29/12/2024
مع نهاية هذا العام، وتقييم أبرز شخصياته وأحداثه، ارتأيت أن أسلط الضوء على ما يمكن اعتباره بحق ظاهرة العام في قطاعنا: لوبي الفساد والمسؤول النقابي الفاسد. هذه الشخصية أو الظاهرة تجسد بكل وضوح مدى تغلغل الفساد في قطاع سيارات الأجرة، وكيف أصبح التطبيع مع لوبيات المفسدين ومعلمين الشكارة عنواناً بارزاً لهذا العام.
ليس غريباً أن نرى هذا اللوبي يكرس جهوده لاستنزاف حقوق السائقين المهنيين، وإفراغ القطاع من كل معاني الشفافية والنزاهة، بل وصل به الأمر إلى تسخير كل أدواته لإسكات الأصوات الحرة التي تنادي بالإصلاح، والتطبيل للمفسدين تحت غطاء شعارات كاذبة تخفي خلفها أهدافاً شخصية ودنيئة.
ما شهدناه هذا العام من محاولات للهيمنة على القطاع، واستغلال النفوذ لتحقيق مكاسب شخصية، لا يمكن وصفه إلا بالاستعمار الداخلي، الذي لم يعد يكتفي بفرض شروطه المجحفة، بل يسعى لإخضاع كل من يطالب بحقوقه المشروعة.
ومع ذلك، لا تزال هناك قلة من المناضلين الشرفاء الذين يرفضون الاستسلام لهذا الواقع، ويقفون صفاً واحداً في مواجهة هذه الظاهرة. هؤلاء هم أملنا في استعادة كرامة القطاع ومكانته.
ختاماً، نوجه رسالة واضحة: قطاع سيارات الأجرة ليس ملكاً للوبيات الفساد، ولن نسمح بأن يتحول إلى مزرعة للمفسدين. العام المقبل يجب أن يكون عام النضال الحقيقي والتغيير الجذري. عاش النضال الشريف، والخزي والعار لكل من خان الأمانة!