24/01/2024
في ليلة تملأها الوحدة ، بحثت في مقتنيات الماضي ، وجدت ذلك المصباح العتيق .
تسائلت متى إبتعته ، ام كان ارث من ماضي سحيق !
وإكراما للمصباح ، وحتى اتذكر ماضيه ، اخذت أفركه بقطعة من المخمل الناعم ، حتى لا أجرح ذكرياته الرقيقة .
وبخفة اخذت أربت على ثنايا المصباح ، فهي تمثل ليالي انطفاؤه ، وبعمقها كانت لياليه المظلمة .
حدثني يا مصباحي ، كم من الزمان أضأت لمن حولك من محيط !
وكيف أنرت لمحتاجيك الطريق !
كم مرة نفد منك الوقود ، ووهن منك النور ، وكيف مات ضياؤك في هدوء !
احكي لي يا مصباحي معنى الاشتعال حتى تضيء ، معنى الاحتراق حتى لغيرك تنير !
صف لي يا مصباحي فوهة الحريق ، مؤلمة هي ام كانت بداية الخلاص من الوقود الخزين !
مستسلم انت في يدي ، اتريدني ان ازيل عنك غبار الذكريات ، ام تريدني ان افيقك من سبات الانطفاء !
حدثني يا مصباحي ، عن كم اللهفة للاشتعال ، كم الخذلان ، من عدم التقدير !
ثناياك تخبرني بكل مرة انكسر منك النور ، فأحرقك وكنت انت من ينير .
شاحب انت يا مصباحي ، فداخلك سكون الانتهاء ، لم يره احد يوما ، وحرارتك باردة كمن فارق الحياة وحيد ..
# بعثرات