Irtekaz

Irtekaz King Saud University, Riyadh جامعة الملك سعود، ریاض (سعودی عرب) میں زیر تعلیم ہندوستانی طلبہ کا ماہانہ آن لائن مجلہ

17/06/2024

ارتکاز ٹیم کی طرف سے تمام قارئین کو عید مبارک

30/05/2024

میرا عزم اتنا بلند ہے کہ پرائے شعلوں کا ڈر نہیں

مجھے خوف آتش گل سے ہے یہ کہیں چمن کو جلا نہ دے

21/10/2022

شیخ محمد عزیر شمس کی ناگہانی وفات نے سب کو مغموم کر رکھا ہے. ہفتہ بھر ہونے کو ہے مگر سب کا غم تازہ ہے، لوگ آپ کی کتابوں کو پڑھ رہے ہیں، مکالمات اور محاضرات سن رہے ہیں، آپ کی یاد میں خامہ فرسائیاں کر رہے ہیں. اس حادثے کو ذہن سے محو ہونے میں ایک عرصہ لگے گا.

ارتکاز چاہتا ہے کہ مملکہ میں مقیم ہندوستانی طلبہ شیخ مرحوم کے تعلق سے اپنے قلم کو حرکت دیں، آپ کی حیات اور متنوع خدمات کو موضوع قلم بنائیں، مختلف گوشوں کو اجاگر کریں. ارتکاز اپنے اگلے شمارے میں ان کی اشاعت کرکے خوشی محسوس کرے گا.

پس اہل قلم طلبہ اردو، عربی اور انگریزی میں اپنے مضامین جلد از جلد ایمیل [email protected] پر ارسال فرمائیں.

16/10/2022

کل شب شیخ محمد عزیر شمس (مکہ مکرمہ) کے انتقال کی خبر سب پر بجلی بن کے گری ہے. عصر حاضر میں شیخ جیسی علمی وتحقیقی شخصیت کا وجود بہت غنیمت تھا جو اب نہیں رہا. علمی دنیا پر سوگواری چھا گئی ہے. اللہ پاک سے دعا ہے مرحوم کی مغفرت کاملہ فرمائے، اعلی علیین میں جگہ دے اور آپ کی علمی تراث سے کما حقہ استفادے کی توفیق بخشے. آمین.

أنا كائن لا مرئي،هل أدركتني؟؟ جنيد يوسف عبد الرقيبطالب البكالوريوس، قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود  https:/...
08/10/2022

أنا كائن لا مرئي،هل أدركتني؟؟
جنيد يوسف عبد الرقيب
طالب البكالوريوس، قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود

https://archive.org/details/5_20221008_20221008_1916

أنا كائن لا مرئي، لا أحد يراني، ولكن أرى الجميع وأشاهد كل الأشياء، وأنظر إلى الناس من بعيد ذاهبا وماشيا، وكانت لي أسرة أحكم عليها وأترأس، وأعضاؤها كانوا يطيعونني، وما كان لأحد أن يخالف أمري، وكانت تمر الأمور والأيام على هذه السيادة والرفادة، قضيت سنين مع أسرتي في ابتهاج وسرور، وكانوا خاضعين لأوامري، وأعالي الصيحات على جميع أفرادها، هذه الأسرة الصغيرة مع كيانها كانت تترأس قبيلة متكونة من الأفراد والأناس، ووراؤها كانت الأوامر تحت قيادتي، هذه الكائنة التي لا يستطيع أحد أن يراها، قادت مع أعضائها الأسرة والمجتمع، ولكن فجأة تغير المشهد عندما كنت في ذروة العمر، وصرت في حالة من الذهول والغشاوة، ولما استيقظت من هذا النوم، وجدت دنيا جديدة مختلفة عن دنياي، لا أرى فيها السيادة ولا القيادة سوى حسرة وبؤس وحزن عميق دائم.
عاليت الصرخات، ودعوت أعضائي، وأمرت الجميع لمطاوعة أمري، ولكنهم أعلنوا الخروج عن إطاعتي، وتظاهروا الخرس ضدي صامتين، ومتمردين لا يجاوبون ولا يسألون ولا يتحركون، ولا يعملون شيئا، وحرضتهم، وأثرتهم لإطاعة ولي أمرهم، وذكرتهم إحساني عليهم في السنين الماضية، ولكن لم يتحرك أحد ولم يجب، كأنني أخاطب جمادا، كأنهم يمرون من صدمة أقفلت لسانهم، وكنت أتحدث معهم بلسان مثير لعواطفهم ووجدانهم، وهيجت مشاعرهم، ولكن لم يسمع أحد وذهب صوتي سدى لم أجد فيه أثرا أن يوقظ أحدا أو يحرض أو يثير.
هل أدركتني من أنا؟ هل أحسست من أنا؟ لا، لم تدركني ولم تشعر ألمي، ولم تبلغ من الحزن مهما بلغت، أنا العقل في جسم إنسان أصابه الشلل وجعلني طريح الفراش، أنا الذي بلعت هذه الغصات الأليمة، أنا أنظر إلى أعضائي، ربيت أولادي وأفراد بيتي، وترعرعوا في تربيتي وإرشادي، ولكنهم اليوم لما صرت في أشد الحاجة إليهم لا يبالي أحد ولا يدرك، وهم تعبوا، وانزعجوا، وتضجروا، وكنت ساعدتهم لما وجدوا، وكانوا محتاجين للمساعدة، ولم أنزعج، ودائما اقتربت منهم لأتحدث، وأسليهم بقربتي، وأقص لهم للترويح عن نفوسهم، ووفرتهم مما احتاجوا، ولكنني أراهم لا يقتربون مني، يمرون من قريب ولا يراني أحد، أتألم في فراش، وأعاني من وجع، ولكن لا أحد يفهمني، ولا وحدتي، ولا عزلتي، وأنا طريح الفراش كحجر لا يتحرك، ولكن اتسع كياني، وأدلي أطرافي في آفاق السماء وأسترحم رب العالمين، وأتألم من ضعف أعضائي لأنني لا وجود لي بدونها.
هل عرفت من أنا؟! هذا الكائن الحي؟ هل أدركت يا بني؟
لم تدرك ألمه؟ لا تتحرك أعضاؤها ولكن يتسع جذورها بكل مكان ويفهم سوى أنه لا يستطيع شيئا، وكيف! ولا أستطيع التحكم بأعضائي فما بال القبيلة أن أترأس عليها، وأنا أتحسر لنظراتهم!!!!

النقشبندية: تعريفها، وعقائدهاحسان أبو المكرم  طالب ماجستير في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة  بجامعة الملك سعود----------...
08/10/2022

النقشبندية: تعريفها، وعقائدها

حسان أبو المكرم
طالب ماجستير في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك سعود

--------------------------------
https://archive.org/details/5_20221008_20221008_1916

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
فقد قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)( )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " افترَقتِ اليهودُ على إحدى وسبعينَ فِرقةً وافترَقتِ النَّصارى على اثنتينِ وسبعينَ فِرقةً وتفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ فِرقةً"( )
فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، وهذا هو الواقع، فقد وجدت فرق كثيرة ضالة في هذا الكون، منها قريبة للإسلام، ومنها من زلّت بعيداً عن الإسلام وأصوله ومعتقداته.
ومن هذه الفرق التي انحرفت عن أصول الإسلام ومعتقداته فرقة (النقشبندية)، والتي ترجع أصولها إلى الصوفية، انتشرت بكثرة في شبه القارة الهندية، ولها نشاطات وأمور دعوية ومجالات كثيرة.
وسنتناول في هذا المقال نبذة مختصرة عن هذه الطائفة، من تاريخها ومؤسسها وسيرة مختصرة عن مؤسسه، ثم أبرز عقائدهم دون ذكر الرد عليهم، وتكون كل هذه الأمور على شكل نقاط، فإن خير الكلام ما قل ودل.

ويهدف المقال إلى الاطلاع عنهم، ومعرفة عقائدهم ونشاطاتهم وأبرز أعلامهم ليكن طالب العلم على حذر منهم مع معرفة شكوكهم وشبهاتهم وأماكن تواجدهم وغير ذلك، لأن التيار الصوفي بدأ ينتشر بسرعة فائقة في العالم الإسلامي مع الزيادة في التشعبات والفرق حسب المناطق والأماكن، بل سموا بعض هذه الفرق بمسميات قد يغتر بها المسلم ولا يستطيع أن يميز بينها وبين الفرق التي سلكت منهج الكتاب والسنة، وكذلك يصعب عليه التمييز بين المتصوفة الأولى والمتصوفة الغلاة منهم.
نسأل الله السلامة من الزيغ والضلال.
عندما نتحدث عن النقشبندية فإنها تشير إلى فرقة من الفرق الصوفية الغلاة، لأن الصوفية كانت على مراحل، ففي البداية كانت منهج سلوكي اشتهرت بالزهد وكثرة العبادة والغلو في التقوى، ثم تحولت إلى معتقد منحرف، وانقسمت إلى مجموعات وفرق، لها أصول ومعتقدات، ومؤسس، وأعلام، ومؤلفات، كالرفاعية والشاذلية والتيجانية والنقشبندية وغير ذلك، بل تفرعت عن الطريقة النقشبندية فرق أخرى كما يقول الشيخ عبدالرحمن دمشقيه في كتابه: "وقد تفرعت من الطريقة النقشبندية عدة طرق وهي الخالدية أو الضيائية نسبة إلى خالد ضياء الدين البغدادي الملقب بذي الجناحين، والضيائية أو الكبروية أو السرهندية أو المجددية نسبة إلى أحمد السرهندي صاحب المكتوبات".( )
يقول محمد درنيقة في كتابه عن مفهوم النقشبندية: " هي كلمة مؤلفة من جزءين: نقش وهو صورة الطابع إذا طبع به على شمع أو نحوه، وبند معناه ربط وبقاء من غير محو، فالكلمة تشير إلى تأثير الذكر في القلب وانطباعه فيه."( )
وقد ذكر الدكتور عبد الله السهلي -حفظه الله- في كتابه قائلاً: " أن سلسلة الطريقة النقشبندية طريقة ذهبية تعود لأئمة الرافضة، ولذا نجد لديهم ميلاً للرافضة"( ) وهي "تتفق مع الطرق الصوفية الأخرى في الخلوة والفقر وغير ذلك".( )
فاتضح من هذا أنهم يميلون للرافضة في بعض معتقداتهم وطرقهم، وغلت الطرق الصوفية الأخرى أيضاً، فهم كخليط أو مركب من الرافضة والصوفية، بل تأثروا كثيراً بالفلسفات الهندية وتشربوا منها، ولذلك ربطوها بعبادات وطقوس ورياضيات روحانية كما سيتم توضيح ذلك إن شاء الله.
ما هي النقشبندية؟
النقشبندية طائفة من المتصوفة، تعتبر من الطرق الصوفية المشهورة، و"تنسب إلى الشيخ بهاء الدين محمد بن محمد البخاري الملقب بشاه نقشبند، وهي طريقة سهلة كالشاذلية انتشرت في بلاد فارس وبلاد الهند وآسيا الغربية"( )
وأصحاب الطريقة النقشبندية عندهم شرك أكبر في باب التوحيد بالربوبـية والألوهية، كاعتقادهم بالقطب والأبدال والأوتاد وغير ذلك، ويمتازون بعقيدة وحدة الوجود، وأن الولي له القدرة في التحكم والتدبير وكذلك يدعون العصمة لهم، ويؤمنون بالحقيقة المحمدية والمنامات ورؤية الله تعالى في حالة اليقظة وخطابه، وتتفق مع الطرق الصوفية الأخرى في الخلوة والفقر وغير ذلك، وقد اهتموا اهتماماً بالغاً لكتب ابن عربي وأتباعه ودافعوا عنهم وشرحوا مؤلفاتهم واعتنوا بها"( ) .
وكذلك تتفق أصول الطريقة النقشبندية في كثير من التفاصيل مع الطرق الصوفية الأخرى، ومع ذلك فإن " من الملاحظ تلازم طرق الصوفية الأربعة بالطريقة النقشبندية وهم الجشتية والسهروردية والقادرية في حين لا يبدو أنه يسمح للمريد النقشبندي بمبايعة طريقة أخرى غيرها كالرفاعية."( )
ويرون أن الإنسان يميل إلى طبعاً إلى الشهوات والرغائب، ويستدلون بقوله تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ)( )، ويحبون حباً جماً لمشايخهم ويفضلونهم على آبائهم الحقيقيين بسبب الأبوة المعنوية ويطيعونه فيما يأمره به وينهاه عنه، لأنه يصل إلى طاعة الله ومحبته بذلك الشيخ، ولهم أوراد وأدعية خاصة بهم تسمى (صلوات النقشبندية) وهي صلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة بأتباع هذه الطريقة.( )
نشأة الطريقة النقشبندية:
قبل أن نتحدث عن نشأة الطريقة النقشبندية نود أن نلفت انتباهكم حول نقطة مهمة وهو أن عدداً من الباحثين تناولوا أوجه التشابه بين العقائد السائدة في الديانات الهندية وعقائد غلاة الصوفية وطرقها كالفناء والحلول ووحدة الوجود وتعذيب النفس بالرياضات الشاقة والجوع والسهر وغير ذلك، وقد تحدث بتوسع عن تأثر التصوف الغالي بالمعتقدات والديانات الهندية القديمة أبو الريحان البيروني، وهو أن الطريق لتحصيل السعادة هو تعذيب الجسد بالجوع وأنواع الرياضات، وقرر البيروني أن المعرفة لا تحصل للنفس البشرية إلا بعد أن تتهاون بالبدن وتريد مفارقته بالعزلة والانفراد، وتتعود تعذيب النفس بالتقشف، وهذا ما نجده في الطرق الصوفية أيضًا فهم اهتموا بهذا الجانب، وكأنهم أخذوا هذه الفلسفات الهندية، بل زادوا على هذه النظريات وبالغوا فيها حتى أسسوا لهم طرقاً خاصة ومنهجاً يمتازون به على الطرق الصوفية الأخرى، صحيح أنهم يتفقون في كثير من الأصول والفروع لكن لهم سمات وعلامات تميزهم عن غيرهم من الفرق.
وقد أكد هذه الحقيقة الباحث الهندي الشيخ محمد ضياء الرحمن الأعظمي -رحمه الله- ، ومعلوماته مهمة وتكون في مقام المصدرية، لأنه كان هندوسياً وهداه الله إلى الإسلام، فهو أيضاً ربط بين عقيدة ( النرفانا) الموجودة في الديانات الهندية والتي تعني الاتحاد بالخالق وبين القول بوحدة الوجود عند غلاة الصوفية فيقول: "الهدف الأسمى للحياة عند الهندوس هو التحرر من رق الأهواء والشهوات، فإن الروح إذا خرجت من جسم تنتقل إلى جسم آخر، وهكذا تنتقل من جسم إلى جسم حتى يحصل لها (النرفانا) وهو العودة إلى أصلها الذي صدرت عنه، والاتحاد والاتصال به وهو (برهما) وفي تعبير المتصوفين (الفناء)"( ) .
فاتضح من هذا الأمر أن المتصوفة بفروعها وفرقها قد تأثرت كثيراً بالفلسفة الهندية واهتمت بالمجاهدات النفسية والرياضات الروحية ضمن عقيدة الاتحاد والاتصال.
ويقول الشيخ العلامة إحسان إلهي ظهير-رحمه الله-: "أن الأفلاطونية الحديثة هي أحد المصادر الأساسية للتصوف، بل إنها هي المصدر الأول بالنسبة للقائلين بوحدة الوجود والحلول كأبي يزيد البسطامي".( )
و أبو يزيد البسطامي من المؤسسين للطريقة النقشبندية، وكانت تنسب إليه كما سيأتي ذكره في لاحقًا إن شاء الله.
فهؤلاء أخذوا نظرية الفيض والمحبة والمعرفة والاشراق مع الآراء الأخرى التي تمسكوا بها عن الأفلاطونية الحديثة.
وهناك أموراً أخرى يمكن ذكره في ضمن نشأة الطريقة النقشبندية مثل: انصراف بعض العباد المسلمين إلى الزهد في الدنيا والانقطاع للعبادة، وكذلك فكرة الإشراقيين من الفلاسفة الذين يرون أن المعرفة تقذف في النفس بالرياضة الروحية والتعذيب النفسي كما سبق ذكره، وكذلك أخذهم بفكرة الحلول الإلهي في النفوس الإنسانية وحلول اللاهوت في الناسوت، وكذلك اعتمادهم بما يسمونه بالمكاشفات، والوجد، والذوق، والإلهام، والتلقي عن النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وفي حالة اليقظة، والتلقي عن الخضر، واللوح المحفوظ وغير ذلك من دعواهم الباطلة والمزيفة، فكل هذه الأمور كانت سبباً كبيراً في نشأة الطريقة النقشبندية والطرق الأخرى كذلك.( )
نبذة عن مؤسسه:
يرى الدكتور محمد درنيقة أن هذه الطريقة تنسب إلى الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه، إذ يعتبره أصحابها المؤسس الأول، وهم بذلك يرجعونها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم على أساس أن أبا بكر قد خلف الرسول صلى الله عليه وسلم في علمه وهديه، ولأنه أفضل الصحابة الكرام، غير أن هذه الطريقة النقشبندية قد استقت مبادئها وأسسها التي ميزتها عن بقية الطرق الصوفية بفضل تعاليم أربع شخصيات:
1/ سلمان الفارسي رضي الله عنه
2/ أبو يزيد طيفور البسطامي
3/ عبد الخالق الغجدواني
4/ محمد بهاء الدين الأويسي البخاري المعروف بشاه نقشبند
وقد عرفت هذه الطريقة منذ نشأتها حتى الآن بعدد أسماء:
1/من عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه حتى أبي يزيد البسطامي كانت تسمى (صديقية)
2/ من عهد أبي يزيد البسطامي حتى عبد الخالق الغجدواني كانت تسمى (طيفورية) نسبة إلى الاسم الأول لأبي يزيد
3/ من الغجدواني إلى محمد بهاء الدين كانت تسمى (خواجكانية) نسبة إلى ختم (ذكر) الخواجكان الذي أدخله الغجدواني
4/ومن محمد بهاء الدين أصبحت تعرف بالنقشبندية
وسنذكر نبذة مختصرة عن محمد بهاء الدين النقشبندي، فهو المؤسس لهذه الطريقة.
اسمه: محمد بهاء الدين النقشبندي الأويسي البخاري المعروف بشاه نقشبند
ولد عام 717هـ/ 1317م في قصر العارفان، وهي قرية بالقرب من بخارى.
بعد أن تلقى العلوم الشرعية صحب الشيخ محمد بابا السماسي حينما كان في الثامن عشرة من عمره، فأخذ عنه السكينة والخشوع والتضرع، ولزم الأمير كلال، وأخذ عنه طريقة السر في الذكر لأنه أقوى وأولى، وقد أصبح هذه النوع من الذكر أهم ما يميز الطريقة النقشبندية عن سواها.
بعد إتمام التحصيل على الأمير كلال أخذ شاه نقشبند يزور الصالحين ويستفيد من أحوالهم، وقد حج ثلاث مرات، ثم أقام بمرو وبخارى ثم عاد أخيراً إلى بلدته قصر العارفان ليستفيد منها، وأصبح يبث من العلوم الغيبية والأسرار الوهبية والفيوضات المحمدية مالا يحيط به محيط.
وفاته: مرض شاه نقشبند مرضه الأخير ودخل خلوته، وفاضت روحه في ليلة الاثنين 3/3/791هـ 1388م ودفن في بستانه كما أوصى، وقد بنى أتباعه على قبره قبة عظيمة، وحولوا البستان إلى مسجد فسيح.
وقد كتب العديد في مناقبه من مشايخ النقشبندية كالشيخ محمد بن سعود البخاري والشريف الجرجاني ومحمد بن حمزة الفناري، وترك شاه نقشبند عدة رسائل:
1/ الأوراد البهائية
2/ تنبيه الغافلين
3/سلك الأنوار
4/ هدية السالكين وتحفة الطالبين
كما أنه اشتهر بنظم بعض الأبيات الحكيمة الفارسية، وقد قام مريدو طريقته بتعريبها،
وللنقشبندي صلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم منها هذه الصيغة التي درج النقشبندية على قراءتها:
"اللهم أنت الملك الحي القيوم الحق المبين، اللهم إنا نسألك أن تصلي على سيدنا محمد نبراس الأنبياء ونير الأولياء وزبرقان الأصفياء وضياء الخافقين"
وينقل عنه أنه كان زاهداً متقشفاً حريصاً على الكسب الحلال، فكان يأكل خبز الشعير الذي يزرعه بنفسه، وكان يلبس جبة من الصوف، وكان محباً للفقراء، يصنع لهم الطعام بيده ويخدمهم ويواسيهم لذلك أحبه الجميع واعترفوا بفضله.( )
من أبرز أعلامهم:
1/ أبو يزيد البسطامي
واسمه طيفور بن عيسى بن آدم بن سروشان، كان جده سروشان مجوسياً فأسلم، ولد في 188هـ/804م ببسطام في خراسان وتوفي عام 264هـ/877م ولم يعرف مكان دفنه
يرى بعض المستشرقين أن أبا يزيد قد يكون أول من نشر فكرة الفناء عند الصوفية المسلمين، وهو صاحب المقولة الشهيرة (سبحاني ما أعظم شأني، خضت بحراً وقف الأنبياء بساحله)
2/عبد الخالق الغجدواني:
ولد بقرية غجدوان القريبة من بخارى، ونشأ بها وتوفي ودفن فيها أيضاً، مما يذكر أنه عندما وصل شيخه في التفسير إلى قوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)( ) سأل الغجدواني شيخه عن حقيقة الذكر الخفي وكيفيته، لأن العبد إذا ذكر جهراً وبتحريك الأعضاء اطلع عليه الناس، وإذا ذكر في قلبه فإن الشيطان يطلع عليه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، وما لبث أن اهتدى الغجدواني إلى طريقة في الذكر ذلك أنه كان يغطس في الماء، ويذكر بقلبه: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وضع الغجدواني (الختم) النقشبندي أي طريقة الذكر
3/ إبراهيم البدخشاني النقشبندي:
استوطن مدينة دهلي، وتوفي عام 1165هـ/1751م، له مثنوي باللغة الفارسية فيه ستة آلاف بيت.
4/ أبو بكر بن أحمد الكلالي الشافعي النقشبندي(1240-1280هـ / 1824-1863م)
كردي الأصل: نزل دمشق وظل فيها حتى وفاته، اشتهر بعلوم الحديث والتفسير،
من آثاره:
- صفوة التفاسير
- تنبيه الغافلين على من رد اقوال المتقدمين وخطأ من أخطاء أئمة الدين
5/ أبو سعيد بن محمد عيسى:
ولد عام 1196هـ/1781م في بلدة مصطفى آباد (رامبور) بالقرب من دهلي، وتوفي عام 1250هــ/1834 م
6/ أحمد بن عبد الأحد الفاروقي السرهندي الملقب بمجدد الألف الثاني:
ينتهي نسبه إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولد ببلدة سهرند أو سرهند ( وهي قرية بين دهلي ولاهور)، أجاز والده الطرق الصوفية القادرية والسهروردية والجشتية وهو ابن سبعة عشر عاماً
7/ ظاهر بنعلي الزيداني الصفدي النقشبندي:
استوطن اسلامبول، له أرجوزة سعادة الدراين في إتباع سيد الكونين
8/ عليم الله بن عبد الرشيد العباسي النقشبندي الحنفي اللاهوري:
توفي حوالي 1167هــ/1754م له (الفوائد الأفضلية)( )
من عقائدهم: المقامات والمراتب:
تحض النقشبندية على العزائم وتجنب الرخص في جميع الحركات والسكنات والعادات والعبادات والمعاملات والسلوكيات، ولهم كلمات فارسية وضعها الغجدواني تعتبر أصولاً، ولهم مقامات ومراتب وأسباب للوصول كالرابطة والمراقبة (وهي على درجات كمراقبة الحق ومراقبة الأقربية ومراقب البصرية والعلمية والمراقبة الفاعلية) والذكر وختم الخواجكان والشيخ المرشد والمريد.
" وأصول الطريقة وتعاليمها فارسية النمط. قام بإخراجها أعاجم من بخارى وطاشكاند ممن كانوا متأثرين بتعاليم الفلسفة، ثم مزجوا هذه التعاليم بالإسلام وكسوها بكساء الشريعة. ومن الأدلة على ذلك ما تجده في هذه التعاليم التي بقيت عناوين تعاليمها بالفارسية حتى في كتب الطريقة العربية:
(هوش دردم) بمعنى حفظ النفس عن الغفلة
(نظر بر قدم) بمعنى أن يكون نظر السالك إلى قدميه عند المشي.
(سفر در وطن) بمعنى سفر السالك من عالم الخلق إلى جناب الحق.
(خلوة در أنجمن) بمعنى المكان الذي يتخلى فيه العبد للتعبد.
(يادكرد) معناه الذكر بالنفي والإثبات.
(بازكشت) أي إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي.
(نكاهداشت) أي حفظ القلب عن معنى النفي والإثبات عند الذكر.
(ياد داشت) أي حضور القلب مع الله"( ).
" وكان يكفي الشيخ بهاء نقشبند أن يقول للرجل «مت» فيموت. ثم يقول له «قم حي» فيعود إلى الحياة مرة أخرى. وذكر قصة طويلة في ذلك وأنه ألقي إليه أن يقول لصاحبه مت فمات ثم ألقي إليه أن يقول له عش فأخذت تسري به الحياة شيئًا فشيئًا ثم عاد إلى الحياة.
وكان شاه نقشبند يتمثل هو وكل نقشبندي بأقوال الحلاج ومنها هذا البيت:
كفرت بدين الله والكفر واجب
لدي وعند المسلمين قبيح
هذا البيت الشعري مشهور ومتداول في كتب النقشبنديين، كيف يكون فيه شيء من الإيمان من يستحسن نقل هذا الشعر الكفري من الحلاج الذي شهد علماء الأمة أجمعهم بكفره؟!
وسلم أحد الناس عليه فلم يرد عليه السلام ثم اعتذر إليه بعد ذلك بأنه كان مشغولا بسماع كلام الله"
ويقال عن أحمد الفاروقي السرهندي: " لقد بلغ هذا الرجل من التواضع أن فضل النصارى والكفار عامة عليه فزعم أن كفار الإفرنج أفضل منه لأن في الكافر نورانية بسبب امتزاج عالم الأمر فيه بعالم الخلق". ليس هذا فحسب، بل " بعض النقشبنديين يجد نفسه أثناء العروج في مقام الأنبياء أنه عرج إلى ما فوق مقام الأنبياء"( ) والله المستعان على ما يقولون.
وعندما ندخل في معتقداتهم نجد أن هناك بعض الأمور لديهم يدل على الكفر مثل اعتقادهم عن الولي أنه إذا قال للشيء كن فيكون( ) ، وعكس ذلك، أو إذا قال لهم (مت) فيموت، وكذلك هناك أقوال صريحة في كفرهم، مثال ذلك:
ما حكاه صاحب الرشحات، أن مولانا سعد الدين جاء يومأً في حجرته ورأى مصحفاً في الرف، فقال ما هذا الكتاب، فرد عليه أنه مصحف...فقال: إن ذلك من علامة البطالة، فإن تلاوة القرآن وظيفة المتوسطين والصلاة شغل المنتهين( ).
أيعقل هذا؟؟ مع أن الصلاة عمود الدين وركن من أركان الإسلام، وهم يستخفونه ويقولون إنه شغل المنتهين...؟
وكذلك أنكروا علم الغيب لله، ويقولون أن العبد رب والرب عبد، ولهم مقامات، كمقام الجهل بالله، ومقام الخمر والسكر، ويعتبر السرهندي الإنسان على صورة الله، ويصرحون بوحدة الوجود والاتحاد والفناء والعشق، ويقولون أن الحق منسوب إلى بهاء الدين النقشبندي، وأنهم فعالون لما يريدون، وأنهم يعلمون الغيب و ما في الصدور وغير ذلك من الشطحات...
ويعتنون كثيراً بموضوع الولاية، "فيقسم محمد المعصوم النقشبندي مراتب الولاية إلى عدة مراتب:
مرتبة الولاية الصغرى.
مرتبة الولاية الكبرى وهي ولاية الأنبياء.
مرتبة الولاية العليا. وهي مرتبة الوصول إلى مرتبة الذات الإلهية.
- أما مرتبة الولاية الكبرى وهي المقام الأخير من مقامات النقشبندية التي هي ولاية الأنبياء.
- وأما مرتبة الولاية العليا. فهذا المقام من أعلى درجات الولاية السابقة بل كشف تفوقه على ولاية الأنبياء، أما فضيلة الأنبياء فهي بطريق النبوة...
- وإذا تم السير في اسم «هو الظاهر» واسم «هو الباطن» اللذين هما جناحان للطيران إلى مرتبة « الذات البحت تعالت وتقدست» المعبر عنها بالولاية العليا يكون السير في مرتبة «كمالات النبوة» وفي هذا المقام قطع السير مقدرا نقطة واحدة أفضل من جميع المقامات من الولايات الثلاثة أعني الولاية الصغرى والولاية الكبرى والولاية العليا.
وأما مرتبة ما بعد الولاية العليا فهي:
مرتبة تجلي الذات تعالى من غير حجب الأسماء والصفات وجعل لها ثلاث مراتب:
الأولى: مرتبة كمالات النبوة.
الثانية: مرتبة كمالات الرسالة.
الثالثة: مرتبة كمالات أولي العزم. وهذه المراتب كلها تحصل لغير الأنبياء.
ولما أحس بأن هذا تفضيل صريح للولي على النبي اعتذر قائلًا:«ولا يلزم من حصول كمالات النبوة لبعض أفراد الأمة بطريق التبعية والوراثة أنهم من الأنبياء أو مساو لهم».
وثمة طعن آخر ظهر من أحد النقشبنديين المعاصرين وهو عبد الله الفايز الداغستاني شيخ ناظم القبرصلي حيث زعم أن «من قرأ خواتيم البقرة ولو مرة واحدة يفوز بما لم يفز به الأنبياء».
وهناك دوائر تحصل للسالك منها:
- دائرة حقيقة الكعبة
- دائرة حقيقة القرآن: وفي هذه المرتبة يزعمون أنه يظهر للولي في هذا المقام بواطن كلام الله ويرى كل حرف من حروف القرآن بحرًا موصلًا إلى كعبة المقصود ويصير لسان القارئ وقت تلاوة القرآن كالشجرة الموسوية.
- دائرة حقيقة الصلاة
- دائرة المعبودية الصرفة
- دائرة الحقيقة الموسوية
- دائرة الحقيقة المحمدية.
- دائرة الحقيقة الأحمدية
- دائرة الحب الصرف: وتعني أن الحب هو سبب خلق الله لظهور الممكنات( )
وقد زعموا أنهم يرون الله تعالى في الدنيا " واختلف علماء بخارى في إمكان رؤية الله، فمنهم من نفى ومنهم من أثبت، فأتوا إلى الشيخ محمد بارسا، وقالوا له: إنا رضيناك حكما علينا في هذه المسألة. فقال للنافين: أقيموا في صحبتي ثلاثة أيام متطهرين ولا تتكلموا بشيء ما حتى أجيبكم، فلما مضت ثلاثة أيام حصل لهم حال قوي فصعقوا، فلما أفاقوا جعلوا يقبلون قدم الشيخ وقالوا: آمنا أن الرؤية حق».
ويؤكد محمد أمين الكردي هذه الرؤية في الدنيا فيقول: «فإذا جاهد فيه - أي الذكر - حق جهاده وصدق فيه: ظهرت النتيجة وهي: رؤية جناب الحق سبحانه وتعالى بعين البصيرة على الدوام والمداومة عليها مع المجاهدة التامة يكون دائما في التقرب وأبدا في التحبب حتى تنتهي مراقبته إلى المشاهدة من غير حجاب» وقد أثبت السرهندي رؤية النبي ربه في الدنيا.( )
مناطق انتشارهم ووجودهم:
النقشبندية لها فروع في الصين وتركيا، وبعض بلدان آسيا الوسطى والهند وجاوة، ومن فروعها الصديقية خواجكانية( )
وقد نشر هذه الطريقة في الهند السرهندي، ونشرها في بلاد الشام محمد أمين الكردي، ولا يزال الشيخ أمين يعمل على نشر هذه الطريقة في بلاد الشام ولبنان غلى يومنا هذا.( )
ويمكن أن نستخلص المقال في أسطر فنقول أن النقشبندية من الطرق المتصوفة الغلاة، لها معتقدات باطلة تصل إلى درجة الكفر والشرك، فينبغي لطالب العلم الحذر من هذه الخزعبلات والشطحات التي لا يقبلها الدين ولا العقل، بل كله عن اتباع هوى وما خطر في قلب بشر، نسأل الله السلامة، والتوفيق والعون والسداد
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المراجع والمصادر
1/ القرآن الكريم
2/ الصوفية نشأتها وتطورها، محمد العبدة وطارق عبد الحليم، ط4،1422هـ/2001م
3/الطريقة النقشبندية وأعلامها، د. محمد أحمد درنيقة
4/مقالات الفرق،أ. د.ناصر بن عبدالله القفاري، ط1، 1439هـ/2017م دار العقيدة
5/التصوف المنشأ والمصدر، إحسان إلهي ظهير، ط1، 1406هـ/1986م، إدارة ترجمان السنة لاهور، باكستان
6/الطريقة النقشبندية، عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية، موقع الفرقان
7/الطرق الصوفية نشأتها وعقائدها وآثارها، الدكتور عبدالله دجين السهلي، ط1 1426هـ/2005م، دار كنوز اشبيليا
8/الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، ط4، دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع
9/فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها، د. غالب بن علي عواجي، كتاب الكتروني
10/موسوعة الفرق ضمن موقع الدرر السنية

الإيمان عند الأشاعرة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعۃ محمد مصطفى عبد السلامطالب دكتوراه في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة ...
08/10/2022

الإيمان عند الأشاعرة في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعۃ

محمد مصطفى عبد السلام
طالب دكتوراه في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك سعود
-------------------------------------------------https://archive.org/details/5_20221008_20221008_1916

التمهيد: معنى الإيمان:
أ‌- الإيمان في اللغة:
الإيمان لغةً: هو مصدر آمن يؤمن إيماناً، فهو مؤمن، ومعناه: التصديق، قال تعالى: ﴿وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِين}[يوسف:17]، أي: بمصدِّق( ) ( ).
ب- الإيمان شرعاً: هو إقرار باللسان وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان؛ يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ( )( ).
المبحث الأول: حقيقة الإيمان، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: حقيقة الإيمان عند الأشاعرة( )
إن الأشاعرة لم تكن على مقالة واحدة في مسمى الإيمان، وفي هذا البحث سأذكر أشهر أقوالهم الذي عليه أكثر أصحابه، كالقاضي أبي بكر الباقلاني، وأبي المعالي الجويني وغيره، فالمعروف عندهم الإيمان هو التصديق، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية "وأما الأشعري: فالمعروف عنه، وعن أصحابه: أنّهم يوافقون جهماً في قوله في الإيمان، وأنه مجرّد تصديق القلب، أو معرفة القلب"( ).
قال أبو الحسن الأشعري في اللمع: فإن قال قائل ما الإيمان عندكم؟ قيل: الإيمان هو التصديق بالله وعلى ذلك إجماع أهل اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، قال الله تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ﴾ [إبراهيم: 4]، فلما كان الإيمان في اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، هو التصديق كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا﴾ (يوسف: من الآية17) أي: بمصدق لنا، وقالوا جميعاً فلان يؤمن بعذاب القبر والشفاعة ، يريدون يصدق بذلك، فوجب أن يكون الإيمان هو ما كان عند أهل اللغة إيمانا، وهو التصديق "( ). (ويشبه كلام الباقلاني في التمهيد كما سيأتي).
فقد ذكر القاضي أبو بكر الباقلاني(ت: 403ه) في الإنصاف: "واعلم أن حقيقة الإيمان هو التصديق، واعلم أن محل التصديق هو القلب"( ).
وقال في التمهيد: "فإن قال قائل: خبرونا ما الإيمان عندكم؟ قلنا: الإيمان هو التصديق بالله وهو العلم، والتصديق يوجد بالقلب، فإن قال: فما الدليل على ما قلتم؟ قيل له: إجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان قبل نزول القرآن وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم هو التصديق، لا يعرفون في اللغة إيماناً غير ذلك، ويدل على ذلك قوله: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا﴾ (سورة يوسف: 17) أي: بمصدق لنا، ومنه قولهم: فلان يؤمن بالشفاعة، وفلان لا يؤمن بعذاب العبر، أي لا يصدق بذلك، فوجب أن الإيمان في الشريعة هو الإيمان في اللغة لأن الله ما غير اللسان العربي ولا قلبه ولو فعل ذلك لتواترت الأخبار بفعله وتوفرت دواعي الأمة على نقله ولغلب إظهاره على كتمانه , وفي علمنا بأنه لم يفعل ذلك بل إقرار أسماء الأشياء والتخاطب بأسره على ما كان دليل على أن الإيمان في الشريعة هو الإيمان اللغوي ومما يدل على ذلك ويبينه قوله تعالى: ﴿وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه﴾ [إبراهيم: 4] وقوله: ﴿إنا جعلناه قرآنا عربيا﴾ [الزخرف: 3] فأخبر أنه أنزل القرآن بلغة العرب وسمى الأسماء بمسمياتهم فلا وجه للعدول بهذه الآيات عن ظواهرها بغير حجة لا سيما مع القول بالعموم وحصول التوقيف على أن القرآن نزل بلغتهم ; فدل على ما قلناه من أن الإيمان ما وصفناه دون ما سواه من سائر الطاعات من النوافل والمفروضات "( ).
وقال الجويني(ت: 403ه): أن حقيقة الإيمان التصديق بالله تعالى، فالمؤمن بالله من صدقه، والدليل على أن الإيمان هو التصديق صريح اللغة وأصل العربية، وهذا لا ينكر فيحتاج إلى إثباته، وفي التنزيل:﴿ وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين﴾ معناه وما أنت بمصدق لنا"( ).
وقال إبراهيم اللقاني(ت: 403ه) في منظومته:
وفسر الإيمان بالتصديق ... والنطق فيه الخلف بالتحقيق( ).
فخلاصة كلامهم أن الايمان: التصديق وهو العلم، مع أن تعبيراتهم تختلف أحياناً فيقولون: هو العلم ،كقول جهم ابن صفوان، وتارة يقولون: هو التصديق( ).
المطلب الثاني: الردّ على الأشاعرة:
الرد عليهم من عدة وجوه، ومنها:
1- دعوى إجماع أهل اللغة على أن الإيمان قبل نزول القرآن هو التصديق، يقال: من نقل هذا الإجماع؟ ومن أين هذا الإجماع؟ وفي أي كتاب ذكر هذا الإجماع؟، ثم يقال: أتعني بأهل اللغة نقلتها كأبي عمرو، والأصمعي، والخليل ونحوهم، أو المتكلمين بها؟ فإن عنيت الأول، فهؤلاء لا ينقلون كل ما كان قبل الإسلام بإسناد، وإنما ينقلون ما سمعوه من العرب في زمانهم، وما سمعوه في دواوين الشعر وكلام العرب وغير ذلك بالإسناد، ولا نعلم فيما نقلوه لفظ الإيمان، فضلاً عن أن يكونوا أجمعوا عليه، وإن عنيت المتكلمين بهذا اللفظ قبل الإسلام فهؤلاء لم نشهدهم ولا نقل لنا أحد عنهم ذلك.
2- أنه لا يعرف عن هؤلاء جميعهم أنهم قالوا: الإيمان في اللغة هو: التصديق، بل ولا عن بعضهم، وإن قُدِّر أنه قاله واحد أو اثنان، فليس هذا إجماعاً.
3- أنه لم يذكر شاهداً من كلام العرب على ما ادّعاه عليهم، وإنما استدل من غير القرآن بقول الناس: فلان يؤمن بالشفاعة، وفلان يؤمن بالجنة والنار، وفلان يؤمن بعذاب القبر، وفلان لا يؤمن بذلك، ومعلوم أن هذا ليس من ألفاظ العرب قبل نزول القرآن، بل هو مما تكلم الناس به بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم، لما صار من الناس أهل البدع يكذبون بالشفاعة وعذاب القبر، ومرادهم بذلك هو مرادهم بقوله: فلان مؤمن يؤمن بالجنة والنار، وفلان لا يؤمن بذلك، وإن كان تصديق القلب داخلاً في مراده، فليس مراده ذلك وحده، بل مراده التصديق بالقلب واللسان، فإن مجرد تصديق القلب بدون اللسان لا يعلم حتى يخبر به عنه( ).
وأما استدلالهم من قوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا﴾ (يوسف: 17) أي بمصدق لنا، وكذلك قولهم: الإيمان هو مرادف للتصديق، فيردّ عليهم من عدة وجوه، ومنها:
أ- أن لفظ الإيمان تكرر في القرآن والحديث أكثر من غيره من الألفاظ، والإيمان أصل الدين، وكل مسلم يحتاج إلى معرفته، فلا بد أن يؤخذ معنى الإيمان من جميع موارده، لا من آية واحدة.
ب - أن الإيمان ليس مرادفاً للتصديق لعدة أسباب: ومنها:
1- أنه يقال للمخبر إذا صدق: صدقه، ولا يقال: آمنه، ولا آمن به، بل يقال: آمن له، كما قال تعالى: ﴿فآمن له لوط﴾ [العنكبوت: 26]، وقوله تعالى: ﴿فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف﴾ [يونس: 83]، وقال تعالى: ﴿يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين﴾ [التوبة: 61]، ففرق بين المعدى بالباء والمعدى باللام، فالأول يقال للمخبر به، والثاني للمخبر، ولا يرد كونه يجوز أن يقال: ما أنت بمصدق لنا؛ لأن دخول اللام لتقوية العامل، كما إذا تقدم المعمول، أو كان العامل اسم فاعل، أو مصدراً، على ما عرف في موضعه, فالحاصل أنه لا يقال: قد آمنته، ولا صدقت له، إنما يقال: آمنت له، كما يقال: أقررت له، فكان تفسيره بأقررت, أقرب من تفسيره بصدقت، مع الفرق بينهما؛ لأن الفرق بينهما ثابت في المعنى.
2- وإن كل مخبر عن مشاهد أو غيب، يقال له في اللغة: صدقت، كما يقال له: كذبت، فمن قال: السماء فوقنا، قيل له: صدقت، وأما لفظ الإيمان فلا يستعمل إلا في الخبر عن الغائب، فيقال لمن قال: طلعت الشمس: صدقناه، ولا يقال: آمنا له، فإن فيه أصل معنى الأمن، والائتمان إنما يكون في الخبر عن الغائب، فالأمر الغائب هو الذي يؤتمن عليه المخبر, ولهذا لم يأت في القرآن وغيره لفظ آمن له, إلا في هذا النوع.
3- وإن لفظ الإيمان لم يقابل بالتكذيب كما يقابل لفظ التصديق، وإنما يقابل بالكفر، والكفر لا يختص بالتكذيب، بل لو قال: أنا أعلم أنك صادق ولكن لا أتبعك، بل أعاديك وأبغضك وأخالفك لكان كفرا أعظم، فعلم أن الايمان ليس التصديق فقط، ولا الكفر التكذيب فقط، بل إذا كان الكفر يكون تكذيبا، ويكون مخالفة ومعاداة بلا تكذيب, فكذلك الإيمان، يكون تصديقا وموافقةً وانقياداً، ولا يكفي مجرد التصديق، فيكون الإسلام جزء مسمى الإيمان، ولو سلّم الترادف، فالتصديق يكون بالأفعال أيضا، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "العينان تزنيان، وزناهما النظر، والأذن تزني، وزناها السمع" , إلى أن قال: " والفرج يصدق ذلك أو يكذبه( )"( ).
لوازم قولهم:
يلزم بقولهم أن فرعون وقومه كانوا مؤمنين، فإنهم عرفوا صدق موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام ولم يؤمنوا بهما، ولهذا قال موسى لفرعون: ﴿قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾، وهو من أكبر خلق الله عناداً وبغياً، كما قال تعالى: ﴿إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين﴾ [القصص: 4] ، وكذلك اليهود الذين قال الله فيهم: ﴿الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم﴾ [البقرة: 146]، فهم يعرفون النبي صلى الله وسلم كما يعرفون أبناءهم، ولم يكونوا مؤمنين به، بل كافرين به، معادين له، وكذلك أبو طالب عندهم يكون مؤمناً فإنه قال:
ولقد علمت بأن دين محمد ... لولا الملامة أو حذار مسبَّة
من خير أديان البرية دينا ... لوجدتني سمحاً بذاك أمينا
بل إبليس يكون عندهم مؤمناً كامل الإيمان؛ فإنه لم يجهل ربه، بل هو عارف به: ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الحجر: 36] وقوله تعالى ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي﴾ [الحجر: 39] وقوله تعالى ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [ص: 82] ( ).

المطلب الثالث :الإيمان عند أهل السنة والجماعة.
إن الإيمان عند أهل السنة والجماعة هو: قول وعمل، كما قال الإمام البخاري: " لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول، وعمل، ويزيد وينقص" ( ).
وقال الإمام البغوي: "اتفقت الصحابة والتابعون، فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان، وقالوا: إن الإيمان قول، وعمل، وعقيدة" ( ).
وكذلك بين شيخ الاسلام ابن تيمية عقيدة اهل السنة والجماعة بقوله: "ومن أصول أهل السنة والجماعة: أن الدين والإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح"( )(سيأتي بيانها).
وقال الإمام الآجري: "إن الإيمان هو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح ولا يكون العبد مؤمناً، إلا أن تجتمع فيه هذه الخصال الثلاث، وقد دل على ذلك القرآن والسنة، وقول علماء المسلمين"( ) .
وأما معنى "قول وعمل" في بيان الايمان فهو كما يلي:
الأول:
قول القلب: وهو تصديقه وإيقانه, كما في قوله تعالى: ﴿والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون، لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين﴾ [الزمر: 33، 34]، وقوله تعالى: ﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا﴾ [الحجرات: 15].
الثاني:
قول اللسان: وهو النطق بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والإقرار بلوازمها, قال الله: ﴿وقولوا آمنا﴾ [البقرة: 136]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله"( ).
الثالث:
عمل القلب: وهو النية والإخلاص والمحبة والانقياد والإقبال على الله عز وجل، والتوكل عليه، قال الله تعالى: ﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه﴾ [الأنعام: 52]، وقال تعالى: ﴿ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن﴾ [النساء: 125].
الرابع:
عمل اللسان والجوارح: فعمل اللسان ما لا يؤدى إلا به، كتلاوة القرآن وسائر الأذكار من التسبيح، والتحميد، والتهليل والتكبير، والدعاء والاستغفار وغير ذلك, وعمل الجوارح ما لا يؤدى إلا بها مثل: القيام، والركوع، والسجود، قال الله تعالى: ﴿إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور﴾ [الرعد: 22], وقال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا، وسبحوه بكرة وأصيلا﴾ [الأحزاب: 41]( )
وقد حصر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أقوال السلف في الإيمان، فهي:
أ‌- قول، وعمل.
ب‌- قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح.
ت‌- قول، وعمل، ونية.
ث‌- قول، وعمل، واتباع السنة.
فبيّن -رحمه الله- مقصود السلف، فمن قال الإيمان: هو قول، وعمل، أراد قول القلب، واللسان، وعمل القلب والجوارح.
ومن أراد الاعتقاد، رأى أنَّ لفظ القول لا يفهم منه إلا القول الظاهر، أو خاف ذلك؛ فزاد الاعتقاد بالقلب.
ومن قال: قول، وعمل، ونية، قال: القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان، وأما العمل قد لا يُفهم منه النية، فزاد ذلك.
ومن زاد اتباع السنة، فلأن ذلك كله لا يكون محبوباً لله إلا باتباع السنة، وأولئك لم يريدوا كل القول والعمل، إنما أرادوا ما كان مشروعاً من الأقوال، والأعمال.
والذين جعلوه أربعة أقسام فسَّروا مرادهم، كما سئل سهل بن عبد الله التستري عن الإيمان ما هو؟ فقال: قول، وعمل، ونية، وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق، وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة،( )
(يتبع)

Address

King Saud University
Riyadh
23215

Telephone

+966501045646

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Irtekaz posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to Irtekaz:

Share

Category