16/06/2024
كل عام وانتم بالف خير
بمشيئة الله سبحانه وتعالى وبفضله وكرمه صَدر في هذه الايام المباركة، أيام التعبد والإيمان والوفاء وبمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك، العدد 157 من مجلة "العمامة"، وقد حبّاها وخصّصها المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز سليل الأعيان والشيوخ الاتقياء، السراج المضيء بالحكمة، والنبراس المنير فضيلة الشيخ الطاهر النقي الفاخر الجّليل الدّيان أبو يوسف أمين الصّايغ شيخ المحامد والمكارم مشكوراً بكلمة خاصة تنير العقول والقلوب رصعها بوحي ونور ايمانه كللت وتوّجت الصفحة الأولى بوابة مجلة "العمامة".
وبعد الشكر والثناء على كل من ساهم في صدور هذا العدد الغني من مجلتكم "العمامة" نلفت عنايتكم الى أنها تشتمل على معايدات وكلمات خاصة بمناسبة حلول العيد السعيد للرئيس الروحي للطائفة الدرزية فضيلة الشيخ موفق طريف، لفضيلة الشيخ سليمان ابو ذياب، لفضيلة الشيخ ماجد أبو سعد، وللشيخ الدكتور سامي أبي المنى، وعلى سلسلة متنوّعة من المقالات الهامة والنصوص المميزة الفريدة نذكر منها: مقال عن خلوة القطالب للشيخ غسان أبوذياب، مقال عن الداعي محمد إسماعيل التميمي (سيدنا ابو ابراهيم عليه السلام) للشيخ يوسف زيدان حلبي، مقال عن الاجاويد الدروز للكاتب الشيخ سعيد نبواني، مقال عن كلية الأمير السيَد (ق) الجامعيَة للعلوم التَوحيديَة للشيخ دانيال عبد الخالق، مقال عن عائلة حرب ومجموعة قصص درزية تراثية تاريخية من ارشيف مؤسس العمامة المرحوم الشيخ سميح ناطور ومقالات عديدة اخرى قيّمة جداً.
كل عام وانتم بخير.
مرفقة الكلمة الخاصة لفضيلة الشيخ أمين الصايغ:
"بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
اللَّهم يا نور الأنوار في كلِّ مثوى ومكان
بنورك نبتدي وبك يا معين نسترشد ونستعين ونهتدي ونسألُك أن تكحِّل بنورِ الحقّ بصائرنا وأن تجعل إلى رضاك مصائرنا
إخواني الموحّدين، أبناء طائفة الخير والمعروف النّجباء الكرام سليلي العمائم البيضاء وشيوخ التّاريخ... السّلام عليكم بحسن نيّاتكم، وأدامَ الله أعيادكم.
للأضحى الآتي وقعٌ بعيدٌ لم يكن من قبل. مناسبةٌ دينية يتجدّد موعدها عند كل 10 ذو الحجة بلهفة لم تنضب حلاوتها، لكن اليوم أمام واقع هذا الشّرق علينا أن نستذكر جوهر هذه المناسبة: قصة إبراهيم عليه السّلام وولده، لتجديد الإيمان باللَّه؛ فالحياة لا تستقيم ولا يتواصل الوجود إلّا بالإيمان. ولتعلموا إخواني إنَّ طائفة الموحدين، التي دأب رجالها ونسائها، شيوخها وأطفالها على حماية الثّغور وصون الأرض، تجمعها وحدةَ المسار والمصير.
رؤيةٌ للمستقبل وصدى من الماضي، هذا هو العنوان المناسب للقادم من أيامنا. ولتكن هذه اللّيالي المباركة مناسبة للتّأكيد على هويتنا وثقافتنا والتزامنا بالقيم والأخلاق؛ إثبات على وعيٍ أدبي لمجتمعٍ راقٍ. فلا يمكن لأي أمّةٍ أن تتقدّم وتحتفظ بهويتها إلّا إذا شاعت قيمها الخُلُقية. فعنصر ثبات واستقرار المجتمع الرّوحي أساس الكيان المجتمعي.
"إنَّما العَقْلُ أَسَاسٌ فوْقَهُ الأخلاقُ سُورُ
وحُلِيُّ العَقْلِ بالعِلْ مِ، وإلَّا فَهْوَ بُورُ
وكمالُ الكُلِّ بالتَّقْ وى، وقولُ الحَقِّ نُورُ"
أيُّها الإخوة المتميّزون بمعتقدكم ويقينكم، إنَّ للعيد ثلاثة معانٍ: المعنى الدّينيّ هو الشّكر باللسان والتّصديق بالجنان والعمل بالأركان. وفي معناه النّفسي: حدٌّ فاصل بين تقييد تخضع له النّفس وتسكن إليه الجوارح وبين انطلاق تنفتح له اللهوات وتتنبّه له الشّهوات. أما المعنى الإنسانيّ فيتحقق يوم تلتقي فيه كرامة الفقير وكرم الغني ونخوة القوي وإباء الضّعيف وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء والقوي والضعيف من جفوة.
{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} صدق الله العظيم
دامت بعناية الله أعيادكم يا أبناء الخير والمعروف... والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفقير أمين الصَّايغ"
جميع المقالات في موقع مجلة العمامة.