06/01/2025
#نبأ
"حرب بيانات" تستهدف حكومة تصريف الأعمال في سوريا، الهجمات الإلكترونية كأداة لخلق الانقسامات
في ظل المشهد السوري المعقد والمليء بالتجاذبات السياسية والعسكرية، تبرز محاولات عديدة لتقويض حكومة تصريف الأعمال الناشئة في المناطق السورية. من بين هذه المحاولات، ظهر مؤخراً بيان مزور نُسب إلى جهة تطلق على نفسها اسم "أحرار هيئة تحرير الشام"، يعلن البراءة من أحمد الشرع، المعروف بـ"الجولاني".
تزوير ممنهج في سياق حرب إعلامية
من خلال فحص البيان الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإعلامية، يتضح أن صياغته لا تتماشى مع الخطاب المعتاد لهيئة تحرير الشام أو الجهات القريبة منها. ويأتي هذا البيان في سياق حملة إلكترونية منظمة تهدف إلى إثارة الانقسامات داخل إدارة المناطق المحررة، خاصة مع بدء حكومة تصريف الأعمال تنفيذ مشاريعها وخططها لإعادة ترتيب الأوضاع في شمال سوريا.
أهداف واضحة: التشكيك وإثارة الفوضى
تسعى هذه الهجمات الإلكترونية إلى ضرب الثقة بين القيادات والفصائل، من خلال تصوير قيادات الهيئة وكأنها في حالة صراع داخلي يهدد تماسكها. وتستخدم هذه الحملات أدوات متطورة تستهدف الفصائل الكبرى التي تسيطر على الشمال السوري ونواة الإدارة الجديدة لحكومة تصريف الأعمال، وتعمل على نشر بيانات مزيفة من أجل إرباك الشارع وخلق حالة من البلبلة السياسية.
توقيت الحملة، لماذا الآن؟
تزامن البيان مع تحركات حكومة تصريف الأعمال الجديدة في سوريا، ما يثير التساؤلات حول الجهة التي تقف وراء هذه المحاولات. ومن الواضح أن هذه الحملة تأتي في وقت حساس، حيث بدأت الحكومة الجديدة خطوات فعلية على الأرض لتنظيم الحياة المدنية، وإعادة بناء المؤسسات المحلية بكافة اختصاصاتها الخدمية والصحية والعسكرية والتعلمية وغيرها.
وبينما تعمل الحكومة على تحقيق استقرار نسبي في عموم المناطق السورية، بدأت الجهات المعادية باستخدام أساليب غير تقليدية، مثل التلاعب بالمعلومات والبيانات المزورة، في محاولة لإفشال أي خطوات يمكن أن تقود إلى تحسين الوضع المعيشي والأمني في تلك المناطق.
انعكاسات الحملة على الداخل السوري
من شأن هذه البيانات أن تؤدي إلى إحداث شروخ داخل المكونات العسكرية والإدارية في شمال سوريا، وهو ما يخدم أجندات أطراف لا ترغب في رؤية استقرار أو نجاح أي حكومة قد تشكل نواة لسوريا جديدة.
ومع ذلك، فإن التجارب السابقة تشير إلى أن مثل هذه الحملات لا تدوم طويلاً، حيث سرعان ما تنكشف حقيقة التزوير ويتضح للشارع السوري أن الهدف هو زعزعة استقرار الإدارة، وليس الإصلاح كما يدّعي من يقف خلف هذه البيانات.
ضرورة الوعي والتعامل الحذر مع البيانات المشبوهة.
إن ما يجري اليوم في الساحة السورية يتطلب وعياً إعلامياً وسياسياً كبيراً من قبل الجهات المحلية، وضرورة التحقق من أي بيان أو خبر قبل الترويج له. تبقى وحدة الصف والعمل الجماعي السبيل الأمثل لمواجهة هذه الحملات، التي مهما تعددت أساليبها، فإن مصيرها في النهاية هو السقوط في وجه الحقيقة.
#سوريا