21/03/2023
كتب العميد الركن المتقاعد نواف الطراونه في ذكرى معركة الكرامه
تطل علينا كل عام هذه الذكرى لتربطنا بتاريخنا القومي العروبي الذي لم ولن يقبل الذل ولسان حال هذه الذكرى يقول مازالت فلسطين محتله وتنتظر التضحيات.
رغم قلة العدد ومحدودية التسليح خاض الجيش العربي معركة الكرامه متسلحاً بالارادة والعزيمة والايمان بالهدف وحقق انتصاراً مبهراً وكسر القاعدة السائدة آنذاك بأن إسرائيل تملك جيشاً لايقهر فقد تقهقر جيش العدو وترك آلياته في ميدان المعركه وطلبت إسرائيل وقف إطلاق النار.
لقد كان للقيادة دور بارز في تحقيق النصر فقد نزل جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال إلى أرض المعركة وكان يوجه القطعات ويتواصل مع الضباط والجنود ويحثهم على الصمود في وجه الغطرسة الصهيونيه الأمر الذي كان عاملاً مهماً في رفع الروح المعنويه والتي تعتبر من أهم ركائز الاستمرار بالقتال.
معركة الكرامه كانت امتداداً للحروب التي خاضتها الجيوش العربية على أرض فلسطين والتي حقق العدو انتصاراته فيها لعدة أسباب كان أهمها غياب التنسيق وفقدان السيطرة في بعض الجبهات إلا أن معركة الكرامه كانت المنعطف الحاسم في تاريخ إسرائيل.
ومما زاد في زخم المعركة هو إشراك بعض الفصائل الفلسطينيه المتواجدة في منطقة الاغوار فقد تم التنسيق معها وتكليفها بمهام قتاليه على احد محاور المعركة وكانت على قدر ومستوى عالٍ من الكفاءة العملياتيه والاستخباريه.
لقد أعادت معركة الكرامه الروح المعنويه للشعوب العربية والإسلامية وذلك بسبب الهزائم التي منيت بها الأمه في حروبها مع اسرائيل وكذلك انعش هذا النصر الأخوة على أرض فلسطين وانهزت ثقة القيادة الإسرائيلية بجيشها.
وها هو الجيش العربي امتداداً لأبطال الكرامة يعشقون الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن هيبة الوطن عقيدتهم الله أكبر مخلصين لقيادتهم وشعبهم وامتهم شعارنا جميعاً هو اننا تربينا في وطن من يطرق بابه خائفاً حميناه ومن يطرق بابه جائعاً اشبعناه ومن يطرق بابه معادياً قتلناه.
حمى الله الوطن وقائد الوطن من كل مكروه إنه نعم المولى ونعم المجيب.
العميد الركن المتقاعد نواف محمد الطراونه.