29/12/2023
.
منذ عهد محمد علي باشا الذي غزا السودان من أجل الرجالل والذهب الذي تحتويه جبال بني شنقول ؛ لم يهتم السودانيون بالذهب وانما كان همهم أن محمد علي إنما جاء إلى السودان ليدعم جيوشه برجال أشداء شجعان ليغزوا بهم العالم . لم يكن هم الحكومات المتعاقبة بعد محمد علي الا غرس هذه القيمة النبيلة في نفوس طلاب المدارس عندما تلقنهم أن الرجل السوداني يتمتع بالاقدام والشجاعة الذان لايتوفران في بقية شعوب العالم لذلك أتى محمد علي ليطعم جيوشه بالرجال الأشداء الأقوياء الشجعان من بلاد السودان . لم يحظ الذهب بأي إشارة لا من قريب ولا من بعيد في مناهجنا السودانية ولا من الباحثين السودانيين أن وجدوا لتغيير وجه الحياة الكالح من الفقر والفاقة والمسغبة . كان فخر السودانيين الذي لايدانيه فخر وجود مشروع الجزيرة الذي يعتبر من أكبر المشاريع الزراعية في افريقيا والعالم العربي لإنتاج القطن طويل التيلة ؛ والذي أنشأه الاستعمار الإنجليزي لتشغيل مصانع يوركشير للاقمشة في بريطانيا . من المشاريع التي أقامها المستعمر كذلك وظلت مثار فخر الشخصية السودانية خط سكك حديد السودان الذي انشيء من أجل تصدير القطن والصمغ العربي . عندما اتت حكومة الإنقاذ فتحت الخزائن التي لايريد الاستعمار فتحها وانما تركها في خزائنها إلى حين تأتي حاجة الاستعمار لها في الوقت المناسب الذي يراه . انها خزائن البترول وخزائن الذهب واللاتي يقوم عليهن الصراع في السودان في الوقت الحاضر .