16/06/2024
نبض الوطن في بلاد الطواحين
أخدت كلمة "طحن مو" تنتشر و تتسع كرقعة الزيت في بلاد يحسد عليه و يعكس صورة حقيقية تجلياتها واضحة عندما يتعلق الأمر بالاستقرار و الأمن و الأمان.
فالطحين بالمغرب مغزاه يتأرجح بين ما هو واقعي و ما هو افتراضي و بينهما سيان.
طحين اليوم ليست له جعجعة و لا ذوق له و لا رائحة، إنه ماء سلسبيل يتسلل إلى جيوب المغاربة في واضحة النهار و أمام حشود كبيرة من مختلف شرائح المجتمع. يعثو فسادا، يكدس مالا، يسرق الفقراء و المحتاجين و من يسر الله أمرهم..
فمن المستفيد من هذا الوضع المقرف، المخدش، المخزي.. اللا وطني!؟
أكيد أن الأحزاب الحكومية و المعارضة ستصنع لنفسها حاجز الاصطدام "بارشوك" سيما أن الذاكرة الجماعية مفعمة بمرض النسيان و اللامبالاة.
فظاهرة الوساطة(الشناق، السمسار، الميسر، البراح، الدلال، الوكيل، المندوب..) أسماء تختلف و الوقع واحد لظاهرة طاغية و شائعة تنخر الجسد المجتمعي المغربي بطقوسها التي تعلو و لا يعلى عليها سواء تعلق الأمر بالقرارات المصيرية عند كل محطة انتخابية أو بأمور مختلفة تتفاوت درجات فوائدها لذى المجتمع برمته.
ظاهرة تؤكد مدى قيصرية المجتمع و مدى اتكاليته في كل الخطوات التي يقبل عليها في اتخاذ القرارات المصيرية بادئ بدء عند اقتناء خروف عيد الأضحى بلوغا إلى اختيار من سيحكمنا.
فالوساطة ظاهرة كلبونية يجب على المثقفين و الخبراء و العقلاء و أصحاب ألباب المجتمع التصدي لها و القضاء عليها قبل فوات الأوان و إلا سيأذون هذا المجتمع مثلما رأيناه اليوم و المناسبة غالية عوض أن تعم الفرحة المجتمع سقط هذا المجتمع في ميتم يسوده ضجيج طحين.