23/10/2024
كان كيقولي مول الخضرة: من شحال هادي كانت كتجي عندي واحد السيدة كل يومين، وكتسولني على ثمن الموز، وأنا كنت كنقول ليها الثمن، وكتسالم وتمشي بلا ما تشري. واحد النهار من بعد ما مشات، قلت مع راسي: هاد السيدة مسكينة ما عندهاش الفلوس باش تشري. وقررت، إلى رجعات، نعطيها جوج كيلو ديال الموز بلا ما ناخد منها حتى ريال.
فعلا، رجعات، وكتسولني نفس السؤال: "بشحال الموز اليوم؟" جاوبتها: "اليوم فابور، ها جوج كيلو هدية مني ليك." ولكن رفضات تاخدو بأي شكل من الأشكال، وقالت لي: "ما محتاجاش"، وشكرتني ومشات.
من بعد، غبرات واحد السيمانة، ورجعات، وسولاتني نفس السؤال. جاوبتها وقلت مع راسي: "أكيد هاد المرة غادي تشري." ولكن لا، شكرتني بحال ديما ومشات. هنا قلت مع راسي: "لازم نعرف القصة ديالها." قررت نتبعها. وقفات قدام مدرسة، بحال إلى كتسنى شي حد.
خرج ولدها من المدرسة، وقال ليها واحد الحاجة اللي بكاتني. قال ليها: "ماما، واش جبتي لي الموز اللي وعدتيني بيه من جوج سيمانات؟" جاوباتو: "الفلوس اللي جمعت ما كافياش، ولدي. غير حق الغدا اللي عندنا. إذا شريت ليك الموز، إخوتك غادي يباتو بلا عشا. وكل نهار كنجي نسول على ثمنو، يمكن يولي أرخص، ولكن هاد السيمانة غادي نجيب ليك، ما تخافش."
هنا بكيت على عفة النفس ديال هاد المرا. عرضت عليها الموز بلا مقابل ورفضات، وقالت لي بأن كاينين ناس اللي محتاجين كتر منها، مع أنها، والله، هي اللي محتاجة. خدامة باش تعيل وليداتها، ولما سولتها على قصتها، اكتشفت بأن راجلها ميت من سنين بعد ما مرض. هنا قررت نعرف دارها، وكل سيمانة كنحط ليها الفواكه بلا ما تعرف شكون اللي دايرها. وهي كتحمد الله وكتدعي مع اللي كيدير الخير، ولكن ما عارفة شكون هو.
وما نكدبش عليكم، من النهار اللي بديت ندير هاد الخير، وأنا ما عرفت منين كيجي الرزق والبركة فخدمتي.