09/12/2024
"«وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ." (زك 12: 10).
يعتقد النصارى أن الرب يتنبأ بأنه سيطعن بحسب هذا النص، ويقولون هذه نبوءة عن تجسد الإله وصلبه!! لأن النص واضح فالرب يقول بنفسه: فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ!!
وللرد على هذا الإدعاء نقول بأن العلماء لديهم أكثر من تفسير لهذا النص، سأنقل بعضها باختصار منعا للإطالة:
الأول: كما ورد في ترجوم يوناثان، أن النص يتكلم عن اليــهـود الذي طـعـنوا من الأمم، فينظرون للرب كشكوى وتضرع من الذين طعنوهم، وينوحون على من قتــلـوا، ومعنى ينظرون إليّ يعني يتضرعون إليّ، وهذا المعنى واضح من النص نفسه فالنص نفسه يقول في بدايته (وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ 👈وَالتَّضَرُّعَاتِ)
الثاني: أن النص يتكلم عن شخص آخر غير الرب ولكنه كان ممثلا للرب، ولكن اختلف العلماء في تحديد هذا الشخص، والأقرب أنه يوشيّا ملك يهوذا، الذي رمم الهيكل وحــارب الوثنيين، فقد ورد في سفر أخبار الأيام الثاني 35
23 وأصاب الرماة الملك يوشيا، فقال الملك لعبيده: «انقلوني لأني جرحت جدا».
24 فنقله عبيده من المركبة وأركبوه على المركبة الثانية التي له، وساروا به إلى أورشليم فمات ودفن في قبور آبائه. وكان كل يهوذا وأورشليم ينوحون على يوشيا.
25 ورثى إرميا يوشيا. وكان جميع المغنين والمغنيات يندبون يوشيا في مراثيهم إلى اليوم، وجعلوها فريضة على إسرائيل، وها هي مكتوبة في المراثي.
الثالث: أن النص يتحدث عن المسيح ابن يوسف وليس المسيح ابن داود فاليــهــود ينتظرون أكثر من مسيح، فالمسيح المقصود بحسب هذا النص هو المسيح ابن يوسف يعني الذي سيأتي من نسل يوسف عليه السلام، ويقول بعض اليــهـود الذين يأخذون بهذا الرأي، أن المسيح ابن يوسف سيذهب للقدس في آخر الأيام ويبقى فيها مدة ويحارب الروم، وبعدها يقتــل، ثم بعد ذلك سيظهر المسيح ابن داود وينتصر على أعداءه ويقيم مملكته المنشودة!!
فحتى البعض الذين يأخذون بهذا الرأي لا يرون في ذلك صلبا ولا كفارة!!
فمن أين أتى النصارى بهذا الفهم المسيحي من هذا النص؟؟
هذا ليس كل شيء فلم أرد أن أطيل أكثر من ذلك، وربما أنقل في مرات أخرى بعض الأقوال والأسرار الأخرى التي في هذا النص.
أدمن