
30/04/2025
**الحكومة تعمل على تعديل قانون الإيجار القديم..
ضعوا مستقبل الأسر في اعتباركم**
- يوم الثلاثاء، أكد رئيس الوزراء إن الحكومة إن الحكومة ملتزمة قبل انتهاء الفصل التشريعي الحالي، بما أسماع تحديد ضوابط تنفيذية للإيجار القديم.
- الالتزام الي أكده رئيس الوزراء نابع من حكم المحكمة الدستورية قبل أشهر ببطلان إحدى مواد قانون الإيجار القديم واللي كانت بتنص على تثبيت قيمة الإيجار، وبالتالي أصبحت الحكومة بذلك ملزمة بتعديل القانون الصادر سنة 1981.
- ده كمان مكانش أول حكم من الدستورية ببطلان مواد من القانون، وإنما كان الثالث بعد حكم أول سنة 2003 قضى بعد امتداد عقد الإيجار القديم إلا لمرة واحدة لأسرة صاحب العقد أو والديه بشرط الإقامة المسبقة، وكذلك حكم سنة 2018 ببطلان امتداد عقود الإيجار القديم للأشخاص الاعتبارية (زي مكاتب المحامين والعيادات والشركات وما شابه).
- رئيس الوزراء أشار إلى أن هناك بالفعل مناقشات تدور داخل الحكومة حول تعديل القانون، وأوضح إن القانون المعدل هيحافظ على النمط المعتاد من قبل الحكومة تاريخيا منذ التسعينات في تعديل الإيجارات القديمة، والمقترحات المختلفة الخاصة بقضية الإيجار القديم، وهي زيادة فورية محددة لقيمة الإيجار، ثم فترة انتقالية تتم فيها الزيادة بشكل تدريجي، قبل أن يتم التحرير النهائي لإيجار الوحدة وفقا لأسعار السوق.
- بجانب ذلك هناك ركيزة مهمة أخرى أشار إليها رئيس الوزراء، وهي مراعاة الأوضاع الاجتماعية المختلفة لكل الفئات، ودي قضية مهمة في موضوع الإيجار القديم، بمعنى ضرورة إيجاد حلول لعدم تشريد كبار السن وغير القادرين ممن سيعجزون عن دفع الإيجارات الجديدة لوحداتهم السكنية.
**
مشكلة تأخر علاجها فتفاقمت
- قضية الإيجار القديم ليست قضية بسيطة، بالنظر إلى أنه وفقا لإحصاء الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء سنة 2017، عندنا في مصر 1.6 مليون وحدة سكنية بتقطنها أسر وفقا لنظام الإيجار القديم.
- وفقا للإحصاء ده برده، فنسبة 25% من الأسر المصرية في القاهرة بتسكن بنظام الإيجار القديم، ولو افترضنا إن عدد أفراد الأسر في المتوسط هو 4 أفراد، فهنلاقي إن عدد السكان في مصر الي إسكانهم بيعتمد على نظام الإيجار القديم يبلغ عددهم 6.4 مليون نسمة، بنسبة حوالي 5.5٪ من سكان مصر.
- القضية دي برده في الحقيقة بتدينا مثال واضح على الأثر الخطير لتلكؤ حكومات متعاقبة في مصر عن معالجة مشكلات خطيرة بشكل قاد إلى تفاقمها.
- الأسر اللي بتسكن حاليا في وحدات بنظام الإيجار القديم كثير منها لم تعد ظروفه الاقتصادية تسمح له بدفع إيجار هذه الوحدات وفقا لأسعار السوق.
- وبالتالي يجب إيجاد حل يحفظ لصاحب العقار حقه في الحصول على الريع الإيجاري العادل لوحدته، وفي نفس الوقت لا يتسبب في تشريد آلاف الأسر.
- تصريحات رئيس الحكومة عموما إيجابية، لكننا عايزين نأكد على إن تقديم الدعم للأسر الي مش هتتحمل الزيادة في الإيجار، خاصة من الأسر اللي بتضم أفراد من كبار السن أو من ذوي الهمم، ليس رفاهية يمكن للحكومة أن تقدمها أو تتخلى عنها، وإنما ضرورة وواجب اجتماعي وقانوني على الدولة.
- الدعم ده ممكن ياخد أشكال كتيرة، منها الدعم النقدي المباشر عبر المشاركة بنسبة في الإيجار الواجب سداده، ومنها تقديم وحدات بديلة بإيجارات أكثر تواضعا في وحدات الإسكان الاجتماعي مع مراعاة الموقع الجغرافي للسكن الأصلي وما شابه من أبعاد.
**
- بنتمنى إننا نشوف تجربة مختلفة في طرح ونقاش وإقرار تعديلات قانون الإيجار القديم، تتسم بالإنصات لآراء المختصين وذوي المصلحة، والنقاش الحر والثري بين أعضاء البرلمان على أساس الوصول للتشريع الأنسب وليس إقرار مقترحات الحكومة في صمت.
- الموضوع كذلك مش مرتبط بقانون الايجار القديم بس في مصر، ولكن بالإيجار بشكل عام في مصر، واللي يحتاج لتدخل لتنظيم السوق ( غير الرسمي ) بشكل كبير، سواء من أجل تطبيق الضرائب علي الوحدات المؤجرة أو لضمان أنه الوحدات لا تؤجر بما لا يناسب دخول أغلب المصريين.
- شوفنا ده حصل بشكل كبير بسبب نزوح السودانيين، واللي في ظرف الحرب الصعب تعرضوا للإستغلال من قبل المؤجرين عشان يتقال بعد كده أنهم هما اللي رفعوا أسعار الايجارات .
- مصر فيها وحدات عقارية كثير مغلقة، وفتح الوحدات دي في سوق منظم أمام الإيجار هيحل مشاكل إقتصادية أكبر بكثير مما نتخيل أهمها تركز الثروة والاستثمار في القطاع العقاري في مصر، ومشكلات المضاربة علي الأسعار في القطاع ده.
- نتمنى نشوف تشريع يتسم بالتكامل وأخذ العوامل الاجتماعية والاقتصادية المختلفة في الاعتبار، وعدم الانحياز لمصلحة أي فئة ضد أخرى.
**