ثمرات الفنون Thamarat El Founoun

ثمرات الفنون   Thamarat El Founoun ثمرات الفنون جريدة اسبوعية كان يصدرها الشيخ عبد القادر

في عام 1290 هجرية (1873 ميلادية) تألفت في بيروت جمعية الفنون برئاسة الحاج سعد الدين حماده، وكان الشيخ عبد القادر عضواً فيها. وكان هدف الجمعية خدمة الفقراء ونشر المعارف. ولأجل هذا الغرض انشأت الجمعية شركة مساهمة لتأسيس مطبعة ونشر جريدة باسم "ثمرات الفنون" على ان يكون امتيازها باسم الشيخ عبد القادر القبّاني. تسلّم الشيخ ادارة المطبعة والجريدة المذكورتين وتم صدور العدد الاول من "ثمرات الفنون" في 20 ن

يسان 1875.
جريدة المسلمين:
وعلى أثر انحلال "جمعية الفنون" إحتفظ الشيخ عبد القادر بالجريدة والمطبعة وتابع اصدار الجريدة بمعاونة نخبة من حملة الاقلام من امثال الشيخ يوسف الاسير والشيخ ابراهيم الأحدب، واسماعيل ذهني (محاسب متصرفية جبل لبنان) وسامي قصيري، وعوني اسحق (شقيق اديب اسحق) وسليم عباس الشلفون، واسكندر ف*ج الله طراد، والشيخ احمد حسن طباره، والحاج محمد محمود الحبّال وكثير غيرهم ممن كانوا يقدّرون الخطة الوطنية التي سارت عليها جريدة "ثمرات الفنون" وما كان يتمتع بها صاحبها كم مكانة سامية، وبصورة خاصة لدى المسلمين الذين كانوا يعتبرونها لسان حالهم الصادق ومرآتهم الصافية بما تنشره من اخبار من جميع البلدان الاسلامية والاجنبية.
صدرت ثمرات الفنون أول ما صدرت باربع صفحات من الحجم الصغير ولما وجدت الاقبال الكثيف عليها كبّرت حجمها فصارت اعمدتها 16 بدلاً من 12 فقط ولما احتفل بعيدها الفضي في 12 ايار 1899، راحت تصدر بثماني صفحات بدلا من أربع ومجموع أعمدتها 32 عمودا بدلا من 24 عمودا. واستمرت بهذا الحجم وبخطتها الوطنية المعروفة الى ان ودعت عالم الصحافة يوم الاثنين الواقع في 2 تشرين 1908 بعدما بلغت العام الرابع والثلاثين لعهد نشأتها. وكان عبد القادر آنذاك قد اطلق كلمته المأثورة عقب اعلان الدستور 1908 والذي منح الحرية لأصدار الصحف لمن يشاء بقوله: "ان مسؤولية اصحاب الجرائد في زمن الدستور اعظم منها في دور الاستبدادز وكذلك يلزم ان يقوم بتحرير كل جريدة نخبة من الكتاب من جميع العناصر للمحافظة على تأليف وحدة عثمانية من عناصر الوكن فتعتزّ الجامعة العثمانية بهذه الوحدة. ولا أقدر من الجرائد لتحقيق هذه الامنية التي هي روح الدستور اذا اتفق كتابها على التفاهم والتحاب، ونبذ كل ما يدعو الى سوء التفاهم".
لماذا أوقفت الجريدة:
هذا الكلام الذي قاله الشيخ عبد القادر القبّاني بعد اربع وثلاثين سنة على إصدار ثمرات الفنون، واجتيازها ادق المراحل واصعبها، يطرح سؤالين اثنين:
الاول: لماذا اوقف الشيخ عبد القادر "الثمرات" في العام الذي اعلن فيه الدستور، وهو الحريص على روح هذا الدستور؟ وأحد الداعين اليه؟
هل هي مشاغله الكثيرة في جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت وقد اصبح رئيساً لها؟ ام إشرافه على بنيان المدرسة السلطانية، المعروفة الى آلان بكلية البنات؟
ام انها الوشاية التي بعث بها حسّاده الى الحكومة الرئيسة في الاستانة ناسبين اليه والى الجمعية التي يرئسها والى الوالي مدحت باشا الذي كان واليا على سورية (قبل تشكيل ولاية بيروت) السعي لاستقلال البلاد العربية؟ فاصدرت حكومة الاستانة امرها بالغاء الجمعية وابدال اسمها باسم شعبة المعارف تحت رئاسة القاضي الشرعي السيد عبد الله جمال الذي اصبح فيما بعد قاضي الديار المصرية، ومن ثم تبدلت احوال شعبة المعارف وتفرق اعضاؤها دون ان تقوم بأي إنجاز او مهمة!؟ أم ان هناك اسباباً ووشايات أخرى؟..
والسؤال الثاني: كيف تعاطى عبد القادر القبّاني مع زبانية السلطان عبد الحميد الثاني، وكيف انقذ "ثمرات الفنون" من براثن المكتوبجي؟ مع العلم ان "ثمرات الفنون" صدرت قبل عام من صدور الدستور لاول مرة في تشرين اول عام 1876، وهو الدستور الذي قام باعداده مدحت باشا الصدر الاعظم آنذاك بمساعدة الصحافي اللبناني خليل غانم؟
قصة الدستور:
عندما اعتلى العرش السلطان عبد الحميد الثاني، كان الشعب مهتاجا لمقتل السلطان عبد العزيز ولنفي السلطان مراد الخامس من جهة.
ومن جهة ثانية كان مهتاجا من الحرب الشرقية التي كانت تهدد بانفجار على اثر الفتنة العامة في مقاطعة البوسنة والهرسك والبلغار والصرب. ازاء هذا الواقع المتردي في البلاد العثمانية حاول السلطان عبد الحميد ان يكسب لنفسه شعبية، فانعم على رعاياه بالدستور المشهور والذي يعترف في المادة الثانية عشرة منه بالحرية الصحافية. هذا ولم يترك السلطان فرصة إلا وعبّر عن حبه للحريات الدستورية لشعبه وخصوصا الحرية الصحافية. فقد لمح في خطاب العرش الاول والثاني بمناسبة افتتاح الدورة الاولى والثانية للبرلمان في العام 1877، انه يصرّ على وضع لائحة جديدة للقوانين تختص بالصحافة وتعني بتنظيمها.
حرية نسبية:
في هذا المناخ من الحرية النسبية راحت "ثمرات الفنون" وزميلات لها مثل "الجوائب" و"الجنات" و"الجنة" و"البشير" و"التقدم" تنتقد اعمال الحكومة ومأموريها، حتى انها لم تشفق على السلطان نفسه. كما راحت تنشر، بلا ادنى خوف المقالات الضافية عن مواقع الخلل في تركيا، بل انها كتبت بصراحة عن مقتل الوزراء، وذكرت خلع السلطانين عبد العزيز ومراد الخامس، واذاعت خبر انتصار الروس عام 1877 على العساكر العثمانية.
مرونة سياسية:
والى جانب ذلك فقد كتبت مقالات شديدة اللهجة عن مساوئ الحكم في الدولة العثمانية، وعن الولاة، مما جعل الحكومة تفرض ضريبة قدرها (بارة) واحدة على كل مقالة سياسية. وعلى الرغم من سياسة فرض الضرائب واتباع اساليب الضغط استمرت "الثمرات" في الصدور، بفضل المرونة السياسية التي كان يتمتع بها صاحبها الشيخ عبد القادر القبّاني. فهو من جهة يهاجم الارهاب والفوضى داعياً الى تحسين أوضاع الحكم، ومن جهة ثانية يدافع عن عرش الخليفة وينادي للألتفاف حول أمير المؤمنين وطاعته.
ولكن يبدو ان السلطان لم يكن جادا بما كان يقول ويعد به بل قرر الغاء جميع الحريات وجميع الحقوق التي كان قد اعترف بها للولايات التابعة في الدولة العثمانية بصورة عامة، وللولايات السورية بصورة خاصة. وبعث الى الصدر الاعظم (وكان مدحت باشا انذاك) يقترح فيها عليه: أن يمنع الصحافة من تجاوز الحريات التي تدّعى انها حصلت عليها عن طريق الدستور، والتي تنشر بصورة مستمرة مواد من كل توع وبالاخص المواد الخطرة.
كلمات خطرة:
و"المواد الخطرة" التي عناها ليست المقالات والاخبار التي هي ممنوعة فقط بل هناك لائحة طويلة بكلمات لا يجوز استعمالها على الاطلاق منها: "الأحزاب"، "المحاولة والتربص"، "الثورة"، "الفوضى"، "الاشتراكية"، الديناميت"، "الانفجار" "الفتنة" كما ان لا يجوز استعمال كلمات: "الخلع" "الجنون" "مراد الخامس" "العزل" الدستور "الحرية" "الوطن" "المساواة" وايضا لا يجوز الكلام على الانف الكبير لأن السلطان عبد الحميد الثاني له انف كبير ولا عن "النجوم" لأن ذلك يشير الى قصر يلدز الذي معناه "النجم".
لا سياسة ولا جدل ديني:
لقد ابتعدت "ثمرات الفنون" قدر المستطاع عن الخوض في الشأن السياسي، واتجهت نحو تشجيع الأعمال العمرانية الاجتماعية مثل فتح الاكتتاب على صفحاتها لمشروع مد خط السكة الحديد بين دمشق والحجاز المقدس لتسهيل الحجّ الى بيت الله الحرام وزيارة الروضىة الشريفة مقام الرسول ومثل الدعوة للأخذ بالعلم وارتياد معاهد التدريس العالي واقتباس الفنون المصرية، ومماشاة المدينة الحديثة مع الاحتفاظ بالعادات والتقاليد الوطنية والاسلامية.

24/03/2024

ا

17/10/2023
كلمة البروفيسور حسان حلاق والسيدة انعام قباني بمناسبة نشر ارشيف جريدة ثمرات الفنون على موقع مكتبة الجامعة الامريكية
14/06/2022

كلمة البروفيسور حسان حلاق والسيدة انعام قباني بمناسبة نشر ارشيف جريدة ثمرات الفنون على موقع مكتبة الجامعة الامريكية

14/06/2022

كلمة البروفيسور طارق العريس -٢

14/06/2022

كلمة البروفيسور طارق العريس بمناسبة نشر ارشيف جريدة ثمرات الفنون في مكتبة الجامعة الامريكية في بيروت -١

Address

Beirut

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when ثمرات الفنون Thamarat El Founoun posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to ثمرات الفنون Thamarat El Founoun:

Videos

Share



You may also like