01/09/2024
وها قد مرت سنة كاملة .. وها قد انقضت السنة الاولى
يا اعظم الرجال الصابرين، يا من علمتني الوقوف بوجه حياة لا عدالة فيها، يا من استمدت قوتي منك وانا اراك صامداً كالجبال ..
انا اليوم بلا ملهم ولا قدوة فقد خسرت قدوتي الاول واصبحت وحيداً اصارع كم لا طاقة لي به من المسؤوليات والمهام التي القاها عليّ غيابك عني، هل تعلم أنني إلى الأن لا أجرؤ النظر إلى صورك واهرب من مواجهة ألم غيابك ظناً مني أن الهروب من هول الفقدان ممكن؟ هل تعلم انني لم احظى حتى بوداعك ؟! لم اسمع منك وصايا او كلمات اخيرة ؟ لم اتململ وانا اسمع ارشاداتك التي تسرد فيها ادق التفاصيل الصغيرة التي لطالما احسست انها لا داعي لها؟ أيقنت الأن ان الداعي لها كبير ..
ليتك تعلم كم تمنيت ان لا اقاسي مرارة غيابك ولا انهار لخبر رحيلك، ليتك تعلم كم تمنيت ان ارحل قبلك ولا اعاني من الضياع بعدك.
أبي الذي لم يذخر في رعايتي شيئاً، أبي الذي لم أشك يوماً انه بجانبي وعينه تراقبني ويده تتلقفني كلما شققت طريقي راكضاً نحو حلم يجرني او نحو وهم، اريدك ان تعلم يا أبي ان السير وحيداً متعب ومخيف، أريدك ان تعلم أنني خسرت الكثير ولا يزال الطريق مبكراً..
عزائي الوحيد في رحيلك أنك رحلت شامخاً وقوي كما عهدتك وكأنك تقول لنا: هكذا يرحل الاقوياء، شامخين في قلوب من يحبهم ، ثابتين لا تُمحى ذكراهم..
سلام عليك يا أبي الذي غاب عن عالمنا بجسده وحيٌ في ذاكرتي ما حييت
01/09/2023