البورسعيدية Al Porsaedeia

البورسعيدية Al Porsaedeia بورسعيد بعيون أبنائها
(11)

مشروع البورسعيدية، واحد من مشروعات شركة "باشكاتب"، تم تأسيسه في أغسطس 2016، المشروع شبكة إعلامية مجتمعية بيديرها شباب أعمارهم بين 12 و 18 عامًا في المجتمعات المهمشة في محافظة بورسعيد، من خلال تزويدهم بورش عمل ودعمهم في إدارة وتشغيل وسائل الإعلام المجتمعية.

يهدف المشروع، إلى خلق جيل من الشباب مهتمين بالصحافة المجتمعية، وتطوير وتنمية مهارات المشاركين والمشاركات في المشروع، وإننا نخليهم فاعلين إيجابيين في مجتمعاتهم، وسط الشباب من نفس سنهم.

في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسـ ـطيني.. نشارك معكم/ن في ثلاث حلقات، حكاية فلسـ ـطين.. من الاحتـ ـلال إلى المقـ ـ...
29/11/2023

في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسـ ـطيني.. نشارك معكم/ن في ثلاث حلقات، حكاية فلسـ ـطين.. من الاحتـ ـلال إلى المقـ ـاومة. ✌️

يُقَسِم كثير من الأكاديميين عناصر تكوين القصة لبداية خُضناها في الحلقة الأولى مع مستوطنة "مونتيفيري"، وزمان ومكان حددناهم منذ القرن قبل الماضي مرورًا بانتـ ـداب بريطانيا لإدارة فلسـ ـطين، وصولًا لتقسـ ـيمها واحتـ ـلال أرضها.

وتحدثنا عن شخصيات هذا الصراع التاريخي وذروة أحداثه في الحلقة الثانية من قصة "المقـ ـاومة الفلسـ ـطينية"، ومدى شرعيتها.

عرضنا كل هذه العناصر في حلقتين سابقتين، إلا أن قصة المقـ ـاومة الفلسـ ـطينية التي أضفت القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية شرعية عليها، والاحتـ ـلال الذي وصفته نفس المؤسسات الدولية بالكيـ ـان المحـ ـتل، لا تزال بلا عنصر نهاية.

وقصة المقـ ـاومة لا تزال مفتوحة مثل جـ ـراح الفلسـ ـطينيين، كما خصصنا الحلقة الأخيرة؛ للبحث عن جدوى هذه القوانين والمعاهدات، التي طالما أبقت الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلي فوق القانـ ـون.

🔗 الحلقات كاملة في وصف الصور، ونترك لكم/ن أيضًا روابطها في التعليقات 👇

إعداد: مؤمن مسعد ()

فلسـ ـطين.. من الاحتـ ـلال إلى المقـ ـاومةالحلقة الثالثة: "فوق القانـ ـون"إعداد: مؤمن مسعديُقَسِم كثير من الأكاديميين عن...
28/11/2023

فلسـ ـطين.. من الاحتـ ـلال إلى المقـ ـاومة
الحلقة الثالثة: "فوق القانـ ـون"
إعداد: مؤمن مسعد

يُقَسِم كثير من الأكاديميين عناصر تكوين القصة لبداية خُضناها في الحلقة الأولى مع مستوطنة "مونتيفيري"، وزمان ومكان حددناهم منذ القرن قبل الماضي مرورًا بانتـ ـداب بريطانيا لإدارة فلسـ ـطين، وصولًا لتقسـ ـيمها واحتـ ـلال أرضها.

وتحدثنا عن شخصيات هذا الصراع التاريخي وذروة أحداثه في الحلقة الثانية من قصة "المقـ ـاومة الفلسـ ـطينية"، ومدى شرعيتها.

عرضنا كل هذه العناصر في حلقتين سابقتين، إلا أن قصة المقـ ـاومة الفلسـ ـطينية التي أضفت القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية شرعية عليها، والاحتـ ـلال الذي وصفته نفس المؤسسات الدولية بالكيـ ـان المحـ ـتل، لا تزال بلا عنصر نهاية.

وقصة المقـ ـاومة لا تزال مفتوحة مثل جـ ـراح الفلسـ ـطينيين، ولذا خصصنا الحلقة الأخيرة؛ للبحث عن جدوى هذه القوانين والمعاهدات، التي طالما أبقت الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلي فوق القانـ ـون. ..
للحـ ـرب قواعد تُعرف في القانون الدولي الإنساني بـ"اتفاقيات جنيف" وهي مجموعة من أربع اتفاقيات دولية تمت الأولى عام 1864، وآخرها عام 1949، وتتناول حماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحـ ـرب، وتحدد المباح والممنوع فعله في النـ ـزاعات المسـ ـلحة.

وتستهدف الاتفاقيات بشكل أساسي تقديم الحماية للمدنيين والحفاظ على بعض من الإنسانية في النـ ـزاعات المسـ ـلحة، وإنقاذ الأرواح، والتخفيف من المعاناة.

وتقول الموسوعة التفاعلية الفلسـ ـطينية التابعة لمؤسسة الدراسات الفلسـ ـطينية، إن الفترة بين عاميّ 1947 و1949 هي الأكثرَ حسمًا في التاريخ الفلسـ ـطيني الحديث، إذ شهدت بداية العمليات العسـ ـكرية والتطـ ـهير العـ ـرقي بعدما أحالت بريطانيا قضية فلسـ ـطين إلى الأمم المتحدة في أبريل 1947 التي قررت تقسـ ـيمها، وفي أعقاب ذلك شنت القوى الصهـ ـيونية حملة هجومية استولت فيها على مقدار من الأرض تجاوز خطوط التقـ ـسيم، ودمّـ ـرت قرى ومدّنًا فلسـ ـطينية بأكملها، وأفرغتها من سكانها الفلسـ ـطينيين الذين تحوّل معظمهم إلى لاجئين.

وعقب ذلك وافق الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلي بشكل علنيّ على التقـ ـسيم، فيما رفضته الدول العربية والهيئة العربية العليا التي كانت بمثابة القيادة الفلسـ ـطينية الفعلية، فاشتعل القـ ـتال بين العرب واليـ ـهود في فلسـ ـطين بعد تصويت الأمم المتحدة على التقسيم مباشرةً في 1948.

واستولت القوات الصـ ـهيونية المهـ ـاجمة على عدد من المدن الكبرى، مثل "يافا وحيفا وطبريا"، فضلًا عن مساحات واسعة من الدولة العربية المقترحة في قرار التقـ ـسيم، وخصوصًا في الجليل؛ ففرّ الفلسـ ـطينيون أمام زحفها بعشرات الآلاف لاجئـ ـين إلى دول الجوار عقب انتشار الأخبار بين السكان عن الفظـ ـائع والمجـ ـازر التي ترتكبها العصـ ـابات الصهـ ـيونية كتلك التي حصلت في "دير ياسين" إذ قتـ ـلت قوات الاحتـ ـلال شبه العسكـ ـرية أكثر من 100 قروي فلسـ ـطيني، وفقًا للموسوعة.

وجرّمت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإبـ ـادة الجمـ ـاعية في 9 ديسمبر 1948، ودخل القانون حيز التنفيذ في 12 يناير 1951، وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر.

لكن ذلك لم يوقف مخططات احتـ ـلال المدن والقرى الفلسـ ـطينية وتهجير سكانها، ففي يوليو 1948 وقعت واحدة من أكبر المجـ ـازر التي حفِلت بها حرب فلسـ ـطين، في مدينتا "اللد والرملة"، وكان اللافت هو وقوع المجـ ـزرة على مرحلتين: "الأولى عند احتـ ـلال المدينة، والثانية خلال عملية الطـ ـرد الجماعي والتي تعتبر من أكبر عمليات التطهـ ـير العـ ـرقي التي نفّذها الاحتـ ـلال".

وتقع "اللد" في الجنوب الشرقي من مدينة يافا وفي الشمال الشرقي من مدينة الرملة وتميزت بوجود خط سكة حديدية ومحطة قطارات كانت تُعتبر أهم محطة بعد محطة "حيفا"، وقدّر عدد سكانها سنة 1946 بنحو 18,250 نسمة، وكانت حينها خالية من اليـ ـهود.

احتـ ـل الإسرائـ ـيليون القرى المحيطة باللد في الجبهتين الشمالية والغربية، بالإضافة إلى مطار اللد الدولي، وبهذا تمكنوا من الاتصال بقواتهم في المستـ ـعمرات المجاورة.

وفي عشية الهجـ ـوم على "اللد والرملة"، شنّـ ـت طائرات الاحتـ ـلال غـ ـارات مكثفة على البلدتين في أثناء تناول الأهالي طعام الإفطار في شهر رمضان، ما أدى إلى مقـ ـتل وجـ ـرح العشرات، واكتظت مستشفى المدينة بالجـ ـرحى، وفيما انخرط أطباء وممرضون وعمال آخرون في إسعاف الجـ ـرحى، عمل رجال المدينة على إقامة تحصينات وخطوط دفاعـ ـية ورفضـ ـوا فكرة الاستسلام.

وفي اليوم الأول من الهجـ ـوم بدأ الاحـ ـتلال في الوصول لـ "اللد" من الناحية الشرقية عند قرية دانيال، وصد المدافعون الهـ ـجوم بعد معـ ـركة عنـ ـيفة.

وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي ألحقها المدافـ ـعون بالقـ ـوات المعـ ـادية، فإن عددهم القليل مكّن الاحتـ ـلال من شن هجـ ـوم جديد بدعم من المـ ـدرعات ودخلوا المدينة مساءً.

وفي اليوم الثاني للهجوم سيطر الاحتـ ـلال على المدينة، بعدما كانت جنـ ـود الاحتـ ـلال ترمي قنـ ـابل يدوية داخل المنازل بدعوى وجود قنـ ـاصين فيها؛ وهو الأمر الذي جعل السكان المذعـ ـورين يخرجون ويحاولون الهرب فما كان من الاحتـ ـلال إلا أن أطلـ ـق النـ ـار عليهم.

وقال وقتها أحد المراسلين الذي شهدوا الأحداث، إن جثـ ـث الرجال والنساء والأطفال تراكمت في شوارع المدينة وبقيت في العراء تحت الشمس أكثر من 10 أيام، أمّا الذين احتموا في مسجد دهمش، فقد أطلق الاحتـ ـلال النار عليهم فقُـ ـتل العشرات منهم ويقدر أن مجموع القتـ ـلى داخل المدينة تجاوز 400 شخص.

ومذبـ ـحة "اللد" لم تقتصر على عمليات القـ ـتل العشوائي ومذبـ ـحة المسجد فقد طـ ـرد الاحتـ ـلال جميع السكان من مدينة "اللد" والبلدات المجاورة بما فيها "الرملة"، والبالغ عددهم 70 ألف، وأجبرهم على الخروج من المدينة خلال نصف ساعة وسلوك طرق وعرة للوصول إلى رام الله، ففقـ ـد المئات حياتهم في الطريق بسبب العطش والجفاف والتعب إذ كانت رحلة الخروج شديدة القسـ ـوة والهـ ـول، بحسب المؤرخ الإسرائـ ـيلي بيني موريس.

وتوضح الموسوعة التفاعلية أنه بحلول عام 1949 كانت حدود التقسيم التي اقترحتها الأمم المتحدة قد أصبحت غير ذات صلة، فقـ ـوات الاحتـ ـلال سيطرت على 77% من فلسـ ـطين في 1948 والتهمت فيها مساحات شاسعة مما كان يُفترض أن يصبح الدولة العربية الفلسـ ـطينية، أما النسبة المتبقية فكانت القوات المصرية تسيـ ـطر على غـ ـزة، فيما احتفظت القوات الأردنية والعراقية بالضفة الغربية وشرقيّ القـ ـدس.

ولا تجيز المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حمـ ـاية المدنيين معـ ـاقبة أي شخص على جريـ ـمة لم يرتكـ ـبها هو شخصيًا، وتحظر العقـ ـوبات الجماعية وكذلك تدابير الإرهـ ـاب والترهـ ـيب، كما تحظر الأعمال الانتـ ـقامية ضد الأشخاص المحميين وممتلكاتهم، كما خالفت أعمال الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلي المادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة التي نصت على حظر تدمـ ـير أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات أو بالدولة أو السلطات العامة.

وشهد عام 1956، ثلاث مجـ ـازر الأولى مذبـ ـحة كفر قاسم في شهر أكتوبر، والتي أسفرت عن استشـ ـهاد 49 فلسـ ـطيني مدنيًا، وفي شهر نوفمبر وقعت مجـ ـزرة خان يونس، وانتهت باستـ ـشهاد 250 فلسـ ـطيني مدنيًا، وخلال الشهر نفسه، استـ ـشهد 111 فلسـ ـطيني مدنيًا جراء مذبـ ـحة رفح، بحسب موقع الموسوعة التفاعلية الفلسـ ـطينية.

ووزعت في عام 1990 - وقبيل احتفال الاحتـ ـلال بعيد العرش اليـ ـهودي، جماعة يهـ ـودية متطرفة تسمى "أمناء جبل الهيـ ـكل" بيانًا على وسائل الاعلام، أعلنت عزمها تنظيم مسيرة إلى جبل الهيركل "كما يسمونه"، لوضع حجر الأساس لما يسمى بالهيـ ـكل الثالث داخل المسـ ـجد الأقـ ـصى، والتي تأتي فكرته حول اعتقاد يهـ ـودي بأن الهيـ ـكل موجود تحت المسـ ـجد، وقد تم تدمـ ـير الهـ ـيكل مرتين خلال التاريخ، لذلك فإنهم يقولون إن هذا الهيـ ـكل هو الثالث.

وفي مواجهة ذلك اعتكف آلاف المصلين داخل المسـ ـجد الأقصـ ـى وباحاته، وفور اقتـ ـحام المستـ ـوطنين اليهـ ـود المشاركين فى المسيرة للمسجد هـ ـب المعتكفون لمنعهم من تنفيذ مخططهم؛ إلا أن قوات الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلية تدخلت وأمطـ ـرت المُصلين بزخات من الرصـ ـاص، وحدثت مذبـ ـحة الأقـ ـصى الأولى والتي أسفرت عن استشـ ـهاد 21 فلسـ ـطينيًا وأصـ ـيب 150 بجـ ـروح مختلفة واعتقـ ـال 270 شخصًا، فيما تم إعاقـ ـة حركة سيارات الإسعاف وأصـ ـيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القـ ـتلى والجـ ـرحى إلا بعد 6 ساعات من بداية المذبـ ـحة.

واستمر الاحتـ ـلال في ممارساته الإجـ ـرامية، إذ نفذ في 1996 مذبـ ـحة الأقصـ ـى الثانية، في أعقاب اشتبـ ـاكات عنـ ـيفة وقعت بين الفلسـ ـطينيين والشـ ـرطة الفلسـ ـطينية ضد جنـ ـود الاحتـ ـلال في كافه أرجاء فلسـ ـطين دفاعًا عن المسـ ـجد الأقصـ ـى المبارك، بعد فتح الاحتـ ـلال النفق المجاور للجدار الغربي للمسـ ـجد الأقـ ـصى، وأسفرت هذه المواجـ ـهات العنيـ ـفة عن استشـ ـهاد 51 فلسـ ـطينيًا وإصابة 300.

ولم يأت عام 2000 إلا ووقعت مذبـ ـحة الأقـ ـصى الثالثة، والتي جاءت إثر زيارة قام بها رئيس الوزراء الاحتـ ـلال الأسبق آرييل شارون للمسـ ـجد الأقصـ ـى، فتصـ ـدى له الفلسـ ـطينيون، فانتـ ـقم جنـ ـود الاحتـ ـلال في اليوم التالي أثناء صلاة الجمعة، عبر فتح النيران على رؤوس المصلين، وجرت مواجهات في ساحات الأقـ ـصى بين المصلين وجنـ ـود الاحتـ ـلال أسفرت عن مذبـ ـحة راح ضحـ ـيتها 250 فلسـ ـطينيًا بين شهـ ـيدٍ وجريـ ـح.

ويحمي القانون الإنساني الدولي مقدمي الرعاية الطبية ورجال الديـ ـن وعمال الإغاثة والدفاع المدني، ومقرات المستشفيات والمدارس والمدنيين، وفق بروتوكول إضافي لاتفاقيات جنيف تم اعتماده عام 1977 يحتوي على "معظم القواعد" المتعلقة بحماية المدنيين، وتنقسم المبادئ الأساسية فيه إلى مجموعتين من القواعد، تركز الأولى على احترام كرامة الإنسان وحياته والمعاملة الإنسانية، ويشمل ذلك حظر عمليات الإعـ ـدام والتعـ ـذيب، والثانية الإبـ ـادة الجمـ ـاعية التي تعني أيًا من الأفعال المرتـ ـكبة على قصد التدمـ ـير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنـ ـصرية أو ديـ ـنية مثل قتـ ـل أعضاء من الجماعة وإلحاق أذى جسـ ـدي أو روحي خطـ ـير بأعضاء من الجماعة وإخضاع الجماعة عمدًا لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليًا أو جزئيًا، وفرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجـ ـاب الأطفال داخل الجماعة، نقل أطفال من الجماعة، عنوة إلى جماعة أخرى.

وتعاقب المادة الثالثة من القانون على جريـ ـمة الإبـ ـادة الجمـ ـاعية، أو التـ ـآمر على ارتكابـ ـها أو التحـ ـريض المباشر والعلني على ارتكـ ـابها أو محاولة ارتكـ ـابها أو الاشتراك فيها.

وضـ ـرب الاحتـ ـلال في انتهـ ـاكاته عرض الحائط للقانون الدولي وقانون حقوق الإنسان وجميع الشرائع الدولية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وذلك دون وجود إجراءات لهذه الانتهاكـ ـات، بالنظر إلى محتوى اتفاقيات جنيف الدولية وخاصة الاتفاقية الخاصة بحماية السكان المدنيين.

وعلى مدار ما يزيد عن 49 يومًا منذ السابع من أكتوبر، واصل الاحتـ ـلال إجـ ـرامه الحالي، وبحسب وزارة الصحة الفلسـ ـطينية، فقد بلغ عدد الضـ ـحايا من الفلسـ ـطينيين حتى كتابة هذه السطور ما يزيد على 16 ألف فلسـ ـطيني من سكان قطاع غـ ـزة، بالإضافة إلى تدمـ ـير البنية التحتية التي تعاني بالفعل نتيجة تكرار قصـ ـف الاحتـ ـلال منذ سنوات، فيما أدت أيضًا الغـ ـارات الجوية للاحتـ ـلال إلى نـ ـزوح أغلب سكان القطاع الذين يبلغ تعدادهم 2.2 مليون نسمة.

وامتد القصـ ـف ليشمل قطـ ـع إمدادات المياه والكهرباء والوقود أيضًا، الأمر الذي أدى إلى إظلام تام للقطاع الذي كان يتمتع بالكهرباء لمدة 3 أو 4 ساعات فقط يوميًا، وخروج المنشآت الطبية والمستشفيات من الخدمة، بما أعجـ ـز الأطقم الطبية عن تقديم المساعدة لأكثر من 35 ألف مصـ ـاب.

ولم تكتفِ قوات الاحتـ ـلال بعمليات القتـ ـل والتجـ ـويع المتعمد ضد المدنيين العزل في غزة، بل تدفعهم منذ اليوم الأول للتصـ ـعيد للنزـ ـوح قسـ ـرًا من منازلهم وتفريغ القطاع من سكانه.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "OCHA"، فقد بلغ عدد النازحـ ـين الفلسطـ ـينيين داخل غزة المكتظة بالسكان، ومن هجروا من منازلهم نتيجة تهـ ـدمها تقريبًا 1.5 مليون شخص، وقد ارتفع هذا العدد من 123,538 في 8 أكتوبر 2023 لاندلاع المـ ـواجهات، إلى مليون ونصف بحلول الرابع من نوفمبر.

وبحسب بيان من الهيئة العامة للاستعلامات، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسـ ـطيني، فقد بلغ عدد الشهـ ـداء الفلسـ ـطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948، نحو 100 ألف شهـ ـيد، فيما يشار إلى أن عام 2014 كان أكثر الأعوام دمـ ـوية حيث سقـ ـط 2,240 شهـ ـيدًا منهم 2,181 استشـ ـهدوا خلال العـ ـدوان على قطاع غزة، وذلك قبيل عملية "طـ ـوفان الأقـ ـصى" في يوم السابع من أكتوبر 2023، حيث قتـ ـلت قوـ ـات الاحتـ ـلال ما يزيد على 16 ألف شخص، وفقًا لتصريحات مي الكيلة، وزيرة الصحة الفلسـ ـطينية.

وبلغ عدد الأسـ ـرى في سجـ ـون الاحتـ ـلال الاسرائيـ ـلي 4,500 أسـ ـيرًا نهاية العام 2020، منهم 140 أسـ ـيرًا من الأطفال، بالإضافة إلى 41 أسيـ ـرة من بينهن 12 أسـ ـيرة أمهات، أما عدد حالات الاعتقـ ـال فبلغت خلال العام 2020 حوالي 4,634 حالة، من بينهم 543 طفلًا و128 إمرأة.

كما تشير البيانات الى وجود 570 أسيـ ـرًا يقضون أحكامًا بالسـ ـجن المـ ـؤبد "مدى الحياة"، و650 معتـ ـقًلًا إداريًا، واعتـ ـقل الاحتـ ـلال ما يزيد على 700 أسـ ـير من المرضى وستة أسـ ـرى من النواب بالمجلس التشريعي، بالإضافة لوجود 25 أسيـ ـرًا اعتقـ ـلوا قبل اتفاق أوسلو عام 1993 وما زالوا يقبعون داخل سجـ ـون الاحتـ ـلال.

وتوضح البيانات أن عدد الشهـ ـداء من الأسـ ـرى بلغ 226 أسيرًا منذ عام 1967 بسبب التعـ ـذيب أو القتـ ـل العمد بعد الاعتقـ ـال أو الإهمـ ـال الطبي بحق الأسـ ـرى، كما استشـ ـهد 103 أسـ ـرى منذ عام 2000، وقد شهد العام 2007 أعلى نسبة لاستـ ـشهاد الأسـ ـرى داخل سجـ ـون الاحتـ ـلال حيث استـ ـشهد سبعة أسـ ـرى، خمسة منهم نتيجة الإهمـ ـال الطبي.

فلسـ ـطين.. من الاحتـ ـلال إلى المقـ ـاومةالحلقة الثانية "المقـ ـاومة حق"إعداد: مؤمن مسعدوفقًا لمؤسسة الدراسات الفلسـ ـط...
28/11/2023

فلسـ ـطين.. من الاحتـ ـلال إلى المقـ ـاومة
الحلقة الثانية "المقـ ـاومة حق"
إعداد: مؤمن مسعد

وفقًا لمؤسسة الدراسات الفلسـ ـطينية، كانت هزيـ ـمة الدول العربية أمام العـ ـدوان الإسرائـ ـيلي يونيو 1967 أو ما عُرف بالنـ ـكسة، لها نتائج مباشرة على الصعيد الفلسـ ـطيني، وتمثّلت في تحرر النضـ ـال الوطـ ـني الفلسـ ـطيني من قيود الوصاية الرسمية العـ ـربية، وسقـ ـوط الرهان نهائيًا على دور الجيـ ـوش النظامية العـ ـربية.

وكان على الشعب الفلسـ ـطيني الاعتماد على نفسه بالأساس في معـ ـركة تحرير وطـ ـنه، وذلك باللجوء إلى الكفاح المسـ ـلح باعتباره السبيل الوحيد إلى ذلك، لذا برزت تنظيمات وحركات فلسـ ـطينية جديدة، وتحول الكفـ ـاح إلى حركة مقـ ـاومة تحظى بتأييد شعبي واسع، ولم يعد الفلسـ ـطيني هو اللاجـ ـئ أو المشـ ـرد، بل أصبح الفـ ـدائي الذي يحمل السـ ـلاح.

وكان الطموح في البداية لفصائل المقـ ـاومة أن تُشَكّل الأراضي الفلسـ ـطينية المحتـ ـلة ساحة الكفـ ـاح المسـ ـلح الرئيسية، وكانت حركة "فتح" أول من ناقش الشروع في ممارسة الكفـ ـاح المسـ ـلح داخل هذه الأراضي؛ وفي حين قدّرت أقلية أن من الضروري تأجيل العمل العسـ ـكري إلى حين بناء التنظـ ـيم السري وتدريب الأعضاء على القتـ ـال وتوفير السـ ـلاح، رأت الأغلبية والتي وقف على رأسها ياسر عرفات، أن الشروع في المقـ ـاومة المسلـ ـحة سيرفع معنويات الفلسـ ـطينيين في الأراضي المحتـ ـلة ويشجعهم على البقاء في أرضهم.

ووفقًا للقانون الدولي، فالمقـ ـاومة هي حركات تحـ ـرر وطني طبقًا لـ"اتفاقيات جنيف" عام 1949، والبروتوكولين الإضافيين لهم عام 1977، خاصة أن الكيـ ـان الصـ ـهيوني اعترف بذلك بأن عقد معهم صفقة تبادل أسـ ـرى عدة مرات، وبذلك أصبح معترف بها.

وهي حركات لها الشخصية القانونية الدولية، أي أنها شخص من أشخاص القانون الدولي تتمتع بالحقوق كافة، وتتحمل الالتزامات، ولها حق الدفـ ـاع الشرعي؛ لأنها تعمل على تحريـ ـر أرضها المحتـ ـلة في فلسـ ـطين.

كما ورد أيضًا في المادة الثانية من إعلان حقوق الإنسان والمواطن الصادر في 26 أغسطس 1789، أن "مقـ ـاومة القمـ ـع هي حق أساسي، وللفلسـ ـطينيين حق المطالبة به".

وتشير مؤسسة الدراسات الفلسـ ـطينية إلى أن جذور انطلاق أول فصـ ـائل المقـ ـاومة الفلسـ ـطينية تعود إلى نهاية الخمسينيات من القرن العشرين، وهي حركة "فتـ ـح" وجناحها العسـ ـكري "قـ ـوات العاصفة"، وهي حركة فلسـ ـطينية، وطنية، علمـ ـانية، يسـ ـارية، ثـ ـورية، تعترف بوجود دولة إسرائيل وبأحقيتها في الوجود على الأراضي التي احتـ ـلتها قبل عام 1967، وتعد ثاني أكبر فصيل ممثل في المجلس التشريعي الفلسـ ـطيني بعد حركة المقـ ـاومة الإسـ ـلامية "حمـ ـاس"، وأكبر فصـ ـائل منظمة التحـ ـرير الفلسـ ـطينية.

وتأسست "فتـ ـح" على يد خمسة مؤسسين وهم: "ياسر عرفات، عادل عبد الكريم ياسين، خليل الوزير، عبد الله الدنان، وتوفيق شديد"، وفيما بعد تم اغتـ ـيال عددًا من مؤسسي الحركة وقادتها الرئيسيين، مثل خليل الوزير، في تونس عام 1988 على يد الموسـ ـاد الإسرائيلي، بالإضافة إلى صلاح خلف وهايل عبد الحميد، المسؤول عن جهاز الأمن والمعلومات بحركة فتـ ـح.

وتعتبر "قـ ـوات العاصفة" الجناح العسـ ـكري الأقوى منذ 1965 وحتى عام 1982، ثم بعد ذلك برزت أجنحة متعددة لحركة فتـ ـح منها "كتائب شهـ ـداء الأقصى" و"كتائب الشهـ ـيد أحمد أبو الريش" الذراع العسـ ـكري لحركة فتـ ـح، بالإضافة إلى مجموعة "الفهد الأسود والجيـ ـش الشعبي"، والتي نشطت خلال الانتفـ ـاضة الفلسـ ـطينية الأولى (8 ديسمبر 1987 – 13 سبتمبر 1993).

وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسـ ـطينية "وفا"، فالانتفـ ـاضة الأولى حملت اسم "انتفـ ـاضة الحجارة"؛ لأن الحجارة كانت أداة الهجـ ـوم والدفـ ـاع التي استخدمها المقـ ـاومون ضد عناصر الجيـ ـش الإسرائيلي، كما عُرف الصغار من الرماة بأطفال الحجـ ـارة.

والانتفـ ـاضة كانت شكل من أشكال الاحتـ ـجاج العفوي الشعبي الفلسـ ـطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات، وعلى انتشار البطالة، وإهـ ـانة الشعور القومي والقمـ ـع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتـ ـلال الإسرائيلي ضد الفلسـ ـطينيين، واستمر تنظيمها من قبل القيادة الوطنية الموحدة الفلسـ ـطينية ومنظمة التحـ ـرير الفلسـ ـطينية فيما بعد، حيث بدأت الانتفـ ـاضة يوم 8 ديسمبر 1987، وكان ذلك في جباليا في قطاع غـ ـزة، ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسـ ـطين.

واشتعلت الشرارة الأولى للانتفـ ـاضة إثر دهـ ـس سائق شاحنة إسرائيلي مجموعة من العمّال الفلسـ ـطينيّين على حاجز «إريز»، والذي يفصل قطاع غـ ـزة عن بقية الأراضي الفلسـ ـطينية منذ سنة 1948، وهدأت الانتفـ ـاضة عام 1991، ثم توقفت نهائيًا مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسـ ـطينية عام 1993.

وهذا السلام الذي حققته الاتفاقية لم يدم طويلًا، فوفقًا لموقع الموسوعة التفاعلية الفلسـ ـطينية والتابع لمؤسسة الدراسات الفلسـ ـطينية، فإن حركة فتح قامت بالانتفـ ـاضة الثانية والتي اندلعت في 28 سبتمبر 2000، وتميزت مقارنة بسابقتها بكثرة المواجهات المسـ ـلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسـ ـكرية بين المقـ ـاومة الفلسـ ـطينية والجيـ ـش الإسرائيلي، وراح ضحيـ ـتها حوالي 4412 فلسـ ـطينيًا و48322 جريـ ـحًا.

وأما خسائر جيـ ـش الاحتـ ـلال الإسرائيلي فكانت 334 قتـ ـيلًا ومن المستوطنين 735 قتـ ـيلًا، ليصبح مجموع القتـ ـلى والجـ ـرحى الإسرائيليين 1069 قتيـ ـلًا و4500 جريـ ـحًا، وإعطـ ـاب 50 دبابة من نوع "ميركافا"، وتدمير عدد من "الجيبات" العسـ ـكرية والمدرعـ ـات الإسرائيلية.

ومرت مناطق الضفة الغربية وقطاع غـ ـزة خلالها بعدَة اجتيـ ـاحات إسرائيلية منها عملية "الدرع الواقي" و"أمطار الصيف" و"الرصـ ـاص المصبوب"، وكانت شرارة اندلاعها دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرييل شارون، إلى باحة المسـ ـجد الأقـ ـصى برفقة حراسه، مما دفع جموع المصلين إلى التجـ ـمهر ومحاولة التصـ ـدي له، فكان من نتائج ذلك اندلاع أول أعمال العنـ ـف في هذه الانتفـ ـاضة.

ويوضح موقع الموسوعة التفاعلية الفلسـ ـطينية، أن الطفل الفلسـ ـطيني "محمد الـ ـدُرّة"، كان رمزًا للانتفـ ـاضة الثانية فبعد يومين من اقتحـ ـام المسـ ـجد الأقـ ـصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية في 30 سبتمبر 2000، مشاهد إطـ ـلاق رصـ ـاص من قوات الاحتـ ـلال الإسرائيلي باتجاه الطـ ـفل، 11 عامًا، والذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل أسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبيّ مدينة غـ ـزة.

وتوقفت الانتفـ ـاضة الثانية فعليًا في 8 فبراير 2005 بعد إتفاق الهـ ـدنة الذي عُقد في قمة شرم الشيخ، والذي جمع الرئيس الفلسـ ـطيني المنتخب حديثًا وقتها محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون.

وبحسب موقع الجامعة الفلسـ ـطينية، فقد ظل ياسر عرفات يشغل منصب القيادة بحركة "فتـ ـح" حتى وفاته في باريس عام 2004، وبعد وفاته تم تقسيم المنظـ ـمات التي كان يرأسها، إذ تم انتخاب محمود عباس، خلفًا له في قيادة السلطة الفلسـ ـطينية ومنظمة التحـ ـرير، وبعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة طرحت "فتـ ـح" اسم "محمود عباس" ليكون مرشحها لرئاسة السلطة.

ووقعت أول عملية بتاريخ الثـ ـورة الفلسـ ـطينية - وفقًا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسـ ـطينية في ديسمبر 1964، حين قامت قـ ـوات "العاصـ ـفة" التابعة لحركة "فتـ ـح" بتفجـ ـير نفق "عيلبون"، مما أصـ ـاب جنـ ـديان إسرائيليان وتدمـ ـير النفق، وذلك ردًا على قيام إسرائيل بسـ ـحب مياه نهر الأردن، واستشـ ـهد في العملية الفلسـ ـطيني، أحمد موسى سلامة، والذي يعد أول شهيـ ـد في الثـ ـورة الفلسـ ـطينية المسـ ـلحة.

وتشير مؤسسة الدراسات الفلسـ ـطينية، إلى أنه في عام 21 مارس 1968 وقعت معـ ـركة كبرى في بلدة الكرامة الأردنيّة الصغيرة في غور الأردن بين القـ ـوات الإسرائيلية ومجموعة مشتركة من مقاتـ ـلين فلسـ ـطينيين وجنود الجيـ ـش الأردني، وأسفرت عن تكبيد الجيـ ـش الإسرائيلي خسـ ـائر فـ ـادحة نسبيًا بالمقارنة مع خسـ ـائره في حـ ـروبه السابقة، وذلك على الرغم من نجاحه في تدمـ ـير قاعدة المقاتـ ـلين الفلسـ ـطينيين في البلدة.

وأدّت أخبار تلك المعـ ـركة وصمود المقاتـ ـلين الفلسـ ـطينيين فيها إلى تزايد شعبية حركة المقـ ـاومة الفلسـ ـطينية التي شهدت انضمام عشرات الآلاف من المتطوعين الفلسـ ـطينيين والعرب إلى صفوفها، كما كان لصمود المـ ـقاومة في هذه المعـ ـركة تداعيات مهمة على الصعيد الرسمي العـ ـربي، إذ سارعت المنظمات الفـ ـدائية إلى فتح مكاتب لها في مدينة عَمان وفي مخيمات اللاجئين على مرأى من الحـ ـكومة الأردنية، وقام الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز آل سعود باستقبال وفد قيادي من حركة "فتـ ـح" وتعهد له بدعم مالي كبير.

كما تطورت علاقات "فتـ ـح" بمصر بعد سوريا إلى مستوى التحالف الاستراتيجي، إذ قدّر الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر والذي كان يجهز لخوض معـ ـركة استنـ ـزاف ضد إسرائيل على جبهة قناة السويس، أنه يمكنه الاستناد إلى عمليـ ـات منظمات المقـ ـاومة الفلسـ ـطينية وبخاصة حركة "فتـ ـح" ضد الأهداف الإسرائيلية، وذلك أن استقبل عبدالناصر وفدًا قياديًا من حركة "فتـ ـح"، ترأسه ياسر عرفات، وأُرسلت شحنة سـ ـلاح كبيرة إلى الحركة تعويضًا عن خسـ ـائرها في معركة الكرامة، وازداد عدد مقاتـ ـليها الذين يتلقون التدريب في مصر، وفقًا لمؤسسة الدراسات الفلسـ ـطينية.

أما عن حركة "حمـ ـاس" فتقول نفس المؤسسة، إنه في عام 1984 تأسست الحركة، وهي حركة إسـ ـلامية سياسية سُنية فلسـ ـطينية مُسلحة مقـ ـاومة للاحتـ ـلال الصهـ ـيوني، ظلت ترتبط فكريًا بجماعة "الإخـ ـوان المسلـ ـمين"، ولكنها أعلنت فك ارتباطها التنظـ ـيمي بالجمـ ـاعة في 2017، وتحولت لتنظيم فلسـ ـطيني مستقل.

وفي البداية كان عمل "حمـ ـاس" ديني لنشر الدعوة الإسـ ـلامية في المساجد، ولكن في عام 1987 ومع بداية الانتفـ ـاضة الفلسـ ـطينية الأولى أعلن الشيخ أحمد إسماعيل ياسين الداعية والمجـ ـاهد، التحول من العمل الديـ ـني إلى العسـ ـكري، وهو رئيس أكبر جامعة إسلامية بها المجمع الإسلامي في غـ ـزة، ومؤسس حركة حمـ ـاس وزعيمها حتى اغتـ ـياله على يد قـ ـوات جيـ ـش الاحتـ ـلال الإسرائيلي في 2004.

في عام 1991، نسبة للداعية والمجـ ـاهد السوري الأصل عز الديـ ـن القسـ ـام، والذي وُلد في بلدة جَبَلة، وتخرج في الأزهر الشريف بالقاهرة، تأسست كتائب "عز الديـ ـن القسـ ـام"، وذلك بعد أربع سنوات على اشتـ ـعال شـ ـرارة الانتفـ ـاضة الأولى، وإعلان ياسين تأسيس "حمـ ـاس"، وكتائب "القسـ ـام" هي الجناح العسـ ـكري للحركة.

ووفقًا أيضًا لمؤسسة الدراسات الفلسـ ـطينية، فقد بدأت حركة حمـ ـاس بالعمل العسكري قبل الإعلان الرسمي عن انطلاقتها، فقد أسس الشيخ صلاح شحادة، أول جهاز عسـ ـكري للحركة، والذي كان يُعرف حينها باسم "المجاهـ ـدون الفلسـ ـطينيون" عام 1984، وكانت مجموعة صغيرة من الخلايا العسـ ـكرية السرية التي نفذت سلسلة من العمليات ضد الاحتـ ـلال.

وتعتبر كتائب "القسـ ـام" أبرز وأقوى التنظـ ـيمات الفلسـ ـطينية المسـ ـلحة، عددًا وتسـ ـليحًا نوعيًا، وتمتلك إلى جانب الأسـ ـلحة الخفيفة، رشـ ـاشات وقـ ـذائف مضادة للدبـ ـابات وصـ ـواريخ يصل مداها إلى 160 كيلومترًا، ونفذت عشرات العمليات النوعية ضد إسرائـ ـيل، وخلال الانتفـ ـاضة الأولى والثانية، اشتهرت بعمليات خطـ ـف جنود الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلي، ثم بعمليات تفجـ ـير ضد أهداف في العمق الإسرائـ ـيلي، وكانت عملياتهم الأولى عبر تجهيز سيارة ملغـ ـمة، وتفجـ ـيرها في مستوطنة "رامات افعال" قرب تل أبيب في عام 1995.

ويقول موقع الموسوعة التفاعلية الفلسـ ـطينية، إنه في عام 2002 نفذ الفلسـ ـطيني، عبد الباسط محمد قاسم عودة، والذي ينتمي لحركة "حمـ ـاس"، عملية استشـ ـهادية تعد أضخم عملية تفجـ ـيرية للمقاومة الفلسـ ـطينية في تاريخ إسـ ـرائيل، إذ تم تفجـ ـير فندق بارك في مستوطنة "نتانيا" بمدينة طولكرم، وعلى إثرها أطلـ ـق رئيس الوزراء الإسرائـ ـيلي، أرييل شارون، عملية "الدرع الواقي"، والتي ضربت طولكرم وكافة الأراضي الفلسـ ـطينية.

وشنت أيضًا إسرائـ ـيل هجـ ـومًا بريًا شاملًا لمناطق الضفة الغربية، شمل حصار الرئيس الفلسـ ـطيني الراحل، ياسر عرفات، إلا أن أشـ ـرس المعـ ـارك كانت في مخيم جنين، والذي اجتاحته القـ ـوات الإسرائيلية في محاولة للقضاء على المجموعات المقاتـ ـلة فيه.

كما برز اسم "سرايا القـ ـدس" في معركةِ مخيم جنين بقيادة محمود طوالبة، وهو قائد "سرايا القـ ـدس"، الجناح العسـ ـكري لحركة الجهـ ـاد الإسـ ـلامي في فلسـ ـطين، حيثُ نجحت في إلحاق خسائر كبيرة بإسـ ـرائيل بعدما نسـ ـفت العبوات الناسـ ـفة في المخيم الذي كان مكتظًا بجنـ ـود جيـ ـش الاحتـ ـلال، كما أطلقت خلال المعـ ـركة أول صـ ـاروخ لها محلي الصنع، والذي وصل إلى وسط مدينة عسقلان، وذلك بحسب موقع الموسوعة التفاعلية الفلسـ ـطينية

ووفقًا لمؤسسة الدراسات الفلسـ ـطينية، فقد تأسست سرايا القـ ـدس في عام 1987، كجناح عسكري لحركة "الجهـ ـاد الإسـ ـلامي" وكانت الانطلاقة الأولى لسرايا القـ ـدس تزامنًا مع اندلاع الانتفـ ـاضة الأولى، وفي السنوات اللاحقة، عمل القـ ـادة الميدانيون في "سرايا القـ ـدس" على تطوير الصـ ـواريخ وصناعتها، بما في ذلك صـ ـواريخ "فجر 5" وصـ ـاروخ "بدر 3"، استهـ ـدفت فيها قلب مدينة تل أبيب، وجيـ ـش الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلي، الذي اغتـ ـال عددًا كبيرًا من قادتها داخل فلسـ ـطين وخارجها.

وخاضت سرايا القـ ـدس عشرات العملـ ـيات ضـ ـد إسرائيل بما في ذلك سلسلة من العملـ ـيات الاستشـ ـهادية وإطلاق الصـ ـواريخ وقنـ ـصٍ للجنود وتفجـ ـيرٍ للدبابات وعملـ ـيات اقتحـ ـام للمستوطنات بين الفينة والأخرى، منها: "عملية الاستشـ ـهادي عليان الوادية، عملية بركان الغضـ ـب الاستشـ ـهادية، عملية مفترق مجدو الاستشـ ـهادية، عملية كسـ ـر الحصـ ـار، معركة بشائر الانتصار، ـ ـثـ ـأر الأحرار، وأخيرًا طوفـ ـان الأقصـ ـى 2023".

في عام 2012، أعلنت "سرايا القـ ـدس" امتلاكها لآلاف الصواريخ، وأنها قادرة على استـ ـهداف مدن في العمـ ـق الإسرائيـ ـلي في حال قامت إسرائيـ ـل بعمليات اغتيـ ـال جديدة في قطاع غـ ـزة، وذلك بحسب مقابلة أجراها "أبو إبراهيم" أحد أبرز قادتهـ ـا مع وكالة "فرانس برس”.

وفي 2014، استهدفت "سرايا القـ ـدس" المـ ـفاعل النـ ـووي الإسرائـ ـيلي "ستوراك" جنوبيّ تل أبيب، بصـ ـاروخ بعيد المدى من نوع "براق 70"، كما قصـ ـفت ميناء أسدود بصـ ـاروخ "غراد"، وفي عام 2019، أعلنت "سرايا القـ ـدس" عن صاروخ "براق 120" محلي الصنع، والذي يصل مداه إلى 120 كيلومترًا، قصفت فيه مناطق إسرائيـ ـلية خلال اشتبـ ـاكات مع قـ ـوات الاحتـ ـلال نهاية العام 2019، بحسب موقع الموسوعة التفاعلية الفلسـ ـطينية.

وبحسب مركز المعلومات الوطني الفلسـ ـطيني، فقد جرت في 23 يوليو 1968، أول عملية تبادل أسـ ـرى بين منظمة التحرير الفلسـ ـطينية وإسرائـ ـيل، بعد نجاح مقاتـ ـلين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسـ ـطين في اختطاف طائرة إسرائـ ـيلية كانت متجهة من روما إلى تل أبيب، وأجبرتها على التوجه إلى الجزائر، وبداخلها أكثر من 100 راكب، وكانت أول طائرة إسرائـ ـيلية تُختطف آنذاك، وتم إبرام الصفقة مع دولة إسرائيل من خلال الصليب الأحمر الدولي، وأُفرج عن الركاب مقابل 37 أسيرًا فلسطـ ـينيًا من ذوي الأحكام المرتفعة من ضمنهم أسرى فلسطـ ـينيين كانوا قد أُسـ ـروا قبل عام 1967.

وكانت هذه العملية بمشاركة ليلى خالد، والتي اتخذت الاسم الحركي "شادية أبو غزالة"، تيمنًا بأول مناضـ ـلة فلسـ ـطينية تصبح شهيـ ـدة بعد حـ ـرب 1967.

وفي نهاية 1969 شاركت أيضًا "خالد" في محاولة خطـ ـف طائرة شركة طيران العال الإسرائـ ـيلية التي هبطت في لندن، ولكن لم تنجح بمحاولتها وألقيّ القبـ ـض عليها، وبعدها تم اختـ ـطاف طائرة بريطانية من قبل مجموعة تتبع لنفس التنـ ـظيم وأجريت عملية تبادل، أطلق بموجبها سراح ليلى خالد.

وليس لقوات الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلي حق الدفـ ـاع الشرعي؛ لأنه وفقًا للقرار الأممي 3236، الصادر بتاريخ 22 نوفمبر 1974، لا دفـ ـاع شرعي ضد دفـ ـاع شرعي، ولا مقـ ـاومة لفعل مباح، ومن شروط الدفـ ـاع الشرعي ألا يقوم به معتدٍ طبقًا للقانون الدولي، وهذا يعني أن الكيـ ـان الصهيـ ـوني ليس له حق الدفـ ـاع الشرعي، لأنه قوة احتـ ـلال ومعـ ـتدٍ.

ويُعد تقرير المصير حقًا ثابتًا في القانون الدولي، ومبدأ أساسي في ميثاق الأمم المتحدة، حسب قرارها رقم 1514 لـ"إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستـ ـعمرة"، بتاريخ 14 ديسمبر 1960.

كما يؤكد أيضًا القرار الأممي 3236، بتاريخ 22 نوفمبر 1974، نصًا على أن الأمم المتحدة "تعترف كذلك بحق الشعب الفلسـ ـطيني في استعادة حقوقه بكل الوسائل وفقًا لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه، وتناشد جميع الدول والمنظمات الدولية أن تمد بدعمها الشعب الفلسـ ـطيني في كفاحه لاسترداد حقوقه"، وفقًا للميثاق".

كما أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة شرعية المقـ ـاومة المسلحة الفلسطينية، وذلك في قرارها بتاريخ 4 ديسمبر 1986، والذي ينص "على شرعية كفاح الشعوب من أجل استقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطـ ـنية، والتـ ـحرر من السيـ ـطرة الاستعـ ـمارية والفصـ ـل العنـ ـصري والاحتـ ـلال الأجـ ـنبي بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك الكـ ـفاح المسـ ـلح".

وبعد عرض القوانين نجد أن المواثيق الدولية والقرارات الأممية تكفل حق الشعب الفلسـ ـطيني في المقـ ـاومة بشتى الطرق، بما فيها المقـ ـاومة المسلـ ـحة، ولذلك فإن المقـ ـاومة الفلسـ ـطينية هي صاحبة الحق في الدفـ ـاع الشرعي، بما فيها حركة المقـ ـاومة الإسـ ـلامية "حمـ ـاس"، وفصـ ـائل المقـ ـاومة الفلسـ ـطينية كافة.

فلسـ ـطين.. من الاحتـ ـلال إلى المقـ ـاومةالحلقة الأولى "كيان محتـ ـل"إعداد: مؤمن مسعدفي القرن السادس عشر الميلادي وصل ع...
27/11/2023

فلسـ ـطين.. من الاحتـ ـلال إلى المقـ ـاومة
الحلقة الأولى "كيان محتـ ـل"
إعداد: مؤمن مسعد

في القرن السادس عشر الميلادي وصل عدد اليـ ـهود في أرض فلسـ ـطين إلى قرابة الخمسة آلاف، وبحلول عام 1881 كان قد وصل عددهم إلى 25 ألف، عقب هجرـ ـات عشوائية من أوروبا بسبب اضطـ ـهادهم، وقبل هذا التاريخ بنحو نصف قرن في 1837 لم يكن مسموحًا لليـ ـهود بتملك أراضي في فلسـ ـطين، وفقًا لفرمان عثماني؛ إذ كانت الدولة العثمانية هي التي تحكم فلسـ ـطين.

في كتابه: "موسوعة اليـ ـهود واليـ ـهودية والصـ ـهيونية"؛ يقول الكاتب والمفكر الراحل عبدالوهاب المسيري إن أول مستـ ـعمرة يهـ ـودية في فلسـ ـطين أنشأها موشي مونتيفري وهو يهـ ـودي بريطاني بالغ الثراء، الذي بدأ بتملك عدة مصارف، وعقب زيارة له إلى السلطان عبدالمجيد الأول، الوالي العثماني، منحه فرمانًا مكّنته امتيازاته من بناء وزرع أول مسـ ـتعمرة في القدس، وطّن فيها أول فوج من المهاجرين الأوروبيين الأشكناز.

ويشير المركز الفلسـ ـطيني للدراسات الإسرائيلية إلى أن "مونتيفري" اشترى الأرض من الحاخام اليهـ ـودي، يهودا هليفي مرغوزا، رئيس الجالية اليهـ ـودية في يافا وقتها.

وكان عدد سكان مستعمرة "مستـ ـوطنة" "مونتيفري" في وقت إنشائها 1500 يهـ ـودي، وبحلول عام 1840 ارتفع عدد المهاجرين إلى عشرة آلاف يهـ ـودي، ثم 15 ألفًا عام 1860، ووصلوا إلى 22 ألف يهـ ـودي عام 1881، وبعدها بعام في 1882 توافدت أفواج المهاجرين الروس على فلسـ ـطين؛ على الرغم من قانون أصدرته السلطات العثمانية للحد من الهجرة، وبلغت تقديرات الفوج الأول بألفيّ يهـ ـودي.

وفي عام 1897، وُضع حجر الزاوية في إنشاء الكيان المحـ ـتل، حين تم تأسيس المنظمة الصهـ ـيونية العالمية على يد ثيودور هرتزل، المحامي والصحفي والكاتب المجري ذي الأصول الصربية، والذي قرر أن الوطن القومي لليهـ ـود سيقام في فلسـ ـطين، ما أحدث قفزة في الهجرات التي باتت منظمة، إذ توافدت أعدادًا كبيرة من اليهـ ـود للاستيطان على يد المنظمة الصهـ ـيونية بتسهيل من بريطانيا، ووصل عدد اليهود بفلسـ ـطين بحلول عام 1900 إلى 55 ألف.

وفي عام 1916 عقد السير مارك سايكس، عضو مجلس العموم الإنجليزي، والقنصل فرانسوا ماري بيكو، الاتفاقية "الأنغلو، فرنسية، الروسية" أو "سايكس بيكو"، كممثلان عن بريطانيا وفرنسا في مفاوضات تقسيم الشرق الأوسط قبل هزيمة الدولة العثمانية في الحـ ـرب العالمية الأولى، لتقع فلسـ ـطين تحت الانتداب البريطاني.

وفي الثاني من نوفمبر 1917 صدر وعد "بلفور" الذي منحت بريطانيا بموجبه - عبر اللورد آرثر جيمس بلفور، وزير الخارجية البريطاني، لليهـ ـود حقًا في تأسيس وطن قومي لهم في فلسـ ـطين، ليكون هذا الوعد بمثابة الخطوة الفعلية الأولى للغرب في طريق إقامة كيان لليـ ـهود على أرض فلسـ ـطين؛ استجابة لرغبات الصهـ ـيونية العالمية.

ويذكر موقع الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسـ ـطينية التابع لمؤسسة الدراسات الفلسـ ـطينية والمتحف الفلسـ ـطيني، أن الوعد جاء على هيئة رسالة قصيرة من الوزير إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، رئيس الجالية اليهـ ـودية في بريطانيا، وبعد موافقة مجلس الوزراء البريطاني على الوعد.

وجاء نصه كالتالي: "إنّ حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطـ ـن قومي للشعب اليهـ ـودي في فلسـ ـطين، وستبذل أقصى جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهم جليًا أنّه لن يُؤتى بأيّ عمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والديـ ـنية التي تتمتع بها الطوائف غير اليـ ـهودية المقيمة في فلسـ ـطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليـ ـهود في أي بلد آخر".

تقول الموسوعة إن البريطانيين استهدفوا كسب تأييد يهـ ـود الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وروسيا لجهودهم الحربـ ـية وتعزيز وترسيخ مطالبتهم بفلسـ ـطين بعد الحـ ـرب، لدعم سيطرتهم على مصر وقناة السويس كممر ملاحي دولي.

ويتناقـ ـض وعد بلفور مع وعود بريطانيا للعرب، فبعد شهر من صدوره دخلت القوات البريطانية فلسـ ـطين واستولت على مدينة القـ ـدس في ديسمبر 1917.

وتسارعت الأحداث بعدها، ففي أكتوبر 1918 فُرضت حكومة عسـ ـكرية في فلسـ ـطين، وبدأ الترويج للوطـ ـن القومي لليهـ ـود على الأرض، وذلك حتى قبل الانتداب الرسمي لبريطانيا على فلسـ ـطين، وبحلول يوليو 1920، أصبح عضو المنظمة الصهـ ـيونية، هربرت صموئيل، أول مندوب سامي في فلسـ ـطين.

وأنعش وعد بلفور حركة الهجرة اليهـ ـودية من أوروبا إلى فلسـ ـطين، خلال الفترة ما بين الحـ ـربين العالميتين الأولى "1914-1918" والثانية "1939-1945"، وذلك في وقت كانت أوروبا تشهد صعودًا للتيارات القومية المعادية للسـ ـامية.

وتعرضت الأراضي الفلسـ ـطينية إلى خمس موجات متتالية من الهجرات اليهـ ـودية منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى الحـ ـرب العالمية الثانية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسـ ـطينية "وفا".

وقبل عام واحد من نكـ ـبة فلسـ ـطين، صوتت الأمم المتحدة - وفقًا للقرار رقم 181 لعام 1947 - على قرار تقسيم فلسـ ـطين إلى دولتين منفصلتين، إحداهما يهـ ـودية والثانية عربية، فيما تصبح القـ ـدس مدينة دولية.

ووافق الزعماء اليـ ـهود على القرار ورفضه العرب، وهو ما لم يُطبق مطلقًا.

واتخذت بريطانيا القرار مدخلًا لانهاء انتـ ـدابها لفلسـ ـطين عام 1984، إيذانًا بإعلان قيام الكيـ ـان المحـ ـتل، ثم بعدها بدأت عمليات طرد الـ ـعرب الفلسـ ـطينيين من أرضهم، وبذلت الحركة الصهـ ـيونية جهودًا كبيرًا لتسهيل وتكثيف الهجرة اليهـ ـودية إلى فلسـ ـطين، وفي مواجهة هذه الجهود اندلعت حرب 1948 أو ما عُرف بالنـ ـكبة.

وتصف "وفا" النـ ـكبة بأكبر عملية تطـ ـهير عـ ـرقي شهدها القرن العشرين، حيث شُرد ما يربو على 957 ألف فلسـ ـطيني قسرًا من قراهم ومدنهم تحت قوة السـ ـلاح والتهديد من جانب العصـ ـابات الصهـ ـيونية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، وذلك من أصل مليون و400 ألف فلسـ ـطيني كانوا يقيمون في فلسـ ـطين التاريخية عام 1948، فيما حل اليـ ـهود مكانهم، واستولوا على أراضيهم.

وتذكر الموسوعة التفاعلية الفلسـ ـطينية، أن طرد الفلسـ ـطينيين بدأ في عام 1947، إذ تصاعدت العمليات الإرهـ ـابية العشوائية التي شنها على القرى والبلدات والمدن العربية أعضاء تنظيمين يهـ ـوديين وهما: "الهاغانا، الأرغون".

وبعد نكبة 1948 سيطرت العصـ ـابات التابعة للمنظمة على أكثر من 85% من مساحة فلسـ ـطين التاريخية "27 ألف كيلومتر"، وبما فيها من موارد، أي ما يزيد على 75% من مساحتها، واقتحموا وسيطروا على 774 قرية ومدينة فلسـ ـطينية، ودمـ ـروا 531 منها كاملة وطمسوا معالمها الحضارية والتاريخية، والباقي أخضعوه لكيـ ـان الاحتـ ـلال وقوانينه.

وارتكب أفرادها أكثر من 70 مجـ ـزرة بحق الفلسـ ـطينيين، فيما لم يتبق سوى 150 ألف فلسـ ـطيني في المدن والقرى الفلسـ ـطينية التي قامت عليها دولة الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلي بعد النـ ـكبة.

وتشير سجلات وكالة "الغوث"، إلى أن عدد مخيمات اللاجئين الفلسـ ـطينيين في هذه الفترة بلغ 58 مخيمًا رسميًا تابع للوكالة، وهي موزعة كالتالي: "10 مخيمات في الأردن، 9 مخيمات في سوريا، 12 مخيمًا في لبنان، 19 مخيمًا في الضفة الغربية، و 8 مخيمات في قطاع غـ ـزة.".

وفي الخامس من يونيو 1967 حدثت النكـ ـسة خلال حـ ـرب الأيام الستة، التي خاضها الكـ ـيان المحـ ـتل ضد مصر والأردن وسوريا، وانتهت الحـ ـرب باحتـ ـلال إسرائيل للضفة الغربية والقـ ـدس الشرقية وغـ ـزة، إثر انسحاب القـ ـوات الأردنية وعودتها إلى الشرق من نهر الأردن.

وقد انسحبت قـ ـوات الاحتـ ـلال الاسرائـ ـيلي من غـ ـزة عام 2005 بينما فرضت حصـ ـارًا كاملًا عليه.

ويعيش منذ الاحتـ ـلال قرابة 600 ألف يهوـ ـدي صهيـ ـوني في حوالي 140 مستوطنة، وبينما يرى غالبية المجتمع الدولي أن هذه المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي، في حين تعـ ـارض إسرائيل ذلك.

ويؤكد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن المستوطنات في تلك المنطقة خالية من الشرعية، وتشكل "انتـ ـهاكًا صـ ـارخًا للقانون الدولي"، وكان آخرها قرار المجلس رقم 2334.

واعترفت محكمة العدل الدولية في فتوى الجدار العازل عام 2004، بأن الكـ ـيان قوة احتـ ـلال خارج توصية التقسيم، وقالت إن الأحداث السياسية التي جرت في المنطقة؛ مثل ضم القـ ـدس، والتوقيع على معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن في 1994، لا تغير شيئًا من تعريف إسرائيل كقوة محـ ـتلة، بل تبقى حسب القانون الدولي دولة احتـ ـلال.

وبالبحث في نصوص القانون الدولي، نجد أن الإطار القانوني الأوّلي المقبول دوليًا لتحديد معنى الاحتـ ـلال، كان في لوائح لاهاي الثانية عام 1899، في المادتين 42 و43، والتي تتطابق مع المادتين 42 و43 من لوائح لاهاي الرابعة عام 1907، والتي تنص على: "أن تواجد قوى غريبة على الأرض يعتبر احتـ ـلالًا في حال استيفاء الشروط التي حصرت في أن المنطقة باتت تحت السيطرة الفعلية لجيش معـ ـادي، وأنها كانت سابقًا منطقة ذات سيـ ـادة لدولة أخرى، والأخير هو أن يحتفظ المحـ ـتل بالمنطقة التي يحتـ ـلها بغرض إعادتها إلى الدولة التي كانت تمارس السيـ ـادة السابقة".

وقد ركزت اتفاقيات لاهاي على تعريف التزامات الدولة المحتـ ـلة تجاه الدولة التي تمتعت بالسيادة قبل الاحتـ ـلال، ولكن اتفاقية جنيف والتي تتكون من أربع اتفاقيات دولية تمت الأولى منها في عام 1864، وآخرها في عام 1949، نقلت التركيز إلى التزامات الدولة المحتـ ـلة تجاه سكان الأراضي المحتـ ـلة.

وذكر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي صدر عام 1948، في المادة 13 منه "أن لكل إنسان الحق في العودة إلى بلاده"، كما أكدت على ذلك اتفاقية جنيف الرابعة وقرار الجمعية رقم 194 الصادر في 11 ديسمبر 1948 في الفقرة رقم 11: "أنه تقرر وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصـ ـاب بضرر، عندما يكون من الواجب، وفقًا لمبادئ القانون الدولي والإنصاف، أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة".

وهي البنود التي خالفها الاحتـ ـلال الإسرائـ ـيلي بشكل واضح، فأًصدر في 1950 "قانون العودة" الذي ينص على أن "لكل يهـ ـودي الحق في العودة إلى البلاد كيهـ ـودي عائد"، وتكون الهجرة بتأشيرة مهاجر.

ومقابل كل ذلك؛ ينص قانون الجنسية الإسرائيلية الصادر عام 1952 على إعطاء الحق لكل يهـ ـودي يهاجر إلى إسرائيل بالحصول على الهوية الإسرائـ ـيلية بمجرد دخوله البلاد، بالإضافة إلى تشجيع الوكالة اليهـ ـودية للهجرة وتنظيمها والاهتمام بأمور المهاجرين عند وصولهم إلى البلاد، مما ساعد على زيادة حركة هجرة اليهـ ـود إلى فلسـ ـطين.

Address

Port Said

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when البورسعيدية Al Porsaedeia posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Videos

Share

Nearby media companies