
16/02/2025
تعقيبا على ما ورد اليوم على لسان البطرك الراعي من وصف حكم المماليك والعثمانيين بالاحتلال خلافا للواقع ، وعدم تعرضه مطلقا للاحتلالين الحقيقيين الصليبي والفرنسي ..رغم تغزله بالعيش المشترك المسيحي الإسلامي والذي لا يخدمه مطلقا كلام الراعي وخاصة في مثل هذه الظروف المصيرية التي تمر بلبنان
وإنصافا للحقيقة نعيد نشر قصيدة مئوية لبنان الكبير
🇱🇧🇱🇧🇱🇧🇱🇧🇱🇧
بقلم
*الأستاذ الدكتور*
*رأفت محمد رشيد الميقاتي*
*رئيس جامعة طرابلس لبنان*
مِن غير تمهيدٍ ولا تقديمِ
مِنْ غير إلماحٍ ولا تعتيمِ
قرْنٌ على لبنانَ مرَّ ولم نزَلْ
في واقع التهميش والتهشيمِ
قرْنٌ مضى لم نتفقْ يوما على
"غورو" أيلقى رتبةَ التكريمِ؟!
هل أُمُّنا تلك الحنونُ فرنسةٌ
أم صدُّها يفضي إلى التفخيمِ؟!
وهل استقلّت أرض لبنان التي
غرقَتْ ببحر التيهِ والتنويمِ؟!
أترى طرابلُسُ العريقةُ قطعةٌ
منه أم انضمّتْ لدى التضخيمِ؟
هل وجهُ لبنانَ العروبةُ نفسُها
أم عينُهُ ترنو إلى التعجيمِ؟!
هل راسمُ البلدانِ خطَّ حدودَها
أم أنها ظلَّتْ بلا ترسيمِ؟!
هل شعبنا متحققُ التعدادِ
أم عبثتْ يدُ التجنيس بالترقيم؟
وهل التناصفُ في الوظائفِ
كلها بين المذاهب غايةُ التحجيمِ؟!
وهل العدالةُ أن تخالفَ موثقًا
أو أن تنالَ الغيرَ بالتقزيمِ؟!
وهل الخزينةُ في أمانٍ دافىءٍ
أم في يدِ الأزلامِ والتلزيمِ؟!
مئةٌ من المليارِ في ذكراكَ يا
لبنانُ ..أين سواعدُ التدعيمِ؟!
وقروضُ "سيدرٍ" والفوائدُ عينُها
والدَّيْنُ أضعافٌ بذا التعويمِ؟!
هل حربُنا والسِّلْمُ في يدِنا وهل
تُنعى السيادةُ بُغيةَ التقسيمِ؟!
لبنانُنا بلدُ ازدهارٍ أم غدا
كقراءةِ الفنجان للتنجيمِ؟!
وهل العمالةُ للعدوِّ فضيلةٌ
أم قوبلتْ بالنهيِ والتحريمِ؟!
ماذا مِن الدستور يبقى إن نكن
نكسُو أكُفَّ الهدْمِ بالترميمِ؟!
وهل القضاءُ اليومَ نحمدُهُ إذا
المظلومُ موقوفٌ بلا تجريمِ؟!
أتُرى "بنو عثمانَ" كانوا عصبةً
غصبتْ بلادَ العُربِ بالتأميمِ؟!
هل أهلُ إجرامٍ وإرهابٍ همُ
هل هم أولو التدميرِ والتهديمِ؟!
أم أهلُ عمرانٍ وبانو نهضةٍ
وأولو النهى والعدل والتعليمِ؟!
هل شمسُهم شرقا وغربا أشرقت
لتَزِينَ وجهَ الأرضِ بالتنظيمِ؟!
هم سادةُ الدنيا زمانَ تنعَّمَتْ
فيهِ الطوائفُ أيَّما تنعيمِ
هذي الكنائسُ لم تزَلْ أجراسُها
تعلو على الأديارِ "بالترنيمِ"
هذي الوثائقُ أنطقتْ حجرًا شدا لحْنَ التسامحِ عابقَ التنغيمِ
حتى بغى جورًا يهودُ الدونَما
ملكوا رقابَ الناسِ بالتأثيمِ
هم مزّقوا أرض الخلافة كلها
بالقهر والتشريد والتأزيمِ
"قوميةٌ" قتلوا الفصائلَ باسمها
وسطَوا على الأفواهِ بالتكميمِ
أهدَوا فلسطينا لصهيونٍ يمزقها وحازوا مالَ كلِّ "جوييمِ"
هيهاتَ نرضى أن تُحَرّفَ حقبةٌ
من بعدها عشنا لظى التيتيمِ
أوْ يُمعنَ الإعلامُ في تضليلنا
ويكافىء الأعداءَ بالتعظيمِ
أو أن يُدَرَّس منهجٌ ما زال
يُستعدى الصديقُ به بلا تقييمِ
فلنحفظِ الأوطانَ بالعدلِ الذي
يبني..ففأسُ الجوْر للتحطيمِ
ولنُعلِ للعلمِ القويمِ منارةً
فالمجدُ لا يرسو بلا تفهيمِ
ولكم ختاما يا شبابُ تحيةٌ
ممزوجةٌ بالحبِّ والتسليمِ
قصيدة مئوية لبنان الكبير للأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي - رئيس جامعة طرابلس\لبنان