العمامة

العمامة "العمامة" هي مجلة ثقافية أدبية اجتماعية تاريخية مصورة تعنى بشؤون الطائفة الدرزية

"العمامة" هي مجلة ثقافية أدبية اجتماعية تاريخية مصورة تعنى بشؤون الطائفة الدرزية. وقد صدرت لأول مرة عام 1982 لتعرض وتشرح محطات ومواقف وأحداث في الطائفة الدرزية منذ فجر التاريخ وحتى اليوم. وهي مجلة مستقلة غير سياسية وتهتم بالأحداث من منطلق موضوعي ولا تعبّر عن موقف سياسي معيّن وإنما تعنى بكل ما يمت بصلة للطائفة الدرزية.
وقد صدر منها حتى اليوم (2020) مائة واربعة وخمسون عددا.

قام بتأسيس وتحرير المجل

ة الأستاذ الشيخ سميح ناطور وهو حامل شهادة الماجستير في التاريخ والعلوم السياسية من الجامعة العبرية بالقدس منذ عام 1971 وهو خبير وباحث في شؤون الطائفة الدرزية منذ زمن طويل وقد اصدر عددا من الكتب والموسوعات حتى وفاته في ايلول عام 2020. منذ ذلك الحين تقوم بتحرير المجلة "اسرة العمامة" المكونة من عائلة المرحوم الشيخ سميح ناطور وعدة كتّاب ومراسلين.
للتوسيع عن المرحوم الشيخ سميح ناطور:
https://al-amama.com/%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%ad%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%ad-%d9%86%d8%a7%d8%b7%d9%88%d8%b1/

صدرت المجلة عن دار آسيا للصحافة والنشر، التي أسسها الأستاذ سميح ناطور عام 1974. هذه الدار تخصصت بنشر مجلة العمامة ، كتب وموسوعات في المواضيع الدرزية وأيضا بإصدار سير مجموعة من الزعماء والقياديين الدروز في إسرائيل والعالم العربي. وكذلك القواميس والموسوعات لجميع الاجيال.

بسم الله الرحمن الرحيم(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي...
10/02/2025

بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم.
غيب الموت عنّا هامة من هامات وأركان الطائفة الدرزية الكبار في البلاد والمنطقة، الزعيم القائد رجل المحامد والمكارم، صاحب الأيادي البيضاء والمواقف الثابتة الراسخة والإنجازات التي لا تعد ولا تحصى عضو الكنيست السابق ومؤسس ورئيس مؤسسة بيت الشهيد الدرزي ابو لطفي أمل نصر الدين، الذي كرّس كل حياته لخدمة مجتمعه وطائفته ودولته.
لقد ربطت المرحوم ابو لطفي أمل نصر الدين الذي عُرف بغيرتة الكبيرة على طائفته الدرزية وعلى دولته علاقات وطيدة ومميزة بمؤسس ومحرر مجلة "العمامة" الشيخ الراحل سميح ناطور. وقام المرحوم أمل نصر الدين بإصدار سلسلة من الكتب من خلال مؤسسة دار أسيا للنشر وبنشر مقالات هامة يشار اليها بالبنان عبر صفحات مجلة "العمامة" التي دعمها بكل ما يملك من طاقات وقوة، تناولت العديد من الشؤون المحورية المتعلقة بالطائفة وقضاياها والإنجازات التي حققها لصالحها ولصالح العائلات الثكلى وأبنائها وبناتها ليس فقط في إسرائيل وإنما في المنطقة بإسرها.
أسرة مجلة "العمامة" تشاطر عائلة وأقرباء المرحوم عضو الكنيست السابق ومؤسس ورئيس بيت الشهيد الدرزي ابو لطفي أمل نصر الدين الحزن والاسى وتسأل الله العلي القدير أن يتغمده بالرحمة وان يلهم ذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا اليه راجعون

مع الأولياء الصّالحين.. المرحوم الشّيخ الجليل أبو سلمان محمود الشّمعةبقلم الأستاذ الشّيخ غسان يوسف أبوذيابمن العدد 167 –...
25/10/2024

مع الأولياء الصّالحين.. المرحوم الشّيخ الجليل أبو سلمان محمود الشّمعة
بقلم الأستاذ الشّيخ غسان يوسف أبوذياب
من العدد 167 – ايلول 2024
---------------
علمٌ مــــن الأعلام شيخٌ فــــاضل ورعٌ نقيّ القلب محمودُ الثنــــا
زاكي الخصال مجاهــــــد متزهّد في العالم المعكوسِ في دار الفنا
حفِــظَ الأمانةَ للــــفرائضِ صانَها خلواتُنـــــا بوجـــودِه تلقى الهنا
شاد البنا والصّرحُ أضحى مشرقًا وتلاوةُ الذّكرِ الحكيمِ هــي السنا
والجودُ مـــــن كفّيه مــــزنٌ هاطل للخـــــلةِ الأبرار حقّـــا انثنـــى
والصّبرُ صقّلَ روحَه ثـــــمّ الرّضا نــال الكرامةَ والعلى بعـــد العنا
رحماتُ ربــي نلْتَها يــــا شيخَنــــا ودخلتَ دارَ الخلد بل نلت المنى
غسان يوسف أبو ذياب
---------------
ولادته، نشأته:
وُلد الشّيخ أبــو سلمان محمود الشّمعة في 31 آب سنة 1922 م من والدَيْن فاضليْن؛ والده المرحوم الشّيخ أبو محمودِ سلمانِ الشّمعةِ، وقد جاء إلى الخلوة، وكانت مهملةً وهي كنايةٌ عن عقدَين، ومجلسٍ خاصٍّ بالنّساء بجانبهما. وكان الشّيخ أبو محمود نجّارًا، فوظّف خبرته المهنيّة في إشادة أبواب الخلوة، ولم تزلْ هذه الأبوابُ إلى يـــومنا هذا. وكانت ولادته سنة 1890 م واسْتشْهِد سنة 1925 م، محافظًا على الكرامةِ المعروفيّةِ في حاصبيّا. وقد دُفِنَ في مقابر الشّهداء في تلك المنطقة، وكان شيخًا وقورًا فاضلًا، وألبسه مشايخُ عصرهِ العباءةَ البيضاء المقلَمة تقديرًا لمنزلته الدّينيّة. وكان الشّيخ أبو يوسف حسين هاني رفيقَ دربِه، وقد أوصاه الشّيخ أبو محمود سلمان بخلوة القطالب بقوله له:” إنّي ذاهبٌ إلى خلوات البيّاضة وإذا لم أعد سالمًا أوصيك بالخلوة”.
رُبِيَ الشّيخ أبو سلمان محمود يتيمًا، فأخذته والدته إلى “عرنة” لتأمين لقمة العيش، وانتقلت به بعدها إلى ضيعتها “جباع”، ومن ثمّ إلى ضيعته عين قني-الشّوف، واشترت والدته بيتًا صغيرًا، وسكنت معه فيه. وفي سنة 1955 م توفّي الشّيخ أبو يوسف حسين هاني، وكان الشّيخ أبو سلمان يقوم بخدمته، فطلب منه المرحوم الشّيخ أبوعلي اسماعيل زين الدّين خدمة الخلوة، وقد سلّمه مفتاحها، وكان عمره 33 سنة، وتكمّل وكان عمره 34 سنة، وكان مسكنه بين الخلوة وعين قني. تأهّل من الشيخة الفاضلة بديعة صالحة شقيقة الشّيخ أبو محمد نجيب صالحة وكان عمره 36 سنة، ورُزِقَ منها ابنتان. استخصّه الله سبحانه في آخر حياته بمرض صعب، صبر عليه صبر الرّجال الأتقياء الأوفياء إلى أن توفّته المنية في 8 آب سنة 1999 م، وكان له مأتمًا مهيبًا حضره الأعيان والسّادات من الشّيوخ الأفاضل، والأتقياء الإخوان من سائر البلدان، وأمطروه بالرّحمات وصالح الدّعوات. ودُفِن في الخلوةِ وأُقيم له ضريحٌ فيها.
---------------
محطّات من حياته (مناقبه، فضائله):
– أخذ يعملُ على توسيعِ الخلوة، وأوصل الطّريق المُعَبَّدةَ إليها، وإنّ البناء الجديد الّذي أُضيف على البناء القديم ببركة نواياه ومساعيه. وكان حريصًا في المحافظة على الخلوة دينيًّا وجغرافيًّا؛ فكان شديد المحافظة على الأصول الدّينيّة، المنبثقة من كتاب الله وسُنّة رسله الكرام ونهج السّلف الصّالح، وكذلك حرص في توسيع مساحة الخلوة جغرافيًّا، وشراء بعض الأراضي المجاورة للخلوة وضمّها إلى الخلوة، حتّى تبقى الخلوة مصانة، ويطمئن المتعبّدون فيها، وزائروها من الأخيار الصّالحين ولا يقلقهم أو يكدِّر صفوهم أحدٌ. وكان الشّيخ أبو سلمان في تنسيق تامّ مع المرحوم الشّيخ الفاضل أبو محمد جواد وليّ الدّين والوقوف على رأيه في سياسة الخلوة وأخذ مشورته في جليل الأمور وصغيرها. وقد غدت في أيّامه خلوة القطالب مرجعًا كبيرًا لأبناء الطّائفة وخاصّة في حرب الجبل، فكان يجتمع فيها قادة الطّائفة الرّوحانيّون والسّياسيّون لاتّخاذ القرار المناسب الآيل لمصلحة الطّائفة. وكان حريصًا جدًّا على ألّا تأخذ خلوة القطالب أيّ طابع سياسّي أو إعلاميّ بل تبقى على طابعها الرّوحانيّ الصّرف.
– كان الشّيخ أبو سلمان مرجعًا دينيًّا في منطقة الشّوف يؤخذ بآرائه السّديدة، وأحكامه الرّشيدة، وكان ورعًا فاضلًا، محاسبًا نفسه، مهذّبًا أخلاقه، شحيحًا على نفسه مرتديًا ثوب القناعة، كريمًا على إخوانه بماله وخدمته وإخلاص الضّراعة، بعيدًا عن السّياسة وحُبّ الرّياسة، دأبه خدمة الدّين وأهله، وخاصّة المستجيبين الّذين يقصدون الخلوة للتّنسّك والتّعبّد، وقد عمّر لهم خلوات مخصّصة للتّعبُّد ضمن حرم الخلوة. وكان همزة وصل بين إخواننا ومشايخنا في لبنان وسوريا، وكذلك بين إخواننا ومشايخنا في لبنان وفلسطين المحتلّة إبّان فتح الحدود بين البلديْن، وكان يتفقّد إخوانه الموحِّدين، ويسأل عن أحوالهم، وخاصّة الأخوات منهم، فينصرهم، ويساعدهم، ويحلّ مشاكلهم، بالرّفق والمحبة والجود والحكمة، وكان حريصًا أشدّ الحرص على حسناته، فلا يدخل بغيبة أو نميمة، أو يسمح لنفسه بحديث فيه ضرر من غيبة أو نميمة وغير ذلك… وقد أسمته السِّت الفاضلة “ألماز” سعيد بيك حمادة “شمعة الشّوف”، لما ظهر منه من فضائل دينيّة وأخلاق رضيّة، ولأنّه كان يضيء كالشّمع درب الإخوان والأخوات.
– كان المرحوم الشّيخ أبو سلمان له تقدير كبير عند مشايخ فلسطين آل تراب، وبالأخصّ عند مشايخ آل الحلبي، حتّى أنّ قرينته المرحومة السّت إم سلمان أهدت أحد مشايخ آل الحلبي قطعًا من ثياب الشّيخ أبي سلمان بعد وفاته، وكان للشّيخ الجليل الطّاهر العالم العامل المرحوم أبو محمد حسين الحلبي (دالية الكرمل- فلسطين) مكانة عالية عند الشّيخ أبي سلمان، وكان يميّزه على كثير من مشايخ فلسطين. وعندما زار وفد كبير من مشايخ فلسطين خلوة القطالب في لبنان، واستقبلهم الشّيخ أبو سلمان رحمه الله، وكان بجانبه مع المستقبلين سماحة الشّيخ أبي علي سليمان أبو ذياب، فقال له المرحوم الشّيخ أبو سلمان: أنظر إلى هذا الشّيخ – ويقصد المرحوم الشّيخ أبي محمد حسين الحلبي رحمه الله- فإنه بدر مشرق بينهم. فلا عجب في ذلك فالمرحوم الشّيخ أبو محمد حسين الحلبي كان موضع ثقة سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف، ونصيره في المهمّات الصّعبة، وكان سيّدنا الشّيخ أبو يوسف أمين يضع صورته داخل عمامته المباركة تكريمًا وتقديرًا لمكانته عنده. نفّعنا الله ببركاتهم أجمعين.
– كان مجاهدًا في حفظ كتاب الله العزيز وتلاوته، وكان يكثر من تلاوته من المساء إلى الصّباح دون توقّف.
– كان مرافقًا يومًا ما للمرحوم الشّيخ أبو يوسف فريد بو حمزة، واقتربا من نهر جارٍ، فهمّ الشّيخ أبو سلمان وغرف من النّهر ثلاث غرفات بيديْه الطّاهرتيْن ليغسل وجهه، فنهره الشّيخ أبو يوسف فريد وقال له: يكفي. أجاب الشّيخ أبو سلمان: ماء جارٍ
فقال له: أنت مطالب بالّذي تصرفه.
– قد اشتهر المرحوم الشّيخ أبو سلمان بخصلتيْن أساسيتيْن: حفظ الإخوان والكرم، وهاتان الخصلتان مرتبطٌ بعضُهما بالبعض الآخر، وكان يمارسهما بإخلاص طوال حياته، مع حالة الفقر الّتي كان يعيشها.
– كان الشّيخ أبو سلمان متواضعًا للصّغير والكبير، نقيّ القلب، بشوش الوجه، صافي الودّ، ذا خلق حسن. وكان ذات يوم مترافقًا مع سماحة الشّيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، أطال الله بقاه، فطلب منه سماحة الشّيخ المذكور أن يجلس في المقعد الأماميّ في السّيارة، فاعتذر ولم يقبل. فألحّ عليه سماحة الشّيخ، وأصرّ على موقفه قائلًا لسماحة الشّيخ: أعطني علمك كي أجلس في الصّفّ الأماميّ.
– كان الشّيخ الجليل ضيفًا خفيف الظّلّ، لا يحبّ أن يتكلّف المُضيف به. ففي يوم من الأيّام نزل ضيفًا على أحد الإخوان وكان جائعًا فطلب منه وضع طبق صغير له عليه زيت وزعتر فقط. وكان يرغب في زيارة الإخوان بعضهم لبعض في شهريّ آب وأيلول حتّى تكون الضّيافة حلالًا من أرزاقهم. وكان إذا زار ضيعة معيّنة تشتهر بزراعة الكرز على سبيل المثال لا يقبل أن توضع أمامه أصناف أخرى تُشترى من الأسواق مخافة الكلفة وطمعًا في تناول الحلال.
خلوة القطالب
– قد حارب الشّيخ أبو سلمان الاستعباد والطّغيان، واستغلال طاقات الفقراء والضّعفاء، واغتصاب حقوقهم، بل كان يأمر أن يُعطى الأجير حقّه قبل أن يبرد عرقه، عطاء وافيًا لا ظلم فيه، لأنّه يرى أنّ المعاملة الحسنة أساس الدّين
– وكان ينهي عن مخالفة المؤمن الموحِّد للقوانين المدنيّة مثل امتلاك سيّارة غير قانونيّة، أو مخالفة للقوانين المدنيّة العادلة صغيرها وكبيرها، لأنّ المؤمن الموحِّد يجب أن يكون قدوة لغيره.
– كان يرى رحمة الله عليه أنّ المناصحة بين الإخوان من شروط الصحبة وهذه المناصحة يجب أن تكون مخلصة مقرونة باللّطف والرِّفق والتّواضع والمحبّة والتجرّد من الأنانيّة.
– ومن أبرز سماته إيثارُه لإخوانه على نفسه، وأنّه يبذل المشّقّات، ويقدّم أسمى التّضحيات من أجلهم، وتطييبًا لخواطرهم، بغية حفظ الودّ، مردِّدًا قول الإمام علي: عاتب أخاك بالإنعام عليه، واردد شرّه بالإحسان إليه. ومن عطفه ولطفه بإخوانه، كان يحمل الطّعام بيديْه ويأخذه إلى المتعبّدين في الخلوة، ويتفقّد أحوالهم، وكانوا يعتبرونه الأمّ الحنون. رحمة الله عليه ما أكرم سجاياه.
– كان يأمر ويَنهي بسلطان الحقّ، وميزان العدل، وشجاعة اليقين، وكان متشدّدًا بأمر الدّين، لا يتساهل، ولا يقبل التّراخي بالواجبات الدّينيّة.
– كان يحرص في المحافظة على النّعمة، وقد علم يومًا أن أحد الإخوان في الخلوة تناول رأس البّطيخ وأكل قلبه وأهمل الباقي منه ورماه، فأرسل في طلبه، وتحقّق صحّة الخبر منه، فغضب عليه، ولوّمه على احتقار نعمة الله والتّبذير لها، وقاصصه قصاصًا دينيًّا عادلًا.
– كان يحثّ الإخوان على الملازمة لحفظ كتاب الله، ودرسه، وفهم معانيه، وكان يطبِّق ذلك على نفسه، حيث يمضي اللّيالي مجاهدًا، متعبّدًا دون ملل أو كسل.
– وكان يتشدّد في ارتداء المؤمنات الزّيّ الدّينيّ اللّازم المتّبع، والتّحلّي بالاحتشام الكامل، وقد انتقل هذا السّمت الميمون إلى سوريا وفلسطين وأصبح متّبعًا ببركة نواياه وإخلاصه. وختامًا نقول إنّ المرحوم الشّيخ أبو سلمان محمود الشّمعة اسم على مسمّى، محمود الخصال والأقوال، محمود ما حملت نفسه من مقامات سنيّة وأحوال رضيّة؛ فارتقى في مقامات الورع والزّهد والصّبر، وعاش حالتيّ الخوف والرّجاء بقلب مطمئنٍّ سليم. رحمة الله تعالى عليه تترى ما دامت الأيّام والسّنين.
---------------------------------------------
مرثاة نابعة من عمق الوجدان، من نقاء الشعر ونفحات الإحسان، من أخٍ ديّان هصور، وشيخ وفيّ مشكور. من سماحة شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدّروز في لبنان الشّيخ الدكتور سامي أبي المنى وفّقه الله وكلاه وسدّد خطاه وقوّاه. كان قد ألقاها في مأتم الشّيخ الجليل المرحوم الشّيخ أبي سلمان محمود الشّمعة في خلوة القطالب بتاريخ 9-8-1999

هل ضاقَ صدرُكَ يا أبا سلمانِ فَنَفَحتَهُ بإرادةِ الشّجعانِأسْلَمْتَ روحَكَ راضِيًا وَمُسلِّمًا وَخَتَمْتَ عُمرَ الخيرِ باطْمِئنانِوَرَحَلْتَ عن هذا الخِضَمِّ مُسالِمًا وَتَرَكْتَ فينا غَصّةَ الأحْزانِ!!هل ساءَ قلبَكَ أن تُشاهدَ ما بِنا وترى انتشارَ الضّعفِ والحرمانِأم ساءَهُ منّا اعتلالُ عَزائمٍ وَتَخَلُّفٍ عن حَلَبَةِ المَيْدانِورأيْتَ حالَ بِلادِنا وزَمانِنا فلذل ارْتَقَيْتَ عُلًا لِغِيْرِ زَمانِوَرَأْيِتَ أنّ الفضلَ يَنْدُبُ أهلَهُ والدّينُ بينَ تَغَصُّبٍ وتوانِومؤسّساتِ الخيرِ مُرهَقَةً، ولا كَفٍّ تُمَدُّ لِخِدْمَةِ الإنسانِوَرَأْيِتَ أنَّ الجَهْلَ يَنْسُجُ ثَوْبَهُ فَلِذا لبسْتَ عَباءةَ الإيمانِورأيتَ أنّ المالَ مالَ بأهلِهِ فَلِذاك مِلْتَ عن الطّريق الفانيورأيتَ أنّ العِلْمَ ضاعَ عنِ الهُدى فاخْتَرْتَ عِلمَ الحقِّ والعِرفانِورأيتَ أنّ النّاسَ أسْرى غايةٍ ومصالحٍ تَطغى بِكُلِّ مكانِفاخترتَ يا شيخي حياتَكَ زاهِدًا ورضيتَ أمرَ الآمِرِ الدّيّانِوسَلَكْتَ في التّوحيدِ سَلْكَ عِبادةٍ وتَحَقُّقٍ وتّذَلُّلٍ وتفانِوحَفِظْتَ خَلْوتَكَ النّقيّةَ عاليًا فإذا القطالبُ مَوْئِل الخِلّانِقد كنتَ فيها راعِيًا ومُرَبِّيًا قد كنتَ زُكنَ الخيرِ في البُنْيانِقد كنتَ جامِعَ شَملِنا وشُيوخِنا وإليكَ نرجعُ عندَ كلِّ رهانِفالحقُّ يصفو من صَفاء قلوبِكم والخيرُ منكم صادقُ العنوانِ|وجِهادُكُم نَهجُ المُريدِ وقَدْ غدا يطوي اللّيالي ثابِتَ الأركانِوكتابُكم نورٌ وسِرُّ دعائكم نورٌ ، ونورُ الذِّكرِ في الأجفانِيا شيخيَ الباني لأهلِكَ خلوةً عَمَّرتها بِالزُّهدِ والإحسانِبَدَأَتْ “بحصنِ الدّينِ” في بنيانِها لِتكونَ رمزَ الطُّهرِ والرُّضوانِوُضِعتْ على أُسٍّ مَتينٍ من “أبي يوسف حُسَيْنَ”، وَعَزَّ ذاكَ البانيفَغَدَتْ “بِبانيها” وعَزْم جِهادِه مَلقى الأُسودِ وقلعةَ الفُرسانِوأضأْتَ فيها شمعةً يا شمعةً ذابتْ لِتُعطيْ النّورَ للبُلدانِفكأنّها فوقَ الجِبالِ منارةٌ تَهدي الجِبالَ وسائرَ الوِديانِيَمتَدُّ سِرُّ ضِيائها وَنقائها مِن شوفِكَ الأعلى إلى لُبنانِلربوعِ سوريّا الحبيبةِ كُلِّها لِبَني تُرابٍ ثمّ للجولانِهذي الرّسالةُ حَيَّةً بشيوخِها الأعلامِ والأطهارِ والأقْرانِقامتْ على التّقوى وسِرُّ بقائها التّقوى، فظَلَّتْ قِبْلَةَ الإخوانِهل يا حبيبَ قُلوبِنا، يا شيْخَنا ترضى، فَنَشعُرُ أنَّنا بِأمانِإنّا خَسِرنا فيكَ وَجهًا طافِحًا بِشْرًا، وَحُبًّا صافيَ الوِجدانِإنّا خَسِرنا فيكَ قَلبًا طاهِرًا نَحتاجُهُ لِيَضُمّنا بِحنانِنبكيكَ من أعماقِنا في حَسْرَةٍ يا راحِلًا بِالصَّمْتِ والرُّجْحانِنبكي على عَجْزٍ بِنا وخَسارَةٍ حَلَّتْ بِفَقْدِكَ يا رَفيع الشّانِتَبكيكَ أجيالُ تَرَبّتْ للهدى في ظِلِّ عَطْفِكَ يا أبا التَّحنانِتَبكيكَ من جبلِ الدُّروزِ عَمائمٌ شَهِدَتْ بِأنّكَ جامعَ الرّكبانِيبكي المَشايخُ والرِّجالُ فقيدهم وَقلوبُهُم تَشكو منَ الخَفَقانِوَمَواطِرُ الرَّحمات تسكُبُ ماءَها وشهادةٌ تُتلى بكلِّ لسانِ،يا مَنْ شَكَرْتَ على البّلاءِ مُناجِيًا رَبًّا رَحومًا واسِعَ الغُفرانِيا مَنْ صبرتَ وكُنتَ فينا قُدْوَةً، عِشْ في ارتقائكَ راجح الميزانِوانْعَمْ بِمَوتٍ فيه تحيا خالِدًا وَيَعيشُ ذِكرُكَ دونَما نِسيانِواسْعَدْ فهذي الدَّرْرُ تُسْعِدُ أهلَها واصْعَدْ وَنَمْ في خَلوةِ الرّحمنِ.

---------------
جميع مقالات العدد في موقع مجلة العمامة. الرابط في التعليق الاول.

زاوية “العمامة” للصغار: أيُّنا أوْفَرُ أجْراًقصص وآداب توحيدية من عبق الماضي وتراث بني معروفمن العدد 167 – ايلول 2024 حي...
12/10/2024

زاوية “العمامة” للصغار: أيُّنا أوْفَرُ أجْراً
قصص وآداب توحيدية من عبق الماضي وتراث بني معروف
من العدد 167 – ايلول 2024

حينَ كانَ الشَّيْخُ سَعيدُ البْقَعْسَماني، مِنْ قَرْيَةِ بْقَعْسَم مِنْ قُرى إقْليمِ الْبَلاّنِ، في حَداثَةِ سِنِّه، غَضِبَ عَلَيْهِ أبوهُ يَوْماً ما، لَحِقَهُ لِيَضْرِبَهُ فَهَرَبَ مِنْهُ وَالْتَجَأَ إلى تَلٍّ مُجاوِرٍ لِقَرْيَتِهِمْ، فَصارَ يَدورُ حَوْلَ هَذا التَّلِّ وَأَبوهُ يَلْحَقُهُ وَيَلومُهُ. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ تَعِبا وَتَوَقَّفا فَقالَ لأبيهِ: يا أبي أنْتَ في مَسيرِكَ حَوْلَ التَّلِّ تَكَلَّمْتَ بِكلامٍ رُبَّما لَحِقَكَ فيهِ آثامٌ، وَأَنا في مَسيري حَوْلَ التَّلِّ قَرَأْتُ شَيْئًا مِنَ الذِّكْرِ الْكَريمِ، فَأَيُّنا أَوْفَرُ أجْراً؟ فَرَضِيَ عَنْهُ والِدُهُ وَاسْتَرْضاهُ.

عاصر سيّدُنا الشّيِخ سعيد البْقَعْسماني عَهْدَ الأمير السّيّد جمال الدّين عبد الله التّنوخيّ (ق)، وكانَ مِنْ تَلاميذِهِ الأوائِل، وَالْتَحَقَ بخدمته وَبِمَدْرَسَتِهِ. قَرَضَ الشِّعْرَ باكرًا، وَتَعَزّلَ بِالعِزّةِ الإلهيّة. ونَظَمَ قَصيدَةً طَويلَةً دَعاها “الغُرّة”. مَدَحَ بها الأنْبِياءَ والرُّسُلَ الكِرامَ مُنْذُ نوح حتّى الرَّسُولِ العَرَبِيِّ الكَريمِ مُحَمّد الْهاشِمِيّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.

وكانَ الشَّيْخُ ناطورًا لِبَساتينَ عَبْرَ النَّهْرِ، وَكانَ يَقْطَعُ النَّهْرَ مِنْ جانِبٍ إلى آخَرَ عَلى خَشَبَةٍ وَضَعَها هُناكَ. فَجاءَ أشرارٌ مِنْ قَرْيَةِ بْقَعْسَم وَنَشَروا الْخَشَبَةَ إلاّ قَليلًا مِنْها، فَجاءَ الشَّيْخُ لَيْلًا وَقَطَعَ عَلى تِلْكَ الْخَشَبَةِ كَعادَتِهِ، فَسَقَطَ في النَّهْرِ وَاخْتَنَقَ. وَكانَ اللَّيْلُ مُظْلِماً، فَصارَ جُثْمانُهُ الطّاهِرُ يُضيءُ في النَّهرِ بِقُدْرَةِ اللهِ تَعالى. سارَعَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ إلى النَّهْرِ وَانْتَشَلوا الْجُثْمانَ الطّاهِرَ وَدَفَنوهُ في قَرْيَتِهِ بْقَعْسَمْ.

“كلُّ الأعوام بعدَ غيابكَ باهتة”كلمة سماحة الشيخ أبو حسن موفق طريفالرّئيس الرّوحي للطّائفة الدّرزيّة ورئيس المجلس الدّين...
03/10/2024

“كلُّ الأعوام بعدَ غيابكَ باهتة”
كلمة سماحة الشيخ أبو حسن موفق طريف
الرّئيس الرّوحي للطّائفة الدّرزيّة ورئيس المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى
العدد 167 – مجلة العمامة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

تمامًا في هذه الأيّام من كلّ عام، وفي غمرةِ ما نعيشهُ خلال السّنة الأخيرة من ثِقَل ووعورةِ الأحداث، يتراءى أمامنا رسمٌ لا يزال حاضرًا بوضوحٍ رغمَ الغياب، متمثّلًا بوجهٍ نورانيٍّ مُشرقٍ روحانيّ الصّورة والمعالِم، وقلبٍ أمّدهُ الله بنورِ التّقوى والمكارم، ليغدو نبراسًا للطّائفةِ المعروفيّةِ في كلّ مكان، وواحدًا من أعمدةِ دينِها وفضلها على مرّ الأزمان، مُضافًا بجليل سيرتِهِ ومسيرتِهِ إلى جُملة المشايخ السّادة القادة، الّذينَ غيّبوا نفوسَهُم الزّكيّة في حضرة الملكوت، وسلكوا صراطَ النّجاة بصدقِ نيّةٍ وثُبوت.

هو العلمُ التّوحيديّ الأنيس، والمجتهدُ الأوَّل الرّئيس، الطّاهر الباهر الزّاهر، والجوهر النّادر الفاخر، المكمّل لمسيرة السّالفين من شيوخِ آل تُراب، المتقرّب إلى مولاه بصدقِ العزيمةِ وشدّةِ الإطناب، الحرز الميمون الأنفع، والقطب الخطير الأرفع، سيّد الجزيرة وشيخ العشيرة، جدّي ومعلّمي ومُرشدي سيّدنا الشّيخ أبو يوسف أمين طريف، طيّب المولى ثراه، وأدام علينا ظلّ بركتِهِ ورضاه.

في مثلِ هذه الأيّامِ العصيبة الّتي تقبعُ فيها البلادُ تحت أعباء القلاقل والحروب، وتتزايدُ مع أيّامها ولياليها صعوباتُ الشّدائدِ والكروب، نستذكرُ سيّدنا الشّيخ صاحب القيادة الواعية الحكيمة، والنّوايا الطّيّبة المستقيمة، الّذي رأى في خدمة الطّائفةِ أمانةً في غاية القداسةِ والأهميّة، وقدّمَ وضّحى وجادَ بتواضعٍ وحُسن نيّة، ليقابَلَ بالمعونة والتّوفيق من ربِّ البريّة.

يشهد على ذلك – والقائمةُ تطول – ما شاهدناهُ مرارًا من اختيار سيادتِهِ لنيلِ جوائز رفيعة محلّيًا وعالميًّا، وجوابهُ الدّائم بالرّفض القاطع تواضعًا منه وعفّةً، لنعود ونحثّه على قبولها نيابةً عن الطّائفة، حتّى يطمئنّ قلبُهُ ويفيض دمعُهُ، ويُسمعنا ذات الإجابة المتواضعة الحكيمة: “إذا كانت الجائزة للطّائفة وليست للفقير، سوف أقبل الخاطر”.

فهيهات هيهات على مثلّ هذا الشّخصيّات المترفّعة النّادرة، الّتي جمعت في ذاتِه مقوّمات القيادة الرّوحيّة الدّينيّة، والحكمة الإنسانيّة الاجتماعيّة، بعيدًا عن تقلُّب السّياسة وتبدُّل المصالح وتقديس الذّات.

وها نحنُ اليوم، وبعد واحدٍ وثلاثين عامًا على فُراق سيادتِهِ، وتحسُّر العيون شوقًا لنورِهِ طلّتِهِ وصورتهِ، نستمرّ بمعيّة مشايخنا وإخواننا الثّقات على ذات النّهج الّذي وضعَ ورسَم، راضين بحُكم الله وبما قضى وحَكَم، موقنين أنّ أمثال جدّي المرحوم سيّدنا الشّيخ لا يموتون، بل هم أحياءَ دائمًا وأبدًا في الذّكرى والذّاكرة، تطيبُ بفاكهةِ سيرتِهمِ كلُّ القلوب والمجالس، وتجلي أضواءُ بركتهم ظلامَ العيش والحنادس.

نسأل الله تبارك وتعالى ببركةِ صاحب هذه الذّكرى العطرة الكريمة، وبحقّ ما جمعهُ بمولاه من حُسن القُربى ورفيع الدّرجة، أن تتبدّد غيومُ الحرب عن سمائنا الّتي غطّتها غمائمُ الحرب ونفير الصّفّارات عند الضّرب، لنشهد حلول هذا السّلام الّذي نادى به الأنبياء، ودعا إليه الأولياء، وخصوصًا في هذا الأرض المقدّسة المباركة النّازفة.

لسيّدنا الشّيخ وابلٌ من الشّوقِ والرّحمةِ والرّضى، ولنا من بعد غيابِهِ حُسن التأدُّب والاقتداء والاعتبار. بينَنا واحدٌ وثلاثون عامًا من الفُراق يا جدّي، وكلُّ الأعوامِ بعدَ غيابِكَ باهتة.

-----------
جميع مقالات العدد 167 على الرابط التالي:
https://al-amama.net/category/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d8%af-167/

رغم الحرب وقساوة الظرف صدر بعون الله وتوفيقه، العدد 167 من مجلتكم - مجلة "العمامة" بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لرحي...
02/10/2024

رغم الحرب وقساوة الظرف صدر بعون الله وتوفيقه، العدد 167 من مجلتكم - مجلة "العمامة" بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل سيّد الجّزيرة وشيخ العشيرة فضيلة سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف (ر)..
وفي مثل هذه الايام تبقى "العمامة" ببياضها ونقائها رمزا للسلام ومصدر نور وامل لأبناء العشيرة المعروفية في كل مكان.. ويبقى فضيلة سيدنا الشيخ أبو يوسف امين طريف رضي الله عنه حاضراً بيننا كشمسٍ مشرقة تملأ الكون حرارة ودفئا، وكراعٍ صالحٍ يحتضنُ أهلَ التوحيد، من السماق إلى الريان إلى الشوف إلى الكرمل، وتبقى عباءته فوق رؤوسنا، تكسبنا الإيمان والعزيمة والحماية والنجاة.
في هذه الذكرى العطرة نبتهل الى الله العلي القدير أن يعم السلام والاستقرار والهدوء في ربوعنا...
العدد متوفر في موقع مجلة "العمامة": https://al-amama.net/
نسخة PDF للعدد 167 في التعليق الاول.

01/09/2024

في مثل هذا التّأريخ من عام 2020، توفّي الكاتب والأديب الشّيخ سميح ناطور رحمه الله.

ولد ناطور عام 1946 في قرية دالية الكرمل، فشبّ مولعًا بالعلم والثّقافة ليكون أوّل طالب ديلاويّ يُنهي دراسته الجامعيّة عام 1967.

خلال مسيرته الثّقافيّة، أسّس ناطور أوّل تجمّع شبابيّ تحت عنوان "النّهضة الثّقافيّة لشباب دالية الكرمل"، مستضيفًا من خلاله مختلف الكتّاب والشّعراء والمفّكرين.

في مرحلةٍ متأخّرة، تفرّغ ناطور للكتابة الّتي سخّرها لتأريخ الطّائفة الدّرزيّة ونشر محاسنها بأكثر من لغة، فأقام "دار آسيا" للصّحافة والنّشر مصدرًا عنها عشرات الكُتب والموسوعات التّوحيديّة التّثقيفيّة، إضافةً إلى إصدارة الرّياديّ لمشروع مجلّة "العمامة" الّتي حرّرها وأصدرها خلال مناسبات الطّائفة وزياراتها حتّى يوم وفاته.

كل عام وانتم بالف خير
16/06/2024

كل عام وانتم بالف خير

بمشيئة الله سبحانه وتعالى وبفضله وكرمه صَدر في هذه الايام المباركة، أيام التعبد والإيمان والوفاء وبمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك، العدد 157 من مجلة "العمامة"، وقد حبّاها وخصّصها المرجع الروحي لطائفة الموحدين الدروز سليل الأعيان والشيوخ الاتقياء، السراج المضيء بالحكمة، والنبراس المنير فضيلة الشيخ الطاهر النقي الفاخر الجّليل الدّيان أبو يوسف أمين الصّايغ شيخ المحامد والمكارم مشكوراً بكلمة خاصة تنير العقول والقلوب رصعها بوحي ونور ايمانه كللت وتوّجت الصفحة الأولى بوابة مجلة "العمامة".

وبعد الشكر والثناء على كل من ساهم في صدور هذا العدد الغني من مجلتكم "العمامة" نلفت عنايتكم الى أنها تشتمل على معايدات وكلمات خاصة بمناسبة حلول العيد السعيد للرئيس الروحي للطائفة الدرزية فضيلة الشيخ موفق طريف، لفضيلة الشيخ سليمان ابو ذياب، لفضيلة الشيخ ماجد أبو سعد، وللشيخ الدكتور سامي أبي المنى، وعلى سلسلة متنوّعة من المقالات الهامة والنصوص المميزة الفريدة نذكر منها: مقال عن خلوة القطالب للشيخ غسان أبوذياب، مقال عن الداعي محمد إسماعيل التميمي (سيدنا ابو ابراهيم عليه السلام) للشيخ يوسف زيدان حلبي، مقال عن الاجاويد الدروز للكاتب الشيخ سعيد نبواني، مقال عن كلية الأمير السيَد (ق) الجامعيَة للعلوم التَوحيديَة للشيخ دانيال عبد الخالق، مقال عن عائلة حرب ومجموعة قصص درزية تراثية تاريخية من ارشيف مؤسس العمامة المرحوم الشيخ سميح ناطور ومقالات عديدة اخرى قيّمة جداً.

كل عام وانتم بخير.

مرفقة الكلمة الخاصة لفضيلة الشيخ أمين الصايغ:
"بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
اللَّهم يا نور الأنوار في كلِّ مثوى ومكان
بنورك نبتدي وبك يا معين نسترشد ونستعين ونهتدي ونسألُك أن تكحِّل بنورِ الحقّ بصائرنا وأن تجعل إلى رضاك مصائرنا
إخواني الموحّدين، أبناء طائفة الخير والمعروف النّجباء الكرام سليلي العمائم البيضاء وشيوخ التّاريخ... السّلام عليكم بحسن نيّاتكم، وأدامَ الله أعيادكم.
للأضحى الآتي وقعٌ بعيدٌ لم يكن من قبل. مناسبةٌ دينية يتجدّد موعدها عند كل 10 ذو الحجة بلهفة لم تنضب حلاوتها، لكن اليوم أمام واقع هذا الشّرق علينا أن نستذكر جوهر هذه المناسبة: قصة إبراهيم عليه السّلام وولده، لتجديد الإيمان باللَّه؛ فالحياة لا تستقيم ولا يتواصل الوجود إلّا بالإيمان. ولتعلموا إخواني إنَّ طائفة الموحدين، التي دأب رجالها ونسائها، شيوخها وأطفالها على حماية الثّغور وصون الأرض، تجمعها وحدةَ المسار والمصير.
رؤيةٌ للمستقبل وصدى من الماضي، هذا هو العنوان المناسب للقادم من أيامنا. ولتكن هذه اللّيالي المباركة مناسبة للتّأكيد على هويتنا وثقافتنا والتزامنا بالقيم والأخلاق؛ إثبات على وعيٍ أدبي لمجتمعٍ راقٍ. فلا يمكن لأي أمّةٍ أن تتقدّم وتحتفظ بهويتها إلّا إذا شاعت قيمها الخُلُقية. فعنصر ثبات واستقرار المجتمع الرّوحي أساس الكيان المجتمعي.
"إنَّما العَقْلُ أَسَاسٌ فوْقَهُ الأخلاقُ سُورُ
وحُلِيُّ العَقْلِ بالعِلْ مِ، وإلَّا فَهْوَ بُورُ
وكمالُ الكُلِّ بالتَّقْ وى، وقولُ الحَقِّ نُورُ"
أيُّها الإخوة المتميّزون بمعتقدكم ويقينكم، إنَّ للعيد ثلاثة معانٍ: المعنى الدّينيّ هو الشّكر باللسان والتّصديق بالجنان والعمل بالأركان. وفي معناه النّفسي: حدٌّ فاصل بين تقييد تخضع له النّفس وتسكن إليه الجوارح وبين انطلاق تنفتح له اللهوات وتتنبّه له الشّهوات. أما المعنى الإنسانيّ فيتحقق يوم تلتقي فيه كرامة الفقير وكرم الغني ونخوة القوي وإباء الضّعيف وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء والقوي والضعيف من جفوة.
{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} صدق الله العظيم
دامت بعناية الله أعيادكم يا أبناء الخير والمعروف... والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفقير أمين الصَّايغ"

جميع المقالات في موقع مجلة العمامة.

14/06/2024

حول العيد الكبير " الأضحى"
بقلم: فضيلة الشيخ ماجد أبو سعد – لبنان
من العدد 161 لمجلة "العمامة"

بسم الله الرحمن الرحيم
سُمّي العيد عيدًا لأنّه يعود بالفرح والسرور، وكلّ يوم لا يُعصى الله تعالى فيه فهو يوم عيد، أي يوم فرح حقيقي لأنّ فيه مرضاة مَن هو قادر على إسعادك وعلى أشقائك إن رضي أو سخط وفي رضاه والق رب منه أعظم السعادة.
والدنيا مزرعة الآخرة والجائزة التي وُعد بها الصالحون منذ فجر الدنيا هي مكافأة الآخرة، وهو يوم غائب عن حسّهم، ولكنّهم بالغيب مصدّقون وبيوم الجزاء موقنون.
وفي الدنيا فرح للطائعين بطاعتهم كفرح المسافرين في صحراء التيه في ركبٍ جمعتهم رحلة ومعهم زاد السَّفر، ونور يستضيئون به في الليلة الموحشة، وأعلام تدلّهم على المسير حتّى يطلع الصباح، ويحمد القوم السُّرى.
وزادهم أعمالهم، ونورهم كتابهم، وأعلامهم علماؤهم، فهم على بصيرة من أمرهم ويقين أنهم يسلكون درب النجاة، فهم في خبر اليقين بالموعود والآخرة عين اليقين بتحقيق الوعود.
فكان لا بدّ لرحلة الجهاد السعيدة من تجسيد، فَعُبِّر عنها بأيام مباركات أقسم الله تعالى بحرمتها وفضيلة العمل فيها، وهي العشر الأُوَل من ذي الحجّة كما قال تعالى "وليالٍ عشر". فهذه الأيّام تمثّل مسيرة الترقّي في دار الدنيا.
ويوم التتويج وقطف الثمار، وإعلان الفرح الكلّي عُبِّر عنه بالعيد الذي يتكرّر في الدنيا كل عام ترتقي النفس الطائعة فيه درجة على سلّم الصعود حتّى تبلغ ذروة عطائها في القيامة فتنال الخير العميم من ربّها الكريم.
إنّا أعطيناك الكوثر
قال تعالى لنبيه الأكرم: إنّا أعطيناك الكوثر فصلِّ اربّك وانحر إنّ شانئك هو الأبتر" هي دعوة للنبي بالصلاة والنحر شكرًا على ما تقدّم من عطيّة المنعم عربون ثقة بالعطاء الكلّيّ في الآخرة ما لا أذن سمعت ولا عين رأت ولا خطر على قلب بشر. ويعود الموحّدون بهذا التفضُّل الابتدائي إلى تجلّي المولى الكريم في زمن الفطرة "ألستُ بربّكم قالوا بلى."
وقال المفسّرون ومنهم البيضاوي بأنّ الصلاة والنحر صلاة عيد الأضحى خالصة لوجه الله والنحر بالبُدْن التي هي خيار أموال العرب. وقد قال تعالى في حديث قُدسيّ: يا عبدي أنا كريم فكن كريمًا، أنا رحيم فكن رحيمًا، أنا شكور فكن شكورًا.
فإذا كان تفضّله سابق منه تعالى على الطاعات والقربان أي قدّم لنا إحسانه قبل أن نشكره على إحسانه، وأوعد بالمجازاة في قوله: أنا شكور فكن شكورًا لأنّ الشكر منه تعالى المجازاة، وما قوله تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم إلا اشتراط للزيادة بعد الشكر على ما تقدّم من إحسان منه كعربون ثقة ليقوى التصديق بالإحسان الجميل المنتظر.
وجاء الحديث القدسيّ مطابقّا لسورة الكوثر بقوله تعالى: "مًن أهان لي وليًّا فكأنّما بارزني بالمحاربة، وما تقرّب إليّ عبدي بأفضل ممّا افترضت عليه ولم يزل عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ..."
الحديث القدسي فسّر الولاية له تعالى بأنها تقرّب إليه بالمفترضات، ولكن الذي يذوق طعم العبادة يتوق إلى الزيادة بالنوافل التي بها يتحبّب إلى الله فيعبده رغبة وشوقًا وحبًّا وأنسًا لمجالسته: أنا جليس مَن ذكرني.
فصلاة الحبّ وقربان الودّ لا شرط لهما إلا إحساس عميق بقيمة العطاء والتذاذ واغتباط وفرح به أي عيد سعيد وفي كلّ عامٍ جديدٍ بنيل المزيد ممّن لا تنفذ عطاياه.
وإذا كانت الآية الكريمة: إنّا أعطيناك الكوثر حصرت تولّيه تعالى بصلاة العيد ونحر البُدْن الذي هو التضحية، فالموحدون جُلّ حياتهم تضحية وختام أوقاتهم أعياد متجدّدة وهذا هو الأضحى بأسمى معانيه.
كل صلاة طاعة هي عيد، وكل قريان طاعة هو عيد لمن يفقه معنى القرب بالذكر والبذل في سبيل الله، لأنه استيداع في خزائن الملكوت يراه بعين اليقين من كل من المعنيين وهي سمة المتّقين وعنهم قال ربّ العالمين: "إنّ المتّقين في جنات وعيون".
جنات علوية وعيون كوثرية روحيّة آخذين ما أتاهم ربّهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار يستغفرون وأموالهم حقّ للسائل والمحروم".
فتهجدهم وصلاتهم إحسان لأنفسهم، وبِرّهم بإخوانهم ايضًا إحسان لهم حتّى يفيض الإحسان العميم عليهم "فلا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرّة أعين جزاءً بما كانوا يعملون."
أنفس القرابين
لقد كانت قصّة سيدنا يوسف الصديق عليه السلام في تاريخ الإنسانيّة أحسن القصص المعبِّرة، وفيها ثلاثة قرابين تمسّ حاجتنا لها في كل حين.
قربان التوبة: توبة إخوة يوسف الذين تحوّلوا بفضل باريهم من الأنا والأثَرة إلى الإيثار والتضحية بقولهم له عندما أبقى بنيامين "خذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين" ففدوه بأنفسهم بعد أن أغراهم الشيطان بإبعاده ليستأثروا بحبّ أبيهم وقالوا تائبين: إنّا كنّا خاطئين ".
قريان يعقوب: أعلى منه، قربان الصبر الجميل دون اعتراض أو شكوى مع عظم البلوى، وأثمرت مسيرة الصبر والثبات كرامة اللقاء في عزّ وهناء إنها دعوة لنا في صعوبة هذه الفترة أن نقبض على ديننا كالقابض على الجمر المضرم صبرًا ويقينًا لنظفر بكنز الجنة.
وقربان يوسف: أعلى القرابين بالعفو والمسامحة "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" معما ألحقوا به من أذى انه خلق ربوبي رفيع يرفع مَن يتخلّق به إلى الأشرف الأعلى كما رُفع يوسف على اخوته وأبيه وأمه متبوّءًا عرش العزّ الأسنى. يوافقه الحديث الشريف "صِلْ من قطعك وأعطِ من حرمك واعفُ عمّن ظلمك وفي كل واحدة منها عيد اضحى يفوق كل تقدمة.
والسيد المسيح عليه السلام الذي جاء بشريعة الرجاء قال: "كما تدينوا تُدانوا وبالكيال الذي به تكيلون يُكال لكم". وكأنه لخّص دعوته المباركة بكلمة واحدة هي المسامحة أضاء نورها في الكتاب العزيز في سورة النور المباركة وليعفوا وليصفحوا ألا تحبّونه أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم".
فليقتدِ العباد بربّهم في العفو والصفح عن المسيئين إليهم ونعم أجر العاملين. 

من العدد 166 لمجلة العمامة:قصيدة لفضيلة الشّيخ أبو علي سليمان أبو ذياببعنوان: السّيد الأمير قدّس الله سرّهجمالُ الدّين س...
12/06/2024

من العدد 166 لمجلة العمامة:
قصيدة لفضيلة الشّيخ أبو علي سليمان أبو ذياب
بعنوان: السّيد الأمير قدّس الله سرّه

جمالُ الدّين سيّدُنا الأميرُ وعبدُ اللهِ والعَلَمُ الشّهيرُ
أجلُّ نجائبِ البيتِ التّنوخي ورافِعُ رايةَ الحقِّ الجديرُ
وريثُ الفضلِ عن أهلِ المعالي وصدرُ معارفِ الحكمِ الكبيرُ
بدا في غيبةِ الأنوارِ نورًا بهِ أهلُ الهِدايةِ تَستنيرُ
نذيرُ قيامةٍ وبشيرُ سعدٍ تبارَكَ مطلعًا ذاكَ البشيرُ
فجاءتْهُ العنايةُ في بلوغٍ فلبّى صوتَها وهو البرورُ
فهبّ إلى السّعادةِ يرتجيها يطلبُ بابَها مِمَّن يُنيرُ
فتىً غضًّا كبير القلبِ شَهمًا لهُ شأنٌ لدى المولى خطيرُ
فسار على البلادِ صغيرَ سِنٍّ وشرّفَ أرضَها ذاك النّذِرُ
وأقلقَهُ فَسادُ الحالِ فيها وضُعْفُ الدّينِ والخَللُ الكبيرُ
فقامَ مُحذِّرًا يهدي وينهى جِبْلةُ طبعِهِ الصّافي تَثورُ
وغارَ على الدّيانةِ غيرَ نُبْلٍ فدينُ اللهِ حقٌّ لا يبورُ
فأزعجَ صوتُهُ أسماعَ قومٍ بهِم كِبرٌ ونقصٌ أو نفورُ
فبانَ عن الدِّيارِ إلى دمشقٍ وفي القلبِ التّقي حزنٌ مريرُ
فأضحى في دمشقَ الشّامِ عيْنًا منَ العُلماءِ شهرتُهُ تطيرُ
وأيّدهُ العليُّ بِعلمٍ حقٍّ وأبراهُ كما تبدو البُدورُ
فَهابتْهُ الوُلاةُ وعظّمُوهُ كأنّهُ بينهم مَلِكٌ أميرُ
وأشرقَ نورُ بُرهانِ التّنوخي وحجّةُ حقِّهِ الأقوى تَنورُ
فصفّقتِ الشّامُ لهُ ابتهاجًا فَمولانا الكريمُ له النّصيرُ
فأحناهُ التّواضُعُ مِثلَ غُصنٍ به ثَمرٌ وخيراتٌ تمورُ
فحنّ إلى بلادٍ أنْجَبَتْهُ وهيَّجَ قلبُهُ شوقٌ يفورُ
فأرسلَ نحوَها أوفى كِتابٍ لهُ قام المشايخُ والحضورُ
وحلّوا في دمشقَ وأحضروهُ إلى هذي البلادِ لها يُديرُ
بها جلسَ المُكَرَّمُ في خُشُوعٍ على عرْشِ السِّيادةِ لا يجورُ
فأعلى قَدرَهُ الباري تعالى وقدّسَ سرَّهُ المولى الغفورُ
فأعلَتْهُ البلادُ وكرّمَتْهُ وسادتُها الكرامةُ والسُّرورُ
وصارَ الآمِرُ النّاهي لديْها لَهُ الأحكامُ والصَّوتُ الجهيرُ
فأرضى النّاسَ وابتهجوا ابتِهاجًا بشخصٍ سرّهُ الصّافي كبيرُ
فبانَ الخيرُ في أعلى محلٍّ وباتَ السِّرُّ في سِفلٍ يغورُ
وأشرقتِ البلادُ وطاب فيها معاشٌ استقرَّبها السّريرُ
وأعدقَ ماؤها وجرَت عيونٌ على الأنحاءِ سَلْسالًا تفورُ
بِهِ زخَرتْ شُروحاتُ التّنوخي وبحرُ علومِهِ الصّافي الغزيرُ
فإنّ العصرَ كالمسؤولِ عنْهُ مُنيرُ الوجهِ معتزٌّ فَخورُ
جمالُ الدّينِ عزَّزهُ اعتزازًا حقيقيًّا به تزهو العصورُ
وقد كانَ الأميرُ على ارتفاعٍ لدى باريه سرّهُ والضَّميرُ
مجدًا في العُلى يَرْقى يُرَقّي دؤوبًا لا يُهدِّئهُ الفُتورُ
صَبورًا في البَلى شَهمًا وقورًا رَضِيًّا صانهُ الرَّبُّ القديرُ
تحمّلَ شِدّةَ البلوى وأعطى مِثالًا في الرَضى وهو الصّبورُ
أوانَ وفاةِ نجلِهِ في زفافٍ ومَقتله وفرحتُهُ تدورُ
وعبدُ الخالقِ النّجلُ المكنّى بِسيفِ الدّينِ ميّزهُ البصيرُ
فريدًا كان في التّقوى أنيسًا لوالِدِهِ لهُ قلبٌ طَهورُ
فجاءتْهُ المنيّة في شَبابٍ وأرختْ بِسترِ ظُلمتها الكدورُ
وثارت فرحةُ المحبوبِ حُزنًا فشدّ الغُمُّ واشتدّ البصيرُ
وضجَّ النّاسُ مُبدين اعتراضًا كأنّ الموقفَ البادي نُشورُ
فقامَ جمالُ دينِ الله يدعُو إلى ربّ العبادِ ويَستخيرُ
وينهى النّاسَ عن كلِّ اعتراضٍ فهُم كالطّير مَسجونٌ أسيرُ
فقد كان الأميرُ لواءَ حقٍّ وبحرًا تلتقي فيه النُّهورُ
وشمسًا ضوءُها الزّاهي جليلٌ على البلدانِ إحسانًا تُنيرُ
وكنزًا فيه أصناف اللآلئ تشِعُّ كأنّها نارٌ ونورُ
ورُكنًا في جوانِبِهِ استراحتْ قُلوبُ النّاسِ ناظِرُها قريرُ
وتمّتْ نعمةُ الباري عليْنا بِعلمِ الحقِّ إذ شرَحَ الأميرُ
وفوْقَ ضريحِهِ ارتفعتْ قِبابٌ فيها حُزنٌ لرائيها كثيرُ
وقام مقامُ من عَرَفَ المعالي وحجرةُ مَن له السَّعدُ الوفيرُ
تقدّسَ سرُّهُ وسنا لواه وفي الفردوسِ مَسكنُهُ يسيرُ
رضى المولى الكريمِ لهُ دوامًا قدر الإجلالِ منّانٌ خبيرُ
له رضوانُ هادي الخَلقِ جودًا فهادي الخلقِ حنَانٌ بصيرُ
على الهادي صلاةُ الله تُتْرى صلاةُ الحقِّ تأييدٌ غزيرُ
وللباري تعالى كلُّ حمدٍ تَبارَكَ ربّنا الأعلى المُجيرُ

Address

Daliyat Al-Karmil

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when العمامة posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to العمامة:

Share

Category