Dedalum Photography and Videography

Dedalum Photography and Videography Photographer and videomaker

دة حسابي الجديد على X (تويتر) الحساب القديم معطل تماما.. لو حد يتابع:https://twitter.com/AhmedSDTaha
09/05/2024

دة حسابي الجديد على X (تويتر) الحساب القديم معطل تماما.. لو حد يتابع:
https://twitter.com/AhmedSDTaha

­Lugheadالمفارقة التي تحبك فيلما قصيرًا     حس سخرية لاذع يقود قصة مأساوية لتصبح عملا ممتعًا، فيلمًا قصيرًا لا يزيد عن ع...
01/03/2024

­Lughead
المفارقة التي تحبك فيلما قصيرًا

حس سخرية لاذع يقود قصة مأساوية لتصبح عملا ممتعًا، فيلمًا قصيرًا لا يزيد عن عشرة دقائق مكثفة للغاية، لا مكان فيها لتفصيلة مجانية، ولا تنقصها أي واردة لإقناع المشاهد وحبك الأحداث.

على خلفية من موسيقى حزينة ملؤها الشجن والعواطف الملتبسة يفتتح الفيلم علاقته بالجمهور من خلال لافتة مضيئة تشير إلى موتيل، بينما تتحرك الكاميرا إلى أسفل يملأ الكادرَ رأسُ شخص ما، نرى بدءًا ظهره حيث ينظر في اتجاه اللافتة. يملأ عنوان الفيلم الشاشة (Lughead) أو الأبله، ربما كان ظهور العنوان فوق صورة الرجل موحيًا أنه هو المقصود، قد يكون ذلك صحيحًا بعض الشيء، لكن تريث؛ الفيلم يحمل لك مفاجآت عديدة.

يلتفت البطل إلينا فنتعرف إليه أكثر، رجل في أواسط العمر، مرتبك، يزيد من إحساسنا بتوتره صوت سيارة نجدة تلقي ضوءها الأحمر على وجهه، سرعان ما ندرك السبب (سبب التوتر) إذ تظهر أمامه فجأة فتاة حسناء في مقتبل العمر، عشرينية فيما يبدو، واثقة من نفسها تمامًا عكس الرجل الذي تناديه باسمه، فهي تعرف الاسم وإن كانت تقابل صاحبه للمرة الأولى. يسألها إن كان عليهما الذهاب لمكان ما فتجيبه بثبات: "لماذا لا نذهب إلى مكاني؟". تقول ذلك ليس من باب السؤال أو المناشدة، إن الأمر بالنسبة لها محسوم، تلقي جملتها ولا تنتظر إجابته؛ تنطلق مباشرة صوب وجهتها فلا يجد بدًا من أن يتبعها صاغرًا.

أثناء سيرهما نكتشف الموتيل، ونلاحظ أن الجزء الذي يحوي غرفة الفتاة تحديدًا مضاء بمصباح أحمر اللون، تدعو الفتاة ذلك الغريب إلى غرفتها، وما تلبث إذ دخلت أن خلعت معطفها الذي أضفى عليها مظهرًا جادًا، وحذاءها ذا الكعب العالي (جدًا) والذي أضفى عليها هيبة أنثوية من نوع خاص؛ فهذا النوع من الأحذية يسمح للمرأة أن تنظر إلى العالم من زاوية المسيطرة، وتفرض على من ينظر إليها أن يلزم حدوده، هنا تتحول رؤيتنا لها فنكتشف الأنثى لكن بطريقة أخرى، فستانها المختصر للغاية والذي يسهب في وصف مفاتن جسدها يشي بما قد يفسر وجودها في هذه اللحظة من الدراما، كأس الشامبانيا الذي تقدمه لرفيقها ودعوتها المتدللة إياه أن يجلس قبالتها على سريرها، الظرف الذي يمنحها إياه وفيه كما يبدو مبلغ سخي من المال، كل ذلك يؤكد لنا أن الفتاة بنت ليل وهذا عملها ولو كانت المرة الأولى لها كما تذكر في حوارها معه، لكن الحوار ينقلنا فجأة إلى فهم مغاير تمامًا لنكتشف أن المرأة قاتلة محترفة وأن الرجل يؤجرها لتقتل زوجته التي لا يستطيع التخلص منها لأنهما كاثوليك، والغريب أنه -في نظر نفسه- متدين لن يطلقها أو يخونها، ولن يغير إيمانه، لكنه -فقط- سيقتلها، سيقتل زوجته التي تعذبه بلسانها السليط وتناديه دائمًا بالأبله (Lughead).

هل يكفي ذلك التحول لإسدال ستار النهاية؟

بدلا من الليلة الحمراء التي أوحت بها البدايات، نجد أنفسنا في وكر الاتفاق على قتل امرأة بريئة غافلة من قبل زوج أحمق!!

الحقيقة لم يكتف صانع الفيلم المخرج والمؤلف كوري شورج بذلك، في البدايات لم نكن عارفين بخبايا القصة بينما شخصيتي الفيلم تدركان كل شيء، الرجل يعرف أن المرأة قاتلة مأجورة وليست فتاة ليل كما تصورنا، والفتاة مدركة أنه يريد التخلص من زوجته، لكن بُعدًا آخر يضيفه صانع الفيلم، يمتد بالقصة إلى تحول إضافي، وبما أن التحول مرتبط بالمعرفة كما تقتضي قواعد الدراما الكلاسيكية، والمعرفة لا تكون إلا لشيء خفي، سر جديد نكتشف مع البطل وجوده، والسر أن زوجته (الضحية ا البريئة المحتملة) لم تكن بريئة تمامًا، بل إنها تواصلت مع نفس المرأة الفاتكة التي تجلس أمامه بوجه فاتن وعينين تلمعان ببريق المتعة وهي تكشف له الحقيقة، لقد تلقت عرضًا سخيًا من السيدة (حرمه المصون) للتخلص منه، والكأس الذي تجرعه قبل لحظة فيه سم قاتل، سريع الفتك لن يلبث أن يقضي عليه في ثوانٍ، وللمفارقة تلاحظ الفتاة وهي ترتدي حذاءها ذا الكعب العالي وتهم بالخروج أن كليهما (الزوج والزوجة) للغرابة متطابقان تمامًا في شخصيتيهما، ربما مثل القطبين المتماثلين من المغناطيس تنافرا حتى لم يطق أحد منهما بقاء الآخر على قيد الحياة.

اعتمدت حبكة الفيلم على تقنية المفارقة، والمفارقة تقنية سردية قديمة ومتداولة، ولها مستويات عدة: المفارقة اللفظية Paradox والمفارقة الساخرة أو التغابي Irony -إذا جازت الترجمة، فمن خلال مظاهر تقودنا إلى تكوين تصورات محددة نقع في اللبس وأيضًا من خلال تغابي البطلة أو ادعاء الوقوع تحت نفس التصورات التي نتبناها تؤكد لنا وجهة نظرنا التي ما نلبث أن نكتشف أنها خاطئة مما ينشأ عنه نوع من صدمة المفاجأة والكوميديا المريرة، كوميديا تتحقق من خلال الموقف الملتبس دون أن يكون في الحدث القاسي على الأبطال (عملية اغتيال البطل) ما يدعو أو يوحي بالضحك.

لتحقيق هذا اللبس اعتمد صناع العمل على مجموعة مما قد نسميه (التاريخ الدلالي لتفاصيل المشهد) سواء من خلال الشكل أو من خلال الحوار، تقنية تتيح تكثيف تدفق المعلومات في زمن محدود بما يلائم فيلمًا قصيرًا لا يتعدى الدقائق العشرة، بمعنى أن كل تفصيلة داخل المشهد تمر أمام عين المشاهد أو تذكر من خلال الحوار ليست فقط مجرد كلمة في سياق ما، لكن لها تاريخًا من الدلالات التي تعنيها بالنسبة للمشاهد، مثلا الموتيل كمكان طبيعي لالتقاء العشاق، حتى في الدول الغربية التي لا يجد الكثيرون فيها ضيرًا في العلاقات المفتوحة خارج مؤسسة الزواج، يبقى عندهم ذلك مقتصرًا -في أغلب الأحوال- على لقاءات تتم داخل غرف الموتيلات المؤجرة باليوم أو الأسبوع أو حتى الشهر، اللون الأحمر الحاضر في معظم لقطات الفيلم من خلال الإضاءة، أيضًا له دلالات معروفة مرتبطة بنفس الموضوع، الفستان القصير للغاية الذي تظهر به البطلة بعد النقطة الفارقة الأولى في النص، بدخولهما الغرفة ونزع كل منهما معطفه الشتوي، بينما تبدو هي في لباس كاشف، يظل هو مرتديا عدة طبقات من الملابس الصوفية، ثم تبادل كؤوس الخمر، وظرف النقود، كل شيء يحمل معاني قديمة يستدعيها المشاهد دون أن يضطر المخرج لذكرها، حتى توظيف الممثل الكوميدي Aaron Merke وهو كوميديان كندي للجمهور سابق معرفة به يوحي بالسخرية المتضمنة في المفارقة الحادثة، إنه أمر يذكرنا بمشاركة الفنان محمد هنيدي بدور غاية في المأساوية في فيلم البطل للمخرج مجدي أحمد علي بعد نجاح ساحق حققه في فيلم آخر جعل الجمهور يصنفه كنجم كوميدي، لذلك انقلبت مشاهده المؤثرة في الفيلم كبطل مقاومة شعبي يستشهد في صراع مع قوات الاحتلال من مأساة إلى إثارة موجات الضحك، لأن الجمهور الذي تعاقد على تصنيفه ككوميديان وظف وجوده في الفيلم على أنه دلالة على السخرية من الأحداث. هذا ما يمكننا اعتباره تاريخًا دلاليا للممثل نفسه، عند ظهوره يستدعي الجمهور أدواره السابقة، والتاريخ الدلالي للممثل لا يقتصر فقط على معرفة الجمهور السابقة به كشخص، بل كنموذج أيضًا، فمثلا البطل هنا بزيه وهيئته الممتلئة وتعبيرات وجهه تستدعي الكثير من الشخصيات المماثلة التي عرضتها السينما دائما كشخصية رجل كسول، خامل، يمكن خداعه بسهولة، وكذلك البطلة كنموذج للمرأة آسرة الحسن، شديدة المراوغة، هيئتها توحي بما هي عليه وتوسع دائرة تاريخ الشخصية لتشمل أشياء لا يذكرها السيناريو، ولا يعرضها الفيلم، لكن المشاهد يدركها ويتصرف على أساسها أثناء المشاهدة.

نظرًا لمحدودية المكان اعتمد صانع الفيلم على الحوار الثنائي الذي تتطور الأحداث من خلاله، نقاش يدور بين البطلين، وتنتقل أو تتحول خلاله مراكز القوى من البطل إلى البطلة، في البداية عندما نتصور أن الفتاة بائعة هوى، نرى معظم اللقطات من زاوية خلف الرجل الذي يبدو مالئا الإطار، ومن خلال تكوين مثلث يرسمه اتجاه نظرته إليها نجده دائمًا أعلى منها، وفي منتصف الحوار تنتقل الكاميرا إلى الجانب فنرى البطلين داخل تكوين مثلث أيضًا لكنهما يحتلان قاعدته في مستوى ارتفاع واحد مما يوحي بالتكافؤ لحظة قبل أن ينتقل ميزان القوى لتصبح السيطرة للفتاة التي عرفنا أنها قاتلة محترفة قبل أن تصارحه أنها وضعت له السم في الكأس الذي تجرعه.

المفارقة تقنية تم توظيفها كثيرًا في فن القصة القصيرة، وربما ذلك ما جعلها مناسبة تماما لفيلم قصير ناجح.

أحمد صلاح الدين طه
14 فبراير 2024

لمشاهدة فيلم
Lughead
مجانا: اضغط هنا
https://dedalum.at.ua/publ/ahmed_salah_el_deen_taha/lughead_almfarqt_alti_thbk_filma_qsir_a/1-1-0-219
رابط بديل
https://dedalum.blogspot.com/2024/02/lughead.html

هذه هي القائمة الكاملة لجوائز البافتا والتي استحوذ أوبنهايمر على نصيب الأسد فيها يليه فيلم Poor Things كما حاز فيلم JELL...
19/02/2024

هذه هي القائمة الكاملة لجوائز البافتا والتي استحوذ أوبنهايمر على نصيب الأسد فيها يليه فيلم Poor Things كما حاز فيلم JELLYFISH AND LOBSTER للمخرجة البريطانية من أصل مصري ياسمين عفيفي على جائزة أفضل فيلم قصير:

https://dedalum.at.ua/news/alqa_mt_alkamlt_lgua_z_albafta/2024-02-19-1309
رابط بديل:
https://dedalum.blogspot.com/2024/02/blog-post.html

القائمة الكاملة لجوائز البافتا - 19 من فبراير 2024

Lugheadالمفارقة التي تحبك فيلما قصيرًا  حس سخرية لاذع يقود قصة مأساوية لتصبح عملا ممتعًا، فيلمًا قصيرًا لا يزيد عن عشرة ...
16/02/2024

Lughead
المفارقة التي تحبك فيلما قصيرًا

حس سخرية لاذع يقود قصة مأساوية لتصبح عملا ممتعًا، فيلمًا قصيرًا لا يزيد عن عشرة دقائق مكثفة للغاية، لا مكان فيها لتفصيلة مجانية، ولا تنقصها أي واردة لإقناع المشاهد وحبك الأحداث.

على خلفية من موسيقى حزينة ملؤها الشجن والعواطف الملتبسة يفتتح الفيلم علاقته بالجمهور من خلال لافتة مضيئة تشير إلى موتيل، بينما تتحرك الكاميرا إلى أسفل يملأ الكادرَ رأسُ شخص ما، نرى بدءًا ظهره حيث ينظر في اتجاه اللافتة. يملأ عنوان الفيلم الشاشة (Lughead) أو الأبله، ربما كان ظهور العنوان فوق صورة الرجل موحيًا أنه هو المقصود، قد يكون ذلك صحيحًا بعض الشيء، لكن تريث؛ الفيلم يحمل لك مفاجآت عديدة.

يلتفت البطل إلينا فنتعرف إليه أكثر، رجل في أواسط العمر، مرتبك، يزيد من إحساسنا بتوتره صوت سيارة نجدة تلقي ضوءها الأحمر على وجهه، سرعان ما ندرك السبب (سبب التوتر) إذ تظهر أمامه فجأة فتاة حسناء في مقتبل العمر، عشرينية فيما يبدو، واثقة من نفسها تمامًا عكس الرجل الذي تناديه باسمه، فهي تعرف الاسم وإن كانت تقابل صاحبه للمرة الأولى. يسألها إن كان عليهما الذهاب لمكان ما فتجيبه بثبات: "لماذا لا نذهب إلى مكاني؟". تقول ذلك ليس من باب السؤال أو المناشدة، إن الأمر بالنسبة لها محسوم، تلقي جملتها ولا تنتظر إجابته؛ تنطلق مباشرة صوب وجهتها فلا يجد بدًا من أن يتبعها صاغرًا.

أثناء سيرهما نكتشف الموتيل، ونلاحظ أن الجزء الذي يحوي غرفة الفتاة تحديدًا مضاء بمصباح أحمر اللون، تدعو الفتاة ذلك الغريب إلى غرفتها، وما تلبث إذ دخلت أن خلعت معطفها الذي أضفى عليها مظهرًا جادًا، وحذاءها ذا الكعب العالي (جدًا) والذي أضفى عليها هيبة أنثوية من نوع خاص؛ فهذا النوع من الأحذية يسمح للمرأة أن تنظر إلى العالم من زاوية المسيطرة، وتفرض على من ينظر إليها أن يلزم حدوده، هنا تتحول رؤيتنا لها فنكتشف الأنثى لكن بطريقة أخرى، فستانها المختصر للغاية والذي يسهب في وصف مفاتن جسدها يشي بما قد يفسر وجودها في هذه اللحظة من الدراما، كأس الشامبانيا الذي تقدمه لرفيقها ودعوتها المتدللة إياه أن يجلس قبالتها على سريرها، الظرف الذي يمنحها إياه وفيه كما يبدو مبلغ سخي من المال، كل ذلك يؤكد لنا أن الفتاة بنت ليل وهذا عملها ولو كانت المرة الأولى لها كما تذكر في حوارها معه، لكن الحوار ينقلنا فجأة إلى فهم مغاير تمامًا لنكتشف أن المرأة قاتلة محترفة وأن الرجل يؤجرها لتقتل زوجته التي لا يستطيع التخلص منها لأنهما كاثوليك، والغريب أنه -في نظر نفسه- متدين لن يطلقها أو يخونها، ولن يغير إيمانه، لكنه -فقط- سيقتلها، سيقتل زوجته التي تعذبه بلسانها السليط وتناديه دائمًا بالأبله (Lughead).

هل يكفي ذلك التحول لإسدال ستار النهاية؟
بدلا من الليلة الحمراء التي أوحت بها البدايات، نجد أنفسنا في وكر الاتفاق على قتل امرأة بريئة غافلة من قبل زوج أحمق!!
الحقيقة لم يكتف صانع الفيلم المخرج والمؤلف كوري شورج (Corey Shurge) بذلك، في البدايات لم نكن عارفين بخبايا القصة بينما شخصيتي الفيلم تدركان كل شيء، الرجل يعرف أن المرأة قاتلة مأجورة وليست فتاة ليل كما تصورنا، والفتاة مدركة أنه يريد التخلص من زوجته، لكن بُعدًا آخر يضيفه صانع الفيلم، يمتد بالقصة إلى تحول إضافي، وبما أن التحول مرتبط بالمعرفة كما تقتضي قواعد الدراما الكلاسيكية، والمعرفة لا تكون إلا لشيء خفي، سر جديد نكتشف مع البطل وجوده، والسر أن زوجته (الضحية ا البريئة المحتملة) لم تكن بريئة تمامًا، بل إنها تواصلت مع نفس المرأة الفاتكة التي تجلس أمامه بوجه فاتن وعينين تلمعان ببريق المتعة وهي تكشف له الحقيقة، لقد تلقت عرضًا سخيًا من السيدة (حرمه المصون) للتخلص منه، والكأس الذي تجرعه قبل لحظة فيه سم قاتل، سريع الفتك لن يلبث أن يقضي عليه في ثوانٍ، وللمفارقة تلاحظ الفتاة وهي ترتدي حذاءها ذا الكعب العالي وتهم بالخروج أن كليهما (الزوج والزوجة) للغرابة متطابقان تمامًا في شخصيتيهما، ربما مثل القطبين المتماثلين من المغناطيس تنافرا حتى لم يطق أحد منهما بقاء الآخر على قيد الحياة.

اعتمدت حبكة الفيلم على تقنية المفارقة، والمفارقة تقنية سردية قديمة ومتداولة، ولها مستويات عدة: المفارقة اللفظية Paradox والمفارقة الساخرة أو التغابي Irony -إذا جازت الترجمة، فمن خلال مظاهر تقودنا إلى تكوين تصورات محددة نقع في اللبس وأيضًا من خلال تغابي البطلة أو ادعاء الوقوع تحت نفس التصورات التي نتبناها تؤكد لنا وجهة نظرنا التي ما نلبث أن نكتشف أنها خاطئة مما ينشأ عنه نوع من صدمة المفاجأة والكوميديا المريرة، كوميديا تتحقق من خلال الموقف الملتبس دون أن يكون في الحدث القاسي على الأبطال (عملية اغتيال البطل) ما يدعو أو يوحي بالضحك.

لتحقيق هذا اللبس اعتمد صناع العمل على مجموعة مما قد نسميه (التاريخ الدلالي لتفاصيل المشهد) سواء من خلال الشكل أو من خلال الحوار، تقنية تتيح تكثيف تدفق المعلومات في زمن محدود بما يلائم فيلمًا قصيرًا لا يتعدى الدقائق العشرة، بمعنى أن كل تفصيلة داخل المشهد تمر أمام عين المشاهد أو تذكر من خلال الحوار ليست فقط مجرد كلمة في سياق ما، لكن لها تاريخًا من الدلالات التي تعنيها بالنسبة للمشاهد، مثلا الموتيل كمكان طبيعي لالتقاء العشاق، حتى في الدول الغربية التي لا يجد الكثيرون فيها ضيرًا في العلاقات المفتوحة خارج مؤسسة الزواج، يبقى عندهم ذلك مقتصرًا -في أغلب الأحوال- على لقاءات تتم داخل غرف الموتيلات المؤجرة باليوم أو الأسبوع أو حتى الشهر، اللون الأحمر الحاضر في معظم لقطات الفيلم من خلال الإضاءة، أيضًا له دلالات معروفة مرتبطة بنفس الموضوع، الفستان القصير للغاية الذي تظهر به البطلة بعد النقطة الفارقة الأولى في النص، بدخولهما الغرفة ونزع كل منهما معطفه الشتوي، بينما تبدو هي في لباس كاشف، يظل هو مرتديا عدة طبقات من الملابس الصوفية، ثم تبادل كؤوس الخمر، وظرف النقود، كل شيء يحمل معاني قديمة يستدعيها المشاهد دون أن يضطر المخرج لذكرها، حتى توظيف الممثل الكوميدي Aaron Merke وهو كوميديان كندي للجمهور سابق معرفة به يوحي بالسخرية المتضمنة في المفارقة الحادثة، إنه أمر يذكرنا بمشاركة الفنان محمد هنيدي بدور غاية في المأساوية في فيلم البطل للمخرج مجدي أحمد علي بعد نجاح ساحق حققه في فيلم آخر جعل الجمهور يصنفه كنجم كوميدي، لذلك انقلبت مشاهده المؤثرة في الفيلم كبطل مقاومة شعبي يستشهد في صراع مع قوات الاحتلال من مأساة إلى إثارة موجات الضحك، لأن الجمهور الذي تعاقد على تصنيفه ككوميديان وظف وجوده في الفيلم على أنه دلالة على السخرية من الأحداث. هذا ما يمكننا اعتباره تاريخًا دلاليا للممثل نفسه، عند ظهوره يستدعي الجمهور أدواره السابقة، والتاريخ الدلالي للممثل لا يقتصر فقط على معرفة الجمهور السابقة به كشخص، بل كنموذج أيضًا، فمثلا البطل هنا بزيه وهيئته الممتلئة وتعبيرات وجهه تستدعي الكثير من الشخصيات المماثلة التي عرضتها السينما دائما كشخصية رجل كسول، خامل، يمكن خداعه بسهولة، وكذلك البطلة كنموذج للمرأة آسرة الحسن، شديدة المراوغة، هيئتها توحي بما هي عليه وتوسع دائرة تاريخ الشخصية لتشمل أشياء لا يذكرها السيناريو، ولا يعرضها الفيلم، لكن المشاهد يدركها ويتصرف على أساسها أثناء المشاهدة.

نظرًا لمحدودية المكان اعتمد صانع الفيلم على الحوار الثنائي الذي تتطور الأحداث من خلاله، نقاش يدور بين البطلين، وتنتقل أو تتحول خلاله مراكز القوى من البطل إلى البطلة، في البداية عندما نتصور أن الفتاة بائعة هوى، نرى معظم اللقطات من زاوية خلف الرجل الذي يبدو مالئا الإطار، ومن خلال تكوين مثلث يرسمه اتجاه نظرته إليها نجده دائمًا أعلى منها، وفي منتصف الحوار تنتقل الكاميرا إلى الجانب فنرى البطلين داخل تكوين مثلث أيضًا لكنهما يحتلان قاعدته في مستوى ارتفاع واحد مما يوحي بالتكافؤ لحظة قبل أن ينتقل ميزان القوى لتصبح السيطرة للفتاة التي عرفنا أنها قاتلة محترفة قبل أن تصارحه أنها وضعت له السم في الكأس الذي تجرعه.

المفارقة تقنية تم توظيفها كثيرًا في فن القصة القصيرة، وربما ذلك ما جعلها مناسبة تماما لفيلم قصير ناجح.

أحمد صلاح الدين طه
14 فبراير 2024
https://dedalum.at.ua/publ/ahmed_salah_el_deen_taha/lughead_almfarqt_alti_thbk_filma_qsir_a/1-1-0-219
رابط بديل
https://dedalum.blogspot.com/2024/02/lughead.html

حس سخرية لاذع يقود قصة مأساوية لتصبح عملا ممتعًا، فيلمًا قصيرًا لا يزيد عن عشرة دقائق مكثفة للغاية، لا مكان فيها لتفصيلة...
14/02/2024

حس سخرية لاذع يقود قصة مأساوية لتصبح عملا ممتعًا، فيلمًا قصيرًا لا يزيد عن عشرة دقائق مكثفة للغاية، لا مكان فيها لتفصيلة مجانية، ولا تنقصها أي واردة لإقناع المشاهد وحبك الأحداث.
https://dedalum.at.ua/publ/ahmed_salah_el_deen_taha/lughead_almfarqt_alti_thbk_filma_qsir_a/1-1-0-219

رابط بديل:
https://dedalum.blogspot.com/2024/02/lughead.html

فيلم Mirrormirror.. عندما يعكس الكون اضطرابك - نقد
12/02/2024

فيلم Mirrormirror.. عندما يعكس الكون اضطرابك - نقد

فيلم مثير، شيق، ستستمتع بغموضه وتفاصيله المدهشة؛ لكن ذلك ليس كل شيء. إنه فيلم أنصح بمشاهدته من يتعلم صناعة الأفلام بشكل عام، والفيلم القصير على وجه التحديد، أي لو كن...

فيلم تسجيلي (حياة روح .. من مذكرات التحرير)
25/01/2024

فيلم تسجيلي (حياة روح .. من مذكرات التحرير)


فيلم تسجيلي يتناول الروح الرائعة التي أظهرها اجتماع المصريين إبان ثورة يناير في ميدان التحرير تصوير ومونتاج وإخراج: أحمد صلاح الدين طه

24/01/2024

من مرسمه في حي السيدة زينب الفنان التشكيلي القدير فتحي عفيفي في برنامج ملامح على القناة الثانيةبرنامج ملامحمدير التصوير والإضاءة: أحمد صلاح الدين طهمدير التح...

بعض اللقطات بالموبايل على هامش تصوير برنامج نورت مصر من سقارة
11/01/2024

بعض اللقطات بالموبايل على هامش تصوير برنامج نورت مصر من سقارة

من مرسمه في حي السيدة زينب الفنان التشكيلي القدير فتحي عفيفي في برنامج ملامح على القناة الثانيةبرنامج ملامحمدير التصوير ...
09/01/2024

من مرسمه في حي السيدة زينب الفنان التشكيلي القدير فتحي عفيفي في برنامج ملامح على القناة الثانية

برنامج ملامح
مدير التصوير والإضاءة: أحمد صلاح الدين طه
مدير التحرير: ناصر عبد العزيز
إخراج أسامة غريب
https://youtu.be/tPdWqTiW5Mo?si=j1wF_RYDqfg_ibVe

من مرسمه في حي السيدة زينب الفنان التشكيلي القدير فتحي عفيفي في برنامج ملامح على القناة الثانيةبرنامج ملامحمدير التصوير والإضاءة: أحمد صلاح الدين طهمدير التح...

09/01/2024

07/01/2024

حديقة الأسماك بالقاهرة والشهيرة باسم الجبلاية وعلى اسمها سمي الشارع الذي يحوي أيضا اتحاد كرة القدم المصري، والذي أصبح معروفا في الإعلام باسم الجبلاية أيضاحدي...

02/01/2024

الأخلاقالفنالفلسفة الإسلاميةوالفلسفة اليونانيةوفلاسفة العصر الحديثكل هذا وأكثر في لقاء الأستاذة الدكتورة وفاء سمير أستاذ مساعد الأخلاق والفلسفة كلية البنات ج...

الإعلامية عبير عبد الوهاب من كواليس تصوير برنامج ملامح على القناة الثانيةhttps://youtu.be/OTtWsBxOFG4@متابعين
30/12/2023

الإعلامية عبير عبد الوهاب من كواليس تصوير برنامج ملامح على القناة الثانية
https://youtu.be/OTtWsBxOFG4
@متابعين

الإعلامية عبير عبد الوهاب من كواليس تصوير برنامج ملامح على القناة الثانيةمدير التصوير والإضاءة أحمد صلاح الدينإخراج أسامة غريب

28/12/2023

فن الواو من كواليس تصوير برنامج ملامح مع الشاعر والكاتب المسرحي علي أبو سالم
https://youtu.be/zMXuVT_Epo4

#فن #مسرح #مصر #ملامح

28/12/2023

علي أبو سالم، مؤلف مسرحي مصري، قام بكتابة عدد من الأعمال الفنية، ومنها مسرحية العالم تحت الأرض، ومسرحية العانس عام 2009.

28/12/2023

الفنان فتحي عفيفي
من حي العريق
كواليس تصوير برنامج ملامح #ماسبيرو

فن الواو من كواليس تصوير برنامج ملامح مع الشاعر والكاتب المسرحي علي أبو سالمhttps://youtu.be/zMXuVT_Epo4?sub_confirmatio...
26/12/2023

فن الواو من كواليس تصوير برنامج ملامح مع الشاعر والكاتب المسرحي علي أبو سالم
https://youtu.be/zMXuVT_Epo4?sub_confirmation=1

علي أبو سالم، مؤلف مسرحي مصري، قام بكتابة عدد من الأعمال الفنية، ومنها مسرحية العالم تحت الأرض، ومسرحية العانس عام 2009.

11/11/2023

الأستاذ الدكتور مختار يونس رئيس اتحاد الفنانين العرب لفنون الطفل ومؤسس دراسة فنون الطفل في مصر
من كواليس تصوير برنامج ملامح القناة الثانية - التليفزيون المصري

#فنون


مدير التصوير: أحمد صلاح الدين طه
المخرج: أسامة غريب

الدراما والنقد،الحياة في حديث عن ملامح رحلة الأستاذ الدكتور أسامة أبو طالب الأستاذ بأكاديمية الفنونhttps://youtu.be/53yN...
08/11/2023

الدراما والنقد،الحياة في حديث عن ملامح رحلة الأستاذ الدكتور أسامة أبو طالب الأستاذ بأكاديمية الفنون
https://youtu.be/53yNK1YtVsw?si=1gThiaHKGvenY3kX?sub_confirmation=1

الدراما والنقد، والحياة في حديث عن ملامح رحلة الأستاذ الدكتور أسامة أبو طالب الأستاذ بأكاديمية الفنون .. الجزء الأولمدير التصوير والإضاءة أحمد صلاح الدين طهم...

03/11/2023
03/11/2023

صانع الفخار من متحف الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون - شارع خاتم المرسلين -الهرم
#الهرم

Address

`Arab El-Sheikh Zeid

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Dedalum Photography and Videography posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to Dedalum Photography and Videography:

Videos

Share

Category

Nearby media companies


Other Video Creators in `Arab el-Sheikh Zeid

Show All