21/11/2024
جاء في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى لصاحبه المؤرخ المغربي أبي العباس أحمد بن خالد شهاب الدين الناصرى:
"وتزعم العامة أنها (السيدة مسعودة بنت أحمد بن عبد الله الوزكيتي والدة أحمد المنصور الذهبي وتعرف باسم "عودة" مخففة من مسعودة) بنت المسجد المذكور كفارة لما ارتكبته من حرمة رمضان، وذلك أنها دخلت بستانا من بساتين قصورها وهي في حال الوحم، فرأت به خوخا ورمانا فتناولتهما وأكلت منهما في نهار رمضان، ثم ندمت على ما صدر منها وفعلت أفعالا كثيرة من باب البر رجاء أن يتجاوز الله عنها، ومنها الجامع المذكور، ولازالت النساء والصبيان يسجعون بقضيتها إلى الآن فيقولون: [عودة أكلت رمضان بالخوخ والرمان]"...
ــــــــــــ
من النقد الذي وجهه بعض المؤرخين لرواية الناصري هاته، كان إزاء تواجد الخوخ والرمان في نفس الموسم، لكن رد آخرون بأن القصة قد تكون حقيقية بحذافيرها، بمعنى تأخر فاكهة الصيف استثناء خلال إحدى السنين لحين ظهور فاكهة الخريف، أو أن يكون ذلك مما جرى به العمل في ذلك الزمن حيث كان المناخ مختلفا بشكل جذري عما نعيشه حاليا، أو أن تكون القصيدة مجرد سجع مقصود به العبرة في حد ذاتها أيّ التكفير عن الذنب بغض النظر عما تم تناوله من طعام في نهار رمضان، وبطبيعة الحال فالنقد التاريخي للرواية أمر مطلوب...
ــــــــــــــــ
ـ الصورة لمحراب مسجد لالة عودة في باب دكالة...