18/11/2024
حربية بزار أم عبد الله: قصة كفاح وأمومة لا تُنسى
في قلب بلدة سردا الفلسطينية، كانت تعيش امرأة عظيمة بكل معاني الكلمة، حربية أم عبد الله، التي جسّدت المعنى الحقيقي للتضحية والصبر في أبهى صورهما. فقد كرست حياتها لرعاية أبنائها الأربعة، الذين كانوا يعانون من إعاقات عقلية، وهم ثلاث بنات وولد واحد، في ظل ظروف حياتية صعبة ومؤلمة، خاصة بعد وفاة زوجها ضلت ويحيدة في مواجهة هذه المسؤولية الجسيمة.
أم عبد الله كانت رمزًا للصبر والقوة؛ امرأة بسيطة في مظهرها، لكن عظيمة في روحها وحنانها. حياتها اليومية كانت رحلة شاقة، مليئة بالتعب والعمل المضني، لكنها لم تعرف الاستسلام يومًا. كانت تقوم بكل ما تستطيع لتوفير الحب والرعاية لأبنائها، تحيطهم بحنان الأمومة الذي لا ينضب، وتحمل همومهم فوق كتفيها، متحدية ظروف الحياة التي لم ترحمها.
على الرغم من مشقة الحياة، كانت أم عبد الله مثالًا للإلهام لكل من عرفها أو زارها. كانت البساطة والجمال يتجليان في بيتها، حيث كانت تُظهر للعالم كيف يمكن للحب الحقيقي أن يغلب الألم. زيارتها كانت تترك في النفوس أثرًا لا يُنسى؛ فقد كانت تمنح كل من يلتقي بها درسًا في التواضع، والإصرار، وحب الأسرة.
في حياتها، لم تكن حربية أم عبد الله مجرد أم ترعى أبناءها، بل كانت بطلة تُقاتل في معركة يومية من أجل حياة كريمة لأبنائها. محبتها العميقة لهم كانت نورًا يضيء طريقها، وخوفها عليهم كان دافعها للاستمرار، رغم الإرهاق الجسدي والنفسي الذي عانت منه.
اليوم، ترحل عنا هذه المرأة العظيمة، وتترك وراءها فراغًا كبيرًا وذكرى لا تُنسى. نسأل الله أن يرحمها رحمة واسعة، وأن يُبدل تعبها راحة وجنتها أجرًا عظيمًا على ما قدمت. حربية أم عبد الله لم تكن فقط أمًا لأبنائها، بل كانت رمزًا للصمود، وشهادة حية على عظمة الأم الفلسطينية التي تصنع الحياة وسط الألم.
نسأل الله أن يجعل جهدك شفيعًا لكِ، وأن يمنح أهلك وأحبائك الصبر على فراقك. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته”.