16/10/2024
( أ ) ما هو المقصود بالتصوف الإسلامي ؟
(ب) هل مُورس هذا التصوف فى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم _ ؟
(جـ) لماذا يختلفون فى تعريف التصوف ؟
(د) لماذا يختلفون فى تحديد مصادره ؟
الجواب
(أ) المقصود بالتصوف الإسلامي ، يعرف من تعريفاته الكثيرة : التي تتلخص كلها فى أن :
" التصوف هو : " التخلي عن كل دني ، والتحلي بكل سُنِّي " سلوكا إلى مراتب القرب والوصول ، فهو إعادة بناء الإنسان ، وربطه بمولاه فى كل فكر ، وقول ، وعمل ، ونية ، وفى كل موقع من مواقع الإنسانية فى الحياة العامة "
ويمكن تلخيص هذا التعريف فى كلمة واحدة ، هي : ( التقوى ) فى أرقى مستوياتها الحسية ، والمعنوية .
فالتقوى عقيدة ، وخلق ، فهى معاملة الله بحسن العبادة ، ومعاملة العباد بحسن الخلق ، وهذا الاعتبار هو ما نزل به الوحي على كل نبي ، وعليه تدور حقوق الإنسانية الرفيعة فى الإسلام .
وروح التقوى هو ( التزكي ) و (( قد أفلح من تزكى )) و (( قد أفلح من زكاها )).
(ب) وبهذا المعنى تستطيع أن تستيقن بأن التصوف قد مُورس فعلا فى العهد النبوي ، والصحابة ، والتابعين ، ومن بعدهم.
وقد امتاز التصوف مثلا ، بالدعوة ، والجهاد ، والخلق ، والذكر ، والفكر ، والزهد فى الفضول ، وكلها من مكونات التقوى ( أو التزكي ) وبهذا يكون التصوف بما جاء به الوحى ، وبما نزل به القرأن ، ومما حثت عليه السنة ، فهو مقام ( الإحسان ) فيها ، كما أنه مقام التقوى فى القرآن ، والتزكي فى القرآن والإحسان فى الحديث : مقام الربانية الإسلامية ، يقول تعالى (( كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون )).
هذا هو التصوف الذي نعرفه ، فإذا كان هناك تصوف يخالف ذلك فلا شأن لنا به ، ووزره على أهله ، ونحن لا نُسأل عنهم فـ (( كل امرئ بما كسب رهين )) والمتمصوف شيء ، والصوفي شيء آخر .
(جـ) أما الاختلاف فى تعريف التصوف ، فهو راجع إلى منازل الرجال فى معارج السلوك ! فكل واحد منهم ترجم إحساسه فى مقامه ، وهو لا يعارض أبدا مقام سواء ؛ فإن الحقيقة واحدة ، وهي كالبستان الجامع ، كل سالك وقف تحت شجرة منه فوصفها ، ولم يقل إنه ليس بالبستان شجرة سواها . ومهما اختلفت التعريفات ، فإننا نلتقى عند رتبة من التزكي والتقوى : أي الربانية الإسلامية ، أى ( التصوف ) على طريق الهجرة إلى الله (( ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين )) وقال : (( إنى مهاجر إلى ربي )) .
فالواقع أنها جميعا تعريف واحد ، يكمل بعضه بعضا .
(د) أما الاختلاف فى تحديد مصادر التصوف ، فدسيسة من دسائس أعداء الله ؛ فالتصوف كما قدمنا "ربانية الإسلام" ، فهو عبادة ، وخلق ، ودعوة ، واحتياط ، وأخذ بالعزائم ، واعتصام بالقيم الرفيعة ، فمن ذا الذي يقول : إن هذه المعاني ليست من صميم الإسلام ؟
إنها مغالطات ، أو أغاليط ، نظروا فيها إلى هذا الركام للدخول على التصوف من المذاهب الشاذة ، أو الضالة ، ولم ينظروا إلى حقيقة التصوف .
والحكم على الشيء بالمدخول عليه : غلط ، أو مغالطة .
والحكم على المجموع بتصرف أفراد انتسبوا إليه صدقا أو كذبا : ظلم مبين .
وهل من المعقول أن يترك المسلمون إسلامهم مثلا لشذوذ طائفة منهم تشرب الخمر ، أو تمارس الزنا ، أو تحلل ما حرم الله ؟
وهل عمل هؤلاء يكون دليلا على أن الإسلام ليس من عند الله ؟! ... شيئا من التدبر أيها الناس !!!
#التصوف #الصوفي #الصوفية