهــاب".

لكنّ نزعة اجتثاث قوى المـقـاومة في فلسطين ولبنان من طرف الكيان الصـهـيــوني، بمقدار ما تنجح، سوف تدفع إيران إلى تعزيز قدراتها الصاروخية والنووية، بحسب تقرير في مجلة "فورين بولسي" الأمريكية في 19/11/2024، بعنوان "مفارقة الردع الإسرائيلي"، الأمر الذي سيدفع الولايات المتحدة إلى التورط مباشرةً في الصراع.

لذلك، يحذر التقرير الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، من دعم حكومة نتنياهو من دون تحفظ، لأن ذلك سيجر الولايات المتحدة إلى حلبة الصراع في حين يجدر بها "أن تحول تركيزها نحو ردع العدوان الصيني في منطقة شرق آسيا البحرية".

باختصار، أعِدّوا العدة، لأننا مقبلون على مزيدٍ من الصراعات، ولو تخللتها هدن، وذلك ما يخطط له الطرف الأمريكي-الصـهـيــوني على الأقل.

18/11/2024

🟠🟠 الاقتصاد "الإسرائيلي" ينزف، ولكن !
✍️ إبراهيم علوش

كانت التقديرات الأولية قبل عامٍ تقريباً تشير إلى أن كلفة الحرب على غزة سوف تحمّل الموازنة العامة في الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني نحو 50 مليار دولار من التكاليف.

لكن حاكم المصرف المركزي في الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني حذر في نهاية أيار / مايو الفائت من أن عبء الحرب على الموازنة العامة سوف يبلغ نحو 67 مليار دولار حتى نهاية عام 2025، تتضمن الإنفاق العسكري المباشر على الحرب (32 مليار دولار)، وتكلفة إجلاء النازحين وإسكانهم في أماكن بديلة (10 مليارات)، والعائدات الضريبية المفوتة نتيجة تقلص النشاط الاقتصادي (6 مليارات)، والفوائد على القروض المسحوبة لتغطية الإنفاق الإضافي نتيجة الحرب (2.4 مليار دولار)، إضافةً إلى بنودٍ أخرى.

كان ذلك قبل تصعيد العدوان على لبنان جواً وبحراً وبراً. وبحسب "تايمز أوف إسرائيل" في 7 أوكتوبر 2024، فإن كلفة تأمين الديون الحكومية ضد التعثر ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ 12 عاماً، مع تخفيض التصنيف الإئتماني للكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني تكراراً، في حين يستمر الإنفاق بالعجز من جراء قصور الإيرادات المتقلصة عن تغطية النفقات المتمددة، ما يزيد في الحاجة للاقتراض، وبفوائد أعلى، بما يتناسب مع تزايد المخاطر.

أضف إلى ذلك، بحسب التقرير ذاته، أن المستثمرين الأجانب في السندات الحكومية "الإسرائيلية" يحاولون التخلص منها، بسبب المخاطرة وعدم اليقين، ما أدى إلى انخفاض ما يملكونه منها إلى 8.4% من قيمتها، نزولاً من 14.4% قبل سنة، وهذا يقلل من قيمتها طبعاً ويرفع معدل الفائدة.

كذلك، وصلت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي هذا العام إلى 67%، بعد أن بلغت تلك النسبة 62% سنة 2023، انطلاقاً من 60% سنة 2022، في حين سيصل العجز الحكومي هذه السنة نسبة 8.7% من الناتج المحلي الإجمالي.

وكلها نِسَب لا تُعد مؤشراً على انهيارٍ شاملٍ وشيك بعد، وليست من أسوأ النسب عالمياً، وخصوصاً أن احتياطيات "إسرائيل" من العملة الصعبة بلغت 213 مليار دولار في آب / أغسطس الفائت.

لكنها تبقى، على الرغم من ذلك، مؤشرات تدهور من المتوقع أن يتسارع نتيجة استمرار الحرب، وتباطؤ نمو الاقتصاد، وتسارع نمو الإنفاق العام، ما يعني تزايد نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، حتى إن "معهد القدس للشؤون العامة" (صـ.ـهـ.ـيـ.ـوني طبعاً) توقع وصول تلك النسبة إلى 80% في نهاية سنة 2025، في حين توقع تقرير لـ "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"، نشر في 19/8/2024، أن تتراوح نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي ما بين 80 و85% في سنة 2024 إذا دخلت "إسرائيل" حرباً موسعة في لبنان.

لكنّ تقارير شتى من إعلام العدو نقلت عن اقتصاديين "إسرائيليين" بارزين، منهم المديرة العامة التنفيذية سابقاً لبنك ليئومي، راكِفِت روساك أمينوآش، في تصريحات للقناة 12 العبرية، في 15/8/2024، أن تكلفة الحرب تجاوزت 67.3 مليار دولار حتى ذلك التاريخ، أي قبل نهاية عام 2025 بـ 16 شهراً.

يدور الحديث، حتى الآن، عن تكلفة الحرب المباشرة على الموازنة العامة في الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني، لكنّ آثار الحرب اقتصادياً تتضمن، فضلاً عن ذلك، تكاليف الحرب غير المباشرة على معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي، وعلى الاستثمار الأجنبي المباشر، ومعدلات التضخم، ومؤشرات الاقتصاد الكلي عموماً، والتي يتوقع أن تشهد كلها مزيداً من التدهور.

يذكر أن المصرف المركزي في الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني خفض توقعاته لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي من 1.5% عام 2024 إلى 0.5%، وكان ذلك قبل العدوان البري على لبنان.

كما يذكر أن الاستثمار الأجنبي المباشر انخفض 29% عام 2023، وكان أحد أسباب ذلك، قبل 7 أوكتوبر، أزمة "التعديل القضائي" التي أثارت جزع المستثمرين من تغول السلطة التنفيذية على السلطة القضائية، ثم جاءت الحرب ومخاطرها لتعمق ذلك الاتجاه.

يضاف إلى ذلك طبعاً الحملات الشعبية في الغرب لمقاطعة الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني وسحب الاستثمارات منه، والتي فعلت فعلها، ولا سيما أوروبياً، بحسب تقرير بهذا الخصوص لـ "تايمز أوف إسرائيل" في 5/11/2024.

وتزعم بعض التقارير "الإسرائيلية" أن الاستثمار الأجنبي المباشر عاد إلى الارتفاع بقوة في ربيع سنة 2024، لكنّ من المبكر جداً الحكم إن كانت تلك نزعة موسمية أو اتجاهاً ثابتاً قبل صدور إحصاءات تشمل سنة 2024 برمتها، وخصوصاً بعد العدوان البري على لبنان.

ومن الطبيعي أن تزايد نفاذ الصواريخ والمسيرات عميقاً داخل فلسطين المحتلة، من لبنان، ومن اليمن والعراق، وتعطل الطيران الجوي تكراراً، وتعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني، وإغلاق مرفأ "إيلات" فعلياً، وعويل صفارات الإنذار على مدار الساعة، والحاجة إلى الانبطاح على الطرقات أو النزول تكراراً إلى الملاجئ، إلخ... لا يخلق بمجموعه أفضل الظروف الجاذبة للمستثمرين الأجانب.

كما أن المحير في الإحصاءات التي تزعم تزايد تدفقات الاستثمار الإجنبي المباشر إلى الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني في الربع الثاني من عام 2024 هو تناقضها مع تقارير شتى في الإعلام "الإسرائيلي" والعالمي تشير إلى العكس في الفترة ذاتها، ومنها مثلاً تقريرٌ في "واينت" في 27/5/2024، أي في عز ما يفترض أنه "طفرة" في تدفق الاسثتمار الأجنبي المباشر إلى "إسرائيل"، تبدأ الجملة الأولى فيه هكذا: "يمثل انخفاض تدفق رأس المال الأجنبي إلى إسرائيل منعطفاً حاسماً بالنسبة للمستقبل الاقتصادي للبلاد".

يضيف نص تقرير "واينت" أن الاستثمار في المشاريع الجديدة تحديداً في "إسرائيل" بلغ 29 مليار دولار سنة 2021، 17 مليار دولار سنة 2022، 7.3 مليار دولار سنة 2023، و5 مليارات سنة 2024 حتى تاريخ النشر، وأن ذلك التقلص يصيب قطاع التكنولوجيا المتقدمة في الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني تحديداً في مقتل.

ينقل تقرير "واينت" آنف الذكر أيضاً عن "هيئة الابتكار الإسرائيلية"، وهي السلطة الحكومية المتخصصة بدعم المشاريع الجديدة في قطاع التكنولوجيا: "الوضع قاتم للغاية. لقد اختفى المستثمرون الأجانب من "إسرائيل"، والأموال الحكومية المخصصة للاستثمار ليست كافية".

لا بد من الإشارة، في هذا السياق، إلى أن أهم عاقبة لاستمرار الحرب على الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني، اقتصادياً، هي تقويض أركان قطاع التكنولوجيا المتقدمة فيه، وخصوصاً أن ذلك القطاع يمثل أحد أهم أعمدة اقتصاده وصادراته وأحد أهم أبواب تشغيل الكفاءات التي بدأت تهاجر الكيان، كما أوضحت في مادة "استمرار الحرب يدخل الاقتصاد الإسرائيلي في دورة تآكل"، في 21/7/2024.

كذلك، من المعلوم أن تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة "الإسرائيلية"، عسكرياً وأمنياً، تمثل إحدى أهم التحديات التي تواجهها المـ.ـقـ.ـاوومة، لكنْ من دون أن نشعر، راح استمرار الحرب يقوض أساساتها على قدمٍ وساق من زاوية تهديم بنيتها التحتية الاستثمارية، وهو ما ينبئ بالمزيد من تحول موازين القوى في المنطقة على غير ما يشتهي الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني، حتى يصبح "عالةً" بالكامل على حلفائه الغربيين.

يذكر هنا، على سيرة تحول الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني إلى "عالة"، النزيف المالي للبنتاغون من جراء دعم العدوان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني، سواءٌ بصورةٍ مباشرة، أو للإنفاق على العمليات باهظة التكلفة التي يديرها في البحرين الأحمر والعربي، وفي مواجهة الضربات على قواعده في المنطقة الشرقية لسورية.

وبحسب "معهد واتسون للشؤون العامة والدولية"، وهو مركز أبحاث أمريكي تابع لجامعة براون، في تقريرٍ نشره في موقعه في 7 أوكتوبر 2024، يبلغ ما أنفقته إدارة بايدن لدعم الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني على خلفية "طوفان الأقصى" بين 7/10/2023 و30/9/2024 فقط، من دون حساب قيمة المساعدات المرصودة له مستقبلاً، 22.76 مليار دولار.

وقد جرى توجيه 17.9 مليار من تلك المساعدات مباشرة للكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني، و4.86 مليار كتكاليف تكبدتها الولايات المتحدة الأمريكية لتغطية عملياتها في المنطقة، ذهب جلها لمواجهة الإخوة اليمنيين الذين أعجزوا أكبر وأقوى قوة بحرية وجوية واستخباراية في العالم ومعها كل حلفائها، فلم تتمكن من كسر الحصار اليمني على البحر الأحمر وميناء "إيلات"، على الرغم من كل ما بددته من ذُخرٍ وذخيرة، فلله درك يا يمن!

يضيف تقرير "معهد واتسن" ذاته أن المساعدات العسكرية الأمريكية المباشرة للكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني لم تبلغ في تاريخها، منذ بدأ تقديمها سنة 1959 (على خلفية الوحدة المصرية-السورية)، ما بلغته في العام المالي الذي تلا "طوفان الأقصى"، حتى إذا أخذنا عامل التضخم بعين الاعتبار، أي حتى لو حسبنا القوة الشرائية لمساعدات تلك السنوات بأسعار عام 2024.

فهي بلغت أكثر قليلاً من 12 مليار دولار عشية حرب 1973، وأكثر قليلاً من 14 مليار في العام الذي تلا توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، في حين أنها بلغت نحو 18 مليار دولار بين الطوفان و30/9/2024 (وما زال الحبل على الجرار). ويشهد هذا، بذاته، على مدى الخطر الذي يستشعره الطرف الأمريكي-الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني من جبهات المـ.ـقـ.ـاوومة.

اقتصادياً، أدى استمرار الحرب، واستدعاء الاحتياط بمئات الآلاف، إلى حدوث نقص في القوى العاملة، ولا سيما العمالة الماهرة، وأدى هذا بدوره إلى وقوع أثرين:
أ – تعطيل ثاني أهم قطاع في الاقتصاد "الإسرائيلي"، بعد قطاع التكنولوجيا المتقدمة، وهو قطاع الصناعة.
ب – ارتفاع أجور العمال بما يتجاوز معدل التضخم، من جراء نقص العرض عن الطلب.

كما أدى منع العمال الفلسطينيين من الضفة وغزة من العمل في الأرض المحتلة عام 1948 إلى نقص في العمالة غير الماهرة، ما أثر في قطاعات الإنشاءات، وفي قطاع السياحة الذي يعاني أصلاً انخفاض السياح من جراء الحرب، وهي من النقاط التي سبق بسطها في مادة "إلى متى يحتمل الاقتصاد الإسرائيلي حرباً مطولة؟"، في 16/12/2023.

يعني ما سبق كله أن استمرار الحرب يساهم في تقويض حيوية الاقتصاد "الإسرائيلي" المتقدم، وبالتالي قدرته على التحول إلى بؤرة إمبراطورية "شرق أوسطية"، كما حلمَ شمعون بيريز، هذا الحلم الذي بدا وكأنه في طور التحقق عشية توقيع "الاتفاقيات الإبراهيمية" عام 2020، ليعود كما بدأ قاعدةً عسكرية-سياسية-أمنية للغرب الجماعي والحركة الصـ.ـهـ.ـيـ.ـونية العالمية.

لن يؤدي عجز الاقتصاد "الإسرائيلي" عن القيام بأوده إلى انهيار المشروع الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني في فلسطين برمته إذاً، لأنه مشروع جيوسياسي أساساً، حلموا بأن يجعلوه قطباً يصهين المنطقة، فوقفت لهم المـ.ـقـ.ـاوومة بالمرصاد وأعادته أعواماً إلى الخلف، وهذا سيرفع تكلفته، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، لكن بقاءه لا يقوم حصرياً على ازدهاره اقتصادياً، بل يتطلب ازدهاره اقتصادياً إخضاع محيطه وتفكيكه واختراقه تطبيعياً.

ولعلها مفارقة كبرى أن تتذرع الأنظمة العربية بمزاعم "الحاجة إلى التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة" للانخراط في التطبيع، فإذ بذلك القطاع يبدأ بالانهيار، وإذ بالأنظمة تسارع لإنقاذ الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني اقتصادياً عبر جسورها البرية والبحرية والجوية إليه. وما هي إلا ذريعةٌ أخرى للتطبيع عراها الطوفان وأغرقها تماماً.

العبرة أن بعضنا لا يريد أن يفهم طبيعة العلاقة العضوية بين الإمبريالية والصـ.ـهـ.ـيـ.ـونية، ولا يريد أن يرى مدى التداخل بين الظاهرتين، لا بصفة إحداهما تابعة للأخرى، بل بصفتهما ظاهرتين مندمجتين، النخب اليـ،ـهـ.ـودية بالنخب المعولمة من منظور الاقتصاد السياسي، والنخب المعولمة بالصـ.ـهـ.ـيـ.ـونية من منظور الأيديولوجيا.

ومن المستغرب أن الليبراليين الجدد، الذين لا يكفون في عصر العولمة عن إبراز قلة تمثيل النساء والشباب والأقليات العرقية والطائفية (وحتى المثليين والمتحولين جنسياً) في الإدارات العامة والخاصة، يجن جنونهم ويطلقون سيلاً من تهم "معاداة السامية" عند الإشارة إلى كثرة تمثيل اليـ،ـهـ.ـود في وول ستريت والبنوك والبورصات العالمية والإعلام الغربي وهوليود وملكية وسائل التواصل والإدارة الأمريكية والجامعات الرئيسية إلخ... بنسبٍ تفوق نسبتهم من السكان بعشرات الأضعاف.

لهذا لا يصح القول إن الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني هو مجرد قاعدة للغرب في منطقتنا، لأن ذلك يقفز من فوق النفوذ العالمي للحركة الصـ.ـهـ.ـيـ.ـونية العالمية ودورها في صناعة السياسة والثقافة بما يتجاوز الشؤون المرتبطة بالكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني مباشرة.

كما لا يصح القول إن الغرب هو مجرد أداة للحركة الصـ.ـهـ.ـيـ.ـونية العالمية، لأن ذلك يحوله إلى "ضحية" ويبرؤه من كل سجله الاستعماري الدموي ومن دوره في تأسيس منظومة الهيمنة التي ما برحت تقارعها شعوب الأرض منذ بدء الغزوات الأوروبية في العصر الحديث.

الحركة الصـ.ـهـ.ـيـ.ـونية ليست مجرد أداة، ولا هي مدير أو مالك حصري، للقرار الغربي، وإنما هي شريكٌ رئيسٌ في منظومة الهيمنة التي تحكم العالم تمادى دورها بعد انطلاق العولمة، أي بعد تحول رأس المال الدولي عن صفته الوطنية إلى صفة عابرة للأقطار، اقتصادياً وثقافياً.

ومن هنا أصبحت مقولة "حقوق الإنسان"، المجرد، "ديانة"، وأصبحت أيقونتها المفروضة بقرار دولي سردية "المـ،ـحـ.ـرقـ.ـة"، وهي سردية لا تبرر حق "إسرائيل" في الوجود فحسب، بل تبرر بقاءها فوق أي قانون، والأهم، أنها تبرر النفوذ اليـ،ـهـ.ـودي العالمي، وتصهُيُنَ العالم.

لذلك كله، سوف يهرع الغرب الجماعي إلى إنقاذ "إسرائيل"، لكنّ ما تقوم به المـ.ـقـ.ـاوومة الآن من مراكمة نقاط، ومنها استنزاف "إسرائيل" اقتصادياً، سوف يرفع من تكلفة دعمها، ويسرع الإجهاز عليها، في مرحلة يدخل فيها الغرب مرحلة أفول. ويسجل أن الدين العام الأمريكي بلغ في 15/11/2024 مستوى 36 ترليون دولار، أي 123% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، وهذا يشكل عبئاً كبيراً على أي اقتصاد، لولا هيمنة الدولار عالمياً.

بناءً على ما سبق، تتطلب مواجهة الطرف الأمريكي-الصـ.ـهـ.ـيـ.ـوني، مع الاستمرار في مراكمة النقاط، تأسيس جبهات شعبية عريضة عربياً وإسلامياً وعالمياً، لأننا لو كنا نواجه "إسرائيل" وحدها، لتكفّل المـ.ـقـ.ـاوومون الفلسطينيون واللبنانيون وحدهم بالقضاء عليها، لكنّ القدر شاء أن تكون معركة فلسطين هي معركة كل أحرار العرب والمسلمين والعالم.

Address

البرامكة
Damascus

Telephone

+963938195196

Website

http://www.baathparty.com/, http://www.baathparry.sy/, http://www.albaath.ye/

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when بعث العرب posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to بعث العرب:

Share

Category