Strategya - استراتيجيا

Strategya - استراتيجيا مكتب دراسات و احصاءات و نشر



Stud

https://alraednews.com/?p=95932
23/09/2023

https://alraednews.com/?p=95932

نظمت المظلة البيروتية لقاء سياسيًا موسعًا مع الكاتب والصحافي جوني منيّر تحت عنوان “قراءة في المشهد اللبناني” وذلك في قاعة مقهى غلاييني بالمنارة بحضور حشد من أبناء...

21/09/2023
من لقاء حواري مع الكاتب السياسي والصحافي جوني منيٌر وقراءة في المشهد اللبناني..
21/09/2023

من لقاء حواري مع الكاتب السياسي والصحافي جوني منيٌر وقراءة في المشهد اللبناني..

19/09/2023
٤ آب.....سكت الكلامالجدارية بريشة الفنان التشكيلي المبدع أسامة بعلبكي
04/08/2023

٤ آب.....سكت الكلام
الجدارية بريشة الفنان التشكيلي المبدع أسامة بعلبكي

23/06/2023
المشاركة في هذا الإحصاء إختيارية, علما أنها لا تتعرف على الهوية الشخصية للمشارك.
23/06/2023

المشاركة في هذا الإحصاء إختيارية, علما أنها لا تتعرف على الهوية الشخصية للمشارك.

ليس أمرا هامّا ما تفوّهت به نائب التغيير سينتيا زرازير وأقل أهمية ذلك البيان الصادر عن نواب التغيير الذين توحّدوا شكلا ف...
30/05/2023

ليس أمرا هامّا ما تفوّهت به نائب التغيير سينتيا زرازير وأقل أهمية ذلك البيان الصادر عن نواب التغيير الذين توحّدوا شكلا في مواجهة كلام مسّ دورهم وبيّن مراهقتهم السياسية على مدى سنة كاملة كانوا فيها بلا وزن وتشتّتوا بل تموضعوا في مواقع مختلفة وتفرّقوا أمام مواقف واستحقاقات مصيريّة..
ما جرى خلال اليومين الماضيين.. تحرّكت الشخوص ومادت على حساب الحقائق.. شخوص أقرب الى دور مسرحي يؤدّيه جلّهم على مواقع التواصل الاجتماعي مستفيدين من الفراغ دون القدرة على ملئه بمشروع او فكرة او موقف.. غالبيتهم ظنّ أنّ كل أولئك الذين صوّتوا للتغيير أعطوهم شرعية مطلقة وهم بذلك ذهبوا الى استنساخ شكل العلاقة بين منظومة السلطة وناخبيها دون الاسستفادة من تجربتهم الذاتية التي أوصلتهم الى المجلس النيابي لشعارات التغيير بعدما غيّبوا.. هم وبعض مؤسسات المجتمع المدني فكرة الثورة واسمها كعنوان لهدم كل القديم وبناء جديد مدني يتسع للديمقراطية ويشكّل مساحة حريّة تميّز بها لبنان.
في اطلالتهم الاولى مع الاعلامي مارسيل غانم كانت الخفة سمة بعضهم, لكنهم جميعا جلسوا تلامذة على مقاعد الدراسة أمام الشاشة.. أخذتهم نشوة الفوز ففرحوا.. لعبوا وانتصروا بالشعارات والاهازيج.
ثم ناداهم البعض للتوحد فأخرجوا هذا البعض وأطلقوا وحدهم تكتل التغيير.. دون الاستناد الى أيّة قواعد شعبية او حوار مع مجموعات 17 تشرين التي ساهمت في وصولهم ودون أيّة مقاربة للتحديات والمسؤوليات فانفجرت خلافاتهم عند كل منعطف.. وفي كل موقف.. توحّدوا في اطلاق المبادرة الرئاسية لرئيس صنع في لبنان لكنهم زحفوا عند كل المنظومة التي انتفض الشعب اللبناني ضدّها والتي بموجب الثورة عليها دانت لهم كراسي مجلس النواب..
لم يسألوا او يتساءلوا هل للقوى المرتبطة خارجيّا ان تصنع قرارها بيدها.. بدوا كأنهم يغسلون يدهم من دم الصدّيق.. انتهت المبادرة قبل ان تبدأ وتلاعبت بهم المنظومة بالدعوات التسعة المتكررة الى انتخاب رئيس للجمهورية.. انقسموا "بفيتويات" على هذا الترشح واخرى على ذاك ولم ينل افضل اسماءهم اكثر من 11 صوتا ثم تراجعت الى 10 و 6 أصوات اي لنصف تكتل التغيير..
همروجة الانتخابات كشفت عوراتهم التي بانت قبل ذلك بكثير.. مسلسل خلافاتهم لا يزال مستمرّا بل اتّخذ منحى شخصي بين العديد منهم فاذا التقى اثنان منهم لا يتصافحان؟!..
عداوة كانت او انحياز الى موقف.. ولسنا في معرض استعراض مسلسلهم التركي او المكسيكي في تفاقم خلافاتهم على مدى سنة كاملة من عمر المجلس.. لا في انتخابات مكتب المجلس الثاني او اللجان او في قانون التمديد للبلديات وغيرها الكثير..
لم يتفقوا الان على سينتيا زرازير.. وها هي عداوة شخصية جديدة تطل برأسها بينهم. توحّدوا في بيان غالبا لم يجتمعوا سويّا لاصداره.. صياغة من احدهم وموافقة من الجميع لكنهم وفي نفس الوقت منقسمون في انحيازاتهم لخيارات رئيس الجمهورية.. بعضهم مع مرشّح واحد بالاتفاق مع المعارضة واخرين يرفعون لا منفردة وعالية دون أفق والباقي مستمر باعتصامه وحيدا دون سند الّا نجاة صليبا عون.. وأمّا في استعراضاتهم منهم حاضرون يوميّا على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدّثون ..يقولون ما لا يفعلون.. يخوضون معارك دونكشوتية ..
وفي غفلة بسيطة من الزمن اجتمعوا بدعوة من ممولهم اللاعب " كلنا ارادة " لتقييم عملهم بعد سنة استنسابية في الدعوة كاستنسابية خيارات كلنا ارادة في الترويج لهم قبيل الانتخابات واجتماع مغلق فاحت بعض لوائحه باطار الترويج الفيسبوكي لا أكثر.. كأن هذا التقييم ملك خاص لا يخص كل اولئك الذين أولوهم الثقة ليكونوا نموذج التغيير الاتي بالتراكم.. اسئلة كثيرة تحيط بأداء نواب التغيير.. تكتلا او فرادى مما أدّى الى احباط لدى جمهورهم الهلامي اساسا..
احباط ..فوق احباط واقع الأزمة السياسية المسدودة الافق, والانهيار المالي والاقتصادي الذي يحفر عميقا في البنية الاجتماعية للأسرة اللبنانية.. وعجز متفاقم لم نستر عوراته فائض البيانات والتصريحات المترامية الأصداء ..
السؤال الأساسي اليوم هو أي تغيير يرتجى من هذا التكتل وأين التصدي للمشكلات اليومية التي يعانيها المواطن.. هل تطعنمه التصريحات او تمنحه البيانات حقّه في التعليم والطبابة والعيش بكرامة.. ولماذا يخفون انقساماتهم وهي ظاهرة للعيان.. أليس الأجدر بهم اعلان قوّة التكتل؟!
أليس الأفضل مصارحة اللبنانيين عموما بطبيعة الانقسام وأسبابه واختلاف المقاربات في السياسة والاقتصاد والمال ومجمل القضايا الخلافية..
أليس من حق اللبنانين أن يكون لهم ولهم وحدهم الكلمة الفصل في الانتماء او الالتحاق او التأييد بناء لمشروع او فكرة او موقف..
لم ينتخب اللبنانيين زعامات جديدة وليسوا مشاهدين مسرح ليتفاعلوا مع الشخوص المتمثلة فيه..
ما نريده ان ننتقل من التصويت الثأري الى انتخاب خيارات ومشاريع نرى فيها أمل لا خيبة..
ورجاء لا يأس وعملا بلا كلل لبناء مستقبل آمن.. ثرثرة سينتيا زرازير لم تفضح المستور فهو مكشوف أمام الجميع لكن فائدة هذه الثرثرة أنها أكّدت ببيان نواب التغيير أن عملية الخداع مستمرة وأن وحدة التكتل ظاهرها كما باطنها كاذب..

بيان وزارة الداخلية لتحديد المهل في الإنتخابات البلدية و الإختيارية.
04/04/2023

بيان وزارة الداخلية لتحديد المهل في الإنتخابات البلدية و الإختيارية.

25/03/2023

المشهدية اليوم على صفحتنا او مواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن مدى فهم المنظومة الحاكمة لعقل الجماعات اللبنانية..
اتتكم بملهاة التوقيت الصيفي ومع حلول شهر رمضان المبارك الذي جاء على طبق من ذهب ..تناسينا كل الانهيار وحجم التضخم وتبخر اموال اللبنانيين وتراشقنا بخطابات طائفية ومناطقية وانشغلنا بالنكات والتنمر بحيث ضاعت بوصلتنا..
نحن فعلا شعوب لبنانية ومن هول المأساة ننتج كوميديا ..
قرار الحكومة تافه لكننا نتلهى به بما يضع الشك في وعينا الجمعي لهول الكارثة..
التوقيت الصيفي لدول نامية ومنتجة لزيادة الانتاج..نحن بلا دولة او مؤسسات ونعيش انحلالا تاما ..
هل نقابل التفاهة بمثلها ام نقفز فوقها لنؤكد على عمق وعينا الوطني وحجم المخاطر التي نعيش لنواجه سلطة غاصبة ؟!

لقاء جامع للمظلة البيروتية مع النائب نعمة افرام ورؤيا لمشروع وطن
17/03/2023

لقاء جامع للمظلة البيروتية مع النائب نعمة افرام ورؤيا لمشروع وطن

بقلم مروان الأيوبيهذا المقال ليس تأريخاً لمدينة بيروت, انّه شهادة واحد من جيل عاش, شاهد وتفاعل في مرحلة تاريخية كالآخرين...
13/02/2023

بقلم مروان الأيوبي

هذا المقال ليس تأريخاً لمدينة بيروت, انّه شهادة واحد من جيل عاش, شاهد وتفاعل في مرحلة تاريخية كالآخرين.. كل منّا بنسب متفاوتة او بخيارات متناقضة.

لأنّها بيروت...
لا لأنني ولدت فيها وترعرعت في احدى مناطقها الشعبية المحببة الى قلبي..( طريق الجديدة).. ولا لأنني عشت في حوش تتوسّطه بركة ماء يحيط بها مجموعة منازل صغيرة تجمع عائلات من بيروت وبعلبك وصور والاقليم وفلسطين المحتلة وتظللها أشجار الليمون والاكيدنيا والتوت..
لأنّها بيروت..
المدينة التي صنعت وجداننا وصاغت أحلامنا وزرعت فينا قيم الاخلاق بالمحبة والتسامح والانفتاح, بالصدق والكلمة الحق..
أوّل ما تعلّمناه وصايا موسى العشر وتسامح عيسى ومحمد الأميّ خاتم الأنبياء, كما قراءة القرآن الكريم بما فيه من قصص الأنبياء واحكام.. وعروبة اللسان وعذوبة القول والخط الفاصل بين الحق والباطل..
هي بيروت العروبة والنضال القومي..
ثارت مع جمال عبدالناصر في مواجهة العدوان الثلاثي وزحفت الى دمشق لاستقباله بعد الوحدة المصرية السورية وخرجت رفضاً للهزيمة عام 67 معلنة تمسّكها بقيادته ثم خرجت نساؤها للتبرع بكل ما يملكونه من حلي وذهب لدعم الجيش المصري..
لم تنكسر ولم تنهزم مدركة ان خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب ما دمت تملك ارادة التحرر..
انتصرت لجزائر المليون شهيد ومعها لثورة العراق ضدّ حلف بغداد ثم لليمن السعيد..
وحين رحل ناصر الى علياء ربّه, شيّعته بيروت بنشيج الرجال ونحيب النساء وأزيز الرصاص الذي ظنّ البعض انّه ينير السماء لصعود روحه الى بارئها..
بكته بأنين الثكلى المفجوعة بولدها الوحيد والبار.. ثم احتضنت الثورة الفلسطينية " لعل الفدائي الذي خلق من جزمة أفقا".. يعوّضها غياب قائدها وملهمها.. لم تتخلّف او تتراجع او تتوانى عن اي موقف قومي بغض النظر عمّا يلحق بها من اذى الشقيق والصديق والعدو..
وهي بيروت الثورة..
هل تعرفون باتريس لومومبا؟!
بيروت عرفت ذلك المناضل الكونغولي الذي كان اول رئيس وزراء منتخب ناضل لاستقلال بلاده من الاحتلال البلجيكي ثم اغتالته المخابرات الاميركية 1961. فخرجت بيروت تنديداً بالاغتيال.
وبالتأكيد فان بيروت انتصرت لأيقونة الثورة الأممية تشي غيفارا ذلك المناضل الذي غادر كوبا بعد انتصار ثورتها ليخرج ثائراً في كل بقاع الارض وقضى قتلا على يد الجيش الأميركي..
صار غيفارا وصورته بسيجاره الكوبي رمزا لكل مناضل لكن البعض لم يستلهم منه الّا السيجار ترفيهاً وادّعاءً..

وهي بيروت عاصمة الثقافة..
ميزتان اتّسمت بهما بيروت.. الحرية والحداثة ما وسمها بالريادة.. فالابداع يتنفس بالحرية وينمو بالحداثة..
بيروت دور السينما والمسرح والمنتديات الثقافية.. بيروت حوارات المثقفين العرب بين جنبات مقاهي الأرصفة في شارع الحمرا..
بيروت التي احتضنت كل الخارجين عن عباءات السلطة..أيّة سلطة..ملكية,أميرية او جمهورية..
بيروت معرض الكتاب العربي.. عميد المعارض العربية.. وبيروت مسرح البيكاديلي مع السيدة فيروز وانتهاءً مع عادل امام..
بيروت عمر الأنسي ومصطفى فروخ وعمر الزعني وسعاد محمد ونجاح سلام..وبيروت محمود درويش ونزار قباني وناجي العلي.. بيروت جريدة النهار واللواء والمحرر والسفير والانوار ولسان الحال ومجلات بيروت المساء والحوادث والصيّاد الخ...
بيروت عصارة الابداع الفني والادبي.. لم يغب عنها مثقّف او اديب او فنان, حضنتهم جميعاً وفتحت لهم بوابات الحوار مع الجمهور المتعطّش لكل رأي حر وكل قيمة فكرية..
وكثيرا ما كنا نتسلل الى مقاهيها نسترق السمع للحوارات التي تنقل واقعنا العربي في كل اقطاره بمراراته وحلاواته.. بانتصاراته وانتكاساته..
وهي بيروت النضال الوطني..
حاضنة النقابات العالمية وساحة تظاهراتهم في مواجهة الصرف التعسفي والتضخم الذي نعيشه مجدداً ومن اجل حقنا في العيش بكرامة.. وبيروت النضال الطلابي لجامعة لبنانية موحّدة وانشاء كليات تطبيقية.. وتطوير المناهج التربوية..
كانت بيروت تضجّ بالحق والحقيقة.. لم ترهبها سلطة مهما علت في جبروتها.. ولم تصمت امام اي ترهيب.. كان صوتها عالياً تصل اصداؤه الى كل الوطن العربي..
وبيروت التي انتصرت للوطن حين زحف مقاتلوها الى الجنوب اثناء عدوان 1978..
وبيروت المحاصرة من العدو الصهيوني, صمدت, قاتلت ولم ترفع الرايات البيضاء رغم اطنان القنابل..
بيروت طلقة المقاومة الاولى دون ادّعاء او تزييف.. وهي بوابة التحرير وصانعته, لم يبخل ابناؤها بالمال او بالدم..
ميدانها شرف وفرسانها شرف..
بيروت.. يا بيروت..
ما كانت نمطية.. بتفاعلاتها.. او علاقاتها الاجتماعية.
بيروت مدينة التناقضات والاختلافات.. مدينة لا يبعد جامع عين المريسة 50 متراً عن مرابع الليل فيها..
قد لا يسمع المصلّون همسات العشاق على الكورنيش البحري.. او ضحكات السكارى في ملاهيها لكنهم كانوا جميعا يسمعون صوت الآذان عند صلاة الفجر.. وفي كل وقت..
بيروت المسجد والكنيسة في اسواقها التي تضجّ بكل اطياف الناس, صغيرهم وكبيرهم.. مقيمين ووافدين وعابرين..
مدينة ملوّنة بالفرح.. ضاجّة بالحياة.. بلهوها احيانا وبالموقف النضالي احيانا كثيرة..
بيروت لم تخطئ, لكننا نحن الخطاة.. الذين اتعبناها واهديناها كما قال الشاعر نزار قباني مكان الوردة سكّينا.. لكنها ستبقى كوّة الضوء الذي يشعّ على محيطه.. ويشبعه دفئاً وحرارة بفعل الحب الذي تحمله.. وبالأحلام التي ترفعنا الى السماء رغم كل نيازك الاحباط التي تحرقنا..
بيروت هي انا وانت.. هي نحن جميعا, بكل ما نحمله من أحلام وآثام..
لبيروت سلام..
بيروت هي السلام..

وطنية - نظمت "المظلة البيروتية" لقاء سياسيا اليوم، مع نائب تكتل التغيير النقيب ملحم خلف، تحت عنوان "مسار التغيير ومستقبل...
16/12/2022

وطنية - نظمت "المظلة البيروتية" لقاء سياسيا اليوم، مع نائب تكتل التغيير النقيب ملحم خلف، تحت عنوان "مسار التغيير ومستقبله" وذلك في قاعة غلاييني – المنارة، في حضور حشد من أبناء بيروت وعائلاتها.

عبود
بداية رحبت مقررة اللجنة الثقافية في "المظلة" الدكتورة حُسن عبود بالنائب خلف ودوره الفاعل مع الملفات الوطنية والاستحقاقات الآنية. ورأت "ان المظلة هي مظلة تجمعنا معا وبها نستعيد مدينتنا هوية وطنية.. روحا ودورا. ونحن، كما تعرف المظلة رجالها ونساءها، "شخصيات وفعاليات بيروتية متنوعة كتنوع العاصمة بيروت"، نؤمن بأن النظام الطائفي في لبنان مكن هذه المنظومة الحاكمة المولودة من رحم الميليشيات ومافيا المال من تجويف الدولة وتجويف مؤسساتها، وندرك بأن من أوصلنا إلى أعمق أزمة سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية لا يمكنه أن يملك مفاتيح الحل لهذه الأزمة الضاربة في أعماق بنية الدولة والمجتمع. ونطمح ببناء وطن ديموقراطي سيدا ومستقلا.

الايوبي
ثم استعرض المقرر العام ل"المظلة" مروان الايوبي واقع التغييرين منذ الثورة حتى النيابة و"التمايزات التي حصلت والتي تحتاج الى إيضاحات بعد التباينات التي ظهرت في المرحلة الأخيرة".

وأشار الى "ان الاحباطات بدأت توازي حجم والآمال لان الناس صوتت لكتلة التغيير أي من انها صوتت لمشروع التغيير، وصوتت باقتراع ثأري بمعنى الانتقام من المنظومة السياسية الحاكمة ولا يجب ان يخيب آمالها".

وتناول "الإشكاليات والمناكفات التي حصلت في تكتل التغيير، وذلك بعدما الانطلاق العملي من دون وضع رؤية بالحد الأدنى او برنامج تشريعي، وتظهر التباين في عدم التنسيق مع أي مستقل في انتخابات اللجان، فضلا عن الإشكالات التي نتجت عن ترشح أكثر من نائب تغييري على أكثر من رئاسة او عضوية لجنة بدل توزيع الأدوار والمهمات في معظم اللجان للمشاركة في صناعة القرار او المراقبة الفعلية لسير الاعمال في المجلس النيابي"..

وتحدث عن المبادرة الرئاسية، واصفا إياها بأنها "مبادرة أخلاقية لكنها غير واقعية، لافتا الى " ان هناك أحاديث عن "ان تكتل التغيير يمكن ان يكون أكثر من تكتل وتحديدا تكتلين، ونعي دور النائب ملحم خلف جيدا في اجادته تدوير الزوايا ضمن التكتل لتقريب ذات البين لأنه لا يمكن تقديم نموذج التغيير في حالة الانقسام".

ولفت الى "ان الحوار مطلوب بين القاعدة الناخبة والنواب للحفاظ على وحدته، وإذا سقطت وحدة التكتل نخشى ان تسقط فكرة التغيير لان الثورة تبدأ بفكرة وتترجم بصناديق الاقتراع"..

خلف
واستعرض خلف عملية الدخول الحالة التغييرية الى المجلس النيابي يعني الى نادي لديه رعايا لا مواطنين وهو ناد يتقاسم الحصص والسلطة ولا يعي المسؤولية لخدمة الناس والمواطنين ومقفل على ذاته وقواعد لا تصنع في المجلس النيابي في أماكن أخرى. وانطلق من هذه القساوة، لاقول ان 108 نواب يعون تشكيل لجان نيابية وباعتقادكم هل هؤلاء ال 108 لا يعرفون انتخاب رئيس للجمهورية؟ وينظرون الى التغييرين ال 13 في تحميلهم عملية انتخاب الرئيس".

وأشار الى "ان داخل هذه المنظومة تتستر في ظاهر ديموقراطي، لكن الحقيقة ليست الا ديكتاتوريات طوائفية ومذهبية يتقاسمون هذا البلد. انا اخجل من نفسي ان أكون نائبا وشعبي يطالبني بالدواء والخبز والكهرباء والمياه المبتذلة، وعلى الرغم كل هذه الصورة لن نفقد الامل وهذا واجب عل المستوى الشخصي سنناضل الى النفس الأخير والنضال داخل البرلمان له قواعده وقيوده وحدوده وهي حرية الحركة التي نمتلكها خارج البرلمان".

وتناول خلف عملية دخول البرلمان من مبدأ مرجعية القانون والدستور في الوقت الذي سمعنا البعض يقول ان نمارس دورنا على هذا النحو منذ العام 1992. النواب ال 13 لهم نفس الهدف لكن الوسائل تختلف من مبدأ "التمايز الديموقراطي" الذي نتفهم عملية التمايز بين البعض. نعم النواب ال 13 هم امل وطن يحتاج الى تراكم لمستقبل متغير، فلا يصل أحد لوحده، من هنا يجب ان نتفاعل مع هذه المقاربة لنعمل على نحو مغاير للطبقة السياسية التقليدية".

وأشار خلف الى "ان الاستحقاق الأول كان انتخاب رئيس مجلس النواب مع انسداد الأفق حول عدم إمكانية انتخاب شخص آخر فاكتفينا بتوجيه رسالة موحدة قائمة من دون اية شائبة وهي رسالة العدالة. اما الرسالة الثانية هو استحقاق نيابة رئيس المجلس وتم الاتفاق على انتخابنا لشخص غسان سكاف وهو ما حصل من دون أي تمايز بهذا الامر، مع دحض كل الشائعات الإعلامية وغيرها بأن أحد التغييرين خرق الاتفاق وبثت كمية كبرى من الاضاليل ليست صحيحة بالكامل".

وأضاف: "بعدها جاءنا استحقاق رئيس الحكومة بحيث ان هناك 10 تغييريين كانوا متفقين على اسم و3 لا، فهذا التمايز ناتج عن اننا لسنا حزبا عقائديا نلتزم قرار القيادة ونمشي انما نحن اتينا من مشارب مختلفة ولا نعرف بعضنا من قبل. فصورة التغييرية 3 / 4/ غير الصورة النمطية التقليدية المتبعة منذ عقود، انما نحن حالة تنوع نحترمه وتحترمونه من هنا صعدنا سوية الى القصر الجمهوري 10 وضعنا اسم و3 ورقة بيضاء.

بعدها جاء استحقاق اللجان النيابية وقفت كل الكتل بوجهنا بعدما حاولنا كسر الأعراف المتبعة والتي بالنهاية هي حالة تقاسم بين الكتل، والعرف لا يستند الى نص من هنا بإمكاننا عدم الالتزام به، وحاولوا تفتيتنا وأصبحنا هدفا لكل الطبقة السياسية، فأقصونا عن عدد من اللجان.

اما بالنسبة للاستحقاق الرئاسي فذهبنا كتغييريين نحو مرحلة اخذ المبادرة وعدم التقوقع على الذات ومواجهة كل القوى السياسية أيا تكن والذهاب اليها من خلال المبادرة التي اطلقناها والتي تطلب تحضيرها شهران ونصف ووضعنا لها المعايير ولها 4 مسارات واضحة وهي ان يكون هناك هدفان: الأول تجنب الفراغ والثاني ان يكون رئيس الجمهورية صنع في لبنان، والا ان نكون نطول الازمة القائمة التي عشناها 6 سنوات ووضعنا اطارا ان يكون الرئيس العتيد له دور الحكم والحكيم ومنفتح على العرب لأنه الاطار الأساسي للاستمرار نحو افق حداثته التي هي مسؤوليتنا وليس التفاعل المالي فقط".

وتابع :"لبنان ليس بلدا ككل البلدان وهناك مثله بلدان قليلة مثل الولايات المتحدة التي تعتبر موطن الحريات العامة مقدسة، رغم الكثير من الشوائب والمخالفات التي تحصل عندها كما وان فرنسا تحتضن وتعتنق شرعة حقوق الانسان، رغم بعض المخالفات التي تحصل أحيانا ولبنان بلد العيش معا وسقوط العيش معا ليس سقوطا للبنان انما للإنسانية جمعاء.من هنا نسعى لإيصال رئيس جمهورية يحمل هذه الرؤية وهذا الدور على المستوى الإنساني".

وأردف خلف :"من هنا انطلقنا نحو اسماء صلاح حنين وناصيف حتى وزياد بارود وسليم اده. فذهب الاتفاق الى سليم اده وهو خارج عن الاصطفاف يمتاز بقامة وهامة متقدمة ويملك ثالث متحف بالعالم ويؤمن فرص عمل ل 700 عائلة في لبنان لكي لا يذهب الشباب الى الخارج فهو من الخامات الوطنية والهامات المثقفة العالية التي يعتز بها لبنان، والاتفاق كان على هذا الاسم من كل التغييرين الا ان أحدا من النواب قال ان اسم سليم اده غير نهائي ما حدا بالاخير الى طلب بسحب إسمه من التداول والخروج من هذا السباق".

وأشار الى "انهم عوتبوا كتغيريين لماذا لا يصوتون الى ميشال معوض جوابنا هو اننا خيارنا جديد داخل لبنان وهو خارج الاصطفافات، وهذا الخيار الثالث نريد المحافظة عليه كي لا نسقط بالاصطفافات".

وأوضح خلف "ان خيار عصام خليفة ليس اكثر من خيار لحماية القيم للموقع الذي نحميه". وشدد على "انه على الرغم من التمايز بين التغييريين على موقف الرئاسة وكل المقاربات كانت جامعة اما اليوم فالصورة على قدر امالكم واحلامكم". وقال:"نحن على تواصل في ما بيننا انما في الاستحقاقات الصورة مشتتة، الجهد لم يتوقف".

الاسئلة والاجوبة
وقدم امين سر المظلة الدكتور محمد حلاوة لمداخلات الحضور وتنظيم الاسئلة والاجوبة، فشدد على أهمية هذه اللقاءات في "حركة التفاعل بين القاعدة التي آمنت بالحالة التغييرية الوطنية وقدراتها وضرورة استمرارها لما فيه خير البلد وصلاحه على المستويات كافة".

بقلم: مروان الأيوبيطغت مشهدية منتدى الطائف على الواقع السياسي اللبناني في ظل أزمة سياسية عميقة تجاور أزمة البلد في العام...
11/11/2022

بقلم: مروان الأيوبي

طغت مشهدية منتدى الطائف على الواقع السياسي اللبناني في ظل أزمة سياسية عميقة تجاور أزمة البلد في العام 1989 دون أن تقاربها بقرقعة السلاح والقصف والدم..
وقبل الشروع في قراءة تحليلية لهذه المشهدية لا بدّ من التوقّف عند ما ذكره الأخضر الابراهيمي عن أهداف الاتفاق التي حدّدها بثلاث نقاط وهي إنهاء حالة الحرب وإعادة إعمار لبنان وإرساء مداميك الدولة المدنية, حيث نجح الاتفاق في تحقيق الغايتين الأوليتين فيما أخفق بالهدف الثالث أي الدولة المدنية.. ولا بدّ من إضافة نقطتين بارزتين يدركهما اللبنانيون من واقع حالهم وهما الاعتراف بنهائية الكيان اللبناني وتثبيت حقوق لبنان العربية..
أسباب الإخفاق في إرساء الدولة المدنية وعدم تطبيق بنود الاتفاق كاملة تعود الى النظام السوري الذي استفاد من ولوج امراء الحرب الذي انتصر بهم الى مؤسسات الدولة فيما كان يرفضه ضمنيّاً وعملياً بسبب النص الواضح الذي يتعلّق بانسحاب القوات السورية تدريجيّاً وبالتالي رفع يدها عن لبنان وهي التي دفعت أثماناً باهظة لتحقق خروج أبو عمّار ومنظّمة التحرير الفلسطينية من لبنان ثم بإضعاف القوى المسيحية التي خاصمتها منذ العام 1978 قبل أن تطلق الإدارة الأميركية يد سوريا في لبنان بُعيد الغزو العراقي للكويت..

وفي استعادة المشهد يمكننا قراءة ما يلي:

• في الشكل:
أولاً: كان الحفل حاشداً وجامعاً, اذ شاركت كل الكتل المسيحية بدءاً بالتيار العوني حيث كانت مشاركته علامة فارقة للتناقض الفاضح بين خطابه السياسي المبني على استعادة حقوق المسيحيين من جهة وصلاحيات رئيس الجمهورية المسلوبة بفعل اتفتق الطائف وحضوره لهذا اللقاء الذي يؤكّد على ربط الوجود الكياني للبنان بهذا الاتفاق. كذلك شاركت القوات اللبنانية وحزب الكتائب والمردة والعديد من النواب والوزراء المسيحيين الحاليين والسابقين. وحشد الحفل الى جانبهم الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي وكتلة التنمية والتحرير إضافةً الى نواب من تكتل التغيير وتكتل الاعتدال وتكتل التجدد وكثير من نواب الطائفة السنية سابقون وحاليون ومن مختلف التيارات السياسية.. عدا عن ممثل رئيس مجلس النواب وحضور رئيس الحكومة الحالي والمكلّف نجيب ميقاتي والرئيس السابق فؤاد السنيورة الذي شارك بوفد صغير من مخلّفات تيار المستقبل.
شكّل هذا الحضور الواسع نيابياً وقوى سياسية وشرائع نقابية واجتماعية ما بدا حصاراً مفروضاً على حزب الله الذي لم يدعى اساساً بغضّ النظر عن حضور حلفائه الذين يكسرون سور الحصار مضموناً.
فيما غابت الحريرية السياسية عن هذا المشهد فيما حضرت العائلة بحضور شفيق الحريري وهي خطوة ناقصة من التيار الأزرق تجاه اتفاق الطائف باعتبار الرئيس الشهيد رفيق الحريري عرّابه اللبناني ناهيك عن أنّ الاتفاق يعتبر ركيزة الخطاب السياسي لهذا التيار وهي خطوة ناقصة تجاه المملكة العربية السعودية باعتبارها المرجعية العربية للتيار وعرّابته وراعيته..

ثانياً: يؤخذ على منظّمي الحفل غياب البروتوكول الرسمي في الصفوف الأمامية حيث اختلط الحابل بالنابل في توزيع المقاعد للشخصيات فيغيب عن الصف الأول ممثلي كتلة التنمية والتحرير مثالاً ويعطى المقعد للشيخ عباس الجوهري.. والأمثلة كثيرة..

ثالثاً: كان حضور فؤاد السنيورة على المنبر في الجلسة الأولى مستغرباً اذ لم يكن له أي دور في اتفاق الطائف ومشاركته لزوم ما لا يلزم وليس لها سوى مدلول إلّا محاولة سعودية لإنعاش السنيورة بعد إخفاقه الكبير في الانتخابات النيابية لحين توفّر بديل غير متوفّر.

• في المضمون:

رابعاً: حمل اللقاء من المملكة العربية السعودية رسائل متعددة منها ما يتّصل بالواقع السياسي المحليّ وأخرى الى الولايات المتحدة الأميركية بأنّ المملكة لا زالت حاضرة وبقوّة في الملف اللبناني ولا يمكن لأي اتفاق أميركي-إيراني أن يتجاوز هذا الحضور.. كذلك فإنّ السفير وليد البخاري في حواره مع الصحافي وليد عبود ردّ على دعوة السفارة السويسرية وعرّابها الرئيس الفرنسي حيث نقل عن الفرنسيين رفضهم لأي تعديل على الاتفاق ونصوصه ومضامينه.

خامساً: كان من المعيب للرئيس السنيورة ألّا يأتي على ذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهو الذي صنع له دوراً كما أرسى سعد الحريري للسنيورة دوره كرئيس للحكومة. علماً أن السنيورة ما كان ليكون نائباً لولا تيّار المستقبل.. لا فضل للسنيورة في دوره والفضل كلّه للحريرية السياسية من الرئيس الشهيد الأب الى الرئيس الابن والمعتكف عن أي دور سياسي حالياً..
وما يؤكّد هذا العيب ما ذكره الوزير الجزائري السابق الأخضر الابراهيمي حيث وجّه التحيّة الى الرئيس رينيه معوّض رئيس الطائف وشهيده والى شخصيتين لعبتا دوراً بارزاً في الاتفاق هما رفيق الحريري ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل..

سادساً: خطف وليد جنبلاط الكثير من الأضواء لكن رغم حضوره وقع في تناقض مردّه انتفاضة 17 تشرين حين رفض أن يضعه وليد عبّود بسلّة واحدة مع أمراء الحرب مستهجناً شعار "كلن يعني كلن" فيما أدان قصفه لفندق البستان حيث اقامة اللجنة الثلاثية ثم الحديث عن معركة سوق الغرب وتلّة 888.

سابعاً: كان موقف المطران بولس مطر ملتبساً وحاول عدم الإجابة عن الموقف الفعلي للبطريرك صفير من الاتفاق ولدى تكرار السؤال ربط موقفه بما قيل للبطريرك عن خير يرتجى من الاتفاق في ظلّ الواقع السياسي العسكري آنذاك..

ثامناً: كانت الجلسة الثانية دون أيّة فائدة فعليّة, فالغاية من اللقاء تحققت بالمشهدية التي تجسّدت داخل قاعة الاونيسكو وبما حملت كلمات الجلسة الأولى..
وبغياب البرنامج الواضح للحفل خرج نصف الحاضرين نسبيّاً ما خطف بعضاً من بريق الاحتفال.
اخيراً, غائبان طبع غيابهما صورة منتدى الطائف أولهما الحريرية السياسية التي غابت لأسباب منها ما يتّصل بالقرار السعودي ومنها ما يتعلَق بأسباب ذاتية لسعد الحريري.
الثاني حزب الله الذي لم يكن ليُدعى أساساً بعد تفاقم دوره الإقليمي في اختراق الساحة العربية لصالح إيران بغضّ النظر عن موقفه المعلن او المبطن من اتفاق الطائف.
برغم غيابه كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري الأكثر حضوراً.. لم يذكر اسمه او تمرّ صورته الّا وكان التصفيق يعلو داخل القاعة.. كان عنوان اللقاء ومضمونه..
الطائف ورفيق الحريري صنوان لا يفترقان.. جاءت بهما تسوية إقليمية ودولية وفي مرحلة انتهائها ارتقى رفيق الحريري شهيداً واليوم في ظل الصراع الدولي والإقليمي تجري محاولات الانقضاض على اتفاق الطائف.. متناسين أنّ تطبيقه اعترضته سوريا اوّلاً ثم بعض الغلاة من امراء الحرب بعد 2005. اتفاق الطائف قد لا يكون الأمثل لكنه بالتأكيد مدخل لبناء دولة مدنية تستجيب لأحلام اللبنانيين في العيش خارج قوقعاتهم المذهبية والطائفية وفي بلد ذو سيادة وحريّة واستقلال وعدالة اجتماعية..
نجح وليد البخاري في مهمتّه وبعيداً عن التفاصيل الصغيرة اذ قال اللبنانيون كلمتهم أنّ الطائف حاضن للكيان اللبناني ودعامته ووجوده..

02/11/2022

بقلم مروان الأيّوبي
قد تنقضي الثورة لكن أحلامها تبقى في وجدان الناس. وبهذا المعنى فإنّ انكفاء الجموع الشعبيّة عن ساحة 17 تشرين بعد 100 يوم من الحضور المكثّف أعطى إشارات عن هذا الانقضاء خصوصاً بعدما استفحل العجز ولم تتوفّر القدرة لإزاحة المنظومة الحاكمة...
أسباب الانكفاء متعدّدة, منها ما يتّصل ببنية قوى التغيير حيث غابت الرؤية التي تحدّد مسار وآليات النضال الوطني والاكتفاء بالشعارات التي تدحرجت من المطالب الاجتماعية الى سقوف سياسيّة لا تتلاءم وقدرات التجمّعات التي أفرزها الحراك وقصورها عن إدراك أهميّة التوسّع الأفقي في إطار موحّد أو أطر قابلة للتنسيق وتحقيق العمل المشترك.
كذلك فإنّ أسباباً أخرى تكاد تكون ضئيلة المعنى لكن آثارها كانت بالغة التأثير منها الاختراق الذي حقّقه أحد طرفيّ السلطة في التجمّعات المناطقيّة أو التسلّق من الطرف الآخر لهذه السلطة, عدا عن الاعتداءات المباشرة التي لا تستطيع الجموع مواجهتها أو دفع عبء تكاليفها معنويّاً وجسديّاً...
حركة جماهيريّة دون بوصلة أقرب إلى ردّات الفعل, فيما السلطة التي تمسك بمقاليد الحكم منذ أكثر من ثلاثين عاماً, تمكّنت من توظيف كل أدواتها الميليشياويّة والدولة معاً ماليّاً ومعيشيّاً وسلوكيّاً من تحطيم إرادة الثورة وتهشيم أحلامها...
عاب الثورة هلاميّة جمهورها وهو متحرّك غير مستقرّ فيما جماهير قوى السلطة على تعدّدها ثابت يتناقص أحياناً ويتناقض أحياناً أخرى لكن استقرّ على مواجهة غضب الشارع بسياسات الافقار المتعمّد وتفريغ مؤسّسات الدولة بما ينزع الصفة الوطنية للانتفاضة ويردّها الى هويّات فرديّة ملتبسة ما دون الوطنية الجامعة.. ناهيك عن مظلّة الحماية التي أفردها السيّد حسن نصر الله فوق كل قوى السلطة حيث ركن حزب الله الى جانب الفساد الذي يعرفه خوفاً من مجهول شعبي لا يدرك مداه.. وبات الحزب حينها الناظم الفعلي لهذه السلطة وحامي فسادها وطغيان استباحتها لكل القيم الأخلاقية قبل السياسية..
عطّلت السلطة كلّ حوار أو تفاعل حرّ بين القوى المجتمعيّة ومنعت الذهاب الى انتخابات مبكرة خوفاً من نتائجها في ذروة الاحتجاجات وصولاً الى اعتقادها ويقينها أنّ الثورة انقضت الى غير رجعة.. فكانت الانتخابات في موعدها ليست احتراما للمواعيد الدستورية بقدر ما كانت ادراكاً منها أنّ الانتخابات لن تفضي الى أيّة نتائج تخلّ بموازين القوى القائمة.. لكن ما بقي من أحلام في وجدان الناس التي انتفضت وثارت والغضب الكامن بفعل غضبّ الشارع تمّت ترجمته في صناديق الاقتراع..
حصدت قوى التغيير 13 مقعداً بكل ظروف الانكفاء والعجز وبغضّ النظر عن قصور قوى الثورة في انتاج لوائح موحّدة أو رؤية مشتركة. 13 نائباً كانوا تعبير دقيق لساحة الثورة بتنوّعها واختلاف مشاربها وتعدّدية أفكارها ومطالبها ورؤاها.. اقترعت الناس لعنوان التغيير.. لم تلتفت الى برامج أو حتى العناوين.. كان صوتها ثأريّاً بالمكبوت من واقعها وبالكامن من أحلامها.. أطلق هؤلاء النواب تكتّل التغيير مثل وليد يحبو.. فيقع ..يتعلّم من تجربته لكنه فاقد لهويّته السياسية ولبرنامجه الوطني وجدوله التشريعي, واجهته استحقاقات داهمة وأخذت الغفلة الكثير منهم في سلوكهم أو خطاباتهم.. زلّات كثيرة ومتعدّدة أقلقت الكثيرين لكنهم تعلّموا منها لتصحيح سلوكياتهم وادائهم الفرديّ وعابهم التمترس وراء مشاربهم الفكرية أو السياسية او الاقتصادية.
نجحوا فرديّاً وسقطوا جماعةً..
خطواتهم المتعثّرة أربكت جمهورهم وفتحت ثغرة أمام طرفي السلطة لاستهدافهم بحملات تشويه ليست الغاية منها النيل منهم كأفراد وإنّما تهشيم فكرة الثورة والتغيير. ومع كل استحقاق من انتخابات هيئة المجلس الى انتخابات رئاسة الجمهورية كانت الحملات تتزايد وبات نواب التغيير بين مطرقة الممانعة وحلفائها وسندان ما يسمّى المعارضة السياديّة.. كلّ لغايته.. الأول لتثبيت امساكه بالحكم والثاني لإدخالهم حظيرته وتحسين وزنه السياسي والاتفاق معاً للتفاوض حول رئيس توافقي لا لون له ولا طعم ولا رائحة.
وبعيداً عن طرفي السلطة وارباكات الشارع في نظرته لتكتل التغيير فإنّ التجربة ليست فوق النقد, بل انّه ضرورة لتصحيح مسار, وكما التجارب قابلة للنقد فإنّ الأدوار كذلك قابلة للتقييم شرط أن تكون جديّة وموضوعيّة.. التجريح الذي تعرّض له التكتل تجنّي على فكرة التغيير وثورة 17 تشرين.. كثيرون منّا حمّلوا التكتل فوق طاقته وقدرته..
تشويه التجربة اليوم ليس وليد صدفة.. بل استمرار المنظومة منذ لاءات نصر الله الشهيرة بعيد انطلاقة 17 تشرين وهو تثبيت لمعادلة السلاح والفساد وتمكيناً للإثنين معاً من تأمين انحلال الدولة والاستيلاء على مستقبل هذا البلد وربطه بمنظومة إقليمية بعيداً عن هويته العربية.. هذه الوقائع ليست للدفاع عن نواب التغيير وإنّما نقلها بدون تحريف منعاً لأيّة التباسات ومحاولة للتصويب تفرضها مصلحة لبنان بصورة ساحاته التي رسمتها أحلام الشباب في دولة مدنية وعصرية تستجيب لأحلام الناس في الأمن والاستقرار والتقدم وتتلاءم مع الحداثة التي لا تلغي الهوية الوطنية لأي شعب وأي بلد..
وفيما يخص التكتل فإنّ الانسلاخ عنه بدواعي الاختلاف يصبّ في خدمة المنظومة الفاسدة والقاتلة.. وعليه فإنّ الاختلاف بمعنى التنوع داخل الوحدة ضرورة وطنيّة..
إنّ ما نطلبه من تكتل نواب التغيير بضعة خطوات تمكّنهم من مواجهة المنظومة فالوحدة مضادّة للانقسام وهي مطلب أساسي لكل الذين ثاروا وملأوا الساحات حضوراً وثورة. وتتلخص هذه الخطوات فيما يلي:
1. إقرار برنامج مرحلي للتغيير وفق رؤية مستمدّة من أهداف ثورة 17 تشرين ومبادئها وقيمها..
2. إقرار جدول تشريعي يستجيب لمتطلبات الأزمة العميقة التي يعيشها اللبنانيون على كافّة المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية.
3. وضع نظام داخلي يتحدد من خلاله آلية صناعة القرار ديمقراطياً بعيداً عن حسابات التوازنات الداخلية بين أعضاء التكتل وإفراد مساحة حريّة في القضايا الفرعية وخارج البرنامج والجدول التشريعي..
4. إدارة حوار مجتمعي مع مختلف مكوّنات ثورة 17 تشرين الذين ثبتوا في مواجهة السلطة والذين ساهموا في وصول نواب التغيير الى قبّة البرلمان.
5. الانطلاق بتوسيع الحوار المجتمعي على مستوى القواعد في مختلف البيئات الشعبية لبناء قاعدة ارتكاز تمكّن ثورة 17 تشرين من استعادة روحها كما في الاستناد اليها في كل المواجهات..

هذه واجباتكم.. دفاعاً عن ثورة 17 تشرين والتزاماً بمبادئها.. دفاعاً عن لبنان ومستقبله.. عن أحلام الشباب وتوقهم الى الحرية والديمقراطية والعيش الكريم.

12/09/2022

وردني من أحد الأصدقاء عتاب عن مقالي " الترسيم.. حزب الله وسرّ الوقوف " معتبرا أنّ في المقال " روح 14 آذاريّة ومكتوب بروح سلبيّة لا تحمل ما يحمله العروبيّون تجاه المقاومة ضدّ العدوّ الصهيوني."
وكان من المحبّب أن أجيبه شخصيّاً, لكن نفسي راودتني عن نفسي مكرّرةً كلامه وهي تعيد الذاكرة بي إلى الوراء.. الى المظاهرة الأولى في العام 1967 وإن لم أبلغ سنّ الفتوة بعد, والى التظاهرات الطلّابيّة في بداية سبعينيّات القرن الماضي قبل انتمائي الى أحد التنظيمات الناصريّة.. عدت إلى حرب السنتين وما بعدها إلى أوّل عمليّة ضدّ السفارة الأميركيّة في بيروت وتفجير مركز جون كينيدي الثقافي في تشرين الثاني 1977 عقب زيارة السادات إلى القدس. وإلى العام 1978 أثناء العدوان الإسرائيليّ على جنوب لبنان حين حوصرنا وصمدنا في مدينة صور مع قلّة قليلة من المقاتلين.. إلى جبال صنّين 1981 وإلى اجتياح لبنان وحصار بيروت 1982 حين أطلقنا مع رفاق من الحركة الوطنيّة اللبنانيّة جبهة المقاومة الوطنيّة ضدّ الاحتلال..
شريط الذكريات عابق بالمحطّات.. حلوها ومرّها.. ضاجّ بالحياة كمدينة بيروت بأحلامها وآمالها.. بالعذابات والآلام.. وبالروح الوثّابة خلف كلّ معرفة ووراء أيّ خبر.. لم يغرّنا السّلاح لإبراز فتوّتنا بقدر ما أغرانا الجلوس بين المثقّفين العرب نتلصّص على النقاشات والحوارات التي تدور بينهم على مقاعد مقاهي شارع الحمرا.. كان الرصاص بالنسبة إلينا أغنية ونشيداً وكانت دماؤنا التي سالت غزيرة بقعة حمراء تخطّها ريشة فنّان تشكيليّ على جداريّة الحياة أو الموت.. الأمر سيّان ما دام الدم يكتب التاريخ.

وبعدها خرجت المقاومة الفلسطينيّة من بيروت لكنّ فلسطين بقيت.. في العقل والوجدان واستمرار الرصاص الذي يزغرد في مواجهة العدوّ بدءاً من شوارع بيروت وفي كل المناطق حتّى عمليّتنا الأخيرة في 18/11/1990 حين سقط لنا أربعة شهداء وتخلّى عنّا الجميع ولم نتحدّث بكلمة عمّا جرى حينها وبعدها حرصاً على المصلحة الوطنيّة والقوميّة... في شريط الحياة هذه, محطّة أساسيّة يفيد استذكارها في مقاربتنا اليوم للدور الإيرانيّ في المنطقة.. كلّنا نذكر كم انتشينا بالثورة الإيرانيّة وكيف اندفعت الوفود لزيارة طهران ولقاء قائد الثورة الإمام الخمينيّ.. فرحنا وهلّلنا لرفع العلم الفلسطينيّ فوق سفارة إسرائيل ورفعنا رايات النصر باقتحام السفارة الأميركيّة في طهران. كنّا نحسّ بالعجز بعدما خرجت مصر من دائرة الصّراع العربي الإسرائيلي فجاءت الثورة الإيرانيّة لتنقل إيران من موقع الجار اللدود إلى الجار الصديق وهي التي تنتصر لفلسطين.

يا صديقي,
أنا كتبت بروح مشبّعة بالقهر.. من حالنا التي وصلنا إليها.. من عبدة الأوثان وسحرة العرش وندماء السلاطين.. أكتب بقلبٍ حزين.. على الشهداء الذين رسموا بدمهم أحلامنا.. رحلوا كأنّهم ما كانوا.. وحوّلنا أحلام الناس إلى كوابيس الفقر والجوع والعوز. أسدلنا الستار على الشروق وتركنا الناس في العتمة المظلمة. أتعبنا تجّار الدم والقضيّة.. وأتعبنا المسار الطويل الذي سلكناه بلا هدف.. نحن شعب لا نجيد إلّا النشيد, نصنع من انكساراتنا نصراً ونتلطّى خلف جدار الوثنيّة والعصبيّات والخطب الشعبويّة.. الحديث عن الوجع يطول لأنّه يمتدّ على مسار العمر الذي انقضى وأوصلنا إلى القعر.. لذا سأكتفي بأن أقلب صفحة الوجع الذي أدمنّاه لأوجز بضع أمور وأضع نقاطاً على حروف الأبجديّة الأولى..

أوّلاً: كانت روح 14 آذار فائض الغضب عند الشعب من الوصاية السوريّة والاغتيالات السياسيّة التي افترض الناس أنّها صفحة طويت بعد اتّفاق الطّائف وهي فائض الخوف من المستقبل المجهول والذي وصلنا إليه للأسف. كان انفجاراً بحجم زلزال واستهدف رجلاً (لست في معرض تقييمه) عقدت الناس آمالاً عليه... روح 14 آذار هي تلك الجموع التي خرجت بمئات الآلاف تنشد استقلالاً وطنيّاً حقيقيّاً وسيادة وحريّة وكرامة.. تلك الجموع لم تبتدع شهود الزّور.. لم تعنيها الألعاب السّياسيّة وهي على كلا المحورين ألعاب خفّة.. انتفضت لأوّل مرّة لكن انتفاضتها كانت هائمة بفعل ضغط الانفجار وفي المقابل كانت 8 آذار تهدي بندقيّة صهيونيّة للمفوّض السّامي السّوري.. وقرّر ذلك المحور اختصار 14 آذار بالأحزاب الغاءً لفعل الجموع الشعبيّة. ثمّ تراشقا بالتخوين المتبادل قبل أن يتحالفوا في الانتخابات النّيابيّة بعدها بأشهر تحت مسمّى الحلف الرّباعي.

ثانياً: مشهديّة الجموع الهائمة الباحثة عن مصدر رزق وعيش كريم تكرّرت في 17 تشرين 2019. كانت فعل شعبي بسيط تدحرج ليصل إلى أكثر من 60 ساحة في المدن والبلدات اللبنانيّة وبعيداً عن أيّ اصطفاف سياسي أو انقسام طائفي مذهبي. عشرات بل مئات الألوف لم يطلبوا إلّا حقّ المواطنة. كانت الحشود الأولى في بيروت من بيئة المقاومة لكن الحزب لم ينتظر أكثر من ثلاثة أيّام ليعلن أنّها فعل سفارات والقى تهمة العمالة على الجميع قبل أن يقرّر اختراقها في حين عمدت أحزاب أخرى إلى تسلّقها وهدف الاثنان واضح إجهاض هذه الحركة الشعبيّة المتفلّتة من كلّ دين سياسيّ أو مذهبيّ. بنى الحزب سور الصين حول الضّاحية وحين تفلّتت بعض الأصوات داخلها عمد إلى تكميمها بالترهيب الجسديّ أو المعنويّ.. ثمّ قرّر الحزب الرّكون إلى الأحزاب التي يعرفها مفسدة الحياة العامّة في لبنان خوفاً من المجهول الذي تمثّله هذه الانتفاضة وكانت سقطته الأخطر في تاريخه. ولست اليوم في معرض الحديث عن 17 تشرين, حقائقها والانتكاسات التي تعرّضت لها بفعل الاعتداءات المباشرة أو في غياب قيادة وطنيّة قادرة.

ثالثاً: العروبة ليست مصطلحاً لغويّاً محض أو مجرّد رابطة حضاريّة تتّصل بالماضي فقط, وليست ايضاً لبوساً لهويّة باتت ملتبسة بفعل الوقائع. العروبة قبل الانتماء هي مشروع نهضويّ لأمّة مفترضة لم تملك يوماً مقدّرات أمورها أو تتّخذ شكلاً دستوريّاً لكنّها أيضاً تملك مقوّمات الحياة والحضور السّياسيّ كما الحضاريّ.. وبهذا المعنى فإنّ الاستيطان الصهيونيّ في فلسطين كان مشروعاً استعماريّاً عائقاً أمام تشكّل الأمّة في توقيته قبل أن تستمسك القطرية الوطنيّة داخل العقل العربي. وبهذا المعنى الإصطلاحي للعروبة فإن فلسطين كانت ولا تزال قضيّتنا المركزيّة... والمقاومة هي إحدى أهم ركائز تحريرها في ظل الواقع المتردي للنّظام العربي.

لكنّ المفارقة تكمن في هويّة هذه المقاومة وفي مشروعها قبل مشروعيّتها التي تستمدّها من دم الشّهداء. وبعيداً عن إتفاقيّة أوسلو وتداعياتها على القضيّة الفلسطينية فإنّ الهويّات الملتبسة للمقاومات الفلسطينيّة أدّت الى ما يشبه الدويلتين في الضّفة الغربيّة وفي غزّة. أمّا في لبنان فإنّ ما اعتبرناه تطوّراً في خطاب حزب الله الأوّل (إقامة الجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان) يردّنا ثانيةً إليه.. إذ يؤرّخ لتأسيس المقاومة بالعام 1979 أي إلى الثورة الإيرانيّة.. وهذا ليس مجرّد إجحاف للتاريخ بل تزوير فاضح له.. ولا أسباب تبرّره سوى ما يضمره الحزب من وحدانيّة مقاومته في عقول الأجيال الجديدة تحت راية الوليّ الفقيه لإبراز الهويّة الشيعيّة للمقاومة وهي هويّة ما دون الوطنيّة في جانبٍ منها ثمّ أنّها مدعاة لتظهير هذه الهويّة المذهبيّة في باقي الوطن العربي مقدّمة لاختراق العروبة فكراً وهويّة وانتماء.

هل نتحدّث عن مشهدية الميليشيات الشيعيّة التي دخلت العراق خلف الدبّابات الأميركيّة وكيف نُهبت ثروات العراق وأيّ مستقبلٍ للعراق اليوم؟
أو نتحدّث عن اليمن وكيف انقضّ الحوثيّون على ثورة اليمن بالتصالح مع علي عبد الله صالح؟! ناهيك عن سوريا وتدميرها.. العروبة لا تستقيم بالتدخل من الجار بشؤونها الداخليّة ولا بتفتيت نسيجها المجتمعي بحجّة الظلم الذي يلحق بالشيعة من نظام مستبدّ, لأنّ الاستبداد في طبيعته عام يطاول مختلف فئات الشعب وإسقاطه مهمّة نضاليّة وطنيّة لا تقتصر على فئة دون أخرى.

مشكلتنا أنّنا قرّرنا خلع هويّتنا الوطنيّة والقوميّة ولبسنا هويّات ملتبسة طائفيّة ومذهبيّة وإثنيّة.. يسهم الجار قبل العدو في استغلالها لتفتيت المنطقة ويتناغم بذلك مع المشروع الأمريكي في إعادة رسم خارطة المنطقة جيوسياسيّاً. وبهذا المعنى فإنّ أدوات "الفوضى الخلّاقة" التي تحدّثت عنها كوندوليزا رايس هي بالتمذهب ثم بتسليحه وتمكينه بكلّ عناصر القوّة.. بتنا اليوم كما في السابق أمام خيارين الاستبداد أو الاحتلال دون القدرة على صناعة خيار ثالث.. هكذا كان حال العراق 2003 وسوريا واليمن ولبنان اليوم..

قد يكون هذا الكلام قاسياً لكنّه ضرورة ليس للاقتصاص من المقاومة فكراً ومساراً وإنّما حرصاً عليها.. فقد تعلّمنا أنّ شرف الأساليب يجب أن يتكافئ مع شرف الغايات.. ما نريده ليس مقاومة شيعيّة أو سنيّة أو مسيحيّة وإنّما مقاومة وطنيّة تستند إلى شعبها وأساس ذلك بناء مجتمعٍ حرّ واقتصادٍ صلب. فحين حوصر عبد الناصر في الفالوجة نتيجة فساد الأسلحة قال أنّ ساحة القتال الحقيقي في مصر قبل فلسطين.
ما نريده أن يتلبنن حزب الله, فاللبننة بعض العروبة إن لم يكن كلّها وأن تكون إيران جاراً حليفاً وليس دولةً طامعة في اقتسام المنطقة مع تركيا والعدوّ الصهيوني..

إنّها دعوة للتصالح على قاعدة المواطنة والديمقراطيّة يلزمه حوارٌ مجتمعيّ لا حوار طرشان بين منظومة سياسيّة فسدت ونهبت مقدّرات البلد.

بقلم مروان الايوبي

Address

Main Street, Massabki And Serhal Bldg
Beirut

Opening Hours

Monday 09:00 - 17:00
Tuesday 09:00 - 17:00
Wednesday 09:00 - 17:00
Thursday 09:00 - 17:00
Friday 09:00 - 17:00
Saturday 09:00 - 13:00

Telephone

+9611343440

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Strategya - استراتيجيا posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Videos

Share

Category



You may also like