04/01/2025
من بين آلاف الصور والمقاطع والمآسي لا أدري لماذا تتمكن إحدى هذه الصور أو المقاطع -دون غيرها- من اختراق حُجُب وجواجز الأفكار والهموم والملهيات والغفلات لتستقر بعيدًا في أعماق النفس، وترسخ فها رسوخ السهام والجوارح، حتى تَأْلم النفس وتبكي بكاء فارقته منذ الصغر.
فعلها بي من قبل خالد نبهان وحفيدته ريم، متعنا الله برؤيتهما في الجنة سعداء متحابين، فأصابني منهما سهم لم تداوه الأيام والليالي.
واليوم وقع في النفس سهم جارح، لما رأيت أُمٌّا سورية باكية مكلومة تدور على غرف وعنابر السجن الخالية تبكي وتنادي على اسم ولدها، ثم تجلس في الأرض باكية مستيئسة ثم تقوم مستمسكة بما تحسبه أملا.
ولم يخفف جراح هذه النفس إلا الإيمان بالله والمعرفة به.
خالقها أرحم بها منك، وأشد بأسا وتنكيلا لحرماته وحدوده وانتصارا للمظلومين والمكلومين منك .
فاللهم اربط على قلبها، ومتعها بولدها إن كان حيا، وألهمها الصبر على فراقه إن كان ميتا، وارفع الكرب عن أمثالها وأمثال ولدها في سائر بلاد المسلمين.
واشف صدورنا من ظالمها وأشباهه من الظلمة والطغاة والمتجبرين.
{وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}
{أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ}