13/10/2024
عندي مدرسة من مدرسة العيال طيبة اوييييي… كانت بتديهم اول سنة دخلوا فيها المدرسة و كانت co-teacher و لما كبروا سنة ، مبقوش معها ، بس بردو كان ابني او بنتي لو وقعوا في وقت الفسحة ، كانت هي اللي توديهم عند دكتورة المدرسة و تطيب بخاطرهم ..
السنة دي راحت مدرسة تانية و بقيت مدرسة فصل مش مدرسة مساعدة و في الصيف بقيت عندي علي الفيس بوك من الاصدقاء لما لقيتها طالعالي في ناس ممكن تبقي عارفهم و علشان بحبها من ولادي طلبت منها صداقة وبقيت عندي علي الفيسبوك..
المهم، دايماً بلاقي صورتها مع باباها و مامتها ، و كلابها .. و دائما. بتكتب بوستات في حب باباها و مامتها .. و في حب طلابها من ولاد حضانة و أد ايه بتفرح لما طفل من الاطفال يديها جواب مرسوم عليه قلب او بيقولها بحبك…
بقعد أقول أنها ملاك بجد ، ربنا يحميها
المهم ان ولادي السنة دي ، بيشتكوا من معظم المدرسين و دايماً يفتكروا المدرسة دي اللي كانت معاهم من سنتين فاتوا …و أنها الوحيده اللي كانت بتبقي مع العيال في وقت الفسحة مش بتاخد بريك زي باقية المدرسيين ..
النهارده بس لقيتها حاطة بوست ان من سنتين أهلها الاتنين راحوا في حادثة و قبلها كانوا معها خارجين و مبسوطين و من ساعتها هي مش قادرة تنسي .. و النهارده السنوية التانية بتاعتهم !و كانت كاتبة تفاصيل اليوم المشؤم ده …
من سنتين في شهر اكتوبر ، معني كده انه في نفس الوقت اللي كانت فيه مع الولاد و هما صغيرين !!
يعني كانت بتاخد بالها من العيال و لحد دلوقتي هي الوحيدة اللي العيال فاكرينها..
يعني كانت بتنزل تروح الشغل و تدرس و تعمل لعب تعليمية و هي كانت في الصدمة دي!!
طب إزاي!!
المهم في الصحة النفسية هي عدت بtraumatizing circumstances
او ظروف صادمة اللي يخلي عندها traumatic grief’ "
حزن شديد من الصدمة اللي بيتوصف انه emotional distress
او ضغط عاطفي شديد بسبب الانفصال الصادم بينها و بين مامتها و باباها في اليوم ده !
في علم النفس وصفوه ب
‘persistent complex bereavement disorder (PCBD) او
زي ما تقولوا خلل عصبي بسبب الصدمة
المهم ان كان في مقالة كدة انتشرت في ٢٠١٨ كانت بتقول كل ما كان الفراق قوي و في عنف زي الموت بحادثة بشعة ، كل ما زاد اعراض رفض التعافي من الصدمة في العقل الباطن او اللي بقال عليه PGD
" problematic grief trajectories" و اللي هو الواحد بيحس بالحياة انها فاضية و فرغة و مايبقاش عنده الرغبة في الحياة ..
المهم أن المدرسة ديه، كانت في عز صدمتها ، كانت في وسط العيال .. بتمد أيد المساعدة لده ، و تطبطب علي ديه و تلعب و تضحك .. و محدش يعرف قصتها !! و لا أحنا كأهالي و لا أطفال …
أزاي قدرت تمشي في النار في صدمتها دي … غالباً الاطفال في المدرسة و دوشتهم و حبها ليها ، اللي كان معها في الأزمة و الصدمة النفسية اللي أتعرضت ليها دي ..
أفتكرت لما ببقي عندي مشاكل كتير من ناس مش عارفه اتعامل معها او بيتعبوني نفسياً و لما بدخل جلسة تخاطب مع طفل اسمه إسماعيل عنده توحد شديد بحس أني في عالم تاني و كأني أنا اللي محتاجة الجلسة دي مش هو..و بطلع ناسية مين عمل أية…غالباً الاطفال هم اللي ساعدوا المدرسة تتعايش مع الصدمة كأستراتيچية في علم النفس اللي هي الأنشغال … بس هي قدرت تؤدي واجبها ناحية الاطفال لدرجة أنها بقيت أفضلهم…
و أفتكرت بردو مدرسيين ولادي السنة دي اللي بيزعقوا علي اي حاجة و كرهوا ولادي في التعليم …
بجد في مدرسين يتعملهم تماثيل أحتراماً لهم لصبرهم و حبهم و مسؤليتهم للأطفال … و مدرسين تانيين، ربنا يجازيهم بقي…
طوبي لكل مدرس أو مدرسة قدر يأثر في العيال تأثير إيجابي في نفسيتهم و تعليمهم رغم الظروف❤️
ربنا يفرحكوا،
مع حبي،
ياسمين