19/11/2023
غريبةٌ في أعينهم لأنني أرضيك يا ربي، لكنني والله لا أهتم بما يقولون، فقد أكتفيتُ بحبِ ديني ورسولي وربي قبل الجميع.
_يا بنتي أنتِ مِعقدة الموضوع كدا ليه؟ على فكرة كدا محدش هيحبك.
أبتسمت بهدوء، مش أول مرة أسمع الكلام دا، لكن كل ما ببقى نفسي أعبر عن أحلامي اللي من وجهه نظر بعض الأشخاص حاليًا "تشدد وتعقيد"، بلاقي ردود أفعال مش لطيفة.
_مش دا هدفي من الأساس، يكفيني ربنا هيحبني لأني برضيه.
_أنتِ غريبة أوي.
_أنا بس بجاهد.
_بس دا فرح!!
_بس أنا مش شايفة إنه كدا هيبقى فرح، مش فرحة أبدًا أني أشغل موسيقى وأغاني وأعزم الناس تسمعها وترددها، وكمان اللي يتصور عليها وينزلها ستوري وغيره يسمعها، واللي ترقص، واللي تلبس فساتين تظهر مفاتنها، دي عمرها ما كانت فرحة دي ذنوب، وبعدين هتبقى بدايتها بِمعصية عاوزاها تبقى إي بعد كدا؟!
_طيب والخطوبة هتعملي فيها إي؟!
_هعمل إي في إي؟!
بصتلي بِملل وخبطت إيدها على جبهتها بِخفة ورددت.
_يعني أتكلمتي معاه قلتيله إي عن الخطوبة؟!
_قلتله إن مش هيبقى في تلامس، ولا هنشغل أغاني، وإن مينفعش نغضب ربنا ولازم نغض بصرنا لإنه مش مِحرم، أمم الحقيقة مش فاكرة إي تاني بس ليه يا ملك!؟
بصتلي بيأس ورددت وهي بتقف وبتاخد شنطتها.
_أنا واثقة إنه هيفشكل الجوازة وأبقي قابليني لو حد رضي بشروطك الغريبة دي.
ومشيت وسابتني، منكرش إني زعلت لإنها عمرها ما هتتغير، دايمًا كنت بحاول أغيرها بس هي عايشة زي باقي الشعب ما عايش " إلا من رحم ربي"، مش همي إن حد يحبني أو لأ، أنا مش شيخة ولا متشددة أنا بحاول بس أعمل الطبيعي يتعمل مش كدا ولا إي؟!
_متزعليش يا حبيبة بابا هي اللي خسرانة أنتِ حاولتِ كتير معاها هي للأسف على عنيها غشاوة، مش بإيدك أكتر من اللي عملتيه، وبعدين على فكرة سلّام أتصل وقلتله على موافقتك وهو أتبسط جدًا.
أبتسمتله بحنان وضمني ليه، بابا كان دايمًا خير صديق، عمره ما بخل عليّ بشيء، ولا عمره قلل مني أو حتى أتعصب عليّ، للأسف زمان كنت غير دلوقتي الحمدلله الذي هداني إلى الطريق الصواب، لما بابا أكتشف في فترة إني بكلم شباب متعصبش، ولا ضربني ولا عمل حاجة من اللي بنسمعها عن اللي بيسموهم "أب"، بالعكس أخدني وأتكلم معايا في هدوء وفهمني الصح وطبعًا علشان عارف إن ممكن الشيطان يرجع يوسوسلي عملي عقاب صغير بس هو بالنسبالي كبير، فضل أسبوع كامل مش بيكلمني، بيتجنبني، ممنعنيش أخرج أو أروح لصديقاتي ولا دروسي، ولا سحب التليفون، لكن كان كأنه بيأكد على كلامه اللي شرحهولي عن الخطأ اللي كنت بعمله، وعاقبني علشان أتعلم كويس، وبعدها كل شيء أتغير بقيت أفضل حال الحمدلله.
_شكلك جميل يا وردتي.
دمعت وأنا شايفة بابا لابس بدلة جميلة، وبيبصلي وبيعيط وهو شايفني بسفتان الخطوبة.
_أنتَ أجمل يا والدي، أنتَ أجمل أب في الكون أنا ربنا عوضني عن أمي بيك وحنيتك وحبك، أنا شبعانة راحة وحنان منك يا أغلى حد في عمري، أنتَ حبيبي الأول يا بابا وعمر ما حد يقدر ياخد مكانك، أنا بحترمك جدًا وبحبك أوي يا والدي.
حضني وعيطنا سوا، مين قال إن الراجل لازم يبقى صلب حتى مع أهل بيته، هو آه لازم يبقى صلب لكن حنين وراجل بجد، مش عايش بالعنف والضرب وعدم الإحترام، حقيقي أنا فخورة إني عندي أب زيّ" عِلوي الجندي"، وأتشرف بوجوده جمبي في كل وقت.
أخدني من إيدي وقعدني على مسافة كافية عن سلّام ، الذي قد شاء القدر أن يكون من نصيبي، وأنا دايمًا واثقة إن" الخير فيما أختاره الله".
كان باصص على الأرض وقال بصوته اللين.
_مش حاطة ميكب صح؟!
تنحت من سؤاله، غريبة يعني شاب يسأل خطيبته حطت ميكب ولا لأ، إي دا ثانية!! هو فعلًا غاضض بصره ؟! أبتسمت، وسمعته وهو بيتكلم بنبرة مضحكة وفيها بعض الغيظ.
_أصل شوفي يا بنت الناس الطيبين أحنا آه في خطوبة وكدا بس الجو دا مياكلش معايا هه.
تنحت تاني وهو كمل.
_جو البنات بقا وميكب ومرة واحدة في العُمر والصورة مش هتطلع كيوت، الكلام دا أبقي قوليه في المحكمة.
برقت بأستغراب شديد وهو حمحم.
_أحم آسف، أقصد يعني إنه حرام ومفيش أستثناء في الحرام، وحتى أنا متحطيش قدامي نقطة ميكب ماشي، أنا آه خطيبك لكن الخطوبة ما هي إلا وعد بالزواج أنا مش من محارمك.
أبتسمت بِراحة وجوا عقلي بيقول سبحان من جعل فتى أحلامي يتجسد في شخصية سلّام، رديت عليه بأبتسامة ووِد.
_أنا مش حاطة حاجة متقلقش.
_كنت واثق بس "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين".
جت صحبتي ملك لكن ولأول مرة أتأكد إن مينفعش تكون دي صديقة، قعدِت توشوشني في ودني عن عيوب بشرة سلّام، ولون عيونه، وأزاي البدلة حلوة عليه، معرفتش أرد من صدمتي فيها، وغير إنها كانت بتبص على كل الشباب بالرغم إنهم قليلين وكلهم محترمين جدًا، قالتلي في الآخر جملة عمري ما هنساها.
_مش عارفه أزاي حد يرضى بيكِ دا أنتِ حتى مش حلوة ولا فرفوشة، عامةً كام يوم وتلاقيه أتخنق منك وسابك.
ساعتها طردتها بس مش من بيتي أنا عمري ما كنت قليلة أصل، أنا والدي رباني على الإحترام، طردتها من حياتي ومن قلبي، وبجد" إن لم يكن لك صديق يأخد بيدك إلى الجنة فلا تُصادق وأكتفِ بوحدتك ".
كان سلّام خير عون وخير زوج وحبيب، كان فيه صفات كتير زيّ بابا ودا اللي كان مفرحني، دايمًا كنت بدعي إني آخد حد زيّ بابا، كان دايمًا حد خيّر معايا ومع الجميع، كان عاوزنا دايمًا نمشي في الطريق السليم زيّ ما دايمًا بيقول، وبيوضحلي إنه طريق الصلاح وطريق الله.
مش لازم ألبس زيّ الموضة، وأعمل فرحي زيّ دلوقتي علشان أبقى فرفوشة ومش معقدة، أنا بس كنت بعمل اللي كان لازم الكل يعمله.
#جَنَا_مُصْطَفَى
#صَاحِبَة_الْمَشَاعِر