15/01/2025
السودان بين ويلات الحرب والأوبئة وجهود دبلوماسية مكثفة
رشا رمزي
يواجه السودان وضعًا إنسانيًا وصحيًا متدهورًا جراء الحرب المستمرة، حيث تتفشى الأوبئة وتتضرر البنية التحتية الصحية، بينما تُبذل جهود دبلوماسية مكثفة على المستويين الإقليمي والدولي لحل الأزمة.
ارتفاع حالات الكوليرا وحمى الضنك وتدهور الوضع الصحي:
أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن تسجيل 36 إصابة جديدة بالكوليرا، بينها حالة وفاة واحدة، ما يرفع إجمالي الإصابات إلى 51,202 حالة، بينها 1,356 حالة وفاة في 82 محلية. كما سجلت الوزارة 10 إصابات جديدة بحمى الضنك، ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 9,543 حالة.
وفي زيارة للمفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كريستينا هامبو، إلى الخرطوم؛ اطلعت فيها هامبو على الوضع الصحي والخدمات المقدمة من خلال 23 مستشفى و124 مركزًا صحيًا يعمل في المناطق الآمنة. وخلال زيارتها لمستشفى النو التعليمي، تم عرض أهم الاحتياجات المتمثلة في مصنع للأكسجين وجهاز أشعة مقطعية وطاقة شمسية لتوليد الكهرباء، نظرًا للتردد العالي للمرضى منذ اندلاع الحرب.
كما وقفت المفوضة على حجم الدمار الذي لحق بمستشفى المناطق الحارة، وهو المستشفى المرجعي للأمراض المستوطنة في السودان، والذي استخدمته الميليشيات كموقع عسكري قبل تدميره بالكامل. وأكد المسؤولون لضرورة إعادة تأهيل المستشفى لتقديم الخدمات الطبية، خاصةً مع زيادة الحاجة إليها في المناطق الآمنة.
انتقادات لوجود اللاجئين في الخرطوم ودعوات لنقلهم:
وجه والي الخرطوم المكلف، أحمد عثمان حمزة، انتقادات لوجود اللاجئين في الولاية، متهمًا بعضهم بالانضمام إلى قوات الدعم السريع وارتكاب جرائم. ودعا إلى تطبيق القوانين الدولية ونقل اللاجئين إلى معسكرات مخصصة خارج الخرطوم، تحت إشراف المفوضية السامية، مشيرًا إلى أن الولاية منحتهم مهلة أسبوعين للمغادرة حفاظًا على حياتهم.
من جهة أخرى، أثنت ممثلة المفوض السامي لشؤون اللاجئين في السودان، كريستين هامبورغ، على جهود السودان في استضافة حوالي 900 ألف لاجئ رغم ظروف الحرب، مشيرةً إلى سعي المفوضية لافتتاح مكتب في الخرطوم للحصول على تمويل لدعم برامج اللاجئين والنازحين بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي.
جولة البرهان في غرب أفريقيا وجهود دبلوماسية مكثفة:
في خضم هذه الأوضاع، قام رئيس مجلس السيادة، الفريق عبد الفتاح البرهان، بجولة مكثفة في دول غرب أفريقيا شملت مالي وغينيا بيساو وسيراليون والسنغال وموريتانيا. تُعتبر هذه الجولة ذات أهمية كبيرة في استراتيجية الحكومة في بور سودان، حيث تسعى لتعزيز علاقاتها مع هذه الدول وحشد الدعم الإقليمي والدولي.
بدأت الجولة في مالي، حيث التقى البرهان بنظيره المالي، الكولونيل أسيمي غويتا، وأعرب عن امتنانه لدعم مالي للسودان وأهمية توحيد المواقف في المحافل الدولية والإقليمية. ثم انتقل إلى غينيا بيساو وسيراليون والسنغال، حيث ناقش الأوضاع في السودان وضرورة التصدي للتدخلات الخارجية في أفريقيا. واختتم جولته في موريتانيا، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الموريتاني بشأن دعم بلاده لتحقيق الأمن والاستقرار في السودان.
يُلاحظ أن هذه الجولة تزامنت مع شن القوات المسلحة لعمليات عسكرية واسعة ضد قوات الدعم السريع، ما يُشير إلى أهمية المعركة الدبلوماسية الموازية للمعركة العسكرية. وقد أثار غياب وزير الخارجية السوداني عن هذه الجولة تساؤلات حول طبيعة المسؤولية عن العمل الخارجي.
ويرى الخبراء أن السودان يتجه نحو تعزيز علاقاته مع الدول الغربية لتحقيق أهدافه السياسية، وسط تراجع الأمل في دعم الدول الأخرى. كما يُشيرون إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه السودان ومالي هو كيفية استعادة عضويتهما في الاتحاد الأفريقي بعد تجميدها بسبب الانقلابات العسكرية، حيث يسعى السودان لإقامة تحالف مع الدول التي تم تجميد عضويتها للضغط على الاتحاد الأفريقي.
يُظهر الوضع في السودان صورة قاتمة تجمع بين ويلات الحرب وتفشي الأوبئة وتدهور الوضع الإنساني. في المقابل، تُبذل جهود دبلوماسية مكثفة على المستويين الإقليمي والدولي لحل الأزمة. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الجهود ستُثمر عن حلول واقعية تُساهم في تخفيف معاناة الشعب السوداني وتحقيق الاستقرار في البلاد.
#السودان #السودان🇸🇩 #السوداني #السودانية #السودانيه #مالي #مالية #موريتانيا #موريتانيا🇲🇷 #موريتاني #موريتانية #سياليون #سيراليون #سنغال #سنغالي #السنغالي #سوداني #سودانية #سودانيه #سودان