26/11/2024
لقد بدأ صوم الميلاد، لكن هذا العام لم يعد مجرد محطة روحية اعتيادية، بل أصبح شهادة حية على زمن استثنائي يشهد فيه العالم تغييرات عميقة تعكس مدى تغلغل الظلمة وتحكم الشر في مصائر البشرية. إن الأحداث الجارية تكشف عن تحدٍّ وجودي، حيث يبدو أن قوى الظلام تجرأت على الطعن في العظمة الإلهية وسعت إلى زعزعة الإيمان في القلوب، مستهدفة إلغاء جوهر الخلاص الذي تحقق بميلاد المسيح.
اليوم، نحن أمام معركة روحية لا تقبل الحياد. فالشر يحاول إحياء حضوره المادي، مستعيدًا إرثه القديم قبل ظهور النور على الأرض. لكن الميلاد ليس مجرد ذكرى تاريخية؛ بل هو إعلان لانتصار الحياة على الموت، والنور على الظلام، والحق على الكذب.
لذلك، سأكشف حقيقة ميلاد المسيح كما أؤمن بها، حقيقة تحمل القوة الكافية لتصمد أمام موجات الشر التي تتوغل في النفوس. إنها رسالة أمانة يجب أن تُروى، لأنها النور الذي يبدد اليأس، والدرع الذي يقف في وجه الخداع الشيطاني الذي يسعى للهيمنة على العالم.
إنه الوقت المناسب لنعود إلى الجذور، لنتأمل في عظمة الخلاص الإلهي، ولنثبت أن النور الذي أشرق في بيت لحم لن يخبو أبدًا، مهما اشتدت ظلال الظلام.