27/06/2024
ميادين المراغمة مفتوحة ممتدة .. والإثخان في أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيها أو دفع شرورهم ومكائدهم ضرورة قصوى وجهاد فرض، لكن المرجفين لا يعلمون!
كم من الأقلام بذلت جهدها في محاولة إحباط المسلمين الذين يحاولون التأثير من خلال المقاطعة بجهل وحماقة يذمون صنيعهم ويلمزونهم بالجبن ويقدمون لهم خيارين، حمل السلاح أو الصمت!
ورحمة الله أوسع من إلزاماتهم .. والمقاطعة موقف نبيل وشهم من كل مسلم أبي يرجو رحمة ربه .. وأحسب هذه الأصوات النكدة التي خرجت يغيظها خسارة منتجات ألفتها وتعلقت بها، أجبن من يقف في معركة وأسرع من يتولى!
أيها الناس، سلاح المقاطعة ممتد بعمق جدا في التاريخ! من يوم نبي الله يوسف عليه السلام حين منع الميرة عن إخوته، ليجبرهم على أن يأتوا له بأخيهم من أبيهم.
ومن يوم الصحابي ثمامة بن أثال، رضي الله عنه، عندما أسلم وقال لكفار قريش: "والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطةٍ حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم".
وفي التاريخ محطات مروءة ودين لا تخفى لكل صاحب صدق وفضيلة.
ويكفي من المقاطعة شرفا أن تجمع المسلمين على عمل يغيظ الكافرين والمنافقين في إظهار وحدة مسلمة لنصرة دينه والمستضعفين وهو إغاظة حتما وله أثر اقتصادي مرصود،
ويكفي منها تربية للنفس على الزهد والتخلص المزمن مما يأتينا من طرف يحاربنا، وفي ذلك فرصة لإتاحة المجال لشركات محلية وإنتاج محلي أن يزدهر بدل الارتباط المرضي بأسماء الشركات الأجنبية.
ثم عزة نفس تسجل ولو سطرا في كتب التاريخ وموقف تعتذر به أمام الله تعالى مع كل جهد لك في البراءة من الكفر والظلم والجبن.
لا يعني ذلك القعود بل نسبة كبيرة ممن يمتشق سلاح المقاطعة هم من أكثر الناس استعدادا للجهاد، فنفسه مهيأة للتحرر من الغير وتسطير مواقف العزيمة، ومستعدة للزهد في حياته وتغيير عاداته بحزم، وهو وسيلة من وسائل الدفع لا نبخسها حقها، ولا قيمتها ولو كانت معنوية في نظر البعض!
قاطع عدوك .. استغن عنه .. لعل الله يوجب لك الاستعمال والبركات. ولا تلتفت لكثرة المخذلين فلو كان فيهم خير لأنفسهم لأنفوا المذلة!
--
د. ليلى حمدان