01/12/2024
✍️ ...نارام سرجون ..
🟢🟢 أي طعنة طعنها أردوغان في ظهر غزة؟كيف ستغسل غزوة حلب يدي نتنياهو من جريمة غزة؟ تابعوا الجزيرة قريباً ...
في الوقت الذي تحتاج فيه غزة على الأقل أن يبقى انتباه العالم عليها كي لا يستفرد بها نتنياهو .. قام أردوغان بطعن غزة في ظهرها .. وهاهي الدنيا تلتفت الآن إلى شمال سورية وقد نسيت غزة .. واستراحت إسرائيل من حديث العالم عن جرائمها ومن عيون العالم التي تراقبها بغضب .. ولكن الأهم أن غزوة حلب التي قدمها أردوغان لإسرائيل ستساعد إسرائيل في غسل يديها ووجهها وأسنانها من دماء غزة وستساعدهم الجزيرة وإعلام العرب في ذلك..
فسيتم في المعارك القادمة في الشمال السوري وتحرير إدلب استعمال صور الضحايا جميعهم على أنهم ضحايا الجيش السوري .. وسيتخذ الإرهابيون بتعليمات تركية من المدنيين دروعا بشرية كي لايتم قصفهم .. وإذا تم تبادل قصف وإطلاق نار فستذهب الخوذ البيضاء والجزيرة وإعلام النفط لتصوير المشاهد القاسية وتوزعها للقول أن الجيش السوري يقتل المدنيين والأطفال .. وستقوم آلة دعائية ضخمة في الترويج لذلك في العالم كي ينسى العالم مافعله نتنياهو في غزة وكي تتوقف المظاهرات ضد نتنياهو وإسرائيل .. وكي ينسى العالم أن نتنياهو مطلوب بل وتتحرك الماكينة العربية والصهيونية للادعاء على الأسد وتصويره كمجرم حرب بدل نتنياهو حيث لم ننس بكائيات المعارضة ومسرحيات الكيماوي .. وشعارات حلب تحترق .. وأنقذوا حلب ..
ومن يتابع الجزيرة في تغطيتها لأحداث غزوة حلب وانتصارات الثوار وماتسميه (قوات المعارضة السورية) ينتبه أنها بدأت مع إعلام المعارضة تتحدث عن قصف الجيش السوري العنيف لإدلب .. والتسبب بالكثير من الضحايا .. ونقل صور المباني المتفجرة والأنقاض كأنها في غزة ..
طبعاً كل من قام بمديح الجزيرة على أدائها الفريد في حرب غزة وتصوير الفظائع الإسرائيلية وفضحها لم يكن يدري أنها لاتقدر ان تفعل إلا ذلك لأن العالم كله كان يتابع مايحدث وأن هناك قنوات أخرى تصور المحرقة .. ولكن لم يكن أحد يدري أيضا أن الجزيرة ستجمع الكثير من الجمهور وستعيد بناء الثقة مع الجمهور العربي وقد استعادت مصداقيتها في عيون العرب بدماء أهل غزة ودماء مندوبيها .. ومراسليها .. واليوم بعد أن جمعت ماجمعت من ثقة بها .. ستصرف هذه الثقة والجماهيرية في الحرب التي سيطلقها الجيش السوري لتحرير حلب وادلب .. وستصور لنا ماستسميه فظائع الجيش السوري .. ولاأستغرب ان تقتل النصرة المدنيين بوحشية لتصورهم الجزيرة على أنهم ضحايا الجيش السوري والأسد .. وهكذا تغسل الجزيرة يدي نتنياهو من دم أطفال غزة مستغلة رصيدها الذي راكمته في غزة .. وتنزع صوره من مظاهرات العالم وتنشر صور الأسد وبوتين ..
وماذا نتوقع من محطة إعلامية نفطية ملوثة بدماء ملايين العرب في الربيع العربي؟؟ وماذا نتوقع من محطة بنتها إسرائيل وأمريكا ولم تقم بوقف بثها على الإطلاق بينما تجد أنك تعاني وأنت تحاول التقاط بث الميادين أو المنار أو القنوات السورية بين فترة وأخرى .. وفي أوروبة لايمكنك التقاط بث أي محطة أو موقع روسي أو إيراني ولا فتح موق على الانترنت .. بينما تطل عليك الجزيرة بسهولة في كل مكان ولو كنت تسكن في مناطق الاسكيمو أو القطب الجنوبي بين البطريق .. رغم أن الجزيرة يوجه لها نتنياهو وإعلامه التهديد والوعيد يتبين أن ذلك هو لرفع اسهمها ليراها العرب الأغبياء أكثر أنها جزيرتهم وقناتهم وقرآنهم السياسي الذي لايدخله الباطل .. فنتنياهو يهاجم قرآن العرب وراوي أحاديثهم السياسة الشريفة فيتمسك العرب الغوغاء والدهماء بها أكثر .. وفيما اسرائيل تهاجم الجزيرة تتم عملية تقوية بثها رغم أن عملية ايقاف بثها لاتحتاج إلا قرارا بسيطا وحصارا وتشويشا .. لكن ياسبحان الله .. فإسرائيل والغرب وأميركا وكل الذكاء الصناعي ورغم أن جاريد كوشنر صهر ترامب الذي منع العرب من ازعاج قطر إبان الأزمة السعودية القطرية لم يقدر ان يوقف الجزيرة عن إزعاج إسرائيل؟؟ ولم يقدر أحد أن يمنع بث الجزيرة أو يضعفه الكترونيا .. فعلماء بني خليفة وخبراء البث فهروا الذكاء الصناعي والقوة الإعلامية للغرب !!
الآن صرنا نعرف كيف تمت اللعبة وكيف هو الجزء الثاني من اللعبة .. وكيف تم التنسيق بين نتنياهو وأردوغان برعاية أمريكية وكيف سيكون الهجوم المعاكس الإعلامي الذي كلفت له الجزيرة وأخواتها .. ففي الجزء الأول من اللعبة أكثر أردوغان من طلبه بلقاء الأسد ورغبته في المصالحة وكان اعلامه يضخ كلاما عن خصومته مع المعارضة والمسلحين لاقناعنا أنه بدأ الطلاق معهم .. ولكن شكوكنا كانت قوية لأن التحرك على الارض في إدلب كان تحرك تثبيت الجماعات المسلحة .. والتزويد بالسلاح لايتوقف .. ولذلك لم يقبل السوريون باللعبة التركية .. كلامهم لاينسجم مع مانلاحظه على الأرض .. والشروط التركية كانت مثل الشروط الاسرائيلية .. دعونا نتصافح وبعدها نتحدث .. فيما سياسة التتريك وتعويم الليرة التركية وانخراط الشركات التركية في الشمال السوري كانت حركة استيطان ولم يطرأ عليها تعديل او تراجع مما كان يعني أن الأتراك لايفكرون في المغادرة او التسليم فيما هم ينفقون على منطقة سيغادرونها ..
وبعد أن علا صراخ اردوغان عن العلاقات السورية التركية الأخوية والعائلية .. لوحظ ارتفاع في نسبة التهديدات الاسرائيلية في الجنوب السوري بعد اغتيال السيد نصرالله .. وصار التهويل الاعلامي عن قرب احتلال جنوب لبنان والوصول إلى دمشق أو أحداث خرق في جنوب لبنان للوصول الى الحدود السورية اللبنانية ..
ولذلك كان حزب الله ينقل قواته من نقاط تثبيت المواقع في مناطق حلب وانتقلت معه أعداد كبيرة من الجيش السوري للاستعداد لمعركة متوقعة او محتملة في الجنوب السوري .. والتقدير الغالب أن اردوغان على الأقل سينتظر حتى نهاية حرب غزة ليقوم بأي تحرك سياسي او عسكري ..
الأقمار الصناعية الأميركية رصدت التغيير المهم في حجم القوات السورية وحلفائها والذي حصل في الأسابيع الأخيرة .. وقدرت المناطق الرخوة والضعيفة .. وقدمتها للمخابرات التركية التي وزعت بعدها القوات المهاجمة وفق تلك الخرائط ..
تقديرات الحلفاء كانت أن الأتراك يزيدون من تسليح الجماعات المسلحة لأنهم على قناعة أنه بعد حرب غزة سيباشر السوريون تفعيل طلبهم بتطبيق اتفاقات استانة وتنفيذها بالقوة .. ولكن التحذيرات المقدمة من قبل بعض الضباط في محور المقاومة من أن تركيا قد تحرك هذه الجماعات في أية لحظة لم تقدر أن تقدم براهين كافية لأن الاتراك أغرقوا المنطقة بتصريحات الندم والسعي للمصالحة .. وكان هناك سؤال كبير من أن يقدم أردوغان قبل نهاية مأساة غزة على هذه الحركة التي ستظهره خائنا لدماء غزة .. فهل يغامر هذه المغامرة ؟؟ وتبين لاحقا أن أردوغان خرج من حالة التقية السياسية وداس على دماء أهل غزة ونفذ تلك الخدعة اسرائيلية التركية .. وقدم أكبر خدمة لإسرائيل .. لاتحلم بها ..
أي جريمة يرتكبها أردوغان بحق 100 ألف شهيد في غزة لم يقدم لهم قطرة ماء ؟؟ .. ولم يزعج خاطر إسرائيل بالطلب من سفيرها بأن يأخذ إجازة بعيدا عن تركيا منعا للحرج .. ولكنه لم يفعل .. بل كان فقط يجمع مليون تركي ويعطيهم اعلاما فلسطينية ويثرثر عن إسرائيل المجرمة فيما قوافله النفطية لتل أبيب لم تتوقف وكل مصانع الذخيرة الإسرائيلية كانت أخذ موادها الأولية من السفن التركية حتى وقت قريب عندما كشفت الفضيحة فاضطر الأتراك لإعلان ايقاف السفن التي تحمل تلك المواد رغم انها سرا لم تتوقف ..
هل لايزال غبي يصدق ان اردوغان يحب فلسطين او غزة او يعنيه وجع اهلها وهو يخفي وجهها الدامي بدخان المعارك في شمال سورية؟ أليس مافعل هو أفضل خدمة لنتنياهو .. وتحضيرا لتبرئته من جرائمه ..؟؟
اسرائيل اخرجت من خزانتها اليوم علنا كل أذرعها وكنوزها .. نظام الاردن والممالك العربية ..و اردوغان والمعارضة السورية والتيارات الاسلامية السلفية والاخوان المسلمين والقاعدة .. ولايزال في جعبتها الكثير وخاصة من الاغبياء العرب جماعة الحرية والديمقراطية والاستبداد الذين سيسحقون اهل غزة وهم يأخذون العالم وعيون العالم من غزة الى حلب وادلب ..
لذلك ومن هذه المعرفة فان معركة حلب لايجب ان تستمر طويلا .. ولن تستمر طويلا كي لايتم تحويلها الى نقطة اعلام ودعاية .. والتحرك السريع من قبل المحور ونقل القوات الضخم الى الشمال يوحي ان قرار تحرير المنطقة لن يأخذ وقتا طويلا وسيتم قبل ان تتثبت هذه الجماعات التي ستضرب بعنف وسيتم عزلها في جيوب محاصرة وقطع شرايينها بين حلب و ادلب والاستفادة من خطئها في التمدد السريع والانتشار .. وستكون ادلب في قلب العاصفة القادمة قريبا ..
هذه المعركة لن انها تطول كثيرا لأننا لن نعيد أخطاء الامس .. ولانملك رفاهية الوقت والانتظار .. وماسمعناه عن جدول زمني صارم للتحرير ربما يفسر هذا الفهم لنوع المعركة .. فكما ان عدونا يريد ان ننشغل عنه طويلا في هذه المعركة التي سيستغلها لاعادة عقارب الساعة الى الوراء فاننا سندفع عقارب الساعة الى الامام وبسرعة .. وسنصل الى المستقبل القريب بسرعة في حلب ..
الساعة آتية لاريب فيها .. ورغم ان عقارب الساعة تتصارع بين من يريد تثبيتها أو ارجاعها الى الوراء وبين من يريد دفعها للامام .. ولكن بعد أن عرفنا كيف حركنا عقارب الزمن للامام في معركة تحرير حلب السابقة فلا تستهينوا بخبرتنا في تحريك عقارب الساعة في الاتجاه الذي نريد .. وبالسرعة التي نريد .. اشياء كثيرة تغيرت .. ونذكر الخونة والاتراك بما يقول هيراقليطس (لايمكنك ان تقفز في نفس ماء النهر مرتين) .. ولذلك فاننا نعرف ان المشروع التركي والاسرائيلي لن يقدر ان يقفز في نفس ماء النهر مرتين .. معرفتنا بالنهر تغيرت .. ومعرفتنا بحركة الفيضانات والطوفان تغيرت ..