29/12/2024
بالعربي من باريس |
"تعفن الدماغ".. الكلمة التي تعكس عصر الاستهلاك الرقمي المفرط
اختارت دار نشر جامعة أكسفورد مصطلح "تعفن الدماغ" ليكون كلمة العام 2024
■ ‘Brain rot’ named Oxford Word of the Year 2024
بعد دراسة معمّقة وتحليل بيانات لغوية شملت أكثر من 26 مليار كلمة مأخوذة من مصادر الأخبار العالمية الناطقة بالإنجليزية. هذا الاختيار يعكس القلق المتزايد من تأثيرات الاستهلاك المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي على القدرات العقلية والوظائف الإدراكية، وهو موضوع يشغل الباحثين والمختصين منذ سنوات.
شهد مصطلح "تعفن الدماغ"، وفقًا لخبراء علم اللغة في جامعة أكسفورد، زيادة في الاستخدام بنسبة 230% بين عامي 2023 و2024. وقد أظهرت هذه الدراسة، التي استندت إلى تحليل البيانات الضخمة، أن المصطلح أصبح يُستخدم بشكل متكرر لوصف التدهور العقلي والفكري الناتج عن الانغماس المطوّل في المحتوى الرقمي.
وتشير دراسات منشورة في مجلة Psychological Science إلى أن قضاء أكثر من خمس ساعات يوميا على منصات مثل إنستغرام وتيك توك، يؤدي إلى تراجع ملحوظ في القدرة على التركيز والإبداع، بالإضافة إلى زيادة مستويات القلق الاجتماعي. كما وجدت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أن 68% من المشاركين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة يعانون من ما يُعرف بـ"إرهاق المعلومات"، وهو أحد الأعراض الأساسية لتعفن الدماغ.
وتُظهر إحصائيات نشرتها منظمة الصحة العالمية أن الفئة العمرية الأكثر تأثرا بهذه الظاهرة، هي الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما. وفي دراسة ميدانية أجرتها جامعة كامبريدج على 10.000 طالب، أقر 74% منهم بأنهم يشعرون بتراجع في مهارات التفكير النقدي بعد قضاء ساعات طويلة في استهلاك محتوى رقمي دون انقطاع.
ما يثير الانتباه هو كيفية انتقال المصطلح من استخدام شعبي على الإنترنت إلى مستوى أكاديمي ولغوي رفيع. ويعزو اللغويون في أكسفورد هذا الانتشار إلى التفاعل المكثف للمستخدمين مع القضايا الرقمية وتأثيرها على حياتهم اليومية، ما جعل المصطلح يكتسب زخما في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية على حد سواء.
تعترف بعض منصات التواصل الاجتماعي بتأثيراتها السلبية على المستخدمين. وأطلقت شركات مثل ميتا META وتيك توك Tic Toc برامج لتعزيز "الاستخدام الواعي"، تتضمن تنبيهات للحد من الوقت الذي يقضيه المستخدمون على التطبيق. ومع ذلك، يرى النقاد أن هذه الجهود ليست كافية لمعالجة المشكلة الجذرية المتمثلة في تصميم خوارزميات تشجع على الاستهلاك المفرط.
ويرى الخبراء أن مكافحة "تعفن الدماغ" تتطلب تغييرات جذرية في عادات الاستخدام الرقمي، بما في ذلك تحديد أوقات يومية خالية من الأجهزة الرقمية. كما يوصون بتضمين دروس حول "الوعي الرقمي" في المناهج الدراسية لتعزيز التفكير النقدي لدى الأجيال الصاعدة.
ويعكس اختيار كلمة العام في قاموس أكسفورد أكثر من مجرد ظاهرة لغوية؛ فهو تسليط للضوء على قضايا مجتمعية كبرى. في حالة "تعفن الدماغ"، يدعو الاختيار إلى إعادة تقييم العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، ويدفع الحكومات والمؤسسات إلى العمل على وضع سياسات تقلل من التأثيرات السلبية للاستهلاك الرقمي المفرط.
بالعربي من باريس |
للاطلاع والتوسع:
■ الاطلاع على الإعلان الرسمي والتفاصيل المتعلقة باختيار مصطلح "تعفن الدماغ" ليكون كلمة العام 2024
عبر الرابط التالي:
https://corp.oup.com/news/brain-rot-named-oxford-word-of-the-year-2024/?utm_source=chatgpt.com
● نشرت مجلة Clinical Psychological Science، دراسة بعنوان "الرفاهية العالمية والصحة العقلية في عصر الإنترنت" ، والتي تستكشف تأثير انتشار الإنترنت والتقنيات المرتبطة به على الرفاهية النفسية والصحة العقلية.
https://journals.sagepub.com/doi/10.1177/21677026231207791?utm_source=chatgpt.com
● بالإضافة إلى ذلك، تناولت دراسة أخرى تأثير التكنولوجيا الرقمية على العلاجات النفسية والصحة العقلية، حيث أشارت إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي قد يرتبط بتأثيرات نفسية سلبية بين الشباب البالغين.
https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC5214969/?utm_source=chatgpt.com
After more than 37,000 votes on our shortlist, we're pleased to announce that the Oxford Word of the Year for 2024 is 'brain rot'.