06/09/2024
🔻د.مزمل أبو القاسم يوضح حقيقة جلسة مجلس الامن اليوم بنيويورك
تصحيحاً للخلط الذي صاحب بعض الأخبار المتعلقة بجلسة مجلس الأمن التي انعقدت صباح اليوم في نيويورك؛ نذكر أن روسيا امتنعت عن التصويت ولم تستخدم الفيتو في مواجهة مشروع قرار قدمته بريطانيا واستهدف تحسين الوضع الإنساني في مدينة الفاشر حيث يعيش حوالي 1.5 مليون مواطن سوداني، ووقف إطلاق النار على مستوى محلي في الفاشر ووقف حصار المدينة.
روسيا امتنعت عن التصويت وانتقدت بعض فقرات القرار وعابت عليه أنه يتعارض مع سيادة السودان، ورفضت استغلال موضوع المجاعة لأهداف سياسية، أما الصين فقد صوتت لصالح القرار، لكنها شددت على ضرورة احترام سيادة السودان وعدم انتهاكها، ودعت المجتمع الدولي لتقديم مساعدات إنسانية للشعب السوداني.
بدوره أعلن السفير الحارث إدريس مندوب السودان في الأمم المتحدة رفض السودان للتدخلات الدولية التي تؤثر على سيادة البلاد وتقديم المساعدات مع احترام كامل لسيادة السودان.
بمعزل عن الجلسة المذكورة لمجلس الأمن فقد نشرت اليوم لجنة تقصي الحقائق التي كونها مجلس حقوق الإنسان بجنيف في الخامس من شهر أكتوبر 2023 تقريرها عن الانتهاكات المنسوبة لطرفي الحرب في السودان وقدمت مجموعة من التوصيات بخصوص السودان، ومن بينها التوصية لمجلس الأمن بتوسيع ولاية محكمة الجنايات الدولية لتشمل السودان كله وليس دارفور فحسب، وتوسيع نطاق حظر توريد السلاح ليشمل السودان كله وليس دارفور فقط، والنظر في تكوين آلية قضائية دولية لتعمل جنباً إلى جنب مع المحكمة الجنائية الدولية، ونشر قوة محايدة ومستقلة لحماية المدنيين في السودان.
بمعنى أنه لا يوجد قرار أممي يقضي بنشر قوات دولية لحماية المدنيين في السودان كما يشيع البعض، وأن تقرير لجنة تقصي الحقائق اشتمل على توصيات وليس قرارات، لأن اللجنة ليست مخولة باتخاذ قرارات، وسيتم رفع تقرير اللجنة لمجلس حقوق الإنسان المنعقد يوم 9 الجاري في جنيف السويسرية، وسيشهد حواراً تفاعلياً حول الوضع في السودان بمشاركة المفوض السامي لحقوق الإنسان وممثل الاتحاد الإفريقي ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة.
التقرير حوى اتهامات للجيش ومليشيات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب ونسب للجيش انتهاكات تتعلق بالقصف الجوي والمدفعي وتدمير البنية التحتية مثل المنازل والمستشفيات والمدارس واستخدام أسلحة متفجرة في مناطق مكتظة بالسكان وجرائم القتل والمعاملة القاسية والمهينة والتعذيب وأن القصف الجوي أدى إلى قتل وإصابة أطفال، علاوة على قمع حرية التعبير. وفي المقابل وجه التقرير اتهامات لمليشيات الدعم السريع بارتكاب حوالي 20 نوعاً من الجرائم، منها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي ودفن الضحايا في مقابر جماعية والاغتصاب والعنف الجنسي والاسترقاق والاستعباد الجنسي وتهجير السكان وتجنيد الأطفال واستهداف المجتمعات غير العربية والتعذيب والإخفاء القسري وتدمير الممتلكات والقصف المدفعي لمناطق سكنية مكتظة بالسكان والنهب السلب والعنف الجنسي والاستهداف العرقي للمجتمعات غير العربية والتشريد وغيرها.
تقرير اللجنة ذاته سيقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورة انعقادها التاسعة والسبعين في العاشر من شهر سبتمبر الجاري.