09/12/2024
آل الأسد مش بس بيكرهوا السوريين لكن كمان بيتحتقروهم، وبين الكراهية والاحتقار مسافة واسعة، بشار الأسد اللي قتل من السوريين مئات الألوف وشرد ملايين منهم، ومارس إبادة مليونية نزلت بعدد السوريين في سوريا للنص تقريبا، لما في النهاية قرر يهرب هو وأسرته عشان يتقاعد في موسكو بعد كل هذا الخراب، لم يكلف نفسه يطلع يقول كلمتين، مش أعتذار ولا تحمل مسؤولية ولا طلب للصفح، لانه دي حاجات أكيد مش هتحصل، حتى تخاريف من بتاعت الديكتاتوريات الساقطة، فهمتكوا زنقة زنقة أو أي طنطنة بتاعت الممناعة، لاشئ، رحل ولا كلمة وكأن هذا المكان اللي حطمه تماماً وحطم شعبه هو وأهله لمدة نصف قرن، لا يعنيه على الأطلاق. ولا يستحق كلمتين في فيديو خمس دقايق.
الفادح أيضاً إنه ده ينطبق على كل مؤسسات الدولة السورية كلها اللي مبنيه على الصورة الأسدية نفسها، أي احتقار السوريين وكراهيتم، هذا الجيش كله تبخر في ظرف أسبوع بدون طلقة واحدة، الجيش العربي السوري اللي بيتباكى عليه بتوع الممانعة دلوقتي هرب كله بلا طلقة واحدة من حبة شباب على موتسيكلات. وحدات كاملة راحت سلمت نفسها للعراق، الجنود اللي على الحدود مع إسرائيل كلهم هربوا، واستخدمت اسرائيل ده كحجة للتقدم جوه الاراضي السورية. يعني الجيش العربي السوري ده مفيهوش رتبة واحدة نزيهة أو عندها ذرة وطنية تقول احنا هننسحب من المدن ونروح نحرس الحدود لغاية ما الأمور تنحل، طبعا لا، كله هرب، كما هو متوقع.
الشيء الأكثر وحشية وقسوة واستهانة بالحياة البشرية، هو منظومة السجون اللي هرب كل اللي شغالين فيها وتركوا المساجين داخلها مقفول عليهم بدون أكل ولا شرب، ومش كده وبس وبلا وسيلة لمعرفة السجون السرية ولا الاقبية اللي تحت الارض في السجون التانية. مفيش واحد بالغلط عنده شوية إنسانية فيفتح للمساجين وهو بيهرب، طيب يسيب ورقة عليها تفاصيل بأماكان الزنازين اللي تحت الأرض وطريقة الوصول ليها، ولا أي حاجة. يعني لا رحمة ولا سايبين رحمة ربنا تنزل. قسوة مريعة وتجرد كامل من أي ذرة انسانية أو وطنية أو أي نوع من الشعور بالمسؤولية. هذه دولة كان دورها الوحيد وهدفها الوحيد إهانة وتعذيب وترويع السوريين واللبنانيين والفلسطينيين وكل من وقع تحت إيديها ولم يكن منتظر منها غير كده للأسف.