ن أول شعب معروف استوطن أرض فلسطين التاريخية هم الكنعانيون. في الوقت الذي قد تم الاختلاف فيه على أصول هذه الشعوب إن كانت سامية أم حامية، إلا أن معظم الدراسات التاريخية والدينية قد اتفقت على أن هذه الشعوب قد هاجرت من ما يسمى الآن بشبه الجزيرة العربية إلى فلسطين ما بين الألف الرابع إلى الألف الثالث قبلالميلاد[ادعاء غير موثق منذ 442 يوماً]، وقد سميت هذه المنطقة بأرض كنعان حتى سنة 1,200 قبل الميلاد، عن
دما إستوطنت المناطق الساحلية من قبل الفلستيين المهاجرين من جزيرة كريت في اليونان الحالية، ومن اسم هذه الشعوب عرفت هذه المنطقة منذ ذلك الوقت إلى الآن باسم فلسطين، غير أن هذه الشعوب الكريتية الأصل قد اندمجت بالشعوب الكنعانية، في المصاهرة وطرق العيش حتى في النواحي الدينية والآلهة.[1]
الجدير بالذكر بأن لغة الشعوب الكنعانية تنتمي لعائلة اللغات السامية مثالها في ذلك مثال لغات شبة الجزيرة العربية القديمة والحديثة مثال اللغات السامية الجنوبية الغربية والسامية الجنوبية الشرقية بالإضافة للغة العربية.[2]
هاجر الغساسنة العرب من اليمن إلى سوريا في القرن الثالث الميلادي. وقد تبنى الغساسنة الديانة المسيحية وتعاونوا مع الإمبراطورية البيزنطية خصوصا في حروبها ضد الفرس, حتى توسعت مملكتهم في القرنين الخامس والسادس للميلاد. وبعد انتصار العرب المسلمون على الروم في معركة اليرموك عام 636م انضمت فلسطين والبلدان المجاورة لها إلى الخلافة الإسلامية. وقد كتب عمر بن الخطاب الذي كان قائداً للحملة لأهل القدس, وقد كانوا من المسيحيين, كتاب صلح، يمنحهم بموجبه الأمان لأنفسهم الحماية والحرية, ولكنه قضى بعدم إسكان اليهود بالقدس.[3]
وبقيت فلسطين أرضاً عربية حتى الانتداب البريطاني ومن ثم الوعد الذي أطلقه الوزير البريطاني آرثر جيمس بلفور لـلحركة الصهيونية وقضى بأن تسهل بريطانيا عملية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين[4]. وقد ترافق هذا مع جهود بعض المفكرين اليهود في أوروبا الذين كانوا ينتمون إلى الحركة الصهيونية التي أسسها تيودور هرتسل عام 1897م. بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين -و خصوصـًا القدس- تزداد كثافة، حيث وصلت إلى أكثر من 34 ألف مهاجرًا في عام 1925 [5], وقد أقاموا بها مستوطنات زارعية [6], بعضها على أراضٍ اشتراها اليهود من الإقطاعيين غير الفلسطينيين أو من عرب فلسطين أو منحها لهم الانتداب البريطاني أو كانت أصلا مسجلة بأسمائهم من قبل.[7]
في 29 من تشرين الثاني (نوفمبر) 1947م قررت هيئة الأمم المتحدة إلغاء الانتداب وتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية مما أدى إلى نشوب أعمال العنف في فلسطين. وفي 14 مايو/آيار 1948 انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأعلنت الوكالة اليهودية إنشاء دولة إسرائيل على أراضى فلسطين التي منحتها إياها الأمم المتحدة بموجب قرار التقسيم.[8] اشتعلت الحرب بين إسرائيل و الدول العربية المجاورة. انتهت الحرب باستيلاء إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين الكلية وتهجير 85% من السكان الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون فيما أضحت دولة إسرائيل. أما باقي فلسطين: الضفة الغربية ضمتها الأردن إلى أراضيها، قطاع غزة أصبح تحت حكم إداري مصري. رفضت إسرائيل السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم رغم قرارات الأمم المتحدة. بعدها، في 1967 احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلي أراضٍ أخرى من مصر وسوريا. في عام 1981، ضمت إسرائيل القدس الشرقية وهضبة الجولان كجزءٌ من الدولة الإسرائيلية بشكل أحادي الجانب لم يعترف به المجتمع الدولي ,أما بقية الضفة الغربية بالإضافة إلى كامل قطاع غزة فبقيت خاضعة للحكم العسكري. في 1982 استعادت مصر سيطرتها علي سيناء بعد توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل, حيث تنازلت مصر عن قطاع غزة التي اعتبرتها فلسطينية وليست مصرية. في 1994 أقيمت السلطة الوطنية الفلسطينية حسب اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل حيث تسلمت بعض الصلاحيات تدريجياً في بعض المدن والقرى في الضفة الغربية وقطاع غزة.