عابر - 3aber

عابر - 3aber دار عابر للنشر والتوزيع 3aber
Publisher house , book store

📝 ومضة (😎ما يرفع الرواية إلى مراتب الإبداع ويجعلها تصل إلى قلوب الناس بترحاب، هو أن يتجنب كاتبها التعقيد المفرط في فكرته...
29/11/2024

📝 ومضة (😎
ما يرفع الرواية إلى مراتب الإبداع ويجعلها تصل إلى قلوب الناس بترحاب، هو أن يتجنب كاتبها التعقيد المفرط في فكرتها وأساليبها، وأن ينأى عن الألفاظ القاسية التي تنفِّر آذان السامعين وتُشعرهم بالنفور.
ففي عالم الأدب الرفيع، تكمن عظمة العمل الروائي في تمكن الكاتب من سلاسة التأليف وجمال الأسلوب، مع براعة الكلمة وجزالتها، بحيث تكون المعاني واضحة وسهلة، وتعبر عن عذوبة وشفافية تأسر القارئ وتخطف أنفاسه.
وكلما ابتعد الكاتب عن التعقيد والتكلف والألفاظ الجافة القاسية، كلما اقتربت روايته من القلوب وأثرت فيها بعمق، لإن اللغة التي تنساب في الأذن كما العسل، تُحلق بالقارئ إلى عوالم جديدة وتفتح أمامه آفاقا من الجمال والإلهام.



✒️

📝 ومضة (7)الروائي الفذ هو الكاتب المثقف الذي يتجول في ميادين الفنون كافة، ويسبر أغوارها ويضرب فيها بسهم، حيث تُمثل الثقا...
15/11/2024

📝 ومضة (7)

الروائي الفذ هو الكاتب المثقف الذي يتجول في ميادين الفنون كافة، ويسبر أغوارها ويضرب فيها بسهم، حيث تُمثل الثقافة العامة الزاد الضروري للحكاء، فهي التربة الخصبة التي تنمو فيها الأفكار وتزهر فيها الروايات، وتمنح الكاتب القدرة على إثراء النصوص الأدبية، ليمتد إلى تشكيل أسلوب الكتابة وتطويرها.

إن الروائي الذي يمتلك ثروة من المعرفة العامة هو من يستطيع أن يحلل ويصور شخصياته وأحداثه بعمق، ويخلق عوالم أدبية تتسم بالثراء والتنوع، ويكون قادرًا على إدراك الروابط بين الأحداث والأفكار وتقديمها بطرق جديدة ومبتكرة.

ومن الآفات المحدثة، تعجل الروائي في الكتابة دون مخزون ثقافي ووقود أدبي، يعينه للاصطفاف بين أرباب هذه الصناعة، بينما تتطلب
الرواية الناجحة توازنًا بين الإبداع الشخصي والمعرفة الثقافية، وتجنب آفة الاستعجال في الكتابة دون تأسيس ثقافي متين.




✒️

"الخوف من الله شجاعة، وعبادته حرية، والذل له كرامة، ومعرفته يقين"-مصطفي محمود
10/11/2024

"الخوف من الله شجاعة، وعبادته حرية، والذل له كرامة، ومعرفته يقين"

-مصطفي محمود

📝 ومضة (6) الروائي البارع، هو الذي يقوم بتحويل الحوادث المنسية أو غير الملفتة، إلى حوادث مؤثرة ومهمة، وعرضها كحقيقة واقع...
09/11/2024

📝 ومضة (6)

الروائي البارع، هو الذي يقوم بتحويل الحوادث المنسية أو غير الملفتة، إلى حوادث مؤثرة ومهمة، وعرضها كحقيقة واقعية، مع أنها صورة عن الأصل، وليست الحادثة نفسها.

فتلك الأحداث التي قد يراها البعض عابرة أو غير ذات أهمية، تصبح بالنسبة للكاتب الذكي مواد خام، تعيد بناء هذه الوقائع وتفصيلها، وكأنها كتل من الطين في يديه، ليشكل منها تماثيل نابضة بالمعنى والروح.

وبهذا الأسلوب، يتمكن من تحويلها إلى أحداث مؤثرة، من خلال استخدام تقنيات سردية متقدمة، كالوصف الدقيق، والرمزية العميقة، والحوار المؤثر، ما يجعل الرواية فناً عالياً، لأن الروائي ليس مجرد ناقل للقصص، بل هو مُبدعٌ يستطيع أن يتجاوز حواجز الزمن والمكان ليعيد صياغة الحادثة بشكل يجعلها أكثر حميمية للقارئ.

ومضات_في_فن_الرواية


✒️

باقي من الزمن 7 ايام لاستقبال أبداعتكم المشاركة في المسابقة السنوية للقصة القصيرة " عابرون 2025 "الجمعة 15 نوفمبر هي الف...
08/11/2024

باقي من الزمن 7 ايام
لاستقبال أبداعتكم المشاركة في المسابقة السنوية للقصة القصيرة " عابرون 2025 "
الجمعة 15 نوفمبر هي الفرصة النهائية للاشتراك في المسابقة

عابرون 2025

المسابقة السنوية لفن القصة القصيرة «عابرون 2025»
بعدما قدمت " دار عابر " ست نجاحات قوية من مسابقة «عابرون» للفنون الأدبية، نجدنا اليوم وقد شرُفنا بمزيدٍ من المسؤولية تجاه ذلك الفن الأدبي الرصين، التي تدفعنا إلى بذل الكثير من الجهد والوقت لتقديم مواهب لا تقل روعةً وجمالًا عمَّا سبق تقديمه في المواسم الفائتة.
وفي موعد الإعلان السنوي عن مسابقتنا دائما ما يغمرنا شعورٌ بالسعادة والتفاؤل لما نحن مقبلون عليه من تنافس فني شريف، يُخرِجُ لنا كنوزَ عالمنا العربي ومواهبَه الأدبية، تلك التي تحتاج إلى بصيصِ أملٍ لتصنع غدها الفني المميز، وفرصةٍ حقيقية لاجتياز بوابة مثالية لعالم النشر الأدبي الواسع بشقيه الورقي والإلكتروني.
لذا كانت "عابرون" وستسمر بإذن الله تعالى.
وقد بدأت مسابقة «عابرون 2019» ونجاح مفاجئ.
ثم «عابرون 2020» وانتشار واسع.
ثم «عابرون 2021» ورسوخ أقدام كبير.
ثم «عابرون 2022» ورسائل فنية متقنة.
ثم " عابرون 2023 " ومواهب حقيقية.
إلى " عابرون 2024 " واليوم مع الإعلان السابع ونسخة «عابرون 2025» لكُتَّاب القصة القصيرة والرواية " الرعب "
* شروط الاشتراك فى مسابقة القصة القصيرة:
1- أن يكون العمل إبداعًا أصيلاً لصاحبه غير منقول أو مقتبس من عمل آخر، وفي حالة ثبوت غير ذلك يتم إلغاء المشاركة.
2- أن يكون العمل لم يسبق نشره بأي وسيلة من وسائل النشر المطبوعة أو الإلكترونية.
3- ألا يزيد العمل عن 1500 كلمة (للقصة القصيرة).
4- أن تُراعى الأسس الفنية لكتابة القصة القصيرة من (قوة السرد - دقة الحوار إن وُجد- التركيز والتكثيف - براعة التشويق - متانة الحبكة)
5- أن يكون العمل مكتوبًا باللغة العربية الفصحى مع مراعاة السلامة اللغوية.
6- تُقدم الأعمال مكتوبة بصيغتي word و pdf.
7 – إرسال البيانات كاملة ووسائل الاتصال ضمن الملفات المرسلة.
8- المسابقة مفتوحة لكل الأعمار وكل الأقطار العربية.
9- عدم الاشتراك في المسابقة بعمل قد فاز من قبل في مسابقات أخرى أدبية أو محلية أو إقليمية.
10- لن يلتفت إلى أي ملف مرسل في غير فن القصة القصيرة ورواية أدب الرعب.

اما عن شروط مسابقة الرواية لفرع (أدب الرعب) ينطبق عليها نفس الشروط السابقة عدا عدد كلمات العمل بيكون مفتوح وبدون حد أدنى.

وعلى من يرغب في الاشتراك إرسال عمله الفني على إحدى وسائل التواصل التالية:
[email protected]

مع العلم أنه:
* ستُقبل الأعمال المشاركة فى الفترة من يوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 وحتى الجمعة 15 نوفمبر 2024
**وسيتم الإعلان عن مجموعة الأعمال الفائزة خلال الأسبوع الاخير من شهر ديسمبر.

كما ستلتزم مؤسسة "عابر الثقافية" بطباعة الأعمال الفائزة ضمن إصدار خاص يطرح فى حفل خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 بإذن الله تعالى .
*تطبق شروط وأحكام بمؤسسة عابر الثقافية الخاصة.

عام ثقافي سعيد للجميع – و نتمنى التوفيق لكل المشاركين

في السماء المظلمة صوت انفجار يصمُّ الآذان، ويدفع البعض للانتحار، يكاد يوقظ الموتى في الجرَّات، والقبور، ويميت الأحياء في...
04/11/2024

في السماء المظلمة صوت انفجار يصمُّ الآذان، ويدفع البعض للانتحار، يكاد يوقظ الموتى في الجرَّات، والقبور، ويميت الأحياء في البيوت والقصور، يتفاجأ كل من ينظر للسماء، بوجود عين عملاقة بلون الدماء.
الإسكندرية، عام (2030) استيقظ عاصم على صوت الانفجار والصراخ حينما كان على مكتبه، مُنكبًّا على أوراق إحدى القضايا التي وُكِّل بها، انتزع ورقة التصقت بوجهه، وعدَّل من بذلته السوداء، واتجه للشرفة بقلب مضطرب وأذنين تطنان، ينظر للأسفل نحو الشارع ليجد أكوامًا من الجثث، لأناس ألقوا بأنفسهم من بيوتهم. هذا أمر اعتيادي يحدث كل يوم؛ لكن كثرة المنتحرين اليوم بثَّت القلق في نفسه. تابع مشهد ركض الناس كالفراش المَبثوث في كل اتجاه، وفي بعضهم يصطدمون ويسقطون، وهناك أفراد في السماء شاخصون، فينظر بدوره في السماء ليجد عينًا عملاقة حمراء، وكأنها باكية أو غاضبة. يُصاب بنوبة هلع، صدره يعلو ويهبط، فيُخرِج من جيبه بخاخة موسع الشعب الهوائية، ويستعملها.

يدعك عينيه حتى تدمعا، ثم ينظر بهما مجددًا غير مُصدق لهما. يهبط الدرج نحو الشارع، يسأل أحد متأملين السماء، الواقفين: «هل ترى ما أرى، صحيح؟» فيجيبه بصوت متهدج، دون النظر إليه: «اِنشق القمر كالبيضة، وخرجت منه تلك العين».
يرفع أحد المخمورين عقيرته في وسط الناس، وهو يتجرع الخمر، قائلًا: «لا تخافوا، إننا نهلوس» فرَدَّ مُسن: «بل اقتربت الساعة، وانشق القمر، وإن يروا آية يعرضوا، ويقولوا سحر مستمر» فيرُد شاب من شباب المنطقة، على المُسن: «نزلت الآية على نبيك في زمن غابر، انشق القمر -على حد قولكم- حينها، فلا تفسر كلام إلهك على هواك» فيقول المُسن: «وما لك أنت وإلهي يا ملحد؟!» يهم الشاب ليتشاجر مع المسن، فيتدخل صديق المُسن ويقول له: «دعك منه! وهيا لنصلي يا أخي» بينما يَسكُب الرجل المخمور الخمر على جسده، ثم يشعل النار في نفسه؛ فتصرخ إحدى بائعات الهوى لوقوفها بقربه. يُخرِج عاصم هاتفه ليرى أحدث الأخبار المحلية والعالمية باحثًا عن تفسير للعين السماوية، فيجدها في الأنباء متباينة الأسماء (عين الإله، عين الملاك، عين المُخلِّص، عين القمر، عين لوسيفر، عين فضائي، عين حورس) مط شفتيه في امتعاض وصعد لشقته وقرر النوم، وقال وهو يلقى بجسده المتعب، على السرير: «عينًا كانت أم صورة مجسمة (هولوجرام) سأنام في كل الأحوال».

استيقظ في السابعة صباحًا على جرس المُنبه، فتح النوافذ ليجد أن الشمس قد غابت عن عملها اليوم، والعين المُحدقة ما زالت في السماء. تجحظ عيناه فيهرول في الشقة كالمجذوب، متفحصًا كل ساعات المنزل، وجميعها تؤكد أن الوقت تجاوز السابعة صباحًا، يعاود النظر للعين، الشمس محيطة بها كحلقة مضيئة، فازدادت رهبته. يقول محاولًا طمأنة نفسه: «إنه كسوف، ليس إلا» يرن هاتفه فيجيب، يجيؤه صوت أجش:
- هل علمتَ بما حدث؟
- العين؟
- تبًّا للعين، أقصد القاضي، الذي قمتُ برشوته كي يُبرئني بعد سماع مرافعتك عني.
- ماذا عنه؟
- اختفى!
- وماذا في ذلك؟ اِدفع للجديد، أليست تجارة المخدرات عملًا مربحًا؟
- رفض ذلك، فحاولت قتله؛ لكن اللعين قد نجا.
- وماذا تطلب؟
- عليك أن تضاعف جهدك، جِد ثغرات، ابتدع حيلًا، تصرف! لقد برأت مغتصبًا وقاتلًا من قبل!

ينكب عاصم على أوراق القضية باحثًا عن ثغرة قانونية، تبرئ رجل الأعمال. تَصدُر ضحكات أنثوية مرتفعة خارج الشقة، وصوت مفتاح يأبى أن يلِج في قفل شقته، يفتح عاصم الباب فيجد فتاتين في حالة سُكر؛ إنهما جارتاه الشاذتان، وقد حاولتا فتح باب شقته بدلًا من شقتهما، يغلق الباب وتخفت الضحكات تدريجيًّا. يتساءل متعجبًا لأمر القانون، الذي يجرم الشذوذ لكنه يسمح به في الخفاء، ويسأل لمَ لا يُصدرون حكم البراءة على موكله ويسمحون لتجار المخدرات ببيع المخدرات كالسجائر، وأجساد المومسات، والخمر في الحانات؟ وما الفرق؟ فكلها تجارة، وكلهم يضرون بالمجتمع ويفسدونه.. أم هي مسألة وقت حتى تباح تجارة المخدرات، ثم تتبعها تجارة الأعضاء، ثم الأطفال؟ يسأم من الأسئلة وجبال الأوراق، ويقرر أن يلهو قليلًا، لا يحتاج لسيارته فما أقرب الحانات، أمام كل مسجد حانة، وكل مدرسة بيت دعارة، وكل مستشفى وكر مخدرات. يدخن سيجارته ويسير في الطرقات، يرى امرأة فاتنة في سيارتها تحاول إغواء شاب صغير، منكس رأسه، تلح عليه أن يركب معها فيستغفر الله بصوت مسموع، ثم يصيح بها أن تتقي الله، تزوم المرأة في اشمئزاز، ثم تقول بلهجة ساخرة: «أنتَ منهم» ثم ترحل، يضحك عاصم حتى يسعل، يدخل الحانة ويشرب حتى الثمالة، ويعود للمنزل برفقة امرأة، ينام من التعب دون أن يمسها.

استيقظ عاصم، ليجد أن أموال خزينته ذهبت مع الريح، بل ذهبت مع المومس. يلعنها ويلعن نفسه، يلاحظ أن العين ما زالت موجودة، محاطة بسواد الليل، يذهب ليسأل عن المرأة، فيُعطَى عنوانها، يطرُق بابها، فتفتح ثم تصاب بالذعر، يمسك بشعرها ويسبها.

يجد صبيًا بوجه متسائل، يخرج من غرفته ممسكًا بكتاب للطبري. يترك عاصم شعر المرأة، ويقول لها: «شعرك أصبح في حالة ممتازة، بعد آخر زيارة في عيادتي» ثم يقول للصبي: «لا تخف، فأنا طبيب» يعود الصبي للداخل، تشكر المرأة عاصم، وتعتذر له عن السرقة. تخبره أنها أخذت أمواله لتدفع مصاريف مدرسة ابنها الأزهرية، تريده أن يكون شابًّا نشأ في عبادة الله.. يضحك عاصم، ثم يرحل بسيارته.
وفي ظلام الليل والشارع خاوٍ، بينما كان عاصم يشحن سيارته في إحدى محطات الشحن الكهربائي؛ يسمع أصوات تأوهات صادرة من سيارة قريبة، ينظر للسيارة فيراها تهتز كالثور، يرى بها شابًّا وفتاة يمارسان هوايتهما المفضلة، وفجأة تحاط السيارة بضوء أحمر، ظن عاصم أنها طائرة مروحية بوليسية من أجل تقصي الجرائم، كما كان يحدث قبل أن يتكاسلوا عن فعل ذلك. ينظر للسماء، فيجد أن الضوء الساقط على السيارة منبعث من العين السماوية. تجحظ عيناه، بينما يخرج من سيارته مبتعدًا عدة خطوات، يلاحظ أن سيارة الداعرين ترتفع في الهواء تدريجيًّا، وما زال صوت استمتاع راكبيها مسموعًا، ثم يتحول إلى صراخ. يخرج هاتفه ويتصل -مستغيثًا- بخدمة الشرطة الآلية، يسمع التسجيل الصوتي (لجرائم القتل اضغط واحد، لجرائم الاغتصاب اضغط اثنين...) يدرك أنه لا رقم يضغط عليه لجرائم الخطف من قبل عين سماوية. يتابع مشهد تضاؤل السيارة في السماء، ثم تستدير العين وتلقي بالسيارة، وكأنها شهاب نحو الشمس، يشعر بالهلع فيفر هاربًا بسيارته. بعد ساعة يرى مروجًا للمخدرات يبيع بضاعته لفتاة تحت الخامسة عشرة. يضيء مصابيح سيارته الأمامية ضوءًا متقطعًا، على غرار شفرة مورس، مُرسلًا: (أنا أنتظرك)، يرفع المروج يده محييًا المحامي، وبمجرد مغادرة الفتاة يسقط ضوء أحمر فوق جسد المروج، يُرفَع في الهواء وهو يصرخ في ذعر، يستنجد بعاصم الذي تَسمَّر في سيارته مشدوهًا.
ظل ما يقارب الساعة شاردًا في سيارته يخشى البقاء ويخشى الرحيل، استجمع ما تبقى من شجاعته وانطلق بالسيارة. دخل أحد المقاهي وشرب قهوته، بينما دخَّن بشراهة كقاطرة بخارية. ترك سيارته وقرر السير فمنزله قريب، رأى أحد الرجال يُعطي شيئًا لمُسن رث الثياب، صاح: «لا!» اتجه لهما، وأخبرهما بما رآه، وطلب من الرجلين بصوت متهدج أن لا يبيعا أو يبتاعا المخدرات. رحل الرجل دون أن ينبس بكلمة، فقال المُسن: «كانت صدقة، وليست مخدرات!» فنظر عاصم للعين، ثم أكمل السير حتى وصل للمنزل، وعمل على قضيته. جاءته مكالمة هاتفية من رجل الأعمال يريد رؤيته، تنهَّد عاصم وارتدى بذلة رمادية، واتجه لرجل الأعمال وجلسا في حديقة قصره فسأله:
- ما أخبار قضيتي؟
- سبع ثغرات قانونية.
- أي براءة، أليس كذلك؟
- براءة لك، ولجيرانك، ولكل من مسست يده يومًا.
يضحك رجل الأعمال، ويناول عاصم الأتعاب مُقدمًا، يهم لأخذها؛ لكنه يتذكر العين، فينظر إليها نظرة خاطفة، تختلج عضلات وجهه، ثم يرد المال ويقول: «ليس الآن» يتعجب الرجل لكنه يَقبل، فيرحل عاصم ويتجه للمنزل. أثناء عودته يرى آلاف البشر من المنازل والشوارع مسحوبين للسماء من أضواء حمراء صادرة من العين، يتحولون لشهُب تتجه للشمس. مُلئ عاصم رعبًا حتى فاض من عينيه. وصل للمنزل، وظل يطالع العين من خلف ستائر النافذة، شعر وكأنها تحدق فيه هو تحديدًا، انهالت على رأسه الأسئلة كالحجارة: «أتنتظر العين خطئي لتلقي بي إلى الشمس لأحترق وأفنى، ويصير جسدي عدمًا؟ لمَ لم تختطفني حينما تجرعت الخمر في الحانة؟ وهل أنقذتني حينما أرسلت مروج المخدرات للشمس؟ ولو أنها انتظرت لأبتاع المخدرات أكان سيقضى عليَّ كالمروج؟ أم إنها فقط كانت تعاقب المروج على بيع المخدرات للفتاة؟ ولمَ لم تُرسَل الفتاة للشمس؟ ألهذا اختفى القاضي الُمرتشي؟ ولمَ لم يتوقف البشر الحمقى مثلي عن الخطأ رغم النهاية القاسية التي ستنالهم؟ أم إن بعضهم توقف؟ ولمَ توقفوا الآن؟ أيحتاج المرء لمُراقب فوق رأسه ليفعل الصواب؟» بكى عاصم من خشية العين، وازداد أنينه حينما تخيل نفسه يُلقى في ظلام الفضاء القارس، وهو يرى -إن كان حيًّا حينها- الشمس الحارقة على وشك التهامه، ورغم التهامها الملايين يشعر وكأنها تسأل «هل من مزيد؟» صرخ قائلًا: «أين الظل يوم لا ظل؟!».
في اليوم التالي استعد للمرافعة، جمع الأوراق وراجع الثغرات، ارتدى بذلة بيضاء فوقها رداء المحاماة الأسود، وعلق الشريط الأبيض على الرداء، وذهب للمحكمة. نادى المنادي على قضيته، وقف في ساحة المحكمة، ابتلع ريقه، ومسح عرقه الغزير. ظل يتلعثم بينما يتحدث، فضحك الحاضرون. نظر عاصم لكل الموجودين في عيونهم، ولموكله الذي ظهر القلق على قسماته.
شرع عاصم في شرح أبعاد القضية، ثم قال: «نحن في عام (2030) حيث تقلص عدد السكان لخمسة مليارات نسمة، والأسباب كثيرة لا تعد ولا تحصى؛ منها الأمراض، الأوبئة، القتل، الحروب، الانتحار والمجاعات. المساجد والكنائس فارغة، والكل في الحانات، وحيث غابت العدالة في غابة البشر، ودُفِنت المبادئ واستفحل الشر وانتصر، وحيث انتشرت الرشوة، السرقة، النصب، المخدرات، حتى لُعِنَت الأرواح، وملئت بالآفات. ولا زواج فالكل داعرون، وكل ذلك تحت سطوة القانون، ونسي الجميع أن الجميع عابرون. إن موكلي الماثل أمامكم فاسد، وأنا فاسد، وأنتم فاسدون،
فتبًا لي ولكم، وللقانون. نستحق جميعًا عقاب العين السماوية، أن نُرسَل للشمس، كنهاية مأساوية» ثم خلع رداءه وأمسك بالشريط الأبيض وقال: «ردائي أسود لتذكيركم بأن الظلم قرين الظلام، والشريط أبيض لبث الأمل في أرواحكم، نستحق فقط أن نحيا إن غلب هذا الأمل الضئيل سواد هذه الظلمات!»..
غادر عاصم قاعة المحكمة، أخرج بخاخة موسع الشعب الهوائية واستعملها، ثم خرج للشارع ببطء، ليواجه مصيره المحتوم، فوجد العين السماوية تغمض جفنيها ثم غابت، وفي كبد السماء وجد أن الشمس
قد عادت.

اسم العمل : العين السماوية
اسم الفائز : عابد الشريف
المسابقة السنوية للقصة القصيرة عابرون - الاصدار الخامس 2023

- ها نحن ذا...- أيمكنني البدء الآن...؟- جيد...- لا يمكنك أن تحصي عدد المرات التي تخيلت فيها نفسي جالسًا مع أحدهم أخبره ب...
03/11/2024

- ها نحن ذا...
- أيمكنني البدء الآن...؟
- جيد...
- لا يمكنك أن تحصي عدد المرات التي تخيلت فيها نفسي جالسًا مع أحدهم أخبره بهذا السر؛ ولكن ها أنا ذا.. أجلس أمامك الآن أحكي لك قصتي منذ البداية...
بدأ الأمر في الماضي، عندما كنت في الثامنة من عمري تحديدًا، كنت طفلًا ضئيلًا بالنسبة لمن هم في سني، أكاد لا أظهر من الأرض.. في أحد الأيام، وبينما كنت عائدًا إلى المنزل، هبطت من «باص» المدرسة مسرعًا لألحق بالحمام قبل أن أبلل بنطالي وتقتلني أمي؛ لكن سائق السيارة التي دهستني حينها لم يراع ذلك، بللت بنطالي على أي حال؛ لكن هذا لم يكن ما يشغل بالي وقتها...
وعندما أفقت كل ما رأيته أمامي كانت الحيوانات! هذا كل ما أراه! جميع البشر تحولوا فجأة إلى حيوانات!
كنت طفلًا حينها وكان الأمر في غاية المتعة بالنسبة لي. أسير فأرى الأسود والغزلان والقرود تملأ الشوارع، كأن أحدهم قد فتح أقفاص جميع حدائق الحيوانات في العالم..
أذهب إلى المدرسة فأجد أستاذنا السمين اللطيف قد أصبح دب باندا ظريف. أتذكر الآن أنه كان من الشخصيات الهادئة اللطيفة التي أوشكت على الانقراض. الطريف في الأمر أن اسمه كان (ماجد البنا) فصرت أدعوه (مستر ماجد الباندا)، وكان زملائي من حيوانات الغابة يضحكون، غير مدركين بأن هذا ما أراه حقًّا...
لم يعلم أحد بهذا السر أبدًا سوى والدتي.. أذكر مرة أنني عدت من المدرسة لأجدها تجلس مع إحدى البقرات السمان اللاتي لا تكففن عن الخوض في أعراض الناس.. وقفت أتأملها قليلًا ثم سألت والدتي بكل براءة: «هيَّ دي جاموسة ولا بقرة؟».. لم ينقذني من العقاب وقتها سوى وصول الثور زوجها ليعيدها إلى حظيرتها..
وبعدما وضعت والدتي في مواقف عديدة لا تُحسَد عليها، بدأَت أخيرًا في تصديق أنني لا أعبث معها.. بالطبع طلبت مني أن أحفظ السر عن الجميع؛ خوفًا من أن يبعدوني عنها ويلقوا بي في أحد مستشفيات الأمراض العقلية...
حاولَت تعليمي جميع أنواع الحيوانات وجميع الفصائل، ثم رحلت.. غادَرَت الدنيا عندما كنت في الرابعة عشرة، تاركة هذا العبء الثقيل لي وحدي.. انتقلت بعدها للعيش مع عمي، خروف لم يسعفه حظه التعس في إيجاد نعجته المناسبة، فرضي بالزواج من أنثى الضبع تلك، والتي أجبرته في النهاية على أن يلقي بي خارجًا..
عشت وحدي فترة كافية سمحت لي بالتأقلم مع الوضع، أصبحت مباريات الكرة بالنسبة لي أشبه ببرامج ناشيونال جيوجرافيك بالنسبة لكم.. الفهد الأسود يجري في المقدمة.. لا يستطيع الدجاج الوقوف في طريق الحصان.. يسدد؛ لكن الكنغر ينجح في إنقاذ شباك مرماه...
عشت حياتي وسط حيوانات ناطقة، ومع الوقت لاحظت العديد في ما يخص تلك الحيوانات:
الملاحظة الأولى: هذه الحيوانات التي أراها تحمل أهم صفات الشخص الذي أراه، فقد جلست بجوار التيس ثقيل الفهم في حصص الكيمياء نستمع لشرح البومة الحكيمة، أراقب في صمت الغزالة الرقيقة على الجانب الآخر، لأجدها كالبلهاء تحدق بالغوريلا في إعجاب بعضلاته المفتولة...
هذه المعلومة نقلت بحثي من مجرد تعلم أسماء الحيوانات إلى معرفة فسيولوجيتها وطريقة عيشها...
الملاحظة الثانية: من المستحيل أن تكتمل العلاقة بين أي زوجين إلا لو كانا من نفس الفصيلة، ولو حدث وتزوج أحدهم من فصيلة مختلفة؛ سينتهي بهما الأمر حتمًا بالطلاق.. أو أسوأ.. بالبقاء معًا!
تخيل معي دبًّا يتزوج دجاجة، أو أرنب يعيش مع ثعلبة.. بالطبع لن تكون نهايةً سعيدة أبدًا..
*يتوقف صوت الشاب عن الكلام*
*همهم الطبيب بسؤال لا يبين بسبب طنين المسجل القديم*
- كنت قلقًا من أن تسأل هذا السؤال، لكني سأجيبك على أي حال.. أراك طاووسًا..
نعم هذا غريب؛ لكن لست أنا من أختار ما أراه، إنما هي شخصيتك التي تبديها لي الآن، على الأغلب أنت واثق من نفسك لدرجة تخطت حد الغرور، جلستك، صوتك الذي تحاول جعله عميقًا وحكيمًا، طريقة كلامك، كلها تظهر أمامي على شكل طاووس متباهٍ، لا بد أنك كنت تتباهى بين زملائك بقدرتك على الحفظ ظنًّا منك أن هذا هو الذكاء وأنك بهذا عبقري.. لا أقصد أي إهانة بالطبع، أنت طلبت مني إخبارك بما أراه، وأنا كنت صريحًا معك كما طلبت في البداية...
لكن ليس هذا ما جاء بي إلى هنا، فكما أخبرتك للتو، بدأ الأمر منذ وقت طويل جدًّا، ما جاء بي إلى هنا هي التطورات التي لاحظتها في الآونة الأخيرة، أصبحت الحيوانات تتحول! تتقلب وتتغير لنفس الشخص تدريجيًّا.. في بداية معرفتي به يكون فأرًا، ثم يبدأ الفأر يزداد طولًا، تنكمش قدماه، تنمو له حراشف، حتى أراه في النهاية قد أصبح ثعبانًا بالكامل.. الشمبانزي يشترك في الـ(چيم) لشهرين فيصبح غوريلا.. وهكذا...
البعض يبقى نفس الحيوان طوال حياته، مثل أعز أصدقائي، الزرافة (رامي)، اعتدت على مناداته بذلك بسبب طوله العجيب حتى منذ كنا في الابتدائية؛ لكن بعدها أصبحت أناديه بالـ(ظرافة) رامي، بسبب نكاته السخيفة التي لا يمل من إلقائها...
أما أهم مثال على تبدل الحيوان -وسبب مجيئي إلى هنا- هي حبيبتي السابقة، كانت قطة بريئة لطيفة عندما رأيتها لأول مرة في الكلية، وقد اتفقنا على الزواج بعد التخرج مباشرة.. قبل أن يصل الدب ابن خالها من الخليج لتبدأ تلك القطة بالتضخم تدريجيًّا، كثرت طلباتها فوق ما يتحمله أجري الزهيد، نفس الفتاة التي كانت قطة بريئة أصبحت أراها لبؤة تطارد النقود بشراسة، وفي النهاية -وكما توقعت أنت تمامًا- تركتني لبخلي وفضلت نقود ابن خالها.. لكنني لم أكن لأسمح لها بالزواج من ذاك الدب ثقيل الظل أبدًا...
لقد درست القانون، وأعلم أن أي شيء أخبرك به هنا سيظل سرًّا مهما كان خارجًا عن القانون.. بل خاصة إن كان خارجًا عن القانون...
أعرف ما يدور في رأسك الآن، وهو صحيح بالمناسبة.. نعم، أنا قتلتها، الخدعة تكمن في جعل الأمر يبدو حادثًا، لا شرطة ولا تحقيق، خرجت من الأمر كالشعرة من العجين، يمكنك أن تدعوني محترفًا في هذا بعد عدد المرات التي قمت بها، كلما أحسست أن أحد الحيوانات سيتغير معي، تخلصت منه على الفور.. هذا ليس قتلًا كما ترى، فالصياد والجزار قتلوا أضعاف ما قتلت من حيوانات ولا يزالون أحرارًا...
حتى أنت تتغير الآن، يزداد طول رقبتك بشكل واضح، يزداد ريشك كثافة ونعومة؛ لكن لونه يخفت، أنت تصبح نعامة أيها الطبيب، الخوف ينتابك.. لا أدري إن كنت تخطط للهرب أو إبلاغ الشرطة؛ ولكن تخطيطك لن يشكل فارقًا الآن، فأنت ميت بالفعل.. بإمكاني الشعور بأنفاسك تتصاعد بصعوبة، يمكنك قياس نبضك وأؤكد لك أن سرعته جنونية، لقد وضعت بعض السيانيد في قهوتك بينما كنت تتظاهر بكتابة شيء مهم فقط لترضي غرورك..
*صوت ارتطام جسد ثقيل بالأرض*
- لقد وعدت أمي -رحمها الله- أن لا أخبر أحدًا بهذا السر.. والآن أنت تعرف أكثر من اللازم... لطالما أردت قول تلك الجملة... لكنك لن تسمعني بسبب تلك التشنجات.. لا تقلق، سيتوقف قلبك عما قريب... ها أنت ذا..
*صوت خطوات بطيئة*
- سآخذ هذا الملف من يدك.. شكرًا لك...
فكرت في إتلاف هذا الشريط؛ لكنني لا أرى أي مشكلة في تركه ما دمت لم أذكر اسمي، قد يستخدمه أحد الحمقى في كتابة قصة بائسة.. فقط لا تدعني أراك تقرأها يومًا ما، فلا أحد يعلم سري ويبقى حيًّا...

* * *

انتهى الشريط، فأطفأ المحقق الجنائي جهاز التسجيل ثم دار ببصره بين بقية زملائه في فريق التحقيق، تتباين التعبيرات على وجوههم بين الحيرة والقلق والرعب...
- ما رأيكم؟
ساد الصمت بضع لحظات أخرى قبل أن ينطق أحد الضباط:
- هذا جنون.. نحن نتعامل مع أحد المختلين عقليًّا..
نظر إليه أكبرهم سنًّا ورتبة نظرة احتقار:
- شكرًا للإضافة.. نحتاج الآن إلى ترتيب أفكرنا، وتحليل ما لدينا من أدلة.. ماذا نعرف عن المجرم حتى الآن؟
قال أحدهم:
- سوى هذا الشريط، لم نجد شيئًا.. كل البصمات المرفوعة تخص الضحية..
قال آخر:
- دعنا لا ننسى أنه ليس الضحية الوحيدة، فكما سمعت؛ إنه يقتل ضحاياه لتبدو وكأنها حوادث.. نحن أمام قاتل متسلسل..
- ولكننا خرجنا بمعلومات لا بأس بها.. المجرم درس القانون، لنبحث بين طلبة الحقوق.
قال كبيرهم مجددًا:
- وخرِّيجي كليات الحقوق من جميع جامعات مصر.. هذا مستحيل.. علينا تضييق دائرة البحث أكثر..
- لنبحث عن المدرسة التي يعمل بها المدعو (ماجد البنا).. قد تفيدنا كشوفات الطلاب بها..
فقال زميله ساخرًا:
- ولنبحث عن مدرس كيمياء يشبه البومة.. وعن كل طويل قامة يدعى (رامي)..
كان المحقق يتابع الحوار بصمت وعيناه معلقتان على ساعة معصمه، ثم قام من مقعده:
- لحظة واحدة.. سأذهب إلى الحمام..
غادر الغرفة وتركهم غارقين في صمت ثقيل.. حتى كسره أحدهم قائلًا:
- درس القانون.. ليس بالضرورة أن يكون خريج كلية الحقوق.. نحن درسنا القانون في كلية الشرطة أيضًا..
- أحسنت.. الآن أصبحت دائرة البحث أوسع من .....
قاطع جملته صوت ضحكة مجنونة جاءت من شريط التسجيل، تبعها صوت القاتل المختل:
- كان الحديث معكم ممتعًا يا سادة! لكن حان وقت إنهاء تلك المسرحية الهزلية! لا تنتظروا عودتي فأنا لست في الحمام كما تظنون! والآن... أنتم أيضًا تعرفون أكثر من اللازم!!
انفجر في الضحك مجددًا وسط نظرات الدهشة المرسومة على وجوههم، وقبل أن يفهم أحد ما يجري انفجر جهاز التسجيل، وانفجر معه ربع مبنى قسم الشرطة، وكل الأدلة التي تدينه، وكل من يعرف بسره الصغير، وبالطبع تدمر الشريط الذي يحمل التسجيل الأخير...

اسم القصة : التسجيل الاخير
اسم الكاتب : أحمد وائل
فائز في مسابقة عابرون - الاصدار الخامس

📝 ومضة (5)يُقال إنَّ الحادثة وليدة زمانها ومكانها، وإنَّ أي تجاهل قسري للظروف التي أنشأتها يحوِّلها إلى كيان هزيل غامض، ...
02/11/2024

📝 ومضة (5)
يُقال إنَّ الحادثة وليدة زمانها ومكانها، وإنَّ أي تجاهل قسري للظروف التي أنشأتها يحوِّلها إلى كيان هزيل غامض، معلق في الفراغ.
لذا، فإنَّ على كاتب الرواية البارع أن يضع بصماته بمهارة على الحادثة من لحظة تخلقها وتشكلها، إلى لحظة تأويلها وتخييلها وسردها، ليمنحها روحًا تنبض بالمعنى من خلال الأسلوب الأدبي، ويُظهر الكاتب هويته الخاصة من خلال اختيار الكلمات، بناء الجمل، أو الإيقاع اللغوي.
وكذلك من خلال الشخصيات التي يصنعها الكاتب، فهي تجسد جوانب من نفسه، والأشخاص الذين تركوا بصمة في حياته، وأسهموا في تطور الحبكة وبما يتناسب مع رؤيته للفكرة الأساسية.
فهل يسير الزمن بسرعة أم ببطء؟ هل يتعمق في التفاصيل أو يترك المجال للغموض؟ هذه الخيارات تعكس بصمة الكاتب في كيفية سرد الحكاية.

الأهلي فوق الجميع 🦅-صالح سليم
29/10/2024

الأهلي فوق الجميع 🦅

-صالح سليم

باهرة الجمال، مطبوعة على البراءة واللطف،جزمت أمها بأنها لن تزوجها إلا لمن يدفع مهرها ذهبًا خالصًا لا تشوبه شائبة، وليس ذ...
27/10/2024

باهرة الجمال، مطبوعة على البراءة واللطف،جزمت أمها بأنها لن تزوجها إلا لمن يدفع مهرها ذهبًا خالصًا لا تشوبه شائبة، وليس ذلك فحسب؛ بل لا بد له أن يأتي بأمور خارقة، كأن يمشي على حبل مشدود بين بنايتين.
في ذلك المساء جاء لخطبتها رجل يبدو غريبًا عن الحي، بل عن المدينة كلها. كان في الأربعين من عمره، قويًّا مهيبًا، ذا لحية رشيقة وعمامة حمراء عالية، وجبة مزركشة أنيقة، وعينين كحلتين لامعتين ثاقبتي النظرة، يمد صوته الممتلئ عند الكلام، ويرسله على مهل وهدوء.وضع بين يدي أمها النشب والذهب، وأتى بمجموعة من الأشياء الخارقة كأن مشى على حبل مشدود بين بنايتين وجلس القرفصاء في الهواء.
مشت ساعات طويلة في دهليز شديد الظلام، تلتمس طريقها خطوة خطوة، تتذكر قصصًا غريبة تُروى عن سلالات البشر المتوحشة، وكيف أنها تفتك بمن يقع في قبضتها، ثم لم تلبث أن بدأت آلاف التصورات الغامضة تجثم على صدرها وترهقها، وكان أفظع ما في هذه التخيلات صورة بنتها التي تتراءى لها بين الفينة والأخرى، وقد اشتد الظلام كثافة لدرجة لم تعد تعرف فيها في أي اتجاه تسير، وفي الوقت نفسه بدأ الاستغراق في النوم يفعل فعله فيها، وقد أخذ يزيد حدة اهتمامها بأبسط الأشياء: باختلاج أوراق ملصقة على جدارن الدهليز، بتمازج الألوان في لوحات غريبة الشكل، بروائح الدم التي تنبعث من المكان، هذه الأشياء مثلت لها عالمًا كاملًا من الإيحاءات وطائفة من التخيلات والأفكار غير المتماسكة، التي جعلتها في حيرة من أمرها؛ لكن الأحداث التي تلتها كانت أكثر منها إثارة للحيرة والدهشة والرعب، إذ سمعت قرقعة غريبة كما لو أنها صادرة من وقع أقدام، ثم اندفع أمامها شبح إنسان، يركض بسرعة خاطفة، وقد اقترب منها حتى شعرت بأنفاسه الحارة على وجهها، وما كاد يختفي في ثنايا الظلام اللامتناهي حتى اندفع وراءه وحش وقد فغر شدقه، واندلع الشرر في عينيه، عرفته فورًا، فقد كان ذئبًا، زادت رؤية الوحش في مخاوفها، هبت من هجعتها، استعادت وعيها أطاحت بها الوساوس والظنون، حاولت تقنع نفسها أنها كانت تحلم لكنها لم تفلح في ذلك.
الليل في هزيعه الثاني، ساد الشقة هدوء مطبق استمر نصف دقيقة، كان سقوط ورقة أو تحرك ريشة صوتًا مسموعًا، وقطع ذلك الصمت صرير خفيف مخنوق كأنما ينبعث من جميع زوايا البناية، نهضت المسكينة من مرقدها، وإذ لم تجرؤ على التأوه، وبعد أن التقطت أنفاسها؛ وجدت نفسها تصعد قسر إرادتها إلى شقة ابنتها في الطابق الثاني، بلغت باب الشقة، طرقته عدة طرقات، لا أحد بالداخل، أخذت تتلقى أحاسيس مبهمة غير سارة، ويزيد من تعاستها غرابة الأمر الذي جعلها تشعر بأن حدثًا غير عادي قد حدث، ولجت باب الشقة، إذ وجدته مفتوحًا نصف فتحة، وجدت نفسها تعبر قاعة تضيؤها مصابيح زرقاء، صممت لتلوح كمسرح مسحور، وكانت رائحة شديدة هنالك، ولاح أنها كانت تنبعث من اللوحات الغربية التي كانت معلقة في فضاء الغرفة الأزرق، تبعتها تلك الرائحة إلى غرفة البنت وزوجها، الباب مفتوح لا أحد هناك، تسمرت عيناها عند موقد ومصباح غريبي الشكل فوق منضدة تتوسط الغرفة، وفي تلك اللحظة بدأ يتضاءل الضوء المنبعث من المصباح حتى انطفأ، ولم يبقَ في الغرفة إلا ضوء الموقد المنبعث من لهيب النار الذي غيَّر ألوان الأشياء، وأكسبها صبغة جعلتها كأنها خيالات لا حقائق، ثم لم تلبث أن تراءت لها لوحة كبيرة مركوزة على جدار الغرفة، تبدو لرأس مقطوع الودجين تسيل منه دماء غزيرة وإلى جواره جسد مسجى، صكت ركبتها، وسيطر على روحها كلها رعب لا يطاق، ولا يفسر، تنهدت بتشنج، حدقت في ملامح الرأس بتمعن، حدثتها نفسها بأنه رأس ابنتها، تفشى في صدرها ضيق وكدر، تابعت دخولها للغرفة بخطى ثابتة، انتشرت في هواء الغرفة رائحة غريبة رجَّحت أنها رائحة دم، تناهت إلى مسامعها دمدمة خفيفة؛ لكنها متواصلة تشبه الصوت الذي يتصاعد من جدول بطيء الجريان، وكانت هذه الدمدمة تبلغ أذنيها ممزوجة بصوت بشري. وقفت في وسط الغرفة، تبين لها أن هذه الدمدمة قادمة من خلف الستارة التي على يمنيها، وبحالة من الانفعال المخيف أزاحت الستارة لتجد نفسها أمام غرفة ثانية فيها ابنتها مسجاة على الأرض مقطوعة الودجين وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، وبجانبها كؤوس ملطخة بالدم، ورقعة صغيرة مكتوب عليها «تحبون الذهب والنشب ولا تكترثون لهوية من طلب النسب».

أسم القصة : بيع و شراء
اسم الفائز : أحمد سليمان أبكر
المسابقة السنوية للقصة القصيرة عابرون - الاصدار الخامس 2023

أتمنى أن أبكي و أرتجف , التصق بواحد من الكبار , لكن الحقيقة القاسية هي أنك الكبار.
26/10/2024

أتمنى أن أبكي و أرتجف , التصق بواحد من الكبار , لكن الحقيقة القاسية هي أنك الكبار.

📝 ومضة (4)الروائي البارع هو ذلك الساحر الذي يعيد بعث الحادثة من رماد الواقع، ليصوغها من جديد بنسيج خياله الفذ. فالحادثة ...
26/10/2024

📝 ومضة (4)

الروائي البارع هو ذلك الساحر الذي يعيد بعث الحادثة من رماد الواقع، ليصوغها من جديد بنسيج خياله الفذ.

فالحادثة التي تنبض على أرض الواقع ليست كما هي في دهاليز رأسه، وما يدور في رأسه لا بد أن يتشكل بصورة مختلفة قبل أن يتناثر على الورق.

ولا عجب من أن ما تُسطره اليد على صفحات الرواية، يتحول إلى صورة أخرى، ويكتسي حلة جديدة في ذهن القارئ، فيصبح لكل حادثة حياة متعددة، وأبعاد لا تنتهي، تتجلى فيها عبقرية الخلق الأدبي.

ومضات_في_فن_الرواية


✒️

من الاعمال الفائزة في المسابقة السنوية للقصة القصيرة - عابرون اسم العمل : حلوتي اسم الكاتبة : منة الله رزق البلد : مصر س...
21/10/2024

من الاعمال الفائزة في المسابقة السنوية للقصة القصيرة - عابرون

اسم العمل : حلوتي
اسم الكاتبة : منة الله رزق
البلد : مصر
سنة المشاركة : 2020

كانت راكعة عند قدمي وقد لان قلبي لها، لكنني لم أُحدِث حركة واحدة تعبر عنه.. شيء ما كان يمنعني عن البوح بما في نفسي، وشيء آخر في عينيها الآسفة الدامعة كان يحرضني على مكابرتي أكثر.. مسحتُ دمع عينيها بنظراتي اللامبالية وابتعدتُ عنها..
أعلم أنها تتابعني بنظراتٍ ضعيفة مترقبة كعادتها.. لكنني عندما جلست على كرسيي في غرفة المعيشة، لمحت عينيها في غرفتها المقابلة لم تكن كذلك هذه المرة..!
اخترت إحدى رواياتها المفضلة كمن ينتقي الأسماك عند البائع، فلم أكن ولعًا بمثل تلك الأشياء لكنني تصنعت انهماكي بها وعقلي غارق بتلك الأعوام التي مرت على كلينا معًا، وكم كانت مليئة بالحيوية عندما قابلتها! كم كانت خجلة لكن كثيرة الضحك! وكم كانت تتفحصني بعناية كلما رأتني! حتى أصبحت محبة عاشقة بل متيمة بي، ومليئة بالطاعة الملائكية.. كانت مغرية بشدة، كنت شغوفا بأنواع حبها المختلفة أنواعًا كثيرة، كلها لي..! وأحببت طاعتها فزدت من أوامري.. أجلستها تحت قدميَّ فلم تعترض، فركعت بنظرات لامعة لمعانًا لم أفهمه تمامًا في حقيقة الأمر..
تشتت عقلي عندما دخلت بكوب من اللبن والعسل فأدركت أنها لاحظت توتر وجهي، كنت دائمًا أقرأها بعناية وأخبرها عن نفسها ما لا تعرفه.. ملأت حياتي بشهقاتها المندهشة لسنوات، لكنني لأول مرة أتنبه لكونها أصبحت قارئتي الآن.. أصابني الأمر بالقشعريرة وتجعدت جبهتي.. أخذت ترتشف كوبًا من الشاي.. ولا أستطيع أن أفرق بين ظلمة الشاي وظلمة نظراتها، لم أعتد عليها هكذا.. تبدل حالها منذ فترة طويلة لكنني لم أنتبه.. صدقًا لست متأكدًا من أسباب انطفائها الغريب، ولا أريد أن أؤلم رأسي الآن بالتفكير في ذلك الأمر، أو أنني أعرف ما سيصل إليه تفكيري ربما لأنني... لأنني سأخلد للنوم الآن!...
استيقظت وبالطبع إفطاري محضر بطريقة رائعة.. ثيابي جاهزة.. النافذة مضيئة، لكن الستار ليس مفتوحًا عن آخره كما أحبت دائمًا!.. الحمام رائع كأنه محضر خصيصًا لي.. هو بالفعل محضر لي، لكنني مفتقد لشيء ما..! فقط أريد أن أجلس بين يديها وأقبلها وأتوسل إليها أن تخبرني أين هي..
جهزت لي كل شيء أريده كاملًا كما اعتادت؛ لكنها لم تعد حاضرة في أي من هذه الأشياء!! ولكن ليس لي قدرة.. قد أصبحت أقوى حتى بلغت أعلى درجات ضعفي.. صرت قاسيًا وأصابت قسوتي نفسي.. ألجمت كلماتي ولهوي وفياضة مشاعري حتى دفنت داخلي ومحتها ذاكرة لساني وجسدي..
والآن أنا السيد القوي المتآكل من الضعف؛ لأني حرمت نفسي منه.. لا بل هي من حرمتني.. اعتدت أن تحبني في قسوتي وتقبل يديَّ أثناء صراخي عليها وتلمع عيناها دائمًا إذا قبلتها أو نهرتها على السواء.. اعتدت حبها للجلوس تحت قدمي حتى نسيت أن أرفعها إلى أحضاني.. الآن أعلم السبب؛ بل الآن أعترف به وأصرخ به في بهو عقلي الشاسع ويردد صدى الصوت كلماتي فيدفعني إلى الجنون الكامل..
نعم أحبتني بشدة وأحببتها.. أتذكر أننا كنا نقضي نصف ليلتنا يقسم كلانا أنه يحب الآخر أكثر.. لكنني الآن أعترف، لقد أحبتني أكثر، لقد أحبتني حتى لم يعد هناك مجال للشك في غرامها.. فاستقيت من حبها حتى بدأت تجف، وتوقفت أنا عن سقياها طامعًا في أن حبها يكفينا.. انتظرت أن أرفعها إلى أحضاني، انتظرت طويلًا، انتظرت حتى مالت نبتة حبها تسقي نفسها ما تبقى من مياه فيها.. لقد أحببتها كثيرًا لكني لم أحْيِهَا..!
أيقظني من شرودي صوت هاتفي.. رسالة من أحد أصدقائي، ظننتها منها.. لقد تأخرت نصف ساعة عن موعد عودتي من العمل، كان يجب أن أجدها تصرخ في عشرات الرسائل تسأل عن أسباب تغيبي، وآخرها رسالة تتأكد فيها من أرقام الشرطة والمطافئ والإسعاف وكأنني في رحلة مع الهلال الأحمر، وربما ابتلعتني قنبلة مع مصابي
حرب ما! كنت أوبخها على ازدياد قلقها مرة والثانية والثالثة.. ولم أخبرها مرة أخرى عن خجلي من أمومة مشاعرها نحوي أنها تؤجج حبي لها أكثر من انزعاجي.. أخبرتها منذ سنوات لكن لا بد أنها نسيت أو أنها لم تعد تصدق من كثرة توبيخي لها..
أخذت هاتفي وأوراقي وعدت إلى منزلنا أرى أرجاءه وكأنها للمرة الأولى، وأراها نائمة على الأريكة وكأنها للمرة الاولى، تخبطت أفكاري، لم تعد تمطرني بالرسائل لكنها ما زالت تنتظرني قرب الباب.. لا أعلم
ما يجول في نفسها؛ لكنني لا أقوى على سؤالها، أنا لا أملك القدرة، خائف لأول مرة.. خائف جدًّا.. لا أريد أن أعرف.
ألقيت مفاتيحي ودخلت غرفتي، أعلم أنها استيقظت، استمعت لخطواتها ونظرت لمرآتي فوجدت دمعة على خدي، من أين أتت؟ ومتى؟ وكيف؟.. أسرعت إلى الباب أصفعه بقدمي في وجهها آمرها أن تنتظرني بالخارج.. أطاعتني على الفور لكنني كنت أتابع حركتها البطيئة المبتعدة من خلال الباب النصف زجاجي.. وخفت أكثر وأكثر أنها الآن محبطة يائسة اعتادت قسوتي، اعتادتها وفقط، لم تعد شغوفة بها ككل شيء مني كما كانت دائمًا.. مسحت دمعتي دون النظر بالمرآة.. أعلم أنها تنتظرني في غرفة الطعام الآن.. حزمت حقيبتي وكتبت رسالة صغيرة..
خرجت إلى باب المنزل ونظرت خلفي نظرة مليئة بالصراخ المكتوم.. أعلم أنها تنتظر في غرفة الطعام.. خرجت وأغلقت الباب بهدوء كما لم أفعل من قبل.. توجهت لسيارتي وتحركت.. وأعلم أنها تنتظرني في غرفة الطعام.. زدت من سرعة سيارتي ودموع السنوات الفائتة كلها تملأ عينيَّ.. يتشوش الطريق أمامي.. وأنا أعلم أنها تنتظرني في غرفة الطعام كما انتظرتني دائمًا..
أردد رسالتي التي تركتها لها "انتظرتِ رضاي طويلًا، لن أدعكِ تنتظريني مرة أخرى.. أنت تستحقين كل الرضا" يا حلوتي..
تذركت أني لم أكتب لها حلوتي في الرسالة.. حتى في وداعي كنت قاسيًا، قاسيًا جدًّا.. أغمضت عيني بشدة، أمطر بالدموع وأصرخ يا حلوتي..
شعرت بوخزة في قلبها ملأها الارتجاف والقلق.. دخلت إلى الغرفة، قرأت رسالته، هرعت إلى كل مكان بالمنزل تناديه.. لم يكن ليسمعها، لم يكن ليسمع أحد بعد هذا اليوم..
ومضت عيناه بنور قوي بعدما أغمضها بقسوة.. اصطدم به الضوء بقوة..كان لشاحنة كبيرة في الاتجاه المقابل.. وتمتم كلماته الاخيرة "لقد أحببتِنِي أكثر مني حلوتي"..
أخبرتها الشرطة بعد ساعة بالحادث ونقلت إلى المشفى في حالة إغماء منذ عرفت. استطاعوا إيقاظها لكنها فقدت قدرتها على الكلام.. أدركت أنه كان قاسيًا حتى في موته فلم يصحبها معه.. وقد كانت تحب قسوته.. كانت تحتضنه كل ليلة في نومه وتظن أنه يشعر بها.. كانت بالفعل تحبها إلا هذه المرة.. هذه المرة قسوته لم تعد تُحتمل...

للأطلاع أعلان المسابقة السنوية للقصة القصيرة عابرون 2025 من خلال الرابط التالي :

https://www.facebook.com/3aberorg/posts/pfbid0iqYpFWLLtgdVoPu5ycV3Afve5DaVnHQaDBDbcSRZ7XvnyBAA7eEBku25srtp3YXcl

Address

16 شارع 261 المعادي
Cairo
02

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when عابر - 3aber posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to عابر - 3aber:

Videos

Share

Category

عابرون في كل زمان و مكان

العابرون بكل زمان ومكان ..

أهلاً وسهلاً بكم في عابر من جديد نجدد التحية لكم والشكر الوافر.

ومن أجل استمرار التناغم والود بين أعضاء الصفحة وجب علينا التنبيه لما هو آتٍ بإذن الله: