Elyousfi Lemrhari Hassan

Elyousfi Lemrhari Hassan الإعلامي - أهلا بكم على صفحتي الرسمية
المصداقية المهنية والمسؤولية
(4)

بالعربي من باريس |"تعفن الدماغ".. الكلمة التي تعكس عصر الاستهلاك الرقمي المفرطاختارت دار نشر جامعة أكسفورد مصطلح "تعفن ا...
29/12/2024

بالعربي من باريس |
"تعفن الدماغ".. الكلمة التي تعكس عصر الاستهلاك الرقمي المفرط

اختارت دار نشر جامعة أكسفورد مصطلح "تعفن الدماغ" ليكون كلمة العام 2024
■ ‘Brain rot’ named Oxford Word of the Year 2024
بعد دراسة معمّقة وتحليل بيانات لغوية شملت أكثر من 26 مليار كلمة مأخوذة من مصادر الأخبار العالمية الناطقة بالإنجليزية. هذا الاختيار يعكس القلق المتزايد من تأثيرات الاستهلاك المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي على القدرات العقلية والوظائف الإدراكية، وهو موضوع يشغل الباحثين والمختصين منذ سنوات.

شهد مصطلح "تعفن الدماغ"، وفقًا لخبراء علم اللغة في جامعة أكسفورد، زيادة في الاستخدام بنسبة 230% بين عامي 2023 و2024. وقد أظهرت هذه الدراسة، التي استندت إلى تحليل البيانات الضخمة، أن المصطلح أصبح يُستخدم بشكل متكرر لوصف التدهور العقلي والفكري الناتج عن الانغماس المطوّل في المحتوى الرقمي.

وتشير دراسات منشورة في مجلة Psychological Science إلى أن قضاء أكثر من خمس ساعات يوميا على منصات مثل إنستغرام وتيك توك، يؤدي إلى تراجع ملحوظ في القدرة على التركيز والإبداع، بالإضافة إلى زيادة مستويات القلق الاجتماعي. كما وجدت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أن 68% من المشاركين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة يعانون من ما يُعرف بـ"إرهاق المعلومات"، وهو أحد الأعراض الأساسية لتعفن الدماغ.

وتُظهر إحصائيات نشرتها منظمة الصحة العالمية أن الفئة العمرية الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة، هي الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما. وفي دراسة ميدانية أجرتها جامعة كامبريدج على 10.000 طالب، أقر 74% منهم بأنهم يشعرون بتراجع في مهارات التفكير النقدي بعد قضاء ساعات طويلة في استهلاك محتوى رقمي دون انقطاع.

ما يثير الانتباه هو كيفية انتقال المصطلح من استخدام شعبي على الإنترنت إلى مستوى أكاديمي ولغوي رفيع. ويعزو اللغويون في أكسفورد هذا الانتشار إلى التفاعل المكثف للمستخدمين مع القضايا الرقمية وتأثيرها على حياتهم اليومية، ما جعل المصطلح يكتسب زخما في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية على حد سواء.

تعترف بعض منصات التواصل الاجتماعي بتأثيراتها السلبية على المستخدمين. وأطلقت شركات مثل ميتا META وتيك توك Tic Toc برامج لتعزيز "الاستخدام الواعي"، تتضمن تنبيهات للحد من الوقت الذي يقضيه المستخدمون على التطبيق. ومع ذلك، يرى النقاد أن هذه الجهود ليست كافية لمعالجة المشكلة الجذرية المتمثلة في تصميم خوارزميات تشجع على الاستهلاك المفرط.

ويرى الخبراء أن مكافحة "تعفن الدماغ" تتطلب تغييرات جذرية في عادات الاستخدام الرقمي، بما في ذلك تحديد أوقات يومية خالية من الأجهزة الرقمية. كما يوصون بتضمين دروس حول "الوعي الرقمي" في المناهج الدراسية لتعزيز التفكير النقدي لدى الأجيال الصاعدة.

ويعكس اختيار كلمة العام في قاموس أكسفورد أكثر من مجرد ظاهرة لغوية؛ فهو تسليط للضوء على قضايا مجتمعية كبرى. في حالة "تعفن الدماغ"، يدعو الاختيار إلى إعادة تقييم العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، ويدفع الحكومات والمؤسسات إلى العمل على وضع سياسات تقلل من التأثيرات السلبية للاستهلاك الرقمي المفرط.

بالعربي من باريس |


للاطلاع والتوسع:

■ الاطلاع على الإعلان الرسمي والتفاصيل المتعلقة باختيار مصطلح "تعفن الدماغ" ليكون كلمة العام 2024
عبر الرابط التالي:
https://corp.oup.com/news/brain-rot-named-oxford-word-of-the-year-2024/?utm_source=chatgpt.com

● نشرت مجلة Clinical Psychological Science، دراسة بعنوان "الرفاهية العالمية والصحة العقلية في عصر الإنترنت" ، والتي تستكشف تأثير انتشار الإنترنت والتقنيات المرتبطة به على الرفاهية النفسية والصحة العقلية.
https://journals.sagepub.com/doi/10.1177/21677026231207791?utm_source=chatgpt.com

● بالإضافة إلى ذلك، تناولت دراسة أخرى تأثير التكنولوجيا الرقمية على العلاجات النفسية والصحة العقلية، حيث أشارت إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي قد يرتبط بتأثيرات نفسية سلبية بين الشباب البالغين.
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC5214969/?utm_source=chatgpt.com

After more than 37,000 votes on our shortlist, we're pleased to announce that the Oxford Word of the Year for 2024 is 'brain rot'.

28/12/2024

بالعربي من باريس |
الفيلسوف "إريك سادين" يقترح تنظيم "قمة مضادة للذكاء الاصطناعي" في باريس بينما يسعى "إيلون ماسك" للانتقام

يدعو الفيلسوف إريك سادين إلى تنظيم قمة بديلة حول الذكاء الاصطناعي لمواجهة الخطابات التي تعدنا بالكثير من الفوائد والمزايا من خلال هذه التكنولوجيا. ويهدف هذا الحدث إلى تسليط الضوء على المهن المهددة بالزوال نتيجة التقدم في الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن يُعقد في باريس أو في مكان آخر يومي 10 و11 فبراير 2025.

يسعى إريك سادين إلى جمع مختلف القطاعات والمهن المتضررة من الذكاء الاصطناعي لمناقشة تأثيره على العمالة والحياة اليومية، ولتقديم شهادات حية حول التأثيرات السلبية لهذه التكنولوجيا على بعض المهن التي أصبحت مرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

ويصف سادين القمة الرسمية التي ينظمها الإليزيه بأنها "دعاية ترويجية" تخدم الشركات الكبرى، مع إغفال تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الوظائف وحقوق العاملين.

يحظى المشروع بدعم من نقابة الصحفيين الوطنيين في فرنسا، التي ستوفر الدعم اللوجستي وشبكتها المهنية لنجاح الحدث. ومن الموضوعات التي ستطرح للنقاش: تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، قضايا حقوق المؤلف واستخدام الذكاء الاصطناعي في الإبداع، ضرورة وضع قوانين وتنظيمات لحماية المهن المتضررة.

ويؤكد سادين على أهمية إعادة التفكير في الطريقة التي يتم بها تقديم الذكاء الاصطناعي للجمهور، مشددا على الحاجة إلى التوازن بين الفوائد والتحديات، مع ضمان حماية الحقوق الاجتماعية والمهنية للمتضررين من هذه التكنولوجيا.

* الذكاء الاصطناعي: مع xAI وGrok، ماسك يسعى للانتقام

من خلال شركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وروبوت المحادثة الخاص به، يسعى رئيس تسلا ومستشار ترامب لتحدي وإثارة القلق لدى منافسيه مثل OpenAI.
كما هو الحال مع xAI، الشركة الناشئة للذكاء الاصطناعي لإيلون ماسك، التي اختارت مكاتب OpenAI السابقة لتكون مقرها الرئيسي، يبدو أن ماسك يرغب في إرسال رسالة قوية.

تعتبر OpenAI وAnthropic وGoogle وغيرها من الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، المنافسون الرئيسيون في هذا القطاع الذي ينمو بسرعة. ماسك، المعروف بطموحاته الكبيرة، يهدف من خلال xAI إلى المنافسة بقوة وتقديم حلول جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

* أرقام لها دلالات:

- 6 مليارات دولار حجم التمويل الذي جمعته xAI في ديسمبر، مع تقييم بـ 60 مليار دولار.

- 12 مليار دولار مبلغ التمويل الذي جمعته OpenAI مقارنة بـ xAI.

- 100 ألف شريحة معالجة عدد الشرائح المستخدمة في مركز بيانات xAI.

- 500 مليون مستخدم محتمل لعدد مستخدمي منصة Grok المتوقعة.

ويسعى ماسك لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وهو ما يعزز من رؤيته لتقديم خدمات أوسع وأقرب إلى الجمهور.
روبوت المحادثة Grok، الذي تم إطلاقه مؤخرا، يتم تقديمه كبديل أكثر حرية وقدرة على التعبير مقارنة بمنافسيه مثل ChatGPT.

ويُثير قرب ماسك من بعض الجهات السياسية، بما في ذلك علاقته بالرئيس الأمريكي، تساؤلات حول تضارب المصالح. كما يُتهم ماسك بمحاولة التأثير على الأسواق المالية والسياسات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بحيث يسعى ماسك، بفضل تمويله الضخم وشبكة شركاته، لتغيير قواعد اللعبة في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنه يواجه تحديات قانونية وأخلاقية قد تعيق طموحاته، منها الرقابة والهيمنة على السوق.

بالعربي من باريس |

28/12/2024

بالعربي من باريس |
فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى وغزة اليوم.. أوجه الشبه والاختلاف في ظل الصراعات الإنسانية

أطالع هذه الأيام الموسوعة الفرنسية Journal de la France
"يوميات فرنسا"، عمل مرجعي يوثّق تاريخ فرنسا من خلال نهج زمني وموضوعي. نُشرت في عدة مجلدات، وتتناول الأحداث الكبرى السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي شكّلت مسار فرنسا.
تتميز هذه الموسوعة بأسلوبها الصحفي الذي يجمع بين السرد الوقائعي والتحليل والوثائق الأرشيفية، مما يقدم منظورا سلسا جذابا للاطلاع.
وما أثارني وأنا أطالع صفحات الموسوعة، مجريات أحداث الحرب على فرنسا وما خلّفته من آثار دمار على الإنسان والبُنيان، وقارنتُ تلك الأحداث مع ما يجري الآن من إبادة على شعب غزة وعلى مقدّرات القطاع، وتساءلت: كيف سيكون إحساس الفرنسي الذي قرأ تاريخ الحرب على بلاده وما خلفته من دمار وهو يشاهد الآن دمار وإبادة شعب غزة؟ هل ستتحرك درّة الإنسانية فيه؟!

تُعد الحرب العالمية الأولى (1914-1918) واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ، إذ خلفت آثارا مدمرة على فرنسا، لا سيما في شمال شرق البلاد، حيث عانت المدن من دمار شبه كامل. في المقابل، يعيش سكان غزة اليوم في ظروف مشابهة من الدمار والمعاناة بسبب الصراع المستمر والحصار. ورغم الفروق الزمنية والسياقية بين الحالتين، يمكن استخلاص أوجه تشابه جديرة بالتأمل، وكذلك الاختلافات التي تبرز طبيعة كل صراع على حدة.

شهدت فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى دمارا واسع النطاق. كانت المدن والقرى في المناطق الشمالية الشرقية ميدانا للمعارك الطاحنة، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية بالكامل، بحيث عانى المدنيون من القصف المستمر، والجوع، والبرد، وواجهوا صعوبة في الحصول على أبسط احتياجاتهم الأساسية.

على النقيض، يواجه سكان غزة اليوم واقعا إنسانيا مشابها، لكن بظروف أكثر تعقيدا. يستمر القصف الإسرائيلي على القطاع، مما يؤدي إلى تدمير المنازل والبنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس. أضف إلى ذلك الحصار المفروض منذ أكثر من عقد، الذي جعل من الحصول على الموارد الأساسية مثل الماء والكهرباء والدواء تحديًا يوميًا.

خلال الحرب العالمية الأولى، عانت بعض المناطق الفرنسية من العزلة التامة بسبب الحصار، ما أدى إلى نقص حاد في الموارد والتموينات. كان على السكان التأقلم مع واقع قاسٍ من الحرمان والجوع.

في غزة، يُفرض حصار مستمر منذ عام 2007، يحرم السكان من الوصول إلى الموارد الحيوية. هذا الحصار لا يُقيّد فقط حركة الأشخاص والبضائع، بل يُعمّق المعاناة الإنسانية في القطاع، مما يجعل الوضع أكثر تشابكا مقارنة بفرنسا خلال الحرب.

حصلت فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى على دعم من قوى دولية كبرى، مثل بريطانيا والولايات المتحدة، التي قدمت لها العون العسكري واللوجستي. إلا أن هذا الدعم لم يكن خاليا من المصالح الجيوسياسية، حيث سعت كل قوة إلى تحقيق مكاسب استراتيجية من خلال الحرب.

أما غزة، فتعيش في ظل انقسام واضح في مواقف القوى الدولية. بينما تُظهر بعض الدول دعمًا لحقوق الفلسطينيين في العيش بكرامة وإنهاء الاحتلال، تقف دول أخرى، ذات تأثير كبير، إلى جانب إسرائيل أو تلتزم الصمت تجاه الانتهاكات. هذا التباين يجعل القضية الفلسطينية أكثر تعقيدا على المستوى الدولي.

تميزت فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى بروح الصمود. رغم الدمار والخسائر البشرية الفادحة، وأظهر الشعب الفرنسي وحدة وطنية واستطاع الاستمرار في المقاومة حتى تحقيق النصر.

في غزة، تتجلى معاني الصمود يوميا. ورغم الظروف القاسية، يواصل سكان القطاع حياتهم بشجاعة وتحدٍّ، متمسكين بحقوقهم في مواجهة الاحتلال والظلم.

ورغم أوجه التشابه، تختلف الحالتان في عدة جوانب أساسية. فقد كانت الحرب العالمية الأولى صراعا بين دول قومية ضمن سياق سياسي وعسكري واضح، بينما الصراع في غزة متجذر في عقود من الاحتلال والنضال من أجل تقرير المصير. كذلك، كانت الحروب في فرنسا موجهة أساسًا ضد الجيوش، بينما في غزة، يُعتبر المدنيون الضحية الأكبر للصراع.

تُبرز المقارنة بين فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى وغزة اليوم كيف تؤثر الصراعات بشكل عميق على المدنيين، بغض النظر عن السياق الزمني أو الجغرافي. ومع ذلك، فإن واقع غزة يُظهر أبعادا أكثر تعقيدا، حيث يتشابك الاحتلال مع الحصار والدعم الدولي غير المتوازن.

بالعربي من باريس |ISLAM ET DÉMOCRATIE COMMENT CHANGER LA FACE DU MONDE ARABEHicham Alaoui يُعدُّ كتاب "الإسلام والديمقرا...
26/12/2024

بالعربي من باريس |
ISLAM ET DÉMOCRATIE
COMMENT CHANGER LA FACE DU MONDE ARABE
Hicham Alaoui

يُعدُّ كتاب "الإسلام والديمقراطية: كيف نغير وجه العالم العربي" لمؤلفه هشام العلوي، من الإسهامات الفكرية التي تستكشف العلاقة بين الإسلام والديمقراطية في العالم العربي.

هذا الكتاب هو النسخة الفرنسية للكتاب الأصلي الصادر باللغة الإنجليزية بعنوان: "Islam and Democracy: Towards a Contractual Approach in the Arab World".

يهدف المؤلف إلى تقديم رؤية عميقة حول إمكانية التوفيق بين القيم الإسلامية ومبادئ الديمقراطية، مع التركيز على تحديات وفرص تطبيق هذه الرؤية في السياق العربي.

يبدأ المؤلِّف بتحليل الأسباب الجذرية لغياب الديمقراطية في العالم العربي. ويرفض فكرة أن الإسلام كدين هو مصدر المشكلة، مؤكدا أن الأنظمة السلطوية، وسياسة المحسوبية، وضعف المؤسسات هي التي تحافظ على الوضع الراهن المعادي للديمقراطية.

يتناول هشام العلوي بعد ذلك التفاعل بين الدين والسلطة، مبرزا كيف أن بعض الأنظمة استغلت الإسلام لإضفاء الشرعية على هيمنتها، مما أدى إلى تقليص مساحة التعددية السياسية. وقد أدت هذه الممارسات إلى احتكار أيديولوجي حال دون مشاركة المواطنين بشكل كامل في الحياة العامة.

في معالجة المؤلف للنماذج المختلفة، ركز بشكل خاص على التجربتين التونسية والمصرية، حيث يعتبرهما حالتين تمثلان مسارين متباينين للديمقراطية في العالم العربي.
ففي تونس، رغم التحديات، قدمت التجربة نموذجا لإمكانية التوفيق بين الإسلام والديمقراطية، في حين أن التجربة المصرية كشفت عن التحديات التي تواجه التحول الديمقراطي في ظل غياب المؤسسات القوية والهيمنة العسكرية.

من خلال أمثلة تاريخية ومعاصرة، يقدم المؤلف حلولا للتوفيق بين الإسلام والديمقراطية. فهو يدعو إلى منح الدين دورا رمزيا وثقافيا في المجتمعات العربية دون أن يحتكر المجال السياسي. ويتطلب ذلك إعادة النظر في مفاهيم الحوكمة والمواطنة السائدة.

يركز الكتاب بشكل أساسي على دور المواطنين والمجتمع المدني في عملية التحول الديمقراطي. ويشدد هشام العلوي على الحاجة إلى يقظة ديمقراطية تتجاوز النخب التقليدية، مع تعزيز المؤسسات القادرة على ضمان توازن السلطات.

كما يبرز المؤلف أهمية الحوار بين الأطراف الدينية والسياسية والفكرية. حيث يهدف هذا الحوار إلى تبديد التوترات بين الحداثة والتقاليد، وفتح المجال أمام إصلاحات اجتماعية وسياسية شاملة.

يقدم هشام العلوي رؤية متفائلة قد تكون واقعية لمستقبل العالم العربي. فهو يرى أن التحول الديمقراطي ممكن، لكنه يتطلب تغييرا هيكليا وثقافيا يجمع بين إصلاح المؤسسات والانفتاح على تطلعات الشعوب. كما أنه يعتبر نقدا جريئا للأنظمة القائمة ودعوة إلى عالم عربي يمكن أن يتعايش فيه الإسلام والديمقراطية بانسجام.. نداء للتغيير على المستويين السياسي والاجتماعي لبناء مستقبل أكثر عدلا وإنصافا.

بالعربي من باريس |

25/12/2024

بالعربي من باريس |
غزة.. جرح الإنسانية المفتوح أمام إعلام فرنسي شارد

في غزة، حيث تغيب الشمس كل يوم عن أحلام لم تُولد، يتوه العالم عن صرخات الأطفال وهم يُسحقون تحت الأنقاض. كل بيت مهدوم يحمل قصصا كانت ستكبر، وكل جسد هامد هو عنوان لحياة سرقتها آلة الحرب.
في هذا المشهد الدامي، يقف الإعلام الفرنسي شاردا، كمن يُحاول رؤية الحقيقة من وراء زجاج مشوّه، مكتفيا بروايات باردة لا تتعدى حدود المصالح.

غزة ليست مجرد مكان على الخريطة؛ إنها أمةٌ تُقتل على مرأى العالم. أكثر من 44,000 روح صعدت إلى السماء، منهم 14,500 طفل لم يعرفوا من الحياة سوى صوت الصواريخ وألم الفقد. ضحايا لا يراها الإعلام الفرنسي، إنها مجرّد حكاية عابرة، دون أن يرفَّ له جفن.
هل فقدنا القدرة على الإحساس؟ أم أننا في عصر أصبح فيه الموت تجارة تُديرها الروايات السياسية؟

وسط هذا الخراب، هناك حرب أخرى تُشن على الحقيقة ذاتها. زهاء 200 من الصحفيين قُتلوا وهم يوثقون المأساة، يحاولون أن يكونوا شهودا على ما يحدث، لكنهم أصبحوا ضحايا لنفس الظلم الذي أرادوا فضحه. هؤلاء الصحفيون لم يجدوا في الإعلام الفرنسي صدىً لدمائهم، بل وجدوا صمتا يعادل الرصاص، وتجاهلا لا يليق بمهنة تُفاخر بأنها صوت الضمير.

في شوارع غزة، حيث الدموع تغسل الأرصفة، يقف العالم الرسمي صامتا. الأمهات اللواتي يودعن أبناءهن بلا وداع لائق، والآباء الذين يبحثون عن بقايا أسرهم بين الأنقاض، يصنعون مشهدا يتجاوز الألم إلى درجة من الحزن لا يمكن وصفها بالكلمات. ومع ذلك، يصرُّ الإعلام الفرنسي على أن يُبقي هذا الجرح مختبئا وراء عبارات مائعة ومواقف تفتقد للشجاعة.

الأطفال في غزة لا يعرفون من الحياة سوى ظل الموت. مدارسهم أصبحت ملاجئ خربة، وأحلامهم أُعيد تشكيلها لتتناسب مع قسوة الواقع. هؤلاء الصغار، الذين يُفترض أن يكونوا مستقبل أمة، هم اليوم سجناء لزمن لا يرحم. لكن الإعلام الفرنسي لا يرى ذلك؛ فهو مشغول بتبرير الظلم أو تغطيته بحياد زائف، يساوي بين الضحية والجلاد.

حين نتحدث عن الإعلام الفرنسي، نتحدث عن تركة تاريخية كانت تُفترض أن تحمل راية الحرية. لكنه اليوم أضحى متواطئا بصمته، حائرا بين مصالحه السياسية وضياع مصداقيته. لم يعد صوتا للحق، بل بات جزءا من منظومة تساهم في دفن الحقيقة تحت ركام المصالح.

غزة ليست مجرد حرب على الأرض، بل هي اختبار لإنسانيتنا جمعاء. كل صرخة تطلق هناك هي نداء للضمير، وكل مشهد دمار هو دعوة للتفكير في معنى العدالة التي أصبحت مجرد كلمات فارغة في خطاب العالم الرسمي.

حين يُكتب التاريخ، ستظل غزة الجرح المفتوح الذي عرَّى هشاشة القيم، وصمت الإعلام الفرنسي شهادةًد على خذلان جماعي. لكن غزة، بحزنها وصمودها، ستبقى الشاهد الحي على حقيقة أن الإنسانية، وإن غابت عنها الأصوات، فإنها ترفض أن تُمحى من الوجود.

بالعربي من باريس |


#فلسطين


24/12/2024

بالعربي من باريس |
المشردون في باريس.. رؤية اجتماعية لمشكلة متجذرة في عاصمة الأنوار

في شوارع باريس، تتجلى معالم الفقر في وجوه مئات، بل آلاف الأشخاص الذين يعيشون دون مأوى، المعروفين بـ "المشرّدين" أو "بدون مأوى ثابت". هذه الظاهرة، التي ليست جديدة، تعكس إخفاقا اجتماعيا وسياسيا مستمرا، رغم جهود بعض الأطراف الفاعلة. من أصل هؤلاء الأفراد وتوزيعهم الجغرافي إلى الأدوار المختلفة التي تلعبها العائلات والبلديات والسياسيون، تستعرض هذه الرؤية الاجتماعية مشكلة متعددة الأبعاد.

يتركز وجود المشردين في مناطق معينة من باريس. تشمل المناطق الأكثر وضوحا Canal saint Martin، ومحيط محطات القطار مثل (Gare du Nord, Gare de Lyon)، وبعض أحياء شمال شرق باريس مثل الدائرتين 18 و19.
توفر هذه المواقع، التي تشهد حركة مستمرة، نوعا من التخفي وقربا من مؤسسات المساعدة الاجتماعية، مثل مراكز الإيواء الطارئة. ومع ذلك، يفضل جزء متزايد من المشردين الابتعاد عن هذه الأماكن المزدحمة، واللجوء إلى أماكن أخرى مثل: Quais de Seine, Canal Saint Denis تحت الجسور أو المناطق النائية على أطراف المدينة.

المشردون في باريس ليسوا مجموعة متجانسة. تظهر الإحصائيات أن حوالي 40% منهم يحملون الجنسية الفرنسية، وغالبا ما ينحدرون من عائلات تعاني من صعوبات، أو تعرضوا للبطالة أو تفكك أسري. أما الأجانب، ومعظمهم من شمال إفريقيا وأوروبا الشرقية، فيشكلون حوالي 30% من هذه الفئة. وغالبا ما يفرون من صراعات أو أزمات اقتصادية وسياسية في بلدانهم الأصلية. علاوة على ذلك، ظهرت فئة جديدة تُعرف بـ "العمال الفقراء"، وهم أشخاص يعملون في وظائف منخفضة الأجر ولكنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف السكن بسبب الارتفاع الباهظ في أسعار العقارات الباريسية.

وتلعب التفككات الأسرية دورا رئيسيا في تشرد الأفراد. الطلاق، العنف الأسري، أو الرفض العائلي التي تدفع مجتمعة العديد إلى الشارع..
بالنسبة للشباب، غالبا ما تكون القطيعة مع الأسرة هي السبب الأول للتشرد. وتحاول السياسات العامة سدّ هذه الفجوة من خلال دعم مبادرات الإيواء الأسري، لكنها تظل حلولا محدودة.

وغالبا ما تقوم البلديات الباريسية، بتنفيذ سياسات مختلفة لدعم المشردين، مثل افتتاح مراكز إيواء طارئة وتوزيع الوجبات. لكن هذه الجهود لا تلبي الطلب المتزايد، حيث تعيق الحلول طويلة المدى، مثل توفير السكن الاجتماعي، العقبات المالية والإدارية الثقيلة.

الملحوظ أن السياسات الفرنسية تتأرجح بين التعاطف الظاهري وغياب الخطوات العملية. ورغم إطلاق خطط وطنية، مثل خطة "السكن أولا"، التي تهدف إلى تقليل عدد المشردين من خلال تسهيل وصولهم إلى سكن دائم، إلا أن النتائج ما زالت متأخرة، وغالبا ما تصطدم خطابات السياسيين حول مكافحة الفقر بنقص الإرادة أو الموارد.

إن أزمة المشردين في باريس هي نتاج تداخل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ورغم أن البلديات والجمعيات تلعب دورا في تخفيف معاناة المشردين اليومية، فإن الحلول المستدامة تتطلب إصلاح السياسات العامة المتعلقة بالإسكان والتوظيف والدعم الأسري.

حتى ذلك الحين، تظل شوارع باريس موطنا لهؤلاء الأفراد الذين يعيشون في حالة انتظار دائم، رمزا لانقسام اجتماعي لا يزال عميقا في عاصمة الأنوار.

مصادر الإحصاءات:
المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE)
المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (INED)
مؤسسة "آبي بيير" (Fondation Abbé Pierre)

بالعربي من باريس |

23/12/2024

بالعربي من باريس |
رشيد اليزمي: عبقرية مغربية تتألق عالميا وتُغيّب محليا

لا يكاد اسم رشيد اليزمي يُذكر إلا ويترافق مع إنجازات علمية استثنائية في مجال تكنولوجيا البطاريات والابتكار. هذا العالم المغربي، الذي قدم إسهامات جوهرية لتطوير بطاريات الليثيوم أيون، حاز مؤخرا على براءة اختراع جديدة في الصين، وهو إنجاز يضاف إلى رصيد حافل من الاختراعات التي وضعت بصمة مغربية خالصة على خريطة التطور التكنولوجي العالمي.

اختراعات اليزمي ليست مجرد إنجازات فردية، بل هي ثورات علمية أثرت بشكل مباشر في حياتنا اليومية. فقد أسهمت أبحاثه في تحسين كفاءة بطاريات الليثيوم، مما ساهم في جعلها المصدر الأساسي للطاقة في الهواتف الذكية، الحواسيب المحمولة، والسيارات الكهربائية. بفضل هذه الإسهامات، أصبح العالم أقرب إلى تحقيق حلم الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ليس غريبا أن يحظى اليزمي بتقدير واسع من أكبر المؤسسات العالمية. فقد سبق أن كُرّم في العديد من المحافل الدولية، واستُضيف كمتحدث رئيس في مؤتمرات تُعنى بالابتكار والاقتصاد الأخضر. كما تلقى عروضا من جامعات مرموقة وشركات كبرى للاستفادة من خبراته في تطوير تقنيات المستقبل.

رغم هذا التقدير العالمي، إلا أن بلده المغرب لم ينجح حتى الآن في استثمار هذه الكفاءة العلمية الفذة بالشكل الأمثل.د، حيث يُعدّ غياب رؤية وطنية واضحة لتطوير البحث العلمي والابتكار، السبب الرئيسي وراء هذا التقصير. فلا مختبرات متطورة توفر له بيئة مناسبة، ولا شَراكات استراتيجية تدعّم نقل خبراته إلى الأجيال الشابة...

وما يزيد من حدة هذا الإشكال هو غياب سياسات تشجع على استقطاب الكفاءات المغربية بالخارج، في الوقت الذي تخصص فيه دول مثل الصين وكوريا الجنوبية موارد هائلة لدعم الابتكار، لا تزال البنية التحتية للبحث العلمي في المغرب تعاني من ضعف التمويل وغياب التنسيق بين الجامعات والمؤسسات الصناعية.

اليزمي ليس مجرد عالم مغربي، بل هو رمز لقدرة المغاربة على التفوق عالميا إذا ما أُتيحت لهم الفرص. إن تكريمه ودعمه ليس مجرد اعتراف بإنجازاته، بل هو استثمار في مستقبل المغرب. فالدول التي تطمح إلى قيادة المستقبل التكنولوجي يجب أن تبدأ بالاحتفاء بعقولها الوطنية وتوفير بيئة ملائمة لها.

إن تجاهل أمثال رشيد اليزمي لا يُفقد المغرب فرصة الاستفادة من اختراعاته فقط، بل يرسل رسالة سلبية إلى أجيال كاملة من الشباب الباحثين والمبتكرين.

العقول المغربية بالخارج تستحق منا أكثر من مجرد الإشادة الإعلامية.

بالعربي من باريس |

شرفني اليوم الدكتور أحمد بنبنور Ahmed Ben Bannour الرجل الأكاديمي المثقف، بلقاء في بيته بالعاصمة الفرنسية باريس، وبالضبط...
22/12/2024

شرفني اليوم الدكتور أحمد بنبنور Ahmed Ben Bannour الرجل الأكاديمي المثقف، بلقاء في بيته بالعاصمة الفرنسية باريس، وبالضبط بالحي اللاثيني، المعروف بجامعته العريقة السربون، وبمكتباته العريضة الراقية.
تجاذبنا أطراف الحديث، من السياسة إلى المجتمع مرورا بالواقع الإعلامي، حظيتٌ خلال اللقاء بترحيب كبير ودعوة للغذاء وارتشاف كوب قهوة بحلاوة الشوكولاتة الباريسية.
شكرا أستاذي الدكتور بنبنور.

خاطرة من وحي اللقاء..
في الحي اللاتيني، حيث تتنفس الجدران عبق التاريخ وتترنم الأزقة بأصوات الفكر، كان اللقاء مع الدكتور أحمد بنبنور، الرجل الذي يحمل في عينيه بريق الحكمة، وفي كلماته عمق المعرفة. هناك، على مقربة من صرح السوربون العريق، شعرت أنني في حضرة زمن يتجدد، يجمع بين أصالة الماضي ووهج الحاضر.

تحت سماء باريس الرمادية، جلسنا نتبادل أطراف الحديث. من السياسة التي تُسيّر حياة الأمم، إلى المجتمع الذي يُنسج بخيوط الأمل والمعاناة، وصولاً إلى واقع الإعلام، الذي تتقاذفه رياح التغيير. كان النقاش أكثر من مجرد كلمات؛ كان رحلة فكرية تجوب عوالم شتى، تضيف لكل فكرة بعداً، ولكل رأي صدى.

وفي كرم الأستاذ، لم يكن الحديث فقط زاد الروح، بل كان الغذاء الذي جمعنا وكوب القهوة بحلاوة الشوكولاتة الباريسية دعوة صامتة للتأمل في دفء اللحظة. شكراً للدكتور بنبنور، الذي جعل من اللقاء عناقاً بين الفكر والإنسان، وجعل من باريس نافذة تُطل على عوالم المعرفة والصدق الإنساني.

22/12/2024

بالعربي من باريس |
النزاعات الدولية والسلام العالمي.. حبرٌ على ورق

أصبحت النزاعات الدولية من أبرز التحديات التي تواجه العالم في عصرنا الحديث، حيث يهدد استمرارها الاستقرار العالمي ويعيق جهود التنمية والسلام. فمن الشرق الأوسط إلى القوقاز، ومن أفريقيا إلى آسيا، تعكس هذه النزاعات صراع المصالح الدولية وانعدام التوافق على الحلول السلمية، مما يجعل السعي لتحقيق السلام أكثر تعقيدا.

ولعل من أبرز هذه النزاعات ما يسمى ب "الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي"، الذي عمّر منذ عقود طويلة.
ففي الوقت الذي يُطالب فيه الفلسطينيون بحقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم المستقلة، تواصل إسرائيل سياساتها التي وُصفت من قبل تقارير دولية بأنها تصل إلى حد الإبادة الجماعية، خاصة في قطاع غزة. هذه السياسات أثارت إدانات واسعة، وكان آخرها الحكم الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من المسؤولين الإسرائيليين، متهمة إياهم بارتكاب جرائم حرب خلال العمليات العسكرية الأخيرة.

في القوقاز، يشكل النزاع بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني كاراباخ مثالا آخر على الصراعات الإقليمية التي تتسم بالتوترات العرقية والجغرافية. وعلى الرغم من الجهود الدولية للتوسط في هذا النزاع، فإن تجدد العنف بين الطرفين يكشف هشاشة الاتفاقيات التي لم تعالج الأسباب الجذرية للصراع.

أما في أفريقيا، فإن النزاعات الأهلية في السودان والكونغو الديمقراطية تُظهر تأثير التوترات العرقية والمنافسة على الموارد الطبيعية. على سبيل المثال، شهد السودان تصعيدا خطيرا في العنف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى كارثة إنسانية جديدة مع نزوح ملايين المدنيين وتهديد استقرار المنطقة بأسرها.

في آسيا، يمثل الصراع في بحر الصين الجنوبي إحدى النقاط الساخنة التي تجسد التوترات بين القوى الكبرى. فالمطالبات الإقليمية المتداخلة بين الصين والدول المجاورة تُغذي احتمالات اندلاع مواجهات عسكرية، خاصة مع تدخل الولايات المتحدة لدعم حلفائها في المنطقة.

هذه النزاعات تتقاطع مع التحديات العالمية الأخرى، مثل التغير المناخي والأزمات الاقتصادية، مما يزيد من تعقيد المشهد الدولي. فبدلا من التركيز على التعاون لمواجهة هذه التحديات المشتركة، تنجر الدول إلى صراعات تعيق التنمية وتعزز الانقسام العالمي.

ويُعدّ النزاع في أوكرانيا واحدا من أبرز النزاعات الدولية في العقد الأخير، حيث يعكس صراعا معقدا بين المصالح الجيوسياسية الكبرى.
هذه النزاع بدأ في عام 2014 بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وتطور لاحقا إلى حرب شاملة في عام 2022 بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في أوكرانيا.
الحرب في أوكرانيا لم تكن مجرد نزاع إقليمي، بل أصبحت ساحة مواجهة بين الغرب وروسيا، حيث دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو كييف بالأسلحة والتمويل لمواجهة القوات الروسية.

لم تقتصر تداعيات هذا النزاع على أوروبا الشرقية فقط، بل امتدت إلى الاقتصاد العالمي. فقد فرضت الدول الغربية عقوبات قاسية على روسيا، مما أدى إلى اضطرابات في أسواق الطاقة والغذاء العالمية، حيث تُعد روسيا وأوكرانيا من أكبر مُصدّري القمح والغاز الطبيعي في العالم. كما أُثيرت مخاوف من تصعيد أكبر قد يؤدي إلى مواجهة نووية، خاصة مع تصاعد الخطاب الحاد بين القوى الكبرى.

في الوقت نفسه، عانت أوكرانيا من دمار واسع النطاق، حيث دُمرت البنية التحتية والمدن، وشهدت البلاد أزمة إنسانية خانقة مع نزوح ملايين الأوكرانيين إلى أوروبا. ورغم الجهود الدبلوماسية المستمرة لإيجاد حل سياسي، يبدو أن الحلول لا تزال بعيدة المنال في ظل تمسك الطرفين بمواقفهما.

النزاع في أوكرانيا، وحرب الإبادة التي تنهجها إسرائيل على قطاع غزة، والحروب الأهلية في السودان... نزاعات تُبرز فشل النظام الدولي في منع الحروب الكبرى، ويُظهر ضعف المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة في فرض السلام. وهو مثال آخر على كيف يمكن للنزاعات الدولية أن تتحول إلى أزمات عالمية تؤثر على الجميع، مما يُبرز الحاجة إلى إعادة التفكير في آليات صنع السلام وحل النزاعات.

لتحقيق السلام العالمي، تحتاج الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى إلى دور أكثر فعالية في الوساطة وحل النزاعات. كما يجب محاسبة المسؤولين عن الجرائم الدولية لضمان عدم الإفلات من العقاب. ومن خلال تعزيز الحوار بين الدول واحترام القانون الدولي، يمكن تحقيق خطوات ملموسة نحو عالم أكثر استقرارًا وإنسانية.

بالعربي من باريس |

22/12/2024

بالعربي من باريس |
هواتف عوض الكتاب.. تحوّل عادة القراءة في وسائل النقل الباريسية

في السنوات الأخيرة، شهدت فرنسا تحولا كبيرا في عادة القراءة بين مستعملي وسائل النقل، بحسب دراسة أجريت من قبل المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE) .
في عام 2022، انخفض عدد القراء في وسائل النقل من 55% في عام 2015 إلى 35% في عام 2022.

ويعود هذا الانخفاض إلى غزو وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت مصدرا أساسيا للترفيه والتواصل بين الفرنسيين. بحسب دراسة أجريت من قبل مركز أبحاث التسويق (IFOP) في عام 2023، يقضي الفرنسيون في وسائل النقل متوسطا 53 دقيقة يوميا على الهواتف الذكية، منهم 75% يتصفحون صفحات التواصل الاجتماعي. هذه النسبة ترتفع إلى 90% بين الشباب في الفئة العمرية 18-24 سنة.

تشكل جزيرة فرنسا (île de France) قلب هذا التحول، حيث تضم أكبر عدد من مستعملي وسائل النقل. بحسب بيانات السلطات العامة في عام 2022، يبلغ عدد مستعملي وسائل النقل في جزيرة فرنسا 13.5 مليون شخص يوميا. منهم، 80% يستخدمون الهواتف الذكية في وسائل النقل، و60% يتصفحون صفحات التواصل الاجتماعي.

وبحسب دراسة أجريت من قبل الاتحاد الفرنسي للنشر (SNE) في عام 2022، فإن التحول الرقمي يؤثر على نمط القراءة الفرنسي، إذ انخفض عدد القراء الذين يقرأون الكتب من 70% في عام 2015 إلى 50% في عام 2022. في المقابل، زادت نسبة القراء الذين يقرأون المحتوى الرقمي من 20% في عام 2015 إلى 40% في عام 2022.

هذا التحول يثير قلقا بين الخبراء، الذين يرون أن تدهور عادة القراءة يؤثر سلبا على التطور الثقافي والفكري للمجتمع، ويرى الخبراء أنه من واجب السلطات العامة والهيئات الثقافية العمل على تشجيع القراءة وتقديم بديل جذاب لوسائل التواصل الاجتماعي.

ولتحقيق ذلك، تؤكد الدراسات المعتمدة أنه يمكن اعتماد استراتيجيات مثل توفير محتوى رقمي جذاب، تنظيم حملات ترويجية للقراءة، وتشجيع الشراكات بين الناشرين والمؤسسات الثقافية. وعزت الدراسات ذلك إلى ضرورة أن يكون الهدف هو تعزيز القراءة وعودتها كجزء أساسي من الهوية الثقافية الفرنسية كما كانت من قبل.

بالعربي من باريس |

21/12/2024

بالعربي من باريس |
تحديات حكومة "بايرو" المنتظرة بين المشاورات المُقيّدة والثقة المفقودة..

يجد فرانسوا بايرو نفسه في موقع حساس ومعقد بعد تعيينه وزيرا أول جديدا في فرنسا، في أعقاب حجب الثقة عن حكومة ميشيل بارنييه. في مشهد سياسي يعكس التوتر بين السلطة التنفيذية والقوى المعارضة، تبدو مهمة بايرو في تشكيل حكومة جديدة مهمة عسيرة. الخطوة الأولى التي اتخذها، بالدعوة إلى مشاورات مع الأحزاب السياسية، كشفت عن توجهاته الساعية لاستعادة الثقة البرلمانية والشعبية، لكنها حملت أيضا إشارات واضحة عن الاصطفافات التي قد تعرقل مهمته.

وأثارت خطوة "بايرو" في استثناء حزب "فرنسا الأبية" (LFI) وحزب "التجمع الوطني" (RN) من المشاورات انتقادات واسعة. ورغم أن هذه الخطوة قد تكون مبررة برغبة في تجنب الاستقطاب السياسي الحاد، إلا أنها تؤكد على التحدي الأكبر الذي سيواجهه في تحقيق توازن داخل المشهد السياسي المتشظي. هذا الاستثناء قد يزيد من حدة المعارضة خارج البرلمان، وخصوصاً من قاعدة شعبية واسعة يمثلها الحزبان.

ففي ظل غياب أغلبية برلمانية واضحة، تبدو حكومة "بايرو" الثانية المنتظرة أمام معضلة الحصول على ثقة البرلمان. التجربة الأخيرة مع حكومة "بارنييه" كشفت عن هشاشة الدعم السياسي الذي تتمتع به الحكومة التنفيذية. هذه المرة، ستكون قدرة "بايرو" على التفاوض وبناء تحالفات قوية ضمن أحزاب الوسط واليمين المعتدل محور نجاحه أو فشله. ومع ذلك، فإن استبعاد قوى سياسية بعينها قد يعمق الانقسامات ويضعف فرص الحوار البناء.

إلى جانب التحديات السياسية، تواجه الحكومة القادمة ملفات اقتصادية واجتماعية حساسة، أبرزها -حسب ما تناقشه وسائل الإعلام- أزمة القدرة الشرائية، وإصلاح نظام التقاعد، وقضية التحول البيئي. هذه القضايا تتطلب توافقا سياسيا واسعا وحلولا مبتكرة، وهو ما يبدو بعيد المنال في ظل حالة التوتر الحالية. ويبقى السؤال المطروح هو كيف سيوازن "بايرو" بين تقديم حلول فعالة وإرضاء أطراف مختلفة في المشهد السياسي؟

الظاهر أن حكومة "بايرو" المنتظرة ستكون في اختبار حاسم. فإما أن تنجح في تجاوز العوائق السياسية والمؤسسية عبر فتح قنوات حوار موسعة وتحقيق إنجازات ملموسة على الأرض، أو تجد نفسها مصيرها مشابها لحكومة "بارنييه".
والأكيد أن الطريق إلى الاستقرار السياسي في فرنسا، يمر عبر تحديات جمّة، و"بايرو" بحاجة إلى أكثر من المشاورات التقليدية لإنقاذ هذه الفرصة الأخيرة لاستعادة الثقة.

بالعربي من باريس |

19/12/2024

بالعربي من باريس |
عدالة فرنسا تُدين رئيسها الأسبق بالسجن وتستعد لمحاكمة جديدة

في مشهد يُبرز قوة استقلالية القضاء الفرنسي، أيدت محكمة الاستئناف في باريس، الأربعاء 18 دجنبر 2024، الحكم الصادر ضد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي بالسجن لمدة ثلاث سنوات، منها سنة نافذة، بتهمة الفساد واستغلال النفوذ. ومع ذلك، سيقضي ساركوزي مدة الحكم النافذ في منزله تحت المراقبة الإلكترونية عبر ارتداء قلادة إلكترونية، مما يُعد سابقة قضائية تُوازن بين العقوبة والاعتبارات الشخصية للمدان.

تعود القضية إلى محاولات ساركوزي في 2014 استخدام نفوذه للحصول على معلومات من القاضي جيلبير أزيبير حول تحقيق متعلق بحملة تمويله الانتخابية. في المقابل، وعده بمنصب مرموق في موناكو. تسجيلات هاتفية سرية كانت الفيصل في إثبات التهمة، مما أتاح للمحكمة تعزيز مصداقية الأدلة وإصدار حكمها النهائي، رغم كل الضغوط السياسية والإعلامية المحيطة.

القرار يفتح نقاشا أوسع حول عدالة فرنسا وجرأتها في مقاضاة شخصيات كانت في أعلى هرم السلطة. القضاء الفرنسي وجه رسالة واضحة بأن القانون فوق الجميع، وأن الديمقراطية الحقيقية لا تتحقق إلا بتفعيل مبدأ المساواة أمام العدالة، حتى عندما يتعلق الأمر برؤساء سابقين.

ومع ذلك، فإن المعركة القضائية لساركوزي لم تنته بعد. مع بداية العام المقبل، ينتظر الرئيس الأسبق محاكمة أخرى تتعلق باتهامات بتمويل غير مشروع لحملته الانتخابية عام 2007 من أموال النظام الليبي الأسبق. هذه القضية، التي تحمل أبعادا سياسية دولية حساسة، ستعيد تسليط الأضواء على أحد أكثر الفصول المثيرة للجدل في المشهد السياسي الفرنسي.

قرار اليوم ليس مجرد إدانة لرئيس سابق، بل تأكيد جديد على أن فرنسا لا تزال دولة قانون (على الأقل داخليا) تُحاكم فيها السلطة عندما تخرج عن الإطار الأخلاقي والقانوني. ومع انتظار المحاكمة المقبلة، يبقى ساركوزي عنوانا بارزا للنقاش حول النزاهة السياسية وحدود السلطة في الأنظمة الديمقراطية.

ملاحظة: نقاش قانوني في وسائل الإعلام الفرنسية حول إمكانية عدم تطبيق المراقبة عبر ارتداء قلادة إلكترونية بحكم أن المُدان سيبلغ 70 سنة مع حلول السنة الجديدة 2025، الأمر الذي يعفيه من ارتداء القلادة.

بالعربي من باريس |

Address

Casablanca
20000

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Elyousfi Lemrhari Hassan posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to Elyousfi Lemrhari Hassan:

Videos

Share