15/12/2023
الوداع!
حدث يحدث في حياتنا بشكلٍ متكرر ولا شك في انه يختلف باختلاف قيمة الاشخاص الذين ودّعناهم في حياتنا.
لكنني سألت نفسي سؤال، لماذا نحن نكره لحظات الوداع ؟
او بشكل اخر لماذا اصلاً تؤثر فينا لحظات الوداع؟؟
الحقيقة انني فعلاً لم افهم السبب الرئيسي او السبب الاعمق لهذا الشعور مهما حاولت مع انني حاولت في ذلك كثيراً، ولكنني توصلت الى بعض الاسباب التي قد تشرح بعض اسبابه.
احنا موجودين على هذة البسيطة لوقت محدود وكلنا على يقين أننا في يومٍ ما سنصبح إما مُوَدَعين او مُودِعين ولكن لماذا تقلقنا تلك اللحظات؟ بل اننا نحاول مرات ان نغالط انفسنا وندعي ان ذلك كله هُراء او قد نقول كفى الله الشر في كل
لحظة تخطر على بالنا فكرة اننا نودع او نترك او نفقد شخص عزيز علينا.
هل ياترى يعود ذلك الى ان الانسان كائن اجتماعي بذاته وفقدانه لاشخاص مهمين في حياته ولو لفترة قصيرة يجعل الانسان يشعر بالوحدة ؟ أم انه في لحظات الوداع يصبح شيء حتمي انه بعد وقت ما ليس بالبعيد سنفترق مع ذلك الشخص وحينها نتخيل الفراغ الذي سيتركه في المكان من حولنا او في قلبنا؟ وحينها نستشعر المقولة " نعرف قيمة الشيء حين فقدانه"
طيب… هل قد يكون ذلك لأنه فيه شعور خفي يكون داخلنا وحتى لو ما اظهرناه وهو انما لدينا احساس ولو بنسبة ١ ٪ ان الشخص هذا لن يرجع على الأقل وهو على قيد الحياة، يعني مش واثقين في القدر ولهذا ايضاً احنا نكرة اللحظات هذة وفي نفس الوقت نحاول أيضاً نعيشها عشان مانندم لو شي حصل ان احنا ما وادعناه او حتى كان آخر عهده بنا لحظات جميلة
تركناها في آخر ذكرياته لنا.
والعجيب أننا وبعد الوداع نفسه نبقى على أمل اللقاء مرة أخرى وان لم يكن على هذة البسيطة ففي الاخرة.
لعل احدكم سأل نفسه لماذا شروق الشمس يشعرنا بالطاقة والغروب ( وداع النهار) يشعرنا بالكآبة؟
أو لعله كما قال أحد اصدقائي حينما سألته نفس السؤال واجابني: اكثر شعور عميق من بعد الحب هو الوداع و الحزن، ولو تتعمق فيه بتدخل في متاهه.
زيد علي عنتر